الکتاب
«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا یَعْبُدُونَنِى لَا یُشْرِکُونَ بِى شَیْئا وَمَن کَفَرَ بَعْدَ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».(1)
الحدیث
43.الإمام الصادق علیه السلام – فی مَعنى قَولِهِ عز و جل «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا یَعْبُدُونَنِى لَا یُشْرِکُونَ بِى شَیْئا» ـ: نَزَلَت فِی القائِمِ وأصحابِهِ.(2)
44.بحار الأنوار: عَن صَفوانَ أنَّهُ لَمّا طَلَبَ المَنصورُ أبا عَبدِاللّهِ علیه السلام، تَوَضَّأَ وصَلّى رَکعَتَینِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّکرِ، وقالَ: اللّهُمَّ إنَّکَ وَعَدتَنا عَلى لِسانِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله وَوعدُکَ الحَقُّ، أنَّکَ تُبَدِّلُنا مِن بَعدِ خَوفِنا أمناً، اللّهُمَّ فَأَنجِز لَنا ما وَعَدتَنا إنَّکَ لا تُخلِفُ المیعادَ.
قالَ: قُلتُ لَهُ: یاسَیِّدی فَأَینَ وَعدُ اللّهِ لَکُم؟ فَقالَ علیه السلام: قَولُ اللّهِ عز و جل: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مِنکُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ» الآیَة. (3)
45.الإمام الصادق علیه السلام: یَنتِجُ اللّهُ تَعالى فی هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلاً مِنّی وأنَا مِنهُ، یَسوقُ اللّهُ تَعالى بِهِ بَرکاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَیُنزِلُ السَّماءُ قَطرَها، ویُخرِجُ الأَرضُ بَذرَها، وتَأمَنُ وُحوشُها وسِباعُها، ویُملَأُ الأَرضُ قِسطا وعَدلاً کَما مُلِئَت ظُلما وجَورا.(4)
46.صحیح البخاری عن خبّاب بن الأرت: شَکَونا إلى رَسولِ اللّهِ صلی الله علیه وآله وهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُردَةً(5) لَهُ فی ظِلِّ الکَعبَةِ، فَقُلنا: ألا تَستَنصِرُ لَنا، ألا تَدعو لَنا؟
فَقالَ: قَد کانَ مَن قَبلَکُم یُؤخَذُ الرَّجُلُ فَیُحفَرُ لَهُ فِی الأَرضِ، فَیُجعَلُ فیها، فَیُجاءُ بِالمِنشارِ فَیوضَعُ عَلى رَأسِهِ فَیُجعَلُ نِصفَینِ، ویُمشَطُ بِأَمشاطِ الحَدیدِ ما دونَ لَحمِهِ وعَظمِهِ، فَما یَصُدُّهُ ذلِکَ عَن دینِهِ، وَاللّهِ لَیَتِمَّنَّ هذَا الأَمرُ، حَتّى یَسیرَ الرّاکِبُ مِن صَنعاءَ إلى حَضرَمَوتَ لا یَخافُ إلَا اللّهَ، وَالذِّئبَ عَلى غَنَمِهِ، ولکِنَّکُم تَستَعجِلونَ.(6)
47.رسول الله صلی الله علیه وآله: یَنزِلُ عیسَى بنُ مَریَمَ إماما عادِلاً، وحَکَما مُقسِطا، فَیَکسِرُ الصَّلیبَ، ویَقتُلُ الخِنزیرَ، ویُرجِعُ السِّلمَ، ویَتَّخِذُ السُّیوفَ مَناجِلَ، وتَذهَبُ حُمَةُ کُلِّ ذاتِ حُمَةٍ(7)، وتُنزِلُ السَّماءُ رِزقَها، وتُخرِجُ الأَرضُ بَرَکَتَها، حَتّى یَلعَبَ الصَّبِیُّ بِالثُّعبانِ فَلا یَضُرُّهُ، ویُراعِی الغَنَمُ الذِّئبَ فَلا یَضُرُّها، ویُراعِی الأَسَدُ البَقَرَ فَلا یَضُرُّها.(8)
48.الإمام علیّ علیه السلام: لَو قَد قامَ قائِمُنا، لَأَنزَلَتِ السَّماءُ قَطرَها، ولَأَخرَجَتِ الأَرضُ نَباتَها، ولَذَهَبَتِ الشَّحناءُ(9) مِن قُلوبِ العِبادِ، وَاصطَلَحَتِ السِّباعُ وَالبَهائِمُ، حَتّى تَمشِیَ المَرأَةُ بَینَ العِراقِ إلَى الشّامِ لا تَضَعُ قَدَمَیها إلّا عَلَى النَّباتِ، وعَلى رَأسِها زینَتُها(10)، لا یَهیجُها سَبُعٌ ولا تَخافُهُ.(11)
1) النور: 55.
2) الغیبة للنعمانی: ص 240 ح 35 عن أبی بصیر، تفسیر القمّی: ج 1 ص 14 من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام، بحار الأنوار: ج 51 ص 58 ح 50.
3) بحار الأنوار: ج 51 ص 64 ح 65 نقلاً عن الصفوانی فی کتابه.
4) الغیبة للطوسی: ص 188 ح 149 عن یحیى بن العلاء الرازی، بحار الأنوار: ج 51 ص 146 ح 16.
5) البُردَة: کِساءٌ یُلتَحَف به. قال الأزهریّ: وجمعها بُرَد، وهی الشملة المُخطَّطة. (لسان العرب: ج 3 ص 87 «برد»).
6) صحیح البخاری: ج 6 ص 2546 ح 6544، سنن أبی داود: ج 3 ص 47 ح 2649، مسند ابن حنبل: ج 10 ص347 ح 27286، صحیح ابن حبّان: ج 15 ص 91 ح 6698، السنن الکبرى: ج 9 ص 10 ح 17720، کنز العمّال: ج 1 ص 263 ح 1320؛ إعلام الورى: ج 1 ص 121 نحوه، بحار الأنوار: ج 18 ص 210 ح 38.
7) الحُمَةُ: سَمُّ کُلِّ شیء یلدغ أو یلسَع (المصباح المنیر: ص 154 «حمى»).
8) مسند ابن حنبل: ج 3 ص 530 ح 10265، تاریخ دمشق: ج 47 ص 496 ح 10312 کلاهما عن أبی هریرة وراجع: المصنّف لابن أبی شیبة: ج 8 ص 654 ح 43 وتفسیر القرطبی: ج 16 ص 106.
9) الشَحناءُ: العَدَاوةُ (النهایة: ج 2 ص 449 «شحن»).
10) فی تحف العقول «زنبیلها» بدل «زینتها».
11) الخصال: ص 626 ح 10 عن أبی بصیر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، تحف العقول: ص 115، بحار الأنوار: ج 10 ص 104 ح 1.