154. الإمام علیّ علیه السلام – فی صِفَةِ خَلقِ الإِنسانِ ـ: حَتّى إذا قامَ اعتِدالُهُ، وَاستَوى مِثالُهُ، نَفَرَ مُستَکبِرا، وخَبَطَ(1) سادِرا(2)، ماتِحا(3)فی غَربِ(4) هَواهُ، کادِحا سَعیا لِدُنیاهُ، فی لَذّاتِ طَرَبِهِ، وبَدَواتِ أرَبِهِ.(5)
155. الإمام زین العابدین علیه السلام – فی مُناجاتِهِ مَعَ اللّهِ عز و جل ـ: فَرَکَنتُ إلى ما إلَیهِ صَیَّرتَنی وإن کانَ الضُّرُّ قَد مَسَّنی، وَالفَقرُ قَد أذَ لَّنی، وَالبَلاءُ قَد جاءَنی.
فَإِن یَکُ ذلِکَ یا إلهی مِن سَخَطِکَ عَلَیَّ، فَأَعوذَ بِحِلمِکَ مِن سَخَطِکَ یا مَولایَ، وإن کُنتَ أرَدتَ أن تَبلُوَنی، فَقَد عَرَفتَ ضَعفی وقِلَّةَ حیلَتی، إذ قُلتَ: «إِنَّ الْإنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا- إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا- وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعًا».
وقُلتَ: «فَأَمَّا الْإنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَکْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَیَقُولُ رَبِّى أَکْرَمَنِ – وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ فَیَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ».
وقُلتَ: «إِنَّ الْإنسَانَ لَیَطْغَى- أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى» وقُلتَ: «وَ إِذَا مَسَّ الْإنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا کَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَن لَّمْ یَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ» وقُلتَ: «وَ إِذَا مَسَّ الْإنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِیبًا إِلَیْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا کَانَ یَدْعُواْ إِلَیْهِ مِن قَبْلُ» وقُلتَ: «وَ یَدْعُ الإنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَیْرِوَ کَانَ الإنسَانُ عَجُولًا».
وقُلتَ: «وَ إِذَا أَذَقْنَا الْإنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا» صَدَقتَ و بَرَرتَ یا مَولایَ، فَهذِهِ صِفاتِی الَّتی أعرِفُها مِن نَفسی، قَد مَضَت بِقُدرَتِکَ فِیَّ، غَیرَ أن وَعَدتَنی مِنکَ وَعدا حَسَنا، أن أدعُوَکَ فَتَستَجیبَ لی. فَأَنَا أدعوکَ کَما أمَرتَنی فَاستَجِب لی کَما وَعَدتَنی، وَاردُد عَلَیَّ نِعمَتَکَ، وَانقُلنی مِمّا أنَا فیهِ إلى ما هُوَ أکبَرُ مِنهُ، حَتّى أبلُغَ مِنهُ رِضاکَ، وأنالَ بِهِ ما عِندَکَ فیما أعدَدتَهُ لِأَولِیائِکَ الصّالِحینَ، إنَّکَ سَمیعُ الدُّعاءِ قَریبٌ مُجیبٌ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّیِّبینَ الطّاهِرینَ الأَخیارِ.(6)
156. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ طَبائِعَ النّاسِ کُلَّها مُرَکَّبَةٌ عَلَى الشَّهوَةِ، وَالرَّغبَةِ، وَالحِرصِ، وَالرَّهبَةِ، وَالغَضَبِ، وَاللَّذَّةِ، إلّا أنَّ فِی النّاسِ مَن قَد دَمَّ(7)هذِهِ الخِلالَ بِالتَّقوى وَالحَیاءِ وَالأَنفِ(8)(9)
157. الإمام الصادق علیه السلام: ثَلاثَةٌ مُرَکَّبَةٌ فی بَنی آدَمَ: الحَسَدُ، وَالحِرصُ، وَالشَّهوَةُ.(10)
1) خَبَطَ: إذا رَکِبَ أمرا بجهالة (النهایة: ج 2 ص 8 «خبط»).
2) سادراً: لاهِیا (النهایة: ج 2 ص 354 «سدر»).
3) مَتَحَ الدَّلوَ: إذا جَذَبَها مستقیما لها (مجمع البحرین: ج 3 ص 1668 «متح»).
4) الغَربُ: الدَّلوُ العَظیمَةُ (القاموس المحیط: ج1 ص 109 «غرب»).
5) نهج البلاغة: الخطبة 83، بحارالأنوار: ج 77 ص 427 ح 44.
6) الدعوات: ص 176 ح 491، بحارالأنوار: ج 94 ص 137 نقلاً عن الکتاب العتیق الغروی.
7) دَمَّ الشیء: طَلاهُ (لسان العرب: ج 12 ص 206 «دمم»).
8) الأنف: هو نوع من الأدب فی ستر العورة وإخفاء القبیح… وإنّما هو من باب التجمل والحیاء وطلب السلامة من الناس (لسان العرب: ج 9 ص 12 «أنف»).
9) نزهة الناظر: ص 162 ح 319، مستدرک الوسائل: ج 11 ص 212 ح 12771.
10) تحف العقول: ص 320 عن أبی جعفر محمد بن النعمان الأحول، بحارالأنوار: ج 78 ص 234 ح 48.