1027. الأمالی للطوسی عن صالح بن میثم التّمار رحمه الله:
وَجَدتُ فی کِتابِ مَیثَمٍ رضى الله عنهیَقولُ: تَمَسَّینا لَیلَةً عِندَ أمیرِ المُؤمِنینَ عَلِیِّ بن أبی طالِبٍ علیه السلام، فَقالَ لَنا: لَیسَ مِن عَبدٍ اِمتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ بِالإِیمانِ إلّا أصبَحَ یَجِدُ مَوَدَّتَنا عَلى قَلبِهِ، ولا أصبَحَ عَبدٌ مِمَّن سَخَطَ اللّهُ عَلَیهِ إلّا یَجِدُ بُغضَنا عَلى قَلبِهِ، فَأَصبَحنا نَفرَحُ بِحُبِّ المُؤمِنِ لَنا، ونَعرِفُ بُغضَ المُبغِضِ لَنا، وأصبَحَ مُحِبُّنا مُغتَبِطا بِحُبِّنا بِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ یَنتَظِرُها کُلَّ یَومٍ، وأصبَحَ مُبغِضُنا یُؤَسِّسُ بُنیانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ، فَکَأَنَّ ذلِکَ الشَّفا قَدِ انهارَ بِهِ فی نارِ جَهَنَّمَ، وکَأَنَّ أبوابَ الرَّحمَةِ قَد فُتِحَت لِأَصحابِ الرَّحمَةِ، فَهَنیئا لِأَصحابِ الرَّحمَةِ رَحمَتُهُم، وتَعسا لِأَهلِ النّارِ مَثواهُم. إنَّ عَبدا لَن یُقَصِّرَ فی حُبِّنا لِخَیرٍ جَعَلَهُ اللّهُ فی قَلبِهِ ، ولَن یُحِبَّنا مَن یُحِبُّ مُبغِضَنا، إنَّ ذلِکَ لا یَجتَمِعُ فی قَلبٍ واحِدٍ و «مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَیْنِ فِى جَوْفِهِ»(1) یُحِبُّ بِهذا قَوما ویُحِبُّ بالآخَرِ عَدُوَّهُم، وَالَّذی یُحِبُّنا فَهُوَ یُخلِصُ حُبَّنا کَما یَخلُصُ الذَّهَبُ لا غِشَّ فیهِ.
نَحنُ النُّجَباءُ وأفراطُنا أفراطُ الأَنبِیاءِ، وأنَا وَصِیُّ الأَوصِیاءِ، وأنَا حِزبُ اللّهِ ورَسولِهِ، وَالفِئَةُ الباغِیَةُ حِزبُ الشَّیطانِ، فَمَن أحَبَّ أن یَعلَمَ حالَهُ فی حُبِّنا فَلیَمتَحِن قَلبَهُ، فَإِن وَجَد فیهِ حُبَّ مَن ألَّبَ(2) عَلَینا فَلیَعلَم أنَّ اللّهَ عَدُوُّهُ وجَبرَئیلُ ومیکائیلُ، وَاللّهُ عَدُوٌّ لِلکافِرینَ.(3)
1028. الإمام علیّ علیه السلام ـ فی قَولِهِ تَعالى: «مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَیْنِ فِى جَوْفِهِ» – :
لا یَجتَمِعُ حُبُّنا وحُبُّ عَدُوِّنا فی جَوفِ إنسانٍ، إنَّ اللّهَ لَم یَجعَل لِرَجُلٍ مِن قَلبَینِ فی جَوفِهِ فَیُحِبَّ هذا ویُبغِضَ هذا، فَأَمّا مُحِبُّنا فَیُخلِصُ الحُبَّ لَنا کَما یَخلُصُ الذَّهَبُ بِالنّارِ لا کَدَرَ فیهِ، فَمَن أرادَ أن یَعلَمَ حُبَّنا فَلیَمتَحِن قَلبَهُ، فَإِن شارَکَهُ فی حُبِّنا حُبُّ عَدُوِّنا فَلَیسَ مِنّا ولَسنا مِنهُ، وَاللّهُ عَدُوُّهُم وجَبرَئیلُ ومیکائیلُ، وَاللّهُ عَدُوٌّ لِلکافِرینَ.(4)
1029. الامام صادق علیه السلام- لمن قال له: ان فلانا یوالیکم الا أنه یضعف عن البراءة من عدوکم-: هیهات، کذب من ادعی محبتنا و لم یتبرأ من عدونا.(5)
1) الأحزاب: 4.
2) الالب بالفتح والکسر: القوم یجتمعون على عداوة إنسان وألّبهم: جمّعهم (لسان العرب: ج 1 ص 215 «ألب»).
3) الأمالی للطوسی: ص 148 ح 243، بشارة المصطفى: ص 87، کشف الغمّة: ج 2 ص 11 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 27 ص 83 ح 24.
4) تفسیر القمّی: ج 2 ص 71 عن أبی الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام، الأمالی للمفید: ص 233 ح 4 عن حنش بن المعتمر نحوه، بحار الأنوار: ج 68 ص 38 ح 81.
5) مستطرفات السرائر: ص 149 ح 2، بحار الأنوار: ج 27 ص 58 ح 18.