قلة المؤمنین

الکتاب

«اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُدَ شُکْرًا وَ قَلِیلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّکُورُ».(1)

«فَلَوْلَا کَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِکُمْ أُوْلُواْ بَقِیَّةٍ یَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِى الْأَرْضِ إِلَّا قَلِیلاً مِّمَّنْ أَنجَیْنَا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِینَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِیهِ وَ کَانُواْ مُجْرِمِینَ».(2)

«قَالَ أَرَءَیْتَکَ هَذَا الَّذِى کَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَأَحْتَنِکَنَّ ذُرِّیَّتَهُ إِلَّا قَلِیلاً».(3)

«حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَ فَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِیهَا مِن کُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ وَ أَهْلَکَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ وَ مَنْ ءَامَنَ وَ مَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ».(4)

راجع: البقرة: 83 و 88 و 246، النساء: 46 و 155، المائدة: 13، الشعراء: 54، الفتح: 15.

الحدیث

454. الإمام الصادق علیه السلام: کانَ الَّذینَ آمَنوا بِهِ [أی بِنوحٍ] مِن جَمیعِ الدُّنیا ثَمانینَ رَجُلاً.(5)

455. الإمام علیّ علیه السلام- فیما یوصی بِالزُّهدِ وَالتَّقوى-: فَما أقَلَّ مَن قَبِلَها، وحَمَلَها حَقَّ حَملِها! اُولئِکَ الأَقَلّونَ عَدَدا، وهُم أهلُ صِفَةِ اللّهِ سُبحانَهُ، إذ یَقولُ: «وَ قَلِیلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّکُورُ».(6)

456. عنه علیه السلام: حَقٌّ وباطِلٌ، ولِکُلٍّ أهلٌ، فَلَئِن أمِرَ الباطِلُ لَقَدیما فَعَلَ، ولَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّما ولَعَلَّ، ولَقَلَّما أدبَرَ شَیءٌ فَأَقبَلَ!.(7)

457. عنه علیه السلام- یَعِظُ بِسُلوکِ الطَّریقِ الواضِحِ-: أیُّهَا النّاسُ! لا تَستَوحِشوا فی طَریقِ الهُدى لِقِلَّةِ أهلِهِ، فَإِنَّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعوا عَلى مائِدَةٍ شِبَعُها قَصیرٌ وجوعُها طَویلٌ….

أیُّهَا النّاسُ مَن سَلَکَ الطَّریقَ الواضِحَ وَرَدَ الماءَ، ومَن خالَفَ وَقَعَ فِی التّیهِ.(8)

458. عنه علیه السلام- مِن خُطبَةٍ لَهُ وفیها یَصِفُ زَمانَهُ بِالجَورِ ویُقَسِّمُ النّاسَ فیهِ خَمسَةَ أصنافٍ-: وبَقِیَ رِجالٌ غَضَّ أبصارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ. وأراقَ دُموعَهُم خَوفُ المَحشَرِ، فَهُم بَینَ شَریدٍ نادٍّ(9)، وخائِفٍ مَقموعٍ(10)، وساکِتٍ مَکعومٍ(11)، وداعٍ مُخلِصٍ، وثَکلانَ موجَعٍ، قَد أخمَلَتهُمُ التَّقِیَّةُ، وشَمِلَتهُمُ الذِّلَّةَ، فَهُم فی بَحرٍ اُجاجٍ(12)، أفواهُهُم ضامِزَةٌ(13)، وقُلوبُهُم قَرِحَةٌ، قَد وَعَظوا حَتّى مَلّوا، وقُهِروا حَتّى ذَلّوا، وقُتِلوا حَتّى قَلّوا.(14)

459. عنه علیه السلام: وَاعلَموا رَحِمَکُمُ اللّهُ أنَّکُم فی زَمانٍ القائِلُ فیهِ بِالحَقِّ قَلیلٌ، وَاللِّسانُ عَنِ الصِّدقِ کَلیلٌ(15)، وَاللّازِمُ لِلحَقِّ ذَلیلٌ.(16)

460. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ»(17) أتَدری مَن هُم؟ قُلتُ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ، إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ، فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبى لِلغُرَباءِ.(18)

461. الإمام الباقر علیه السلام- فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَکُمْ طَالُوتَ مَلِکًا قَالُواْ أَنَّى یَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَیْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ»-:

لَم یَکُن مِن سِبطِ النُّبُوَّةِ ولا مِن سِبطِ المَملَکَةِ، قالَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَیْکُمْ» وقالَ: «إِنَّ ءَایَةَ مُلْکِهِ أَن یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِّن رَّبِّکُمْ وَبَقِیَّةٌ مِّمَّا تَرَکَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَارُونَ» فَجاءَت بِهِ المَلائِکَةُ تَحمِلُهُ وقالَ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: «إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِیکُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّى وَمَن لَّمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى» فَشَرِبوا مِنهُ إلّا ثَلاثَمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، مِنهُم مَنِ اغتَرَفَ ومنِهمُ مَن لَم یَشرَب، فَلَمّا بَرَزوا قالَ الَّذینَ اغتَرَفوا: «لَا طَاقَةَ لَنَا الْیَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ» وقالَ الَّذینَ لَم یَغتَرِفوا: «کَم مِّن فِئَةٍ قَلِیلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً کَثِیرَةَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ»(19)(20)

462. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنَةُ أعَزُّ مِنَ المُؤمِنِ، وَالمُؤمِنُ أعَزُّ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ، فَمَن رَأى مِنکُمُ الکِبریتَ الأَحمَرَ؟(21)

463. الإمام الکاظم علیه السلام: لَیسَ کُلُّ مَن قالَ بِوِلایَتِنا مُؤمِنا ولکِن جُعِلوا اُنسا لِلمُؤمِنینَ.(22)

464. الکافی عن هشام بن الحکم: قالَ لی أبُو الحَسَنِ موسَى بنُ جَعفَرٍ علیه السلام: یا هِشامُ… ثُمَّ مَدَحَ القِلَّةَ فَقالَ: «وَ قَلِیلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّکُورُ»(23) وقالَ: «وَ قَلِیلٌ مَّا هُمْ»(24) وقالَ: «وَ قَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن یَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ»(25) وقالَ: «وَ مَنْ ءَامَنَ وَ مَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ»(4) وقالَ: «وَلَکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لَا یَعْلَمُونَ»(26) وقالَ: «وَأَکْثَرُهُمْ لَا یَعْقِلُونَ»(27) وقالَ: «وَأَکْثَرُهُمْ لَا یَشْعُرُونَ»(28)(29)

1) سبأ: 13. فی مجمع البیان: قال ابن عبّاس: «أراد به المؤمن الموحّد». وفی هذا دلالة على أنّ المؤمن الشاکر یقلّ فی کلّ عصر (مجمع البیان: ج 8 ص 600).

2) هود: 116.

3) الإسراء: 62.

4) هود: 40.

5) تفسیر القمّی: ج 1 ص 327، مجمع البیان: ج 5 ص 242 کلاهما عن أبی بصیر، بحارالأنوار: ج 11 ص 312 ح 6.

6) نهج البلاغة: الخطبة 191.

7) الکافی: ج 8 ص 68 ح 23 عن علیّ بن رئاب ویعقوب السرّاج عن الإمام الصادق علیه السلام، نهج البلاغة: الخطبة 16، الإرشاد: ج 1 ص 240، بحار الأنوار: ج 29 ص 585 ح 17؛ کنز العمّال: ج 5 ص 749 ح 14282 نقلاً عن اللالکائی عن محمّد بن الحنفیّة.

8) نهج البلاغة: الخطبة 201، الغارات: ج 2 ص 584 عن فرات بن أحنف ولیس فیه ذیله، المسترشد: ص 407 ح 138 ولیس فیه ذیله من «أیّها الناس» بحارالأنوار: ج 67 ص 158 ح 1.

9) النادّ: المتفرّد الهارب من الجماعة إلى الوحدة (هامش النهج لصبحی الصالح: ص 576).

10) المقموع: المقهور (لسان العرب: ج 11 ص 314).

11) المکعوم: من «کَعَمَ البعیر» شدَّ فاه لئلّا یأکل أو یعضّ (هامش النهج لصبحی الصالح: 577).

12) الاُجاج: هو الشدید الملوحة (لسان العرب: ج 2 ص 206 «أجج»).

13) الضامز: الساکت لا یتکلّم (لسان العرب: ج 5 ص 366 «ضمز»).

14) نهج البلاغة: الخطبة 32، بحار الأنوار: ج 78 ص 5 ح 54؛ مطالب السؤول: ج 1 ص 149 نحوه.

15) الکلیل: الثقیل (المصباح المنیر: 538 «کلّ»).

16) نهج البلاغة: الخطبة 233، أعلام الدین: ص 321، تنبیه الخواطر: ج 1 ص 79 نحوه، بحار الأنوار: ج 71 ص 292 ح 62.

17) المؤمنون: 1.

18) الکافی: ج 1 ص 391 ح 5، المحاسن: ج 1 ص 423 ح 970 وفیه «المؤمن غریب» تکرّر و ح 971 نحوه، بشارة المصطفى: ص 119، مختصر بصائر الدرجات: ص 73 نحوه، بحارالأنوار: ج 2 ص 204 ح 84.

19) البقرة: الآیات: 247- 249.

20) الکافی: ج 8 ص 316 ح 498، تفسیر العیاشی: ج 1 ص 134 ح 443 ولیس فیه صدره وکلاهما عن أبی بصیر، بحارالأنوار: ج 13 ص 437 ح 1.

21) الکافی: ج 2 ص 242 ح 1 عن قتیبة الأعشى، بحارالأنوار: ج 67 ص 159 ح 3.

22) الکافی: ج 2 ص 244 ح 7، مسائل علیّ بن جعفر: ص 329 ح 819 کلاهما عن علیّ بن جعفر، أعلام الدین: ص 124، بحار الأنوار: ج 67 ص 165ح 9.

23) سبأ: 13.

24) ص: 24.

25) غافر: 28.

26) الأنعام: 37.

27) المائدة: 103.

28) مضمون مأخوذ من آی القرآن، وفی کثیر من الآیات: «وَ هُمْ لَا یَشْعُرُونَ».

29) الکافی: ج 1 ص 15 ح 12 عن هشام بن الحکم، تحف العقول: ص 385 نحوه، بحار الأنوار: ج 78 ص 299 ح 1.