18. الإمام علیّ علیه السلام: أیُّهَا النّاسُ! أعجَبُ ما فِی الإِنسانِ قَلبُهُ، ولَهُ مَوادُّ مِنَ الحِکمَةِ وأضدادٌ مِن خِلافِها، فَإِن سَنَحَ لَهُ الرَّجاءُ أذَلَّهُ الطَّمَعُ، وإن هاجَ بِهِ الطَّمَعُ أهلَکَهُ الحِرصُ، وإن مَلَکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأَسَفُ، وإن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الغَیظُ، وإن اُسعِدَ بِالرِّضى نَسِیَ التَّحَفُّظَ، وإن نالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ، وإنِ اتَّسَعَ لَهُ الأَمنُ استَلَبَتهُ الغِرَّةُ(1)، وإن جُدِّدَت لَهُ نِعمَةٌ أخَذَتهُ العِزَّةُ، وإن أفادَ مالاً أطغاهُ الغِنى، وإن عَضَّتهُ فاقَةٌ شَغَلَهُ البَلاءُ(2)، وإن أصابَتهُ مُصیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ، وإن أجهَدَهُ الجوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعفُ، وإن أفرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتهُ البِطنَةُ، فَکُلُّ تَقصیرٍ بِهِ مُضِرٌّ، وکُلُّ إفراطٍ لَهُ مُفسِدٌ.(3)
1) فی المصدر: «استلبته العزّة»، وفی نسخة: أخذته العزّة. ومافی المتن أثبتناه من جمیع المصادر الاُخرى وهو الصواب.
2) وفی نسخة: جهده البکاء.
3) الکافی: ج 8 ص 21 ح 4 عن جابر بن یزید، نهج البلاغه: الحکمة 108، الإرشاد: ج 1 ص 301، خصائص الأئمّة: ص 97 کلّها نحوه، بحارالأنوار: ج 70 ص 52 ح 13؛ تاریخ دمشق: ج 51 ص 182 عن عبداللّه بن جعفر نحوه، کنزالعمّال: ج 1 ص 348 ح 1567.