1179. الإمام الحسن علیه السلام ـ فی خُطبَتِهِ بَعدَ قَتلِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام ـ :
لَقَد حَدَّثَنی جَدّی رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله أنَّ الأَمرَ یَملِکُهُ اثنا عَشَرَ إماما مِن أهلِ بَیتِهِ وصَفوَتِهِ، ما منِّا إلّا مَقتولٌ أو مَسمومٌ.(1)
1180. الإمام علیّ علیه السلام:
… حَتّى إذا قَبَضَ اللّهُ رَسولَهُ صلى الله علیه و آله رَجَعَ قَومٌ عَلَى الأَعقابِ، وغالَتهُمُ السُّبُلُ، وَاتَّکَلوا عَلَى الوَلائِجِ، ووَصَلوا غَیرَ الرَّحِمِ، وهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذی اُمِروا بِمَوَدَّتِهِ، ونَقَلُوا البِناءَ عَن رَصِّ أساسِهِ، فَبَنَوهُ فی غَیرِ مَوضِعِهِ. مَعادِنُ کُلِّ خَطیئَةٍ، وأبوابُ کُلِّ ضارِبٍ فی غَمرَةٍ.(2)
1181. المناقب لابن شهرآشوب عن المنهال بن عمرو:
إنَّ مُعاوِیَةَ سَأَلَ الحَسَنَ علیه السلام أن یَصعَدَ المِنبَرَ ویَنتَسِبُ، فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَیهِ… ثُمَّ قالَ: أصبَحَت قُرَیشٌ تَفتَخِرُ عَلَى العَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّدا صلى الله علیه و آله مِنها، وأصبَحَتِ العَرَبُ تَفتَخِرُ عَلَى العَجَمِ بِأَنَّ مُحَمَّدا صلى الله علیه و آله مِنها، وأصبَحَتِ العَجَمُ تَعرِفُ حَقَّ العَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّدا صلى الله علیه و آله مِنها، یَطلُبونَ حَقَّنا ولا یَرُدّونَ إلَینا حَقَّنا.(3)
1182. المعجم الکبیر عن حبیب بن یسار:
لمَّا اُصیبَ الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام قامَ زَیدُ بنُ أرقَمَ إلى بابِ المَسجِدِ فَقالَ: أفَعَلتُموها؟! أشهَدُ أنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَقولُ: «اللّهُمَّ أستَودِعُکَهُما(4) وصالِحَ المُؤمِنینَ» ، فَقیلَ لِعُبَیدِ اللّهِ بنِ زِیادٍ: إنَّ زَیدَ بنَ أرقَمَ قالَ کَذا وکَذا، فَقالَ: ذلِکَ شَیخٌ قَد ذَهَبَ عَقلُهُ.(5)
1183. تاریخ الیعقوبی ـ فی ذِکرِ وَفاةِ فاطِمَةَ علیهاالسلام ـ :
دَخَلَ إلَیها فی مَرَضِها نِساءُ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وغَیرُهُنَّ مِن نِساءِ قُرَیشٍ، فَقُلنَ: کَیف أنتِ؟ قالتَ: أجِدُنی وَاللّهِ کارِهَةً لِدُنیاکُم، مَسرورَةً لِفِراقِکُم، ألقَى اللّهَ ورَسولَهُ بِحَسَراتٍ مِنکُنَّ، فَما حُفِظَ لِیَ الحَقُّ، ولا رُعِیَت مِنِّی الذِّمَّةُ، ولا قُبِلَتِ الوَصِیَّةُ، ولا عُرِفَتِ الحُرمَةُ.(6)
1184. الإمام الحسین علیه السلام:
لَمّا قُبِضَت فاطِمَةُ علیهاالسلام دَفَنَها أمیرُ المُؤمِنینَ سِرّا وعَفا عَلى مَوضِعِ قَبرِها، ثُمَّ قامَ فَحَوَّلَ وَجهَهُ إلى قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله فَقالَ:
السَّلامُ عَلَیکَ یا رَسولَ اللّهِ عَنّی، وَالسَّلامُ عَلَیکَ عَنِ ابنَتِکَ وزائِرَتِکَ وَالبائِتَةِ فِی الثَّرى بِبُقعَتِکَ، وَالُمختارِ اللّهِ لها سُرعَةَ اللَّحاقِ بِکَ، قَلَّ یا رَسولَ اللّهِ عَن صَفِیَّتِکَ صَبری، وعَفا عَن سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ تَجَلُّدی، إلّا أنَّ لی فِی التَّأَسّی بِسُنَّتِکَ فی فُرقَتِکَ مَوضِعَ تَعَزٍّ، فَلَقَد وَسَّدتُکَ فی مَلحودَةِ قَبرِکَ، وفاضَت نَفسُکَ بَینَ نَحری وصَدری. بَلى، وفی کِتابِ اللّهِ لی أنعَمُ القَبولِ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَیهِ راجِعونَ، قَدِ استُرجِعَتِ الوَدیعَةُ واُخِذَتِ الرَّهینَةُ، واُخلِسَتِ الزَّهراءُ، فَما أقبَحَ الخَضراءَ وَالغَبراءَ یا رَسولَ اللّهِ! أمّا حُزنی فَسَرمَدٌ، وأمّا لَیلی فَمُسَهَّدٌ، وهُمٌّ لا یَبرَحُ مِن قَلبی أو یَختارَ اللّهُ لی دارَکَ الَّتی أنتَ فیها مُقیمٌ، کَمَدٌ مُقَیِّحٌ، وهَمٌّ مُهَیِّجٌ، سَرعانَ ما فُرِّقَ بَینَنا وإلَى اللّهِ أشکو، وسَتُنَبِّئُکَ ابنَتُکَ بِتَظافُرِ اُمَّتِکَ عَلى هَضمِها، فَأَحفِهَا السُّؤالَ وَاستَخبِرهَا الحالَ، فَکَم مِن غَلیلٍ مُعتَلِجٍ بِصَدرِها لَم تَجِد إلى بَثِّهِ سَبیلاً، وسَتَقولُ ویَحکُمُ اللّهُ وهُوَ خَیرُ الحاکِمینَ.
سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ، فَإِن أنصَرِف فَلا عَن مَلالَةٍ، وإن أقُم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصّابِرینَ.(7)
1185. سنن الترمذی عن عبد الرّحمن بن أبی نعم:
إنَّ رَجُلاً مِن أهلِ العِراقِ سَأَلَ ابنَ عُمَرَ عَن دَمِ البَعوضِ یُصیبُ الثَّوبَ، فَقالَ ابنُ عُمَرَ: اُنظُروا إلى هذا یَسأَلُ عَن دَمِ البَعوضِ وقَد قَتَلُوا ابنَ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله، وسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَقولُ: إنَّ الحَسَنَ وَالحُسَینَ هُما رَیحانَتایَ مِنَ الدُّنیا.(8)
1186. جامع الأخبار عن المنهال بن عمرو:
دَخَلتُ عَلى عَلِیِّ بنِ الحُسَینِ علیه السلام فَقُلتُ: السَّلامُ عَلَیکُم، کَیفَ أصبَحتُم رَحِمَکُمُ اللّهُ؟ قالَ: أنتَ تَزعُمُ أنَّکَ لَنا شیعَةٌ وأنتَ لا تَعرِفُ صَباحَنا ومَساءَنا!! أصبَحنا فی قَومِنا بِمَنزِلَةِ بَنی إسرائیلَ فی آلِ فِرعَونَ ، یُذَبِّحونَ الأَبناءَ ویَستَحیونَ النِّساءَ، وأصبَحَ خَیرُ البَرِیَّةِ بَعدَ نَبِیِّها صلى الله علیه و آله یُلعَنُ عَلَى المَنابِرِ، ویُعطَى الفَضلُ وَالأَموالُ عَلى شَتمِهِ، وأصبَحَ مَن یُحِبُّنا مَنقوصاً حَقُّهُ(9) عَلى حُبِّهِ إیّانا، وأصبَحَت قُرَیشٌ تَفَضَّلُ عَلى جَمیعِ العَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّدا صلى الله علیه و آله مِنهُم، یَطلُبونَ بِحَقِّنا ولا یَعرِفونَ لَنا حَقّا. اُدخُل فَهذا صَباحُنا ومَساؤُنا.(10)
1187. الإمام الباقر علیه السلام:
مَن لَم یَعرِف سوءَ ما اُوتِیَ إلَینا مِن ظُلمِنا وذَهابِ حَقِّنا وما نُکِبنا بِهِ، فَهُوَ شَریکُ مَن أتى إلَینا فیما وَلِیَنا بِهِ.(11)
1188. الأمالی للطوسی عن المنهال بن عمرو:
کُنتُ جالِسا مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیٍّ الباقِرِ علیه السلام إذ جاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیهِ، فَرَدَّ عَلَیهِ السَّلامَ، قالَ الرَّجُلُ: کَیفَ أنتُم؟ فَقالَ لَهُ مُحَمَّدٌ علیه السلام: أوَما آنَ لَکُم أن تَعلَموا کَیفَ نَحنُ؟! إنَّما مَثَلُنا فی هذِهِ الاُمَّةِ مَثَلُ بَنی إسرائیلَ، کانَ یُذَبَّحُ أبناؤُهُم وتُستَحیى نِساؤهُم، ألا وإنَّ هؤُلاءِ یُذَبِّحونَ أبناءَنا ویَستَحیونَ نِساءَنا، زَعَمَتِ العَرَبُ أنّ لَهُم فَضلاً عَلَى العَجَمِ، فَقالَتِ العَجَمُ: وبِماذا؟ قالوا: کانَ مُحَمَّدٌ صلى الله علیه و آله عَرَبِیّا، قالوا لَهُم: صَدَقتُم. وزَعَمَت قُرَیشٌ أنَّ لَها فَضلاً عَلى غَیرِها مِنَ العَرَبِ، فَقالَت لَهُمُ العَرَبُ مِن غَیرِهِم: وبِما ذاکَ؟ قالوا: کانَ مُحَمَّدٌ صلى الله علیه و آله قُرَشِیّا، قالوا لَهُم: صَدَقتُم.
فَإِن کانَ القَومَ صَدَقوا فَلَنا فَضلٌ عَلَى النّاسِ؛ لِأَنّا ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله وأهلُ بَیتِهِ خاصَّةً وعِترَتُهُ، لا یَشرَکُهُ فی ذلِکَ غَیرُنا. فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَاللّهِ إنّی لَاُحِبُّکُم أهلَ البَیتِ. قالَ: فَاتَّخِذ لِلبَلاءِ جِلبابا، فَوَاللّهِ إنَّهُ لَأَسرَعُ إلَینا وإلى شیعَتِنا مِنَ السَّیلِ فِی الوادی، وبِنا یَبدَأُ البَلاءُ ثُمَّ بِکُم، وبِنا یَبدَأُ الرَّخاءُ ثُمَّ بِکُم.(12)
1189. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید:
رُوِیَ أنَّ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ الباقِرِ علیه السلام قالَ لِبَعضِ أصحابِهِ: یا فُلانُ، ما لَقینا مِن ظُلمِ قُرَیشٍ إیّانا وتَظاهُرِهِم عَلَینا! وما لَقِیَ شیعَتُنا ومُحِبّونا مِنَ النّاسِ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله قُبِضَ وقَد أخبَرَ أنّا أولَى النّاسِ بِالنّاسِ، فَتَمالَأَت عَلَینا قُرَیشٌ حَتّى أخرَجَتِ الأَمرَ عَن مَعدِنِهِ، وَاحتَجَّت عَلَى الأَنصارِ بِحَقِّنا وحُجَّتِنا. ثُمَّ تَداوَلَتها قُرَیشٌ، واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ، حَتّى رَجَعَت إلَینا، فَنَکَثَت بَیعَتَنا، ونَصَبَتِ الحَربَ لَنا، ولَم یَزَل صاحِبُ الأَمرِ فی صَعودٍ کَؤودٍ حَتّى قُتِلَ.
فَبویِعَ الحَسَنُ ابنُهُ وعوهِدَ، ثُمَّ غُدِرَ بِهِ واُسلِمَ، ووَثَبَ عَلَیهِ أهلُ العِراقِ حَتّى طُعِنَ بِخَنجَرٍ فی جَنبِهِ، ونُهِبَت عَسکَرُهُ، وعولِجَت خَلالیلُ(13)اُمَّهاتِ أولادِهِ، فَوادَعَ مُعاوِیَةَ وحَقَنَ دَمَهَ ودِماءَ أهلِ بَیتِهِ، وهُم قَلیلٌ حَقَّ قَلیلٍ.
ثُمَّ بایَعَ الحُسَینَ علیه السلام مِن أهلِ العِراقِ عِشرونَ ألفا، ثُمَّ غَدَروا بِهِ، وخَرَجوا عَلَیهِ، وبَیعَتُهُ فی أعناقِهِم، وقَتَلوهُ.
ثُمَّ لَم نَزَل ـ أهلَ البَیتِ ـ نُستَذَلُّ ونُستَضامُ، ونُقصى ونُمتَهَنُ، ونُحرَمُ ونُقتَلُ، ونَخافُ ولا نَأمَنُ عَلى دِمائِنا ودِماءِ أولِیائِنا. ووَجَدَ الکاذِبونَ الجاحِدونَ لِکَذِبِهِم وجُحودِهِم مَوضِعا یَتَقَرَّبونَ بِهِ إلى أولِیائِهِم، وقُضاةِ السّوءِ وعُمّالِ السّوءِ فی کُلِّ بَلدَةٍ، فَحَدَّثوهُم بِالأَحادیثِ المَوضوعَةِ المَکذوبَةِ، ورَوَوا عَنّا ما لَم نَقُلهُ وما لَم نَفعَلهُ؛ لِیُبَغِّضونا إلَى النّاسِ.
وکانَ عِظَمُ ذلِکَ وکِبَرُهُ زَمَنَ مُعاوِیَةَ بَعدَ مَوتِ الحَسَنِ علیه السلام، فَقُتِّلَت شیعَتُنا بِکُلِّ بَلدَةٍ، وقُطِّعَتِ الأَیدی وَالأَرجُلُ عَلَى الظِّنَّةِ، وکانَ مَن یُذکَرُ بِحُبِّنا وَالاِنقِطاعِ إلَینا سُجِنَ أو نُهِبَ مالُهُ، أو هُدِمَت دارُهُ.
ثُمَّ لَم یَزَلِ البَلاءُ یَشتَدُّ ویَزدادُ إلى زَمانِ عُبَیدِ اللّهِ بنِ زِیادٍ قاتِلِ الحُسَینِ علیه السلام، ثُمَّ جاءَ الحَجّاجُ فَقَتَلَهُم کُلَّ قَتلَةٍ، وأخَذَهُم بِکُلِّ ظِنَّةٍ وتُهَمَةٍ، حَتّى إنَّ الرَّجُلَ لَیُقالُ لَهُ: «زِندیقٌ» أو «کافِرٌ» أحَبُّ إلَیهِ مِن أن یُقالَ: «شیعَةُ عَلِیٍّ»!(14)
1190. الأمالی للصدوق عن حمزة بن حمران:
دَخَلتُ إلَى الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقالَ لی: یا حَمزَةُ، مِن أینَ أقبَلتَ؟ قُلتُ لَهُ: مِنَ الکوفَةِ.
قالَ: فَبَکى علیه السلام حَتّى بَلَّت دُموعُهُ لِحیَتَهُ، فَقُلتُ لَهُ: یَابنَ رَسولِ اللّهِ، ما لَکَ أکثَرتَ البُکاءَ؟! فَقالَ: ذَکَرتُ عَمّی زَیدا وما صُنِعَ بِهِ فَبَکَیتُ، فَقُلتُ لَهُ: ومَا الَّذی ذَکَرتَ مِنهُ؟
فَقالَ: ذَکَرتُ مَقتَلَهُ وقَد أصابَ جَبینَهُ سَهمٌ، فَجاءَهُ ابنُهُ یَحیى فَانکَبَّ عَلَیهِ وقالَ لَهُ: أبشِر یا أبَتاه فَإِنَّکَ تَرِدُ عَلى رَسولِ اللّهِ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم. قالَ: أجَل یا بُنَیَّ، ثُمَّ دَعا بِحَدّادٍ فَنَزَعَ السَّهمَ مِن جَبینِهِ فَکانَت نَفسُهُ مَعَهُ، فَجیءَ بِهِ إلى ساقِیَةٍ تَجری عِندَ بُستانٍ زائِدَةٍ، فَحُفِرَ لَهُ فیها ودُفِنَ واُجرِیَ عَلَیهِ الماءُ.
وکانَ مَعَهُم غُلامٌ سِندِیٌّ لِبَعضِهِم، فَذَهَبَ إلى یوسُفَ بنِ عُمَرَ مِنَ الغَدِ فَأَخبَرَهُ بِدَفنِهِم إیّاهُ، فَأَخرَجَهُ یوسُفُ بنُ عُمَرَ فَصَلَبَهُ فِی الکُناسَةِ أربَعَ سِنینَ، ثُمَّ أمَرَ بِهِ فَاُحرِقَ بِالنّارِ وذُرِّیَ فِی الرِّیاحِ، فَلَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ وخاذِلَهُ، وإلَى اللّهِ جَلَّ اسمُهُ أشکو ما نَزَلَ بِنا أهلَ بَیتِ نَبِیِّهِ بَعدَ مَوتِهِ، وبِهِ نَستَعینُ عَلى عَدُوِّنا وهُوَ خَیرُ مُستَعانٍ.(15)
1191. تاریخ الطبری عن محمّد بن إبراهیم:
اُتِیَ بِهِم [أی بِبَعضِ بَنِی الحَسَنِ علیه السلام] أبو جَعفَرٍ(16) ، فَنَظَرَ إلى مُحَمَّدِ بنِ إبراهیمَ بنِ حَسَنٍ فَقالَ: أنتَ الدّیباجُ الأَصفَرُ؟ قالَ: نَعَم. قالَ: أما وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّکَ قِتلَةً ما قَتَلتُها أحَدا مِن أهلِ بَیتِکَ. ثُمَّ أمَرَ بِاُسطُوانَةٍ مَبنِیَّةٍ فَفُرِقَت، ثُمَّ اُدخِلَ فیها فَبَنى عَلَیهِ وهُوَ حَیٌّ.(17)
1192. مقاتل الطالبیّین عن موسى بن عبد اللّه:
حُبِسنا فِی المُطبِقِ، فَما کُنّا نَعرِفُ أوقاتَ الصَّلواتِ إلّا بِأَجزاءٍ یَقرَأُها عَلِیُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ.(18)
1193. مقاتل الطالبیّین عن موسى بن عبد اللّه بن موسى:
تُوُفِّیَ عَلِیُّ بنُ الحَسَنِ وهُوَ ساجِدٌ فی حَبسِ أبی جَعفَرٍ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ: أیقِظُوا ابنَ أخی، فَإِنّی أراهُ قَد نامَ فی سُجودِهِ. قالَ: فَحَرَّکوهُ فَإِذا هُوَ قَد فارَقَ الدُّنیا. فَقالَ: رَضِیَ اللّهُ عَنکَ، إنَّ عِلمی فیکَ أنَّکَ تَخافُ هذَا المَصرَعَ.(18)
1194. مقاتل الطالبیّین عن محمّد بن المنصور المرادیّ:
قالَ یَحیَى بنُ الحُسَینِ بنِ زَیدٍ: قُلتُ لِأَبی: یا أبَه، إنّی أشتَهی أن أرى عَمّی عیسَى بنَ زَیدٍ، فَإِنَّهُ یَقبُحُ بِمِثلی أن لا یَلقى مِثلَهُ مِن أشیاخِهِ. فَدَافَعَنی عَن ذلِکَ مُدَّةً، وقالَ: إنَّ هذا أمرٌ یَثقُلُ عَلَیهِ، وأخشى أن یَنتَقِلَ عَن مَنزِلِهِ کَراهِیَةً لِلِقائِکَ إیّاهُ فَتَزعَجُهُ.
فَلَم أزَل بِهِ اُداریهِ وألطُفُ بِهِ حَتّى طابَت نَفسُهُ لی بِذلِکَ، فَجَهَّزَنی إلَى الکوفَةِ وقالَ لی: إذا صِرتَ إلَیها فَاسأَل عَن دورِ بَنی حَیٍّ، فَإِذا دُلِلتَ عَلَیها فَاقصُدها فِی السِّکَّةِ الفُلانِیَّةِ، وسَتَرى فی وَسَطِ السِّکَّةِ دارا لَها بابٌ صِفَتُهُ کَذا وکَذا، فَاعرِفهُ وَاجلِس بَعیدا مِنها فی أوَّلِ السِّکَّةِ، فَإِنَّهُ سَیُقبِلُ عَلَیکَ عِندَ المَغرِبِ کَهلٌ طَویلٌ مَسنونُ الوَجهِ قَد أثَّرَ السُّجودُ فی جَبهَتِهِ، عَلَیهِ جُبَّةُ صوفٍ، یَستَقِی الماءَ عَلى جَمَلٍ، وقَدِ انصَرَفَ یَسوقُ الجَمَلَ لا یَضَعُ قَدَما ولا یَرفَعُها إلّا ذَکَرَ اللّهَ عز و جل ودُموعُهُ تَنحَدِرُ، فَقُم وسَلِّم عَلَیهِ وعانِقهُ فَإِنَّهُ سَیَذعَرُ مِنکَ کَما یَذعَرُ الوَحشُ، فَعَرِّفهُ نَفسَکَ وَانتَسِب لَهُ فَإِنَّهُ یَسکُنُ إلَیکَ ویُحَدِّثُکَ طَویلاً، ویَسأَلُکَ عَنّا جَمیعا، ویُخبِرُکَ بِشَأنِهِ ولا یَضجَرُ بِجُلوسِکَ مَعَهُ، ولا تُطِل عَلَیهِ ووَدِّعهُ، فَإِنَّهُ سَوفَ یَستَعفیکَ مِن العَودَةِ إلَیهِ، فَافعَل ما یَأمُرُکَ بِهِ مِن ذلِکَ، فَإِنَّکَ إن عُدتَ إلَیهِ تَوارى عَنکَ وَاستَوحَشَ مِنکَ وَانتَقَلَ عَن مَوضِعِهِ وعَلَیهِ فی ذلِکَ مَشَقَّةٌ. فَقُلتُ: أفعَلُ کَما أمَرتَنی.
ثُمَّ جَهَّزَنی إلَى الکوفَةِ ووَدَّعتُهُ وخَرَجتُ. فَلَمّا وَرَدتُ الکوفَةَ قَصَدتُ سِکَّةَ بَنی حَیٍّ بَعدَ العَصرِ، فَجَلَستُ خارِجَها بَعدَ أن تَعَرَّفتُ البابَ الَّذی نَعَتَهُ لی، فَلَمّا غَرَبَتِ الشَّمسُ إذا أنَا بِهِ قَد أقبَلَ یَسوقُ الجَمَلَ، وهُوَ کَما وَصَفَ لی أبی لا یَرفَعُ قَدَما ولا یَضَعُها إلّا حَرَّکَ شَفَتَیهِ بِذِکرِ اللّهِ، ودُموعُهُ تَرَقرَقُ فی عَینَیهِ وتَذرِفُ أحیانا. فَقُمتُ فَعانَقتُهُ، فَذَعِرَ مِنّی کَما یَذعَرُ الوَحشُ مِنَ الإِنسِ، فَقُلتُ: یا عَمِّ، أنَا یَحیَى بنُ الحُسَینِ بنِ زَیدٍ، اِبنُ أخیکَ.
فَضَمَّنی إلَیهِ وبَکى حَتّى قُلتُ قَد جاءَت نَفسُهُ، ثُمَّ أناخَ جَمَلَهُ وجَلَسَ مَعی فَجَعَلَ یَسأَلُنی عَن أهلِهِ رَجُلاً رَجُلاً وَامرَأَةً اِمرَأَةً وصَبِیّا صَبِیّا، وأنَا أشرَحُ لَهُ أخبارَهُم وهُوَ یَبکی.
ثُمَّ قالَ: یا بُنَیَّ، أنَا أستَقی عَلى هذَا الجَمَلِ الماءَ، فَأَصرِفُ ما أکتَسِبُ ـ یَعنی مِن اُجرَةِ الجَمَلِ ـ إلى صاحِبِهِ وأتَقَوَّتُ باقِیَهُ، ورُبَّما عاقَنی عائِقٌ عَنِ استِقاءِ الماءِ فَأَخرُجُ إلَى البَرِیَّةِ ـ یَعنی بِظَهرِ الکوفَةِ ـ فَأَلتَقِطُ ما یَرمِی النّاسُ بِهِ مِنَ البُقولِ فَأَتَقَوَّتُهُ. وقَد تَزَوَّجتُ إلى هذَا الرَّجُلِ ابنَتَهُ، وهُوَ لا یَعلَمُ مَن أنَا إلى وَقتی هذا، فَوَلَدَت مِنّی بِنتا فَنَشَأَت وبَلَغَت وهِیَ أیضا لا تَعرِفُنی ولا تَدری مَن أنَا، فَقالَت لی اُمُّها: زَوِّجِ ابنَتَکَ بِابنِ فُلانٍ السَّقّاءِ ـ لِرَجُلٍ مِن جیرانِنا یَسقِی الماءَ ـ فَإِنَّهُ أیسَرُ مِنّا وقَد خَطَبَها، وألَحَّت عَلَیَّ، فَلَم أقدِر عَلى إخبارِها – بِأَنَّ ذلِکَ غَیرُ جائِزٍ، ولا هُوَ بِکُف ءٍ لَها ـ فَیَشیعَ خَبَری، فَجَعَلَت تُلِحَّ عَلَیَّ، فَلَم أزَل أستَکفِی اللّهَ أمرَها حَتّى ماتَت بَعدَ أیّامٍ، فَما أجِدُنی آسى عَلى شَیءٍ مِنَ الدّنیا أسایَ عَلى أنَّها ماتَت ولَم تَعلَم بِمَوضِعِها مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله.
قالَ: ثُمَّ أقسَمَ عَلَیَّ أن أنصَرِفَ ولا أعودَ إلیهِ، ووَدَّعَنی، فَلَمّا کانَ بَعدَ ذلِکَ صِرتُ إلَى المَوضِعِ الَّذِی انتَظَرتُهُ فِیهِ لِأَراهُ فَلَم أرَهُ، وکانَ آخِرَ عَهدی بِهِ.(19)
1195. مقاتل الطالبیّین عن المنذر بن جعفر العبدیّ عن أبیه:
خَرَجتُ أنَا وَالحَسَنُ وعَلِیٌّ اِبنا صالِحِ بنِ حَیٍّ، وعَبدُ رَبِّهِ بنُ عَلقَمَةَ، وجَنابُ بنُ نِسطاسٍ مَعَ عیسَى بنِ زَیدٍ حُجّاجا بَعدَ مَقتَلِ إبراهیمَ، وعیسى بَینَنا یَستُرُ نَفسَهُ فی زِیِّ الجَمّالینَ، فَاجتَمَعنا بِمَکَّةَ ذاتَ لَیلَةٍ فِی المَسجِدِ الحَرامِ، فَجَعَلَ عیسَى بنُ زَیدٍ وَالحَسَنُ بنُ صالِحٍ یَتَذاکَرانِ أشیاءَ مِنَ السّیرَةِ، فَاختَلَفَ هُوَ وعیسى فی مَسأَلَةٍ مِنها، فَلَمّا کانَ مِنَ الغَدِ دَخَلَ عَلَینا عَبدُ رَبِّهِ بنُ عَلقَمَةَ فَقالَ: قَدِمَ عَلَیکُمُ الشِّفاءُ فیَما اختَلَفتُم فیهِ، هذا سُفیانُ الثَّورِیُّ قَد قَدِمَ.
فَقاموا بِأَجمَعِهِم فَخَرَجوا إلَیهِ، فَجاؤوهُ وهُوَ فِی المَسجِدِ جالِسٌ، فَسَلَّموا عَلَیهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ عیسَى بنُ زَیدٍ عَن تِلکَ المَسأَلَةِ، فَقالَ: هذِهِ مَسأَلَةٌ لا أقدِرُ عَلَى الجَوابِ عَنها ؛ لِأَنَّ فیها شَیئا عَلَى السُّلطانِ، فَقالَ لَهُ الحَسَنُ: إنَّهُ عیسَى بنُ زَیدٍ، فَنَظَرَ إلى جَنابِ بنِ نِسطاسٍ مُستَثبِتا، فَقالَ لَهُ جَنابٌ: نَعَم، هُوَ عیسَى بنُ زَیدٍ. فَوَثَبَ سُفیانُ فَجَلَسَ بَینَ یَدَی عیسى وعانَقَهُ وبَکى بُکاءً شَدیدا وَاعتَذَرَ إلَیهِ مِمّا خاطَبَهُ بِهِ مِنَ الرَّدِّ، ثُمَّ أجابَهُ عَنِ المَسأَلَةِ وهُوَ یَبکی. وأقبَلَ عَلَینا فَقالَ: إنَّ حُبَّ بَنی فاطِمَةَ وَالجَزَعَ لَهُم مِمّا هُم عَلَیهِ مِنَ الخَوفِ وَالقَتلِ وَالتَّطریدِ لَیُبکی مَن فی قَلبِهِ شَیءٌ مِنَ الإِیمانِ. ثُمَّ قالَ لِعیسى: قُم بِأَبی أنتَ فَأَخفِ شَخصَکَ لا یُصیبَکَ مِن هؤُلاءِ شَیءٌ نَخافُهُ. فَقُمنا فَتَفَرَّقنا.(20)
1196. مقاتل الطالبیّین عن علیّ بن جعفر الأحمر:
حَدَّثَنی أبی قالَ: کنُتُ أجتَمِعُ أنَا وعیسَى بنُ زَیدٍ، وَالحَسَنُ وعَلِیٌّ اِبنا صالِحِ بنِ حَیٍّ، وإسرائیلُ بنُ یونُسَ بنِ أبی إسحاقَ، وجَنابُ بنُ نِسطاسٍ، فی جَماعَةٍ مِنَ الزَّیدِیَّةِ فی دارٍ بِالکوفَةِ. فَسَعى ساعٍ إلَى المَهدِیِّ بِأَمرِنا ودَلَّهُ عَلَى الدّارِ، فَکَتَبَ إلى عامِلِهِ بِالکوفَةِ بِوَضعِ الأَرصادِ عَلَینا، فَإِذا بَلَغَهُ اجتِماعُنا کَبَسَنا وأخَذَنا ووَجَّهَ بِنا إلَیهِ.
فَاجتَمَعنا لَیلَةً فی تِلکَ الدّارِ، فَبَلَغَهُ خَبرُنا فَهَجَمَ عَلَینا، ونَذِرَ(21) القَومُ بِهِ وکانوا فی عُلُوِّ الدّار ، فَتَفَرَّقوا ونَجَوا جَمیعا غَیری، فَأَخَذَنی وحَمَلَنی إلَى المَهدِیِّ، فَاُدخِلتُ إلَیهِ، فَلَمّا رَآنی شَتَمَنی بِالزِّنا، وقالَ لی: یَا بنَ الفاعِلَةِ! أنتَ الَّذی تَجتَمِعُ مَعَ عیسَى بنِ زَیدٍ وتَحُثُّهُ عَلَى الخُروجِ عَلَیَّ وتَدعو إلَیهِ النّاسَ؟!
فَقُلتُ لَهُ: یا هذا، أما تَستَحیی مِنَ اللّهِ، ولا تَتَّقِی اللّهَ ولا تَخافُهُ، تَشتِمُ الُمحصَناتِ وتَقذِفُهُنَّ بِالفاحِشَةِ، وقَد کانَ یَنبَغی لَکَ ویَلزَمُکَ فی دینِکَ وما وُلّیتَهُ أن لَو سَمِعتَ سَفیها یَقولُ مِثلَ قَولِکَ أن تُقِیمَ عَلَیهِ الحَدَّ؟! فَأَعادَ شَتمی، ثُمَّ وَثَبَ إلَیَّ فَجَعَلَنی تَحتَهُ، وضَرَبَنی بِیَدَیهِ وخَبَطَنی بِرِجلَیهِ وشَتَمَنی. فَقُلتُ لَهُ: إنَّکَ لَشُجاعٌ شَدیدٌ أیِّدٌ حینَ قَوِیتَ عَلى شَیخٍ مِثلی تَضرِبُهُ لا یَقدِرُ عَلَى المَنعِ مِن نَفسِهِ ولَا انتِصارَ لَها.
فَأَمَرَ بِحَبسی وَالتَّضییقِ عَلَیَّ، فَقُیِّدتُ بِقَیدٍ ثَقیلٍ، وحُبِستُ سِنینَ. فَلَمّا بَلَغَهُ وَفاةُ عیسَى بنِ زَیدٍ بَعَثَ إلَیَّ فَدَعانی، فَقالَ لی: مِن أیِّ النّاسِ أنتَ؟ قُلتُ: مِنَ المُسلِمینَ، قالَ: أعرابِیٌّ أنتَ؟ قُلتُ: لا، قالَ: فَمِن أیِّ النّاسِ أنتَ؟ قُلتُ: کانَ أبی عَبدا لِبَعضِ أهلِ الکوفَةِ وأعتَقَهُ فَهُوَ أبی، فَقالَ لی: إنَّ عیسَى بنَ زَیدٍ قَد ماتَ، فَقُلتُ: أعظِم بها مُصیبَةً، رَحِمَهُ اللّهُ؛ فَلَقَد کانَ عابِدا وَرِعا مُجتَهِدا فی طاعَةِ اللّهِ غَیرَ خائِفٍ لَومَةَ لائِمٍ. قالَ: أفَما عَلِمتَ بِوَفاتِهِ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: فَلِمَ لَم تُبَشِّرنی بِوَفاتِهِ؟ فَقُلتُ: لَم اُحِبَّ أن اُبَشِّرَکَ بِأَمرٍ لَو عاشَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله فَعَرَفَهُ لَساءَهُ.
فَأَطرَقَ طَویلاً ثُمَّ قالَ: ما أرى فی جِسمِکَ فَضلاً لِلعُقوبَةِ، وأخافُ أن أستَعمِلَ شَیئا مِنها فیکَ فَتَموتَ، وقَد کُفیتُ عَدُوّی، فَانصَرِف فی غَیرِ حِفظِ اللّهِ، وَاللّهِ لَئِن بَلَغَنی أنَّکَ عُدتَ لِمِثلِ فِعلِکَ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَکَ.
قالَ: فَانصَرَفتُ إلَى الکوفَةِ، فَقالَ المَهدِیُّ لِلرَّبیعِ: أما تَرى قِلَّةَ خَوفِهِ وشِدَّةَ قَلبِهِ؟! هکَذا یَکونُ وَاللّهِ أهلُ البَصائِرِ.(22)
1197. الامام الکاظم- من دعائه بعد صلاة جعفر(23) – :
أسألک أن تصلی علی محمد عبدک و رسولک… اللهم صلی علی أهل بیته أئمة الهدی، و مصابیه الدجی، و امنائک فی خلقک، و أصفیائک من عبادک، و حججک فی أرضک، و منارک فی بلادک، الصابرین علی بلائک، الطالبین رضاک، الموفین بوعدک، غیر شاکین فیک و لا جاحدین عبادتک، و أولیائک، و سلائل أولیائک، و خزان علمک، الذین جعلتهم مفاتیح الهدی، و نور مصابیح الدجی، صلواتک علیهم و رحمتک و رضوانک.
اللهم صل علی محمد و آل محمد، و علی منارک فی عبادک، الداعی الیک باذنک، القائم بأمرک، المؤدی أن رسولک علیه و آله السلام.
اللهم اذا أظهرته فأنجز له ما وعدته، وسق الیه أصحابه وانصره، و قو ناصریه، و بلغه أفضل أمله، و أعطه سؤله، وجدد به عن محمد و أهل بیته بعد الذل الذی قد نزل بهم بعد نبیک فصاروا مقتولین مطرودین مشردین خائفین غیر آمنین. لقوا فی جنبک- ابتغاء مرضاتک و طاعتک- الأذی و التکذیب، فصبروا علی ما أصابهم فیک، راضین بذلک، مسلمین لک فی جمیع ما ورد علیهم و ما یرد الیهم.
اللهم عجل فرج قائمهم بأمرک، و انصره وانصر به دینک الذی غیر وبدل، و جدد به ما امتحی منه وبدل بعد نبیک صلی الله علیه و آله.(24)
1198. کتاب من لا یحضره الفقیه عن أبی الصّلت الهروی:
سَمِعتُ الرِّضا علیه السلام یَقولُ: وَاللّهِ، ما مِنّا إلّا مَقتولٌ شَهیدٌ، فَقیلَ لَهُ: فَمَن یَقتُلُکَ یَا بنَ رَسولِ اللّهِ؟ قالَ: شَرُّ خَلقِ اللّهِ فی زَمانی، یَقتُلُنی بِالسَّمِّ ثُمَّ یَدفِنُنی فی دارٍ مُضَیَّقَةٍ وبِلادِ غُربَةٍ.(25)
1199. الإمام الرضا علیه السلام:
الحَمدُ للّهِِ الَّذی حَفِظَ مِنّا ما ضَیَّعَ النّاسُ، ورَفَعَ مِنّا ما وَضَعوهُ، حَتّى لَقَد لُعِنّا عَلى مَنابِرِ الکُفرِ ثَمانینَ عاما، وکُتِمَت فَضائِلُنا، وبُذِلَتِ الأَموالُ فِی الکَذِبِ عَلَینا، وَاللّهُ تَعالى یَأبى لَنا إلّا أن یُعلِیَ ذِکرَنا، ویُبَیِّنَ فَضلَنا. وَاللّهِ، ما هذا بِنا وإنَّما هُوَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وقَرابَتِنا مِنهُ، حَتّى صارَ أمرُنا وما نَروی عَنهُ أنَّهُ سَیَکونُ بَعدَنا مِن أعظَمِ آیاتِهِ ودَلالاتِ نُبُوَّتِهِ.(26)
1200. الإمام العسکریّ علیه السلام:
قَد وَضَعَ بَنو اُمَیَّةَ وبَنُو العَبّاسِ سُیوفَهُم عَلَینا لِعِلَّتَینِ، إحداهُما: أنَّهُم کانوا یَعلَمونَ أنَّهُ لَیسَ لَهُم فِی الخِلافَةِ حَقٌّ، فَیَخافونَ مِنِ ادِّعائِنا إیّاها وتَستَقِرُّ فی مَرکَزِها. وثانیهِما: أنَّهُم قَد وَقَفوا مِنَ الأَخبارِ المُتَواتِرَةِ عَلى أنَّ زَوالَ مُلکِ الجَبابِرَةِ وَالظَّلَمَةِ عَلى یَدِ القائِمِ مِنّا، وکانوا لا یَشُکّونَ أنَّهُم مِنَ الجَبابِرَةِ وَالظَّلَمَةِ، فَسَعَوا فی قَتلِ أهلِ بَیتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وإبادَةِ نَسلِهِ، طَمَعا مِنهُم فِی الوُصولِ إلى مَنعِ تَوَلُّدِ القائِمِ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ، أو قَتلِهِ، فَأَبَى اللّهُ أن یَکشِفَ أمرَهُ لِواحِدٍ مِنهُم » إِلآَّ أَن یُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ»(27)(28)
1201. مصباح الزائر ـ فی دُعاءِ النُّدبَةِ ـ :
… فَقُتِلَ مَن قُتِلَ، وسُبِیَ مَن سُبِیَ، واُقصِیَ مَن اُقصِیَ، وجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما یُرجى لَهُ حُسنَ المَثوبَةِ… فَعَلَى الأَطائِبِ مِن أهلِ بَیتِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ صَلَّى اللّهُ عَلَیهِما وآلِهِما فَلیَبکِ الباکونَ، وإیّاهُم فَلیَندُبِ النّادِبونَ، ولِمِثلِهِم فَلتُذرَفِ الدُّموعُ، وَلیَصرُخِ الصّارِخونَ، ویَعِجَّ العاجّونَ؛ أینَ الحَسَنُ؟ أینَ الحُسَینُ؟ أینَ أبناءُ الحُسَینِ؟ صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ، وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ. أینَ السَّبیلُ بَعدَ السَّبیلِ؟ أینَ الخِیَرَةُ بَعدَ الخِیَرَةِ؟ أینَ الشُّموسُ الطّالِعَةُ؟ أینَ الأَقمارُ المُنیرَةُ؟ أینَ الأَنجُمُ الزّاهِرَةُ؟ أینَ أعلامُ الدّینِ وقَواعِدُ العِلمِ؟(29) راجع: بحار الأنوار: ج 27 ص 207 باب 9 (شدّة محنهم وأنّهم أعظم الناس مصیبة وأنّهم علیهم السلام لا یموتون إلّا بالشهادة)، المناقب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 201 (فصل فی ظلامة أهل البیت علیهم السلام).
1) کفایة الأثر: ص 162 عن هشام بن محمّد عن أبیه، بحار الأنوار: ج 27 ص 217 ح 18.
2) نهج البلاغة: الخطبة 150، المسترشد: ص 401 ح 134 نحوه، بحار الأنوار: ج 29 ص 616 ح 29.
3) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 12، بحار الأنوار: ج 43 ص 356 ح 34.
4) أی الحسن والحسین علیهماالسلام.
5) المعجم الکبیر: ج 5 ص 185 ح 5037، تاریخ دمشق: ج 14 ص 236 ح 3546 عن أبی إسحاق السبیعی نحوه؛ الأمالی للطوسی: ص 252 ح 450 عن أبی إسحاق السبیعی، شرح الأخبار: ج 3 ص 170 ح 1116 عن حبیب بن بشّار و 1117 عن حزام بن عثمان وکلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 45 ص 167 ح 11.
6) تاریخ الیعقوبی: ج 2 ص 115 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام.
7) الکافی: ج 1 ص 458 ح 3 عن علیّ بن محمّد الهرمزانی، الأمالی للمفید: ص 281 ح 7، الأمالی للطوسی: ص 109 ح 166، بشارة المصطفى: ص 258 کلّها عن علیّ بن محمّد الهرمزانیّ عن الإمام زین العابدین علیه السلام، نهج البلاغة: الخطبة 202 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 43 ص 193 ح 21.
8) سنن الترمذی: ج 5 ص 657 ح 3770، صحیح البخاری: ج 5 ص 2234 ح 5648، مسند ابن حنبل: ج 2 ص 405 ح 5679، الأدب المفرد: ص 38 ح 85 کلّها نحوه، کنز العمّال: ج 13 ص 673 ح 37719؛ الأمالی للصدوق: ص 207 ح 228.
9) فی المصدر: » منقوص بحقّه » والصحیح هو ما أثبتناه کما فی تفسیر القمّی.
10) جامع الأخبار: ص 238 ح 607، تفسیر القمّی: ج 2 ص 134 عن عاصم بن حمید عن الإمام الصادق علیه السلام عنه علیهماالسلامنحوه، بحار الأنوار: ج 76 ص 16 ح 2؛ الطبقات الکبرى: ج 5 ص 219 ، تهذیب الکمال: ج 20 ص 399 الرقم 4050، تاریخ دمشق: ج 41 ص 396 کلّها نحوه.
11) ثواب الأعمال: ص 248 ح 6 عن جابر، بحار الأنوار: ج 27 ص 55 ح 11.
12) الأمالی للطوسی: ص 154 ح 255، بشارة المصطفى: ص 89، بحار الأنوار: ج 46 ص 360 ح 1؛ الطبقات الکبرى: ج 5 ص 95 نحوه والقضیة فیه منسوبة إلى محمّد بن علی المعروف بابن الحنفیّة ولیس فیه ذیله من «لأنّا ذرّیّة».
13) کذا فی المصدر، ولعلّ الصواب «خلاخیل».
14) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 11 ص 43، بحار الأنوار: ج 44 ص 68.
15) الأمالی للصدوق: ص 477 ح 643، الأمالی للطوسی: ص 434 ح 973 نحوه، بحار الأنوار: ج 46 ص 172 ح 22.
16) هو المنصور الدوانیقیّ.
17) تاریخ الطبری: ج 7 ص 546، الکامل فی التاریخ: ج 3 ص 562، تاریخ الإسلام: ج 9 ص 19، سیر أعلام النبلاء: ج 6 ص 214 الرقم 105 کلّها نحوه، مقاتل الطالبیّین: ص 181 الرقم 23.
18) مقاتل الطالبیّین: ص 176 الرقم 19.
19) مقاتل الطالبیّین: ص 345 الرقم 35.
20) مقاتل الطالبیّین: ص 351 الرقم 35.
21) الإنذار: الإعلام. ونَذِرْتُ به إذا عَلِمت (النهایة: ج 5 ص 39).
22) مقاتل الطالبیّین: ص 352 الرقم 35.
23) هی الصلاة المعروفة بصلاة التسبیح، عَلّمها رسولُ اللّه صلى الله علیه و آله جعفرا الطیّار رضى الله عنه حین قدومه من أرض الحبشة، فسُمّیت باسمه.
24) جمال الاسبوع: ص 186، مصباح المتهجد: ص 309ح 417 من دون اسناد الی أحد من أهل البیت علیهم السلام، بحارالأنوار: ج91 ص 197 ح 3.
25) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 2 ص 585 ح 3192، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 256 ح 9، الأمالی للصدوق: ص 120 ح 109، جامع الأخبار: ص 93 ح 150، روضة الواعظین: ص 257 وفی الثلاثة الأخیرة «مضیعة» بدل «مضیقة» ، بحار الأنوار: ج 102 ص 22 ح 2.
26) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 164 ح 26، بحار الأنوار: ج 49 ص 142 ح 18.
27) التوبة: 32.
28) إثبات الهداة: ج 3 ص 570 ح 685 عن عبداللّه بن الحسین بن سعد الکاتب، کمال الدین: ص 354 ح 50، الغیبة للطوسی: ص 169 ح 129 کلاهما عن سدیر الصیرفی عن الإمام الصادق علیه السلام نحوه ولیس فیهما «لعلّتین إحداهما… وثانیهما» ، بحار الأنوار: ج 51 ص 220 ح 9.
29) مصباح الزائر: ص 449، المزار الکبیر: ص 578 وفیه «فلتدر» بدل «فلتدرف» ، الإقبال: ج 1 ص 508 کلاهما بزیادة «واُقصی من اُقصی» بعد «سبی» ، بحار الأنوار: ج 102 ص 106.