تَواضُعُهُم

590. المعجم الکبیر عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى الله علیه و آله:

لَقَد هَبَطَ عَلَیَّ مَلَکٌ مِنَ السَّماءِ ما هَبَطَ عَلى نَبِیٍّ قَبلی، ولا یَهبِطُ عَلى أحَدٍ مِن بَعدی، وهُوَ إسرافیلُ وعِندَهُ جِبریلُ، فَقالَ: السَّلامُ عَلَیکَ یا مُحَمَّدُ، ثُمَّ قالَ: أنَا رَسولُ رَبِّکَ إلَیکَ، أمَرَنی أن اُخبِرَکَ(1) إن شِئتَ نَبِیّا عَبدا، وإن شِئتَ نَبِیّا مَلِکا؟ فَنَظَرتُ إلى جِبریلَ، فَأَومَأَ جِبریلُ إلَیَّ أن تَواضَع، فَقالَ النَّبِیُّ صلى الله علیه و آله عِندَ ذلِکَ: نَبِیّا عَبدا.(2)

591. الإمام الباقر علیه السلام ـ فی ذِکرِ فَضائِلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله ـ :

ولَقد أتاهُ جَبرَئیلُ علیه السلام بِمَفاتیحِ خَزائِنِ الأَرضِ ثَلاثَ مَرّاتٍ یُخَیِّرُهُ، مِن غَیرِ أن یَنقُصَهُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى مِمّا أعَدَّ اللّهُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ شَیئا، فَیَختارُ التَّواضُعَ لِرَبِّهِ جَلَّ وعَزَّ.(3)

592. الإمام الصادق علیه السلام:

إنَّ جَبرَئیلَ علیه السلام أتى رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله فَخَیَّرَهُ، وأشارَ عَلَیهِ بِالتَّواضُعِ، وکانَ لَهُ ناصِحا، فَکانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یأکُلُ إکلَةَ العَبدِ، ویَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ، تَواضُعا للّهِِ تَبارَکَ وتَعالى.(4)

593. الطبقات الکبرى عن حمزة بن عبداللّه بن عتبة:

کانَت فِی النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله خِصالٌ لَیسَت فِی الجَبّارینَ، کانَ لا یَدعوهُ أحمَرُ ولا أسوَدُ مِنَ النّاسِ إلّا أجابَهُ، وکانَ رُبَّما وَجَدَ تَمرَةً مُلقاةً فَیَأخُذُها فَیُهوی بِها إلى فیهِ، وإنَّهُ لَیَخشى أن تَکونَ مِنَ الصَّدَقَةِ، وکانَ یَرکَبُ الحِمارَ عُریا لَیسَ عَلَیهِ شَیءٌ.(5)

594. الطبقات الکبرى عن یزید بن عبداللّه بن قسیط:

کانَ أهلُ الصُّفَّةِ ناسا مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله لا مَنازِلَ لَهُم، فَکانوا یَنامونَ عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله فِیالمَسجِدِ ویَظَلّونَ فیهِ ما لَهُم مَأوىً غَیرُهُ، فَکانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَدعوهُم إلَیهِ بِاللَّیلِ إذا تَعَشّى فَیُفَرِّقُهُم عَلى أصحابِهِ، وتَتَعَشّى طائِفَةٌ مِنهُم مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله، حَتّى جاءَ اللّهُ تَعالى بِالغِنى.(6)

595. سنن أبی داود عن أبی ذرّ:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَجلِسُ بَینَ ظَهرَی(7) أصحابِهِ، فَیَجیءُ الغَریبُ فَلا یَدری أیُّهُم هُوَ حَتّى یَسأَلَ. فَطَلَبنا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله أن نَجعَلَ لَهُ مَجلِسا یَعرِفُهُ الغَریبُ إذا أتاهُ، فَبَنَینا لَهُ دُکّانا مِن طینٍ، کانَ فَجَلَسَ عَلَیهِ.(8)

596. سنن ابن ماجة عن أبی مسعود:

أتَى النَّبِیَّ صلى الله علیه و آله رَجُلٌ فَکَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تَرعَدُ فَرائِصُهُ، فَقالَ لَهُ: هَوِّن عَلَیکَ فَإِنّی لَستُ بِمَلِکٍ، إنَّما أنَا ابنُ امرَأَةٍ تَأکُلُ القَدیدَ(9)(10)

597. سنن أبی داود عن مطرف عن أبیه:

اِنطَلَقتُ فی وَفدِ بَنی عامِرٍ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله، فَقُلنا: أنتَ سَیِّدُنا، فَقالَ: السَّیِّدُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى. قُلنا: وأفضَلُنا فَضلاً، وأعظَمُنا طَولاً، فَقالَ: قولوا بِقَولِکُم أو بَعضِ قَولِکُم ولا یَستَجرِیَنَّکُمُ الشَّیطانُ.(11)

598. الإمام الصادق علیه السلام:

ما أکَلَ نَبِیُّ اللّهِ صلى الله علیه و آله وهُوَ مُتَّکِئٌ مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل، وکانَ یَکرَهُ أن یَتَشَبَّهَ بِالمُلوکِ.

ونَحنُ لا نَستَطیعُ أن نَفعَلَ.(12)

599. فضائل الصحابة لابن حنبل عن زاذان:

رَأَیتُ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ یُمسِکُ الشُّسوعَ بِیَدِهِ، یَمُرُّ فِی الأَسواقِ فَیُناوِلُ الرَّجُلَ الشِّسعَ، ویُرشِدُ الضّالَّ ویُعینُ الحَمّالَ عَلَى الحُمولَةِ، وهُوَ یَقرَأُ هذِهِ الآیَةَ: «تِلْکَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِینَ لَا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ»(13) ثُمَّ یَقولُ: هذِهِ الآیَةُ اُنزِلَت فِی الوُلاةِ وذَوِی القُدرَةِ مِنَ النّاسِ.(14)

600. الإمام الصادق علیه السلام:

خَرَجَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ راکِبٌ، فَمَشَوا مَعَهُ فَقالَ: ألَکُم حاجَةٌ؟ قالوا: لا، ولکِنّا نُحِبُّ أن نَمشِیَ مَعَکَ، فَقالَ لَهُم: اِنصَرِفوا؛ فَإِنَّ مَشیَ الماشی مَعَ الرّاکِبِ مَفسَدَةٌ لِلرّاکِبِ ومَذَلَّةٌ لِلماشی.(15)

601. تفسیر الطبری:

إنّ الحسن بن علیٍّ علیه السلام کانَ یَجلِسُ إلَى المَساکینِ، ثُمَّ یَقولُ: «إِنَّهُ لَا یُحِبُّ الْمُسْتَکْبِرِینَ»(16)(17)

602. المناقب لابن شهرآشوب:

رُوِیَ أنَّهُ مَرَّ الحَسَنُ بنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلى فُقَراءَ وقَد وَضَعوا کُسَیراتٍ عَلَى الأَرضِ وهُم قُعودٌ یَلتَقِطونَها ویَأکُلونَها، فَقالوا لَهُ: هَلُمَّ یَا بنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ إلَى الغَداءِ. قالَ: فَنَزَلَ وقالَ: «إنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ المُستَکبِرینَ» ، وجَعَلَ یَأکُلُ مَعَهُم حَتَّى اکتَفَوا وَالزّادُ عَلى حالِهِ بِبَرَکَتِهِ. ثُمَّ دَعاهُم إلى ضِیافَتِهِ وأطعَمَهُم وکَساهُم.(18)

603. تاریخ دمشق عن محمّد بن عمرو بن حزم:

مَرَّ الحُسَینُ بِمَساکینَ یَأکُلونَ فِی الصُّفَّةِ(19) فَقالوا: الغَداءَ، فَنَزَلَ وقالَ: إنَّ اللّهَ لا یُحِبُّ المُتَکَبِّرینَ، فَتَغَدّى مَعَهُم ثُمَّ قالَ لَهُم: قَد أجَبتُکُم فَأَجیبونی. قالوا: نَعَم. فَمَضى بِهِم إلى مَنزِلِهِ، فَقالَ لِلرَّبابِ: أخرِجی ما کُنتِ تَدَّخِرینَ.(20)

604. الکافی عن أبی بصیر:

دَخَلَ أبو عَبدِاللّهِ علیه السلام الحَمّامَ، فَقالَ لَهُ صاحِبُ الحَمّامِ: اُخلیهِ لَکَ؟ فَقالَ: لا حاجَةَ لی فی ذلِکَ، المُؤمِنُ أخَفُّ مِن ذلِکَ.(21)

605. المناقب لابن شهرآشوب:

دَخَلَ [الرِّضا علیه السلام] الحَمّامَ فَقالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ: دَلِّکنی یا رَجُلُ، فَجَعَلَ یُدَلِّکُهُ، فَعَرَفوهُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ یَستَعذِرُ مِنهُ، وهُوَ یُطَیِّبُ قَلبَهُ ویُدَلِّکُهُ.(22)

1) کذا فی المتن، والظاهر أنّ الصواب: «اُخَیّرک».

2) المعجم الکبیر: ج 12 ص 267 ح 13309، حلیة الأولیاء: ج 3 ص 256 الرقم 246، سبل الهدى والرشاد: ج 7 ص 76، إمتاع الأسماع: ج 2 ص 222، کنز العمّال: ج 11 ص 431 ح 32027.

3) الکافی: ج 8 ص 130 ح 100، الأمالی للطوسی: ص 692 ح 1470 کلاهما عن محمّد بن مسلم، دلائل الإمامة: ص 225 ح 151 عن جابر، مشکاة الأنوار: ص 397 ح 1307 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 277 ح 116.

4) الکافی: ج 8 ص 131 ح 101 عن علیّ بن المغیرة، و ج 6 ص 270 ح 1، المحاسن: ج 2 ص 245 ح 1762 کلاهما عن زید الشحّام نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 278 ح 117، وراجع: مجمع البیان: ج 9 ص 133.

5) الطبقات الکبرى: ج1 ص370، تاریخ دمشق: ج4 ص80 عن أبی هریرة، سبل الهدى والرشاد: ج 7 ص 31 کلاهما نحوه.

6) الطبقات الکبرى: ج 1 ص 255، وراجع: فتح الباری: ج 11 ص 286 ذیل ح 6460.

7) هکذا فی المصدر، وفی سائر المصادر: «ظَهرانَی» بدل «ظَهرَی».

8) سنن أبی داود: ج 4 ص 225 ح 4698، سنن النسائی: ج 8 ص 101، مسند إسحاق بن راهویه: ج 1 ص 209 ح 165؛ مکارم الأخلاق: ج 1 ص 48 ح 8، بحار الأنوار: ج 16 ص 229 ح 35.

9) القدید: اللحم المملوح المجفّف فی الشمس (لسان العرب: ج 3 ص 344 «قدد»).

10) سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1101 ح 3312، المستدرک على الصحیحین: ج 2 ص 506 ح 3733، المعجم الأوسط: ج 2 ص 64 ح 1260 کلاهما عن جریر بن عبد اللّه نحوه، کنز العمّال: ج 6 ص 88 ح 14965؛ مکارم الأخلاق: ج 1 ص 48 ح 7 نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 229 ح 35.

11) سنن أبی داود: ج 4 ص 254 ص 4806، السنن الکبرى للنسائی: ج 6 ص 70 ح 10075، الأدب المفرد: ص 72 ح 211، مسند ابن حنبل: ج 5 ص 499 ح 16311، الطبقات الکبرى: ج 7 ص 34 کلاهما نحوه، کنز العمّال: ج 3 ص 651 ح 8334.

12) الکافی: ج 6 ص 272 ح 8 المحاسن: ج 2 ص 247 ح 1768 کلاهما عن المعلّى بن خنیس، بحار الأنوار: ج 16 ص 262 ح 54.

13) القصص: 83.

14) فضائل الصحابة لابن حنبل: ج 2 ص 621 ح 1064، تاریخ دمشق: ج 42 ص 489، تفسیر الآلوسی: ج 20 ص 125 کلاهما نحوه، کنز العمّال: ج 13 ص 180 ح 36538؛ مجمع البیان: ج 7 ص 420 نحوه، العمدة: ص 308 ح 511.

15) الکافی: ج 6 ص 540 ح 16، المحاسن: ج 2 ص 470 ح 2632، مشکاة الأنوار: ص 364 ح 1189 من دون إسنادٍ إلیه علیه السلام وکلّها عن هشام بن سالم، بحار الأنوار: ج 41 ص 55 ح 2، وراجع: تحف العقول: ص 209.

16) النحل: 23.

17) تفسیر الطبری: ج 8 جزء 14 ص 94، الدرّ المنثور: ج 5 ص 120 نقلاً عن عبد اللّه بن أحمد وعبد بن حمید وابن أبی حاتم؛ العمدة: ص 400 ح 812.

18) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 23، بحار الأنوار: ج 43 ص 352 ح 28.

19) أهل الصُفّة: هم فقراء المهاجرین، ومَن لم یکن له منزل یسکنه، فکانوا یأوون إلى موضع مُظلّل فی مسجد المدینة یسکنونه (النهایة: ج 3 ص 37 «صفف»).

20) تاریخ دمشق: ج 14 ص 181؛ تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 257 ح 15 عن مسعدة بن صدقة نحوه، بحار الأنوار: ج 44 ص 189 ح 1.

21) الکافی: ج 6 ص 503 ح 37، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 117 ح 249 نحوه، بحار الأنوار: ج 47 ص 47 ح 69.

22) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 362، بحار الأنوار: ج 49 ص 99 ح 16.