الکتاب
«فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ».(1)
«صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ».(2)
«حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ».(3)
الحدیث
167. الکافی عن عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا» ما تِلکَ الفِطرَةُ؟ قالَ: هِیَ الإِسلامُ فَطَرَهُمُ اللّهُ حینَ أخَذَ میثاقَهُم عَلَى التَّوحیدِ قالَ: «أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ»(4) وفیهِ المُؤمِنُ وَالکَافِرُ.(5)
168. الإمام الصادق علیه السلام- فی قَولِ اللّهِ عز و جل: «صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً»-: الإِسلامُ.(6)
169. الکافی عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام، قال: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل: «حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ»؟ قالَ: الحَنیفِیَّةُ مِنَ الفِطرَةِ الَّتی فَطَرَ اللّهُ النّاسَ عَلَیها «لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ» قالَ: فَطَرَهُم عَلَى المَعرِفَةِ بِهِ.(7)
170. الامام الباقر علیه السلام- فی تفسیر قوله عز و جل: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا»: هو لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علی أمیرالمؤمنین ولی الله، إلی هاهنا التوحید.(8)(9)
1) الروم: 30.
2) البقرة: 138.
3) الحجّ: 31.
4) الأعراف: 172.
5) الکافی: ج 2 ص 12 ح 2، التوحید: ص 329 ح 3، مختصر بصائر الدرجات: ص 158 وص160، بحار الأنوار: ج 67 ص 44.
6) الکافی: ج 2 ص 14 ح 1 عن عبد اللّه بن سنان وح 3 عن محمّد بن مسلم عن أحدهما علیهماالسلام، معانی الأخبار: ص 188 ح 1 عن أبان، المحاسن: ج 1 ص 375 ح 822 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه، تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 62 ح 108 عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار: ج 67 ص 132 ح 2.
7) الکافی: ج 2 ص 12 ح 4، التوحید: ص 330 ح 9، المحاسن: ج 1 ص 375 ح 824، مختصر بصائر الدرجات: ص 160 کلاهما نحوه، بحار الأنوار:ج 67 ص 135 ح 7.
8) معنى کون الفطرة هی الشهادات الثلاث أنّ الإنسان مفطور على الاعتراف باللّه لا شریک له بما یجد من الحاجة إلى الأسباب المحتاجة إلى ما وراءها وهو التوحید وبما یجد من النقص المحوج إلى دین یدین به لیکمله وهو النبوّة، وبما یجد من الحاجة إلى الدخول فی ولایة اللّه بتنظیم العمل بالدین وهو الولایة والفاتح لها فی الإسلام هو علی علیه السلام، ولیس معناه أنّ کلّ إنسان حتّى الإنسان الأوّلیّ یدین بفطرته بخصوص الشهادات الثلاث. وإلى هذا یؤول معنى الروایة السابقة أنّها الولایة فإنّها تستلزم التوحید والنبوّة وکذا ما مرّ من تفسیره الفطرة بالتوحید فإنّ التوحید هو القول بوحدانیة اللّه تعالى المستجمع لصفات الکمال المستلزمة للمعاد والنبوّة والولایة فالمآل فی تفسیرها بالشهادات الثلاث والتوحید والولایة واحد (المیزان فی تفسیر القرآن: ج 16 ص 187).
9) تفسیر القمّی: ج 2 ص 155 عن الهیثم بن عبد اللّه عن الإمام الرضا عن أبیه علیهماالسلام، التوحید: ص 329 ح 7 عن عبد الرحمن بن کثیر عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 3 ص 277 ح 3.