208. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: المُؤمِنُ أکرَمُ عَلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المَلائِکَةِ الَّذینَ عِندَهُ، وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ لَمَنزِلَةُ العَبدِ المُؤمِنِ أفضَلُ مِن مَنزِلَةِ المَلائِکَةِ «إِنَّ الَّذِینَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ»(1)(2)
209. ثواب الأعمال عن أبی هریرة وعبداللّه بن عبّاس: خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله قَبلَ وَفاتِهِ وهِیَ آخِرُ خُطبَةٍ خَطَبَها بِالمَدینَةِ قالَ: یا أیُّهَا النّاسُ: اُدنوا ووَسِّعوا لِمَن خَلفَکُم.
فَقالَ رَجُلٌ: یا رَسولَ اللّهِ، لِمَن نُوَسِّعُ؟ قالَ: لِلمَلائِکَةِ.
فَقالَ: إنَّهُم إذا کانوا مَعَکُم لَم یَکونوا مِن بَینِ أیدیکُم ولا مِن خَلفِکُم، ولکِن یَکونونَ عَن أیمانِکُم وعَن شَمائِلِکُم.
فَقالَ رَجُلٌ: یا رَسولَ اللّهِ لِمَ لا یَکونونَ مِن بَینِ أیدینا ولا مِن خَلفِنا؟ أمِن فَضلِنا عَلَیهِم أم فَضلِهِم عَلَینا؟ قالَ: أنتُم أفضَلُ مِنَ المَلائِکَةِ.(3)
210. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: لَمّا عُرِجَ بی إلَى السَّماءِ أذَّنَ جِبرَئیلُ مَثنى مَثنى، وأقامَ مَثنى مَثنى، ثُمَّ قالَ لی: تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ، فَقُلتُ لَهُ: یا جَبرَئیلُ أتَقَدَّمُ عَلَیکَ؟ فَقالَ: نَعَم، لِأَنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى فَضَّلَ أنبِیاءَهُ عَلى مَلائِکَتِهِ أجمَعینَ، وفَضَّلَکَ خاصَّةً.
فَتَقَدَّمتُ فَصَلَّیتُ بِهِم ولا فَخرَ، فَلَمَّا انتَهَیتُ إلى حُجُبِ النّورِ، قالَ لی جَبرَئیلُ: تَقَدَّم یا مُحَمَّدُ، وتَخَلَّفَ عَنّی.
فَقُلتُ: یا جَبرَئیلُ، فی مِثلِ هذَا المَوضِعِ تُفارِقُنی؟ فَقالَ: یا مُحَمَّدُ، إنَّ انتِهاءَ حَدِّی الَّذی وَضَعَنِی اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فیهِ إلى هذَا المَکانِ، فَإِن تَجاوَزتُهُ احتَرَقَت أجنِحَتی بِتَعَدِّی حُدودِ رَبّی جَلَّ جَلالُهُ.
فَزَجَّ بی فِی النّورِ زَجَّةً حَتَّى انتَهَیتُ إلى حَیثُ ما شاءَ اللّهُ مِن عُلُوِّ مُلکِهِ فَنودیتُ: یا مُحَمَّدُ، فَقُلتُ: لَبَّیکَ رَبّی وسَعدَیکَ، تَبارَکتَ وتَعالَیتَ.
فَنودیتُ: یا مُحَمَّدُ، أنتَ عَبدی وأنَا رَبُّکَ، فَإِیّایَ فَاعبُد وعَلَیَّ فَتَوَکَّل، فَإِنَّکَ نوری فی عِبادی، ورَسولی إلى خَلقی، وحُجَّتی عَلى بَرِیَّتی، لَکَ ولِمَنِ اتَّبَعَکَ خَلَقتُ جَنَّتی، ولِمَن خالَفَکَ خَلَقتُ ناری.(4)
211. الإمام الباقر علیه السلام: ما خَلَقَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ خَلقا أکرَمَ عَلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ المُؤمِنِ، لِأَنَّ المَلائِکَةَ خُدّامُ المُؤمِنینَ، وأنَّ جِوارَ اللّهِ لِلمُؤمِنینَ، وأنَّ الجَنَّةَ لِلمُؤمِنینَ، وأنَّ الحورَ العینَ لِلمُؤمِنینَ.(5)
212. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ أوَّلَ مَن قاسَ إبلیسُ؛ فَقالَ: «خَلَقتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِینٍ»(6)، ولَو عَلِمَ إبلیسُ ما جَعَلَ اللّهُ فی آدَمَ، لَم یَفتَخِر عَلَیهِ.(7)
1) البیِّنة: 7.
2) الفردوس: ج 4 ص 183 ح 6567 عن أبی هریرة.
3) ثواب الأعمال: ص 330 ح 1 عن أبی هریرة و ابن عبّاس، أعلام الدین: ص 410 عن ابن عبّاس، بحارالأنوار: ج 76 ص 359 ح 30.
4) علل الشرائع: ص 6 ح 1، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 263 ح 22، کمال الدین: ص 255 ح 4، تأویل الآیات الظاهرة: ج 2 ص 877 ح 9 کلّها عن عبدالسلام بن صالح الهروی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام، بحارالأنوار: ج 26 ص 336 ح 1.
5) الکافی: ج 2 ص 33 ح 2 عن أبی الصباح الکنانی، بحارالأنوار: ج 69 ص 19 ح 2.
6) الأعراف: 12، ص: 76.
7) الإختصاص: ص 109، بحار الأنوار: ج 11 ص 102 ح 8.