806. الکافی عن عبد الرّحمن بن الحجّاج:
بَعثَ إلَیَّ أبُو الحَسَنِ موسى علیه السلام بِوَصِیَّةِ أمیرِالمُؤمِنینَ علیه السلام وهِیَ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ
هذا ما أوصى بِهِ عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ، أوصى أنَّهُ یَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ، صَلَّى اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ، ثُمَّ إنَّ صَلاتی ونُسُکی ومَحیایَ ومَماتی للّهِِ رَبِّ العالَمینَ لا شَریکَ لَهُ وبِذلِکَ اُمِرتُ وأنَا مِنَ المُسلِمینَ.
ثُمَّ إنّی اُوصیکَ یا حَسَنُ وجَمیعَ أهلِ بَیتی ووُلدی ومَن بَلَغَهُ کِتابی بِتَقوَى اللّهِ رَبِّکُم، ولا تَموتُنَّ إلّا وأنتُم مُسلِمونَ، وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَمیعا ولا تَفَرَّقوا، فَإِنّی سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَقولُ: صَلاحُ ذاتِ البَینِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّیامِ، و إنَّ المُبیرَةَ(1) الحالِقَةَ(2) لِلدّینِ فَسادُ ذاتِ البَینِ، ولاقُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِیِّ العَظیمِ، اُنظُروا ذَوی أرحامِکُم فَصِلوهُم یُهَوِّنِ اللّهُ عَلَیکُمُ الحِسابَ.
اللّهَ اللّهَ فِی الأَیتامِ، فَلا تُغِبّوا أفواهَهُم ولا یَضیعوا بِحَضرَتِکُم، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَقولُ: مَن عالَ یَتیًما حَتّى یَستَغنِیَ أوجَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِذلِکَ الجَنَّةَ، کَما أوجَبَ لِاکِلِ مالِ الیَتیمِ النّارَ.
اللّهَ اللّهَ فِی القُرآنِ، فَلا یَسبِقکُم إلَى العَمَلِ بِهِ أحَدٌ غَیرُکُم.
اللّهَ اللّهَ فی جیرانِکُم، فَإِنَّ النَّبِیَّ صلى الله علیه و آله أوصى بِهِم، وما زالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یوصی بِهِم حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ سَیُوَرِّثُهُم.
اللّهَ اللّهَ فی بَیتِ رَبِّکُم، فَلا یَخلُ مِنکُم ما بَقیتُم، فَإِنَّهُ إن تُرِکَ لَم تُناظَروا، وأدنى ما یَرجِعُ بِهِ مَن أمَّهُ أن یُغفَرَ لَهُ ما سَلَفَ.
اللّهَ اللّهَ فِی الصَّلاةِ، فَإِنَّها خَیرُ العَمَلِ، إنَّها عَمودُ دینِکُم.
اللّهَ اللّهَ فِی الزَّکاةِ، فَإِنَّها تُطفِئُ غَضَبَ رَبِّکُم.
اللّهَ اللّهَ فی شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِنَّ صِیامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ.
اللّهَ اللّهَ فِی الفُقَراءِ وَالمَساکینِ، فَشارِکوهُم فی مَعایِشِکُم.
اللّهَ اللّهَ فِی الجِهادِ بِأَموالِکُم وأنفُسِکُم وألسِنَتِکُم، فَإِنّما یُجاهِدُ رَجُلانِ: إمامُ هُدىً، أو مُطیعٌ لَهُ مُقتَدٍ بِهُداهُ.
اللّهَ اللّهَ فی ذُرِّیَّةِ نَبِیِّکُم، فَلا یُظلَمُنَّ بِحَضرَتِکُم وبَینَ ظَهرانَیکُم وأنتُم تَقدِرونَ عَلَى الدَّفعِ عَنهُم.
اللّهَ اللّهَ فی أصحابِ نَبِیِّکُمُ الَّذینَ لَم یُحدِثوا حَدَثا ولَم یُؤوُا مُحدِثا، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله أوصى بِهِم، ولَعَنَ المُحدِثَ مِنهُم ومِن غَیرِهِم وَالمُؤوِیَ لِلمُحدِثِ.
اللّهَ اللّهَ فِی النِّساءِ وفیما مَلَکَت أیمانُکُم، فَإِنَّ آخِرَ ماتَکَلَّمَ بِهِ نَبِیُّکُم علیه السلام أن قالَ: اُوصیکُم بِالضَّعیفَینِ: النِّساءِ وما مَلَکَت أیمانُکُم.
الصَّلاةَ الصَّلاةَ الصَّلاةَ، لا تَخافوا فِی اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ، یَکفِکُمُ اللّهُ مَن آذاکُم وبَغى عَلَیکُم، قولوا لِلنّاسِ حُسنا کَما أمَرَکُمُ اللّهُ عز و جل، ولا تَترُکُوا الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهیَ عَنِ المُنکَرِ فَیُوَلِّیَ اللّهُ أمرَکُم شِرارَکُم، ثُمَّ تَدعونَ فَلا یُستَجابُ لَکُم عَلَیهِم.
وعَلَیکُم یا بُنَیَّ بِالتَّواصُلِ وَالتَّباذُلِ وَالتَّبارِّ، وإیّاکُم وَالتَّقاطُعَ وَالتَّدابُرَ وَالتَّفَرُّقَ، وتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى ولاتَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ، وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ شَدیدُ العِقابِ، حَفِظَکُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَیتٍ، وحَفِظَ فیکُم نَبِیَّکُم، أستَودِعُکُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَیکُمُ السَّلامَ ورَحمَةَ اللّهِ وبَرَکاتِهِ.(3)
807. الإمام الباقر علیه السلام ـ فی وَصِیَّتِهِ لِجابِرِ بنِ یَزیدَ الجُعفِیِّ ـ :
اِعلَم بِأَنَّکَ لا تَکونُ لَنا وَلِیّا حَتّى لَوِ اجتَمَعَ عَلَیکَ أهلُ مِصرِکَ وقالوا: «إنَّکَ رَجُلُ سَوءٍ» لَم یَحزُنکَ ذلِکَ، ولَو قالوا: «إنَّک رَجُلٌ صالِحٌ» لَم یَسُرَّکَ ذلِکَ، ولکِنِ اعرِض نَفسَکَ عَلى کِتابِ اللّهِ، فَإِن کُنتَ سالِکا سَبیلَهُ، زاهِدا فی تَزهیدِهِ، راغِبا فی تَرغیبِهِ، خائِفا مِن تَخویفِهِ فَاثبُت وأبشِر، فَإِنَّهُ لا یَضُرُّکَ ما قیلَ فیکَ، وإن کُنتَ مُبائِنا لِلقُرآنِ فَماذَا الَّذی یَغُرُّکَ مِن نَفسِکَ؟!(4)
808. عنه علیه السلام ـ فی وَصِیَّتِهِ لِبَعضِ شیعَتِهِ ـ :
یا مَعشَرَ شیعَتِنا؛ اِسمَعوا وَافهَموا وَصایانا وعَهدَنا إلى أولِیائِنَا، اُصدُقوا فی قَولِکُم، وبَرّوا فی أیمانِکُم لِأَولِیائِکُم وأعدائِکُم، وتَواسَوا بِأَموالِکُم، وتَحابّوا بِقُلوبِکُم، وتَصَدَّقوا عَلى فُقَرائِکُم، وَاجتَمِعوا عَلى أمرِکُم، ولا تُدخِلوا غِشّا ولا خِیانَةً عَلى أحَدٍ، ولا تَشُکّوا بَعدَ الیَقینِ، ولا تَرجِعوا بَعدَ الإِقدامِ جُبنا، ولا یُوَلِّ أحَدٌ مِنکُم أهلَ مَوَدَّتِهِ قَفاهُ، ولا تَکونَنَّ شَهوَتُکُم فی مَوَدَّةِ غَیرِکُم، ولا مَوَدَّتُکُم فیما سِواکُم، ولا عَمَلُکُم لِغَیرِ رَبِّکُم ، ولا إیمانُکُم وقَصدُکُم لِغَیرِ نَبِیِّکُم، وَاستَعینوا بِاللّهِ وَاصبِروا، «إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ یُورِثُهَا مَن یَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ»(5)، وإنَّ الأَرضَ للّهِِ یورِثُها عِبادَهُ الصّالِحینَ.
ـ ثُمَّ قالَ علیه السلام ـ: إنَّ أولِیاءَ اللّهِ وأولِیاءَ رَسولِهِ مِن شیعَتِنا: مَن إذا قالَ صَدَقَ، وإذا وَعَدَ وفى، وإذَا ائتُمِنَ أدّى، وإذا حُمِّلَ فِی الحَقِّ احتَمَلَ، وإذا سُئِلَ الواجِبَ أعطى، وإذا اُمِرَ بِالحَقِّ فَعَلَ. شیعَتُنا مَن لا یَعدو عِلمَهُ سَمعُهُ(6)، شیعَتُنا مَن لا یَمدَحُ لَنا مُعَیِّبا، ولا یُواصِلُ لَنا مُبغِضا، ولا یُجالِسُ لَنا قالِیا، إن لَقِیَ مُؤمِنا أکرَمَهُ، وإن لَقِیَ جاهِلاً هَجَرَهُ. شیعَتُنا مَن لا یَهِرُّ هَریرَ الکَلبِ، ولا یَطمَعُ طَمَعَ الغُرابِ، ولا یَسأَلُ أحَدا إلّا مِن إخوانِهِ وإن ماتَ جوعا. شیعَتُنا مَن قالَ بِقَولِنا وفارَقَ أحِبَّتَهُ فینا، وأدنَى البُعَداءَ فی حُبِّنا، وأبعَدَ القُرَباءَ فی بُغضِنا.(7)
809. الکافی عن عبد اللّه بن بکیر عَن رَجُلٍ عَن أبی جَعفَرٍ علیه السلام قال:
دَخَلنا عَلَیهِ علیه السلام جَماعةً، فَقُلنا: یَا بنَ رَسولِ اللّهِ، إنّا نُریدُ العِراقَ فأَوصِنا.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: لِیُقَوِّ شَدیدُکُم ضَعیفَکُم، وَلیَعُد غَنِیُّکُم عَلى فَقیرِکُم، ولا تَبُثُّوا سِرَّنا ولا تُذیعوا أمرَنا، وإذا جاءَکُم عَنّا حَدیثٌ فَوَجَدتُم عَلَیهِ شاهِدا أو شاهِدَینِ مِن کِتابِ اللّهِ فَخُذوا بِهِ وإلّا فَقِفوا عِندَهُ، ثُمَّ رُدّوهُ إلَینا حَتّى یَستَبینَ لَکُم… .(8)
810. المحاسن عن الخطّاب الکوفی ومصعب بن عبد اللّه الکوفی:
دَخَلَ سَدیرٌ الصَّیرَفِیُّ عَلى أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ، فَقالَ لَهُ: یا سَدیرُ، لا تَزالُ شیعَتُنا مَرعِیّینَ مَحفوظینَ مَستورینَ مَعصومینَ ما أحسَنُوا النَّظَرَ لِأَنفُسِهِم فیما بَینَهُم وبَینَ خالِقِهِم، وصَحَّت نِیّاتُهُم لِأَئِمَّتِهِم، وبَرّوا إخوانَهُم، فَعَطَفوا عَلى ضَعیفِهِم، وتَصَدَّقوا عَلى ذَوِیالفاقَةِ مِنهُم، إنّا لا نَأمُرُ بِظُلمٍ، ولکِنّا نَأمُرُکُم بِالوَرَعِ الوَرَعِ الوَرَعِ، وَالمُواساةِ المُواساةِ لِاءِخوانِکُم، فَإِنَّ أولِیاءَ اللّهِ لَم یَزالوا مُستَضعَفینَ قَلیلینَ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ علیه السلام.(9)
811. الإمام الصادق علیه السلام ـ فی رِسالَةٍ کَتَبَها إلى أصحابِهِ وأمَرَهُم بِمُدارَسَتِها وَالنَّظَرِ فیها وتَعاهُدِها وَالعَمَلِ بِها، فَکانوا یَضَعونَها فی مَساجِدِ بُیوتِهِم، فَإِذا فَرَغوا مِنَ الصَّلاةِ نَظَروا فیها ـ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ
أمّا بَعدُ، فَاسأَلوا رَبَّکُمُ العافِیَةَ، وعَلَیکُم بِالدَّعَةِ وَالوَقارِ وَالسَّکینَةِ، وعَلَیکُم بِالحَیاءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمّا تَنَزَّهَ عَنهُ الصّالِحونَ قَبلَکُم… وإیّاکُم أن تَزلِقوا ألسِنَتَکُم بِقَولِ الزّورِ وَالبُهتانِ وَالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَإِنَّکُم إن کَفَفتُم ألسِنَتَکُم عَمّا یَکرَهُهُ اللّهُ مِمّا نَهاکُم عَنهُ کانَ خَیرا لَکُم عِندَ رَبِّکُم مِن أن تَزلِقوا ألسِنَتَکُم بِهِ، فَإِنَّ زَلقَ اللِّسانِ فیما یَکرَهُ اللّهُ وما (یَ)نهى عَنهُ مَرداةٌ لِلعَبدِ عِندَ اللّهِ ومَقتٌ مِنَ اللّهِ وصَمٌّ وعَمىً وبَکَمٌ یورِثُهُ اللّهُ إیّاهُ یَومَ القِیامَةِ فَتَصیروا کَما قالَ اللّهُ: «صُمُّ بُکْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا یَرْجِعُونَ»(10) یَعنی لا یَنطِقون «وَ لَا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ»(11)
وإیّاکُم وما نَهاکُمُ اللّهُ عَنهُ أن تَرکَبوهُ، وعَلَیکُم بِالصَّمتِ إلّا فیما یَنفَعُکُمُ اللّهُ بِهِ مِن أمرِ آخِرَتِکُم ویَأجُرُکُم عَلَیهِ. وأکثِروا مِنَ التَّهلیلِ وَالتَّقدیسِ وَالتَّسبیحِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّهِ، وَالتَّضَرُّعِ إلَیهِ، وَالرَّغبَةِ فیما عِندَهُ مِنَ الخَیرِ الَّذی لا یَقدِرُ قَدرَهُ ولا یَبلُغُ کُنهَهُ أحَدٌ، فَاشغَلوا ألسِنَتَکُم بِذلِکَ عَمّا نَهَى اللّهُ عَنهُ مِن أقاویلِ الباطِلِ الَّتی تُعقِبُ أهلَها خُلودا فِی النّارِ، مَن ماتَ عَلَیها ولَم یَتُب إلَى اللّهِ ولَم یَنزِع عَنها.
وعَلَیکُم بِالدُّعاءِ فَإِنَّ المُسلِمینَ لَم یُدرِکوا نَجاحَ الحَوائِجِ عِندَ رَبِّهِم بِأَفضَلَ مِنَ الدُّعاءِ وَالرَّغبَةِ إلَیهِ وَالتَّضَرُّعِ إلَى اللّهِ وَالمَسأَلَةِ لَهُ، فَارغَبوا فیما رَغَّبَکُمُ اللّهُ فیهِ، وأجیبُوا اللّهَ إلى ما دَعاکُم إلَیهِ لِتُفلِحوا وتَنجوا مِن عَذابِ اللّهِ، وإیّاکُم أن تَشرَهَ أنفُسُکُم إلى شَیءٍ مِمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَیکُم، فَإِنَّهُ مَنِ انتَهَکَ ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِ هاهُنا فِی الدُّنیا حالَ اللّهُ بَینَهُ وبَینَ الجَنَّةِ ونَعیمِها ولَذَّتِها وکَرامَتِها القائِمَةِ الدّائِمَةِ لِأَهلِ الجَنَّةِ أبَدَ الآبِدینَ.
وَاعلَموا أنَّهُ بِئسَ الحَظُّ الخَطَرُ لِمَن خاطَرَ اللّهَ بِتَرکِ طاعَةِ اللّهِ ورُکوبِ مَعصِیَتِهِ، فَاختارَ أن یَنتَهِکَ مَحارِمَ اللّهِ فی لَذّاتِ دُنیا مُنقَطِعَةٍ زائِلَةٍ عَن أهلِها، عَلى خُلودِ نَعیمٍ فِی الجَنَّةِ ولَذَّاتِها وکَرامَةِ أهلِها، وَیلٌ لِاُولئِکَ! ما أخیَبَ حَظَّهُم وأخسَرَ کَرَّتَهُم وأسوَأَ حالَهُم عِندَ رَبِّهِم یَومَ القِیامَةِ! اِستَجیرُوا اللّهَ أن یُجیرَکُم فی مِثالِهم أبَدا وأن یَبتَلِیَکُم بِمَا ابتَلاهُم بِهِ، ولا قُوَّةَ لَنا ولَکُم إلّا بِهِ…
أکثِروا مِن أن تَدعُوا اللّهَ فَإِنَّ اللّهَ یُحِبُّ مِن عِبادِهِ المُؤمِنینَ أن یَدعوهُ، وقَد وَعَدَ اللّهُ عِبادَهُ المُؤمِنینَ بِالاِستِجابَةِ، وَاللّهُ مُصَیِّرُ دُعاءَ المُؤمِنینَ یَومَ القِیامَةِ لَهُم عَمَلاً یَزیدُهُم بِهِ فِی الجَنَّةِ، فَأَکثِروا ذِکرَ اللّهِ مَا استَطَعتُم فی کُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ اللَّیلِ وَالنَّهارِ، فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ بِکَثرَةِ الذِّکرِ لَهُ، وَاللّهُ ذاکِرٌ لِمَن ذَکَرَهُ مِنَ المُؤمِنینَ. وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لَم یَذکُرهُ أحَدٌ مِن عِبادِهِ المُؤمِنینَ إلّا ذَکَرَهُ بِخَیرٍ، فَأَعطُوا اللّهَ مِن أنفُسِکُمُ الاِجتِهادَ فی طاعَتِهِ، فَإِنَّ اللّهَ لا یُدرَکُ شَیءٌ مِنَ الخَیرِ عِندَهُ إلّا بِطاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَحارِمِهِ الَّتی حَرَّمَ اللّهُ فی ظاهِرِ القُرآنِ وباطِنِهِ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى قالَ فی کِتابِهِ وقَولُهُ الحَقُّ: «وَذَرُواْ ظَاهِرَ الْاءِثْمِ وَبَاطِنَهُ»(12) وَاعلَموا أنَّ ما أمَرَ اللّهُ بِهِ أن تَجتَنِبوهُ فَقَد حَرَّمَهُ. وَاتَّبِعوا آثارَ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وسُنَّتَهُ فَخُذوا بِها، ولا تَتَّبِعوا أهواءَکُم وآراءَکُم فَتَضِلّوا، فَإِنَّ أضَلَّ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ ورَأیَهُ بِغَیرِ هُدىً مِنَ اللّهِ. وأحسِنوا إلى أنفُسِکُم مَا استَطَعتُم، فَ «إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِکُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا»(13)..
أیَّتُهَا العِصابَةُ الحافِظُ اللّهُ لَهُم أمرَهُم عَلَیکُم بِآثارِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وسُنَّتِهِ وآثارِ الأَئِمَّةِ الهُداةِ مِن أهلِ بَیتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله مِن بَعدِهِ وسُنَّتِهِم، فَإِنَّهُ مَن أخَذَ بِذلِکَ فَقَدِ اهتَدى ومَن تَرَکَ ذلِکَ ورَغِبَ عَنهُ ضَلَّ، لِأَنَّهُم هُمُ الَّذینَ أمَرَ اللّهُ بِطاعَتِهِم ووَلایَتِهِم، وقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: المُداوَمَةُ عَلَى العَمَلِ فِی اتِّباعِ الآثارِ وَالسُّنَنِ وإن قَلَّ أرضى للّهِِ وأنفَعُ عِندَهُ فِی العاقِبَةِ مِنَ الاِجتِهادِ فِی البِدَعِ وَاتِّباعِ الأَهواءِ. ألا إنَّ اتِّباعَ الأَهواءِ وَاتِّباعَ البِدَعِ بِغَیرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ضَلالٌ، وکُلُّ ضَلالَةٍ بِدعَةٌ وکُلُّ بِدعَةٍ فِی النّارِ. ولَن یُنالَ شَیءٌ مِنَ الخَیرِ عِندَ اللّهِ إلّا بِطاعَتِهِ وَالصَّبرِ وَالرِّضا؛ لِأَنَّ الصَّبرَ وَالرِّضا مِن طاعَةِ اللّهِ.
وَاعلَموا أنَّهُ لَن یُؤمِنَ عَبدٌ مِن عَبیدِهِ حَتّى یَرضى عَنِ اللّهِ فیما صَنَعَ اللّهُ إلَیهِ وصَنَعَ بِهِ، عَلى ما أحَبَّ وکَرِهَ. ولَن یَصنَعَ اللّهُ بِمَن صَبَرَ ورَضِیَ عَنِ اللّهِ إلّا ما هُوَ أهلُهُ وهُوَ خَیرٌ لَهُ مِمّا أحَبَّ وکَرِهَ.
وعَلَیکُم بِالُمحافَظَةِ عَلَى الصَّلواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى، وقوموا للّهِِ قانِتینَ کَما أمَرَ اللّهُ بِهِ المُؤمِنینَ فی کِتابِهِ مِن قَبلِکُم وإیّاکُم.
وعَلَیکُم بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ، فَإِنَّهُ مَن حَقَّرَهُم وتَکَبَّرَ عَلَیهِم فَقَد زَلَّ عَن دینِ اللّهِ، وَاللّهُ لَهُ حاقِرٌ ماقِتٌ، وقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: أمَرَنی رَبّی بِحُبِّ المَساکینِ المُسلِمینَ مِنهُم. وَاعلَموا أنَّ مَن حَقَّرَ أحَدا مِنَ المُسلِمینَ ألقَى اللّهُ عَلَیهِ المَقتَ مِنهُ وَالَمحقَرَةَ حَتّى یَمقُتَهُ النّاسُ وَاللّهُ لَهُ أشدُّ مَقتا. فَاتَّقُوا اللّهَ فی إخوانِکُمُ المُسلِمینَ المَساکینَ، فَإِنَّ لَهُم عَلَیکُم حَقّا أن تُحِبّوهُم، فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ رَسولَهُ صلى الله علیه و آله بِحُبِّهِم، فَمَن لَم یُحِبَّ مَن أمَرَ اللّهُ بِحُبِّهِ فَقَد عَصَى اللّهَ ورَسولَهُ، ومَن عَصَى اللّهَ ورَسولَهُ وماتَ عَلى ذلِکَ ماتَ وهُوَ مِنَ الغاوینَ.
وإیّاکُم وَالعَظَمَةَ وَالکِبرَ؛ فَإِنَّ الکِبرَ رِداءُ اللّهِ عز و جل، فَمَن نازَعَ اللّهَ رِداءَهُ قَصَمَهُ اللّهُ وأَذلَّهُ یَومَ القِیامَةِ. وإیّاکُم أن یَبغِیَ بَعضُکُم عَلى بَعضٍ، فَإِنَّها لَیسَت مِن خِصالِ الصّالِحینَ، فَإِنَّهُ مَن بَغى صَیَّرَ اللّهُ بَغیَهُ عَلى نَفسِهِ وصارَت نُصرَةُ اللّهِ لِمَن بُغِیَ عَلَیهِ، ومَن نَصَرَهُ اللّهُ غَلَبَ وأصابَ الظَّفَرَ مِنَ اللّهِ. وإیّاکُم أن یَحسِدَ بَعضُکُم بَعضا؛ فَإِنَّ الکُفرَ أصلُهُ الحَسَدُ.
وإیّاکُم أن تُعینوا عَلى مُسلِمٍ مَظلومٍ فَیَدعُوَ اللّهَ عَلَیکُم ویُستَجابَ لَهُ فیکُم، فَإِنَّ أبانا رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله کانَ یَقولُ: إنَّ دَعوَةَ المُسلِمِ المُظلومِ مُستَجابَةٌ. وَلیُعِن بَعضُکُم بَعضا، فَإِنَّ أبانا رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله کانَ یَقولُ: إنَّ مَعونَةَ المُسلِمِ خَیرٌ وأعظَمُ أجرا مِن صِیامِ شَهرٍ وَاعتِکافِهِ فِی المَسجِدِ الحَرامِ.
وإیّاکُم وإعسارَ أحَدٍ مِن إخوانِکُمُ المُسلِمینَ أن تُعسِروهُ بِالشَّیءِ یَکونُ لَکُم قِبَلُهُ وهُوَ مُعسِرٌ، فَإِنَّ أبانا رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله کانَ یَقولُ: لَیسَ لِمُسلِمٍ أن یُعسِرَ مُسلِما، ومَن أنظَرَ مُعسِرا أظَلَّهُ اللّهُ بِظِلِّهِ یَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلَّهُ…
وَاعلَموا أنَّ الإِسلامَ هُوَ التَّسلیمُ، وَالتَّسلیمَ هُوَ الإِسلامُ، فَمَن سَلَّمَ فَقَد أسلَمَ، ومَن لَم یُسَلِّم فَلا إسلامَ لَهُ، ومَن سَرَّهُ أن یُبلِغَ إلى نَفسِهِ فِی الإِحسانِ فَلیُطِعِ اللّهَ، فَإِنَّهُ مَن أطاعَ اللّهَ فَقَد أبلَغَ إلى نَفسِهِ فِی الإِحسانِ.
وإیّاکُم ومَعاصِیَ اللّهِ أن تَرکَبوها، فَإِنَّهُ مَنِ انتَهَکَ مَعاصِیَ اللّهِ فَرَکِبَها فَقَد أبلَغَ فِی الإِساءَةِ إلى نَفسِهِ. ولَیسَ بَینَ الإِحسانِ وَالإِساءَةِ مَنزِلَةٌ، فَلِأَهلِ الإِحسانِ عِندَ رَبِّهِمُ الجَنَّةُ، ولِأَهلِ الإِساءَةِ عِندَ رَبِّهِمُ النّارُ، فَاعمَلوا بِطاعَةِ اللّهِ وَاجتَنِبوا مَعاصِیَهُ.
وَاعلَموا أنَّهُ لَیسَ یُغنی عَنکُم مِنَ اللّهِ أحَدٌ مِن خلَقِهِ شَیئا، لا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِیٌّ مُرسَلٌ ولا مَن دونَ ذلِکَ، فَمَن سَرَّهُ أن تَنفَعَهُ شَفاعَةُ الشّافِعینَ عِندَ اللّهِ فَلیَطلُب إلَى اللّهِ أن یَرضى عَنهُ. وَاعلَموا أنَّ أحَدا مِن خَلقِ اللّهِ لَم یُصِب رِضَا اللّهِ إلّا بِطاعَتِهِ وطاعَةِ رَسولِهِ وطاعَةِ وُلاةِ أمرِهِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم، ومَعصِیَتُهُم مِن مَعصِیَةِ اللّهِ، ولَم یُنکِر لَهُم فَضلاً عَظُمَ أو صَغُرَ…
سَلُوا اللّهَ العافِیَةَ وَاطلُبوها إلَیهِ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ. صَبِّرُوا النَّفسَ عَلَى البَلاءِ فِی الدُّنیا، فَإِنّ تَتابُعَ البَلاءِ فیها وَالشِّدَّةَ فی طاعَةِ اللّهِ ووَلایَتِهِ ووَلایَةِ مَن أمَرَ بِوَلایَتِهِ خَیرٌ عاقِبَةً عِندَ اللّهِ فِی الآخِرَةِ مِن مُلکِ الدُّنیا وإن طالَ تَتابُعُ نَعیمِها وزَهرَتِها وغَضارَةُ عَیشِها فی مَعصِیَةِ اللّهِ ووَلایَةِ مَن نَهَى اللّهُ عَن وَلایَتِهِ وطاعَتِهِ، فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ بِوَلایَةِ الأَئِمَّةِ الَّذینَ سَمّاهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ فی قَولِهِ: «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا»(14) وهُمُ الَّذینَ أمَرَ اللّهُ بِوَلایَتِهم وطاعَتِهِم…
وَاعلَموا أنَّ اللّهَ إذا أرادَ بِعَبدٍ خَیرا شَرَحَ صَدرَهُ لِلإِسلامِ، فَإِذا أعطاهُ ذلِکَ أنطَقَ لِسانَهُ بِالحَقِّ وعَقَدَ قَلبَهُ عَلَیهِ فَعَمِلَ بِهِ، فَإِذا جَمَعَ اللّهُ لَهُ ذلِکَ تَمّ لَهُ إسلامُهُ وکانَ عِندَ اللّهِ ـ إن ماتَ عَلى ذلِکَ الحالِ ـ مِنَ المُسلِمینَ حَقّا، وإذا لَم یُرِدِ اللّهُ بِعَبدٍ خَیرا وَکَلَهُ إلى نَفسِهِ وکانَ صَدرُهُ ضَیِّقا حَرَجا، فَإِن جَرى عَلى لِسانِهِ حَقٌّ لَم یَعقِد قَلبَهُ عَلَیهِ، وإذا لَم یَعقِد قَلبَهُ عَلَیهِ لَم یُعطِهِ اللّهُ العَمَلَ بِهِ، فَإِذَا اجتَمَعَ ذلِکَ عَلَیهِ حَتّى یَموتَ وهُوَ عَلى تِلکَ الحالِ کانَ عِندَ اللّهِ مِنَ المُنافِقینَ، وصارَ ما جَرى عَلى لِسانِهِ ـ مِنَ الحَقِّ الَّذی لَم یُعطِهِ اللّهُ أن یَعقِدَ قَلبَهُ عَلَیهِ ولَم یُعطِهِ العَمَلَ بِهِ ـ حُجَّةً عَلَیهِ یَومَ القِیامَةِ. فَاتَّقُوا اللّهَ وسَلوهُ أن یَشرَحَ صُدورَکُم لِلإِسلامِ، وأن یَجعَلَ ألسِنَتَکُم تَنطِقُ بِالحَقِّ حَتّى یَتَوَفّاکُم وأنتُم عَلى ذلِکَ، وأن یَجعَلَ مُنقَلَبَکُم مُنقَلَبَ الصّالِحینَ قَبلَکُم، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمینَ.
ومَن سَرَّهُ أن یَعلَمَ أنَّ اللّهَ یُحِبُّهُ فَلیَعمَل بِطاعَةِ اللّهِ ولیَتَّبِعنا، ألَم یَسمَع قَولَ اللّهِ عز و جل لِنَبِیِّهِ صلى الله علیه و آله: «قُلْ إِن کُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَیَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ»(15)؟ وَاللّهِ! لا یُطیعُ اللّهَ عَبدٌ أبَدا إلّا أدخَلَ اللّهُ عَلَیهِ فی طاعَتِهِ اتِّباعَنا، ولا وَاللّهِ! لا یَتَّبِعُنا عَبدٌ أبَدا إلّا أحَبَّهُ اللّهُ، ولا وَاللّهِ! لا یَدَعُ أحَدٌ اِتِّباعَنا أبَدا إلّا أبغَضَنا، ولا وَاللّهِ! لا یُبغِضُنا أحَدٌ أبَدا إلّا عَصَى اللّهَ، وَمن ماتَ عاصِیا للّهِِ أخزاهُ اللّهُ وأکَبَّهُ عَلى وَجهِهِ فِی النّارِ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمینَ.(16)
812. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن عبد السّلام بن صالح الهروی:
سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام یَقولُ: رَحِمَ اللّهُ عَبدا أحیا أمرَنا. فَقُلتُ لَهُ: وکَیفَ یُحیِی أمرَکُم؟
قالَ: یَتَعَلَّمُ عُلومَنا ویُعَلِّمُهَا النّاسَ، فَإِنَّ النّاس لَو عَلِموا مَحاسِنَ کَلامِنا لَاتَّبَعونا.(17)
813. الإمام الرضا علیه السلام ـ لِعَبدِ العَظیمِ الحَسَنِیِّ ـ :
یا عَبدَ العَظیمِ، أبلِغ عَنّی أولِیائِیَ السَّلامَ، وقُل لَهُم أن لا یَجعَلوا لِلشَّیطانِ عَلى أنفُسِهِم سَبیلاً، ومُرهُم بِالصِّدقِ فِی الحَدیثِ وأداءِ الأَمانَةِ، ومُرهُم بِالسُّکوتِ، وتَرکِ الجِدالِ فیما لا یَعنیهِم، وإقبالِ بَعضِهِم عَلى بَعضٍ، وَالمُزاوَرَةِ، فَإِنَّ ذلِکَ قُربَةٌ إلَیَّ. ولا یَشغَلوا(18) أنفُسَهُم بِتَمزیقِ بَعضِهِم بَعضا؛ فَإِنّی آلَیتُ عَلى نَفسی أنَّهُ مَن فَعَلَ ذلِکَ وأسخَطَ وَلِیّا مِن أولِیائی دَعَوتُ اللّهَ لِیُعَذِّبَهُ فِی الدُّنیا أشَدَّ العَذابِ وکانَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرینَ. وعَرِّفهُم أنَّ اللّهَ قَد غَفَرَ لُِمحسِنِهِم وتَجاوَزَ عَن مُسیئِهِم إلّا مَن أشرَکَ بِهِ أو آذى وَلِیّا مِن أولِیائی أو أضمَرَ لَهُ سوءا فَإِنَّ اللّهَ لا یَغفِرُ لَهُ حَتّى یَرجِعَ عَنهُ، فَإِن رَجَعَ، وإلّا نَزَعَ روحَ الإیمانِ عَن قَلبِهِ وخَرَجَ عَن وَلایَتی، ولَم یَکُن لَهُ نَصیبا(19) فی وَلایَتِنا، وأعوذُ بِاللّهِ مِن ذلِکَ.(20)
1) مُبیرة: مُهلکة (لسان العرب: ج 4 ص 86 «بور»).
2) الحالقة: الخصلة التی من شأنها أن تحلِق، أی تُهلک وتستأصل الدین کما یستأصل الموس الشَّعر، وقیل: هی قطیعة الرحم والتظالم (النهایة: ج 1 ص 428 «حلق»).
3) الکافی: ج 7 ص 51 ح 7، تهذیب الأحکام: ج 9 ص 176 ح 714 عن سلیم بن قیس، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 4 ص 191 ح 5433 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 42 ص 248 ح 51؛ المعجم الکبیر: ج 1 ص 101 ح 168 عن اسماعیل بن راشد، مقاتل الطالبیّین: ص 51 عن عمر بن تمیم وکلاهما نحوه.
4) تحف العقول: ص 284، بحار الأنوار: ج 78 ص 162 ح 1.
5) الأعراف: 128.
6) کذا فی المصدر وفی صفات الشیعة: ص 92 «صَوتُهُ سَمعَهُ».
7) دعائم الإسلام: ج 1 ص 64.
8) الکافی: ج 2 ص 222 ح 4، بحار الأنوار: ج 75 ص 73 ح 21.
9) المحاسن: ج 1 ص 258 ح 492، بحار الأنوار: ج 68 ص 154 ح 10.
10) البقرة: 18.
11) المرسلات: 36.
12) الأنعام: 120.
13) الإسراء: 7.
14) الأنبیاء: 73.
15) آل عمران: 31.
16) الکافی: ج 8 ص 2 ح 1 عن حفص المؤذّن وإسماعیل بن جابر، تحف العقول: ص 313 نحوه، بحار الأنوار: ج 78 ص 210 ح 93.
17) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 307 ح 69، معانی الأخبار: ص 180 ح 1، بحار الأنوار: ج 2 ص 30 ح 13.
18) فی المصدر «یشتغلوا» والصواب ما أثبتناه کما فی بحار الأنوار: ج 74 ص 230 ح 27 نقلاً عنه.
19) کذا فی المصدر والظاهر أنّه: نصیبٌ.
20) الاختصاص: ص 247 عن عبد العظیم، بحار الأنوار: ج 74 ص 230 ح 27.