دعائم الإیمان

100. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ لَهُ أرکانٌ أربَعَةٌ: التَّوَکُّلُ عَلَى اللّهِ، وتَفویضُ الأَمرِ إلَى اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ، وَالتَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ.(1)

101. عنه علیه السلام: حُسنُ العَفافِ وَالرِّضا بِالکَفافِ مِن دَعائِمِ الإِیمانِ.(2)

102. الإمام الباقر علیه السلام: سُئِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ: إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ الإِیمانَ عَلى أربَعِ دَعائِمَ: عَلَى الصَّبرِ وَالیَقینِ وَالعَدلِ وَالجِهادِ.

فَالصَّبرُ مِن ذلِکَ عَلى أربَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوقِ وَالإِشفاقِ وَالزُّهدِ وَالتَّرَقُّبِ، فَمَنِ اشتاقَ إلَى الجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَواتِ، ومَن أشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرَّماتِ، ومَن زَهِدَ فِی الدُّنیا هانَت عَلَیهِ المُصیباتُ، ومَن راقَبَ المَوتَ سارَعَ إلَى الخَیراتِ.

وَالیَقینُ عَلى أربَعِ شُعَبٍ: تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وتَأَوُّلِ الحِکمَةِ ومَعرِفَةِ العِبرَةِ وسُنَّةِ الأَوَّلینَ، فَمَن أبصَرَ الفِطنَةَ عَرَفَ الحِکمَةَ، ومَن تَأَوَّلَ الحِکمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ، ومَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ، ومَن عَرَفَ السُّنَّةَ فَکَأَنَّما کانَ مَعَ الأَوَّلینَ وَاهتَدى إلَى الَّتی هِیَ أقوَمُ ونَظَرَ إلى مَن نَجا بِما نَجا ومَن هَلَکَ بِما هَلَکَ، وإنَّما أهلَکَ اللّهُ مَن أهلَکَ بِمَعصِیَتِهِ وأنجى مَن أنجى بِطاعَتِهِ. وَالعَدلُ عَلى أربَعِ شُعَبٍ: غامِضِ الفَهمِ وغَمرِ العِلمِ وزُهرَةِ الحُکمِ ورَوضَةِ الحِلمِ، فَمَن فَهِمَ فَسَّرَ جَمیعَ العِلمِ، ومَن عَلِمَ عَرَفَ شَرائِعَ الحُکمِ، ومَن حَلُمَ لَم یُفَرِّط فی أمرِهِ وعاشَ فِی النّاسِ حَمیدا.

وَالجِهادُ عَلى أربَعِ شُعَبٍ: عَلَى الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهیِ عَنِ المُنکَرِ وَالصِّدقِ فِی المَواطِنِ وشَنَآنِ(3) الفاسِقینَ، فَمَن أمَرَ بِالمَعروفِ شَدَّ ظَهرَ المُؤمِنِ، ومَن نَهى عَنِ المُنکَرِ أرغَمَ أنفَ المُنافِقِ وأمِنَ کَیدَهُ، ومَن صَدَقَ فِی المَواطِنِ قَضَى الَّذی عَلَیهِ، ومَن شَنِئَ الفاسِقینَ غَضِبَ لِلّهِ، ومَن غَضِبَ لِلّهِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ، فَذلِکَ الإِیمانُ ودَعائِمُهُ وشُعَبُهُ.(4)

1) الکافی: ج 2 ص 47 ح 2 عن السکونی عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام وص 56 ح 5 عن السکونی عن الإمام الصادق عنه علیهماالسلام، تحف العقول: ص223، الجعفریات: ص 232 عن الإمام الکاظم عن آبائه عنه علیهم السلام، مشکاة الانوار: ص 52 ح 50، بحار الأنوار: ج 68 ص 341 ح 12.

2) غرر الحکم: ج 3 ص 389 ح 4838، عیون الحکم والمواعظ: ص 229 ح 4412.

3) الشنآن: البغض (لسان العرب: ج 1 ص 101 «شنأ»).

4) الکافی: ج 2 ص 50 ح 1 عن جابر، نهج البلاغة: الحکمة 31، الخصال: ص 231 ح 74 عن الاصبغ بن نباتة وکلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 68 ص351 ح 19.