الکتاب
«أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاکُمْ عَبَثًا وَأَنَّکُمْ إِلَیْنَا لَا تُرْجَعُونَ».(1)
«إِنَّا کُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ».(2)
الحدیث
76.الإمام علیّ علیه السلام: اِعلَموا ـ عِبادَ اللّهِ ـ أنَّهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثا، ولَم یُرسِلکُم هَمَلاً، عَلِمَ مَبلَغَ نِعَمِهِ عَلَیکُم، وأحصى إحسانَهُ إلَیکُم، فَاستَفتِحوهُ وَاستَنجِحوهُ وَاطلُبوا إلَیهِ وَاستَمنِحوهُ (وَاستَمیحوهُ).(3)
77.الإمام زین العابدین علیه السلام: اِتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ، وتَفَکَّروا وَاعمَلوا لِما خُلِقتُم لَهُ، فَإِنَّ اللّهَ لَم یَخلُقکُم عَبَثا ولَم یَترُککُم سُدىً، قَد عَرَّفَکُم نَفسَهُ، وبَعَثَ إلَیکُم رَسولَهُ، وأنزَلَ عَلَیکُم کِتابَهُ، فیهِ حَلالُهُ وحَرامُهُ، وحُجَجُهُ وأمثالُهُ.
فَاتَّقُوا اللّهَ، فَقَدِ احتَجَّ عَلَیکُم رَبُّکُم فَقالَ: «أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَیْنَیْنِ – وَ لِسَانًا وَ شَفَتَیْنِ – وَ هَدَیْنَاهُ النَّجْدَیْنِ»(4) (5) فَهذِهِ حُجَّةٌ عَلَیکُم. فَاتَّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ولا تُکلانَ إلّا عَلَیهِ.(6)
78.الإمام المهدیّ علیه السلام ـ فی تَوقیعٍ صَدَرَ مِن ناحِیَتِهِ فی جَوابِ کِتابِ أحمَدَ بنِ إسحاقَ ـ: إنَّ اللّهَ تَعالى لَم یَخلُقِ الخَلقَ عَبَثا ولا أهمَلَهُم سُدىً، بَل خَلَقَهُم بِقُدرَتِهِ، وجَعَلَ لَهُم أسماعاً وأبصاراً و قُلوباً وألباباً.(7)
79.الصواعق المحرقة: وَقَعَ لِبُهلولٍ(8) مَعَهُ [أی مَعَ الإِمامِ العَسکَرِیِّ علیه السلام] أنَّهُ رَآهُ وهُوَ صَبِیٌّ یَبکی وَالصِّبیانُ یَلعَبونَ، فَظَنَّ أنَّهُ یَتَحَسَّرُ عَلى ما فی أیدیهِم، فَقالَ: أشتَری لَکَ ما تَلعَبُ بِهِ؟
فَقالَ: یا قَلیلَ العَقلِ ما لِلَّعبِ خُلِقنا، فَقالَ لَهُ: فَلِماذا خُلِقنا؟
قالَ: لِلعِلمِ وَالعِبادَةِ، فَقالَ لَهُ: مِن أینَ لَکَ ذلِکَ؟
قالَ: مِن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاکُمْ عَبَثًا وَأَنَّکُمْ إِلَیْنَا لَا تُرْجَعُونَ»(1) (9)
1) المؤمنون: 115.
2) القمر: 49.
3) نهج البلاغة: الخطبة 195، بحارالأنوار: ج 77 ص 314 ح 15.
4) وهَدَیناهُ النَّجدَینِ: النَّجدُ: المکان الغلیظ الرفیع، فذلک مَثَلٌ لطریقی الحقّ والباطل، والصدق والکذب، والجمیل والقبیح (مفردات ألفاظ القرآن: ص 791 «نجد»).
5) البلد: 8 ـ 10.
6) تحف العقول: ص 274، بحارالأنوار: ج 78 ص 131 ح 1.
7) الغیبة للطوسی: ص 288 ح 246، الاحتجاج: ج 2 ص 539 ح 343، بحارالأنوار: ج 50 ص 229 ح 3.
8) البهلول فی اللغة: الحَییُّ الکریم، وقیل: العزیز الجامع لکلّ خیر (لسان العرب: ج 11 ص 73). والذی ورد اسمه فی الروایة مردّد بین شخصین: أحدهما ـ وهو الأظهر ـ: بهلول بن إسحاق بن بهلول حسّان، ولد فی الأنبار سنة 204 ق، وتوفّى فیها سنة 298 ق. کان عالماً قاضیاً خطیباً من أجلّاء أساتذة المذهب الإسماعیلی (تعجیل المنفعة: ص 56). والثانی: أبو وهیب بهلول بن عمرو الصیرفی الکوفی المعروف بالمجنون. کان من کبار علماء الشیعة الإمامیة، ومن خواصّ تلامذة الإمام الصادق علیه السلام. کان یتصرّف تصرّف المجانین بأمرٍ من الإمام الکاظم علیه السلام للتخلّص من شرور العبّاسیّین. عاصر منهم: الهادی وهارون والأمین والمأمون والمعتصم والواثق والمتوکّل الذی هلک سنة 247 ق، وقیل: توفّی ببغداد سنة 190 ق ودفن بها (أصحاب الإمام الصادق علیه السلام: ج 1 ص 257).
9) الصواعق المحرقة: ص 207، نور الأبصار: ص 183 نقلاً عن درر الأصداف.