570. الإمام علیّ علیه السلام:
شیعَتُنَا المُتَباذِلونَ فی وَلایَتِنا، المُتَحابّونَ فی مَوَدَّتِنا، المُتَزاوِرونَ فی إحیاءِ أمرِنا، الَّذینَ إن غَضِبوا لَم یَظلِموا، وإن رَضوا لَم یُسرِفوا، بَرَکَةٌ عَلى مَن جاوَروا، سِلمٌ لِمَن خالَطوا.(1)
571. عنه علیه السلام:
شیعَتُنا هُمُ العارِفونَ بِاللّهِ، العامِلونَ بِأَمرِ اللّهِ، أهلُ الفَضائِلِ، وَالنّاطِقونَ بِالصَّوابِ، مَأکولُهُمُ القوتُ، ومَلبَسُهُمُ الاِقتِصادُ، ومَشیُهُمُ التَّواضُعُ… تَحسَبُهُم مَرضى وقَد خولِطوا وما هُم بِذلِکَ، بَل خامَرَهُم مِن عَظَمَةِ رَبِّهِم وشِدَّةِ سُلطانِهِ ما طاشَت لَهُ قُلوبُهُم وذَهَلَت مِنهُ عُقولُهُم، فَإِذَا استَقاموا مِن ذلِکَ بادَروا إلَى اللّهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ، لا یَرضَونَ لَهُ بِالقَلیلِ، ولا یَستَکثِرونَ الجَزیلَ.(2)
572. الأمالی للطوسی عن نوف بن عبداللّه البکالی:
قال لی عَلِیٌّ علیه السلام: یا نَوفُ، خُلِقنا مِن طینَةٍ طَیِّبَةٍ، وخُلِقَ شیعَتُنا مِن طینَتِنا، فَإِذا کانَ یَومُ القِیامَةِ اُلحِقوا بِنا.
فَقُلتُ: صِف لی شیعَتَکَ یا أمیرَالمُؤمِنینَ. فَبَکى لِذِکری شیعَتَهُ، ثُمَّ قالَ:
یا نَوفُ، شیعَتی وَاللّهِ الحُلَماءُ العُلَماءُ بِاللّهِ ودینِهِ، العامِلونَ بِطاعَتِهِ وأمرِهِ، المُهتَدونَ بِحُبِّهِ، أنضاءُ عِبادَةٍ، أحلاسُ زَهادَةٍ(3)، صُفرُ الوُجوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ، عُمشُ العُیونِ مِنَ البُکاءِ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الذِّکرِ، خُمصُ البُطونِ مِنَ الطَّوى، تُعرَفُ الرَّبّانِیَّةُ فی وُجوهِهِم، وَالرَّهبانِیَّةُ فی سَمتِهِم.
مَصابیحُ کُلِّ ظُلمَةٍ، ورَیحانُ کُلِّ قَبیلٍ(4)، لا یَثنونَ مِنَ المُسلِمینَ سَلَفا، ولا یَقفونَ لَهُم خَلَفا.
شُرورُهُم مَکنونَةٌ، وقُلوبُهُم مَحزونَةٌ، وأنفُسُهُم عَفیفَةٌ، وحَوائِجُهُم خَفیفَةٌ، أنفُسُهُم مِنهُم فی عَناءٍ، وَالنّاسُ مِنهُم فی راحَةٍ، فَهُمُ الکاسَةُ الأَلِبّاءُ، وَالخالِصَةُ النُّجَباءُ، وهُمُ الرَّوّاغونَ فِرارا بِدینِهِم. إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا، وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا.
اُولئِکَ شیعَتِیَ الأَطیَبونَ، وإخوانِیَ الأَکرَمونَ، ألا هاهِ شَوقا إلَیهِم!(5)
573. صفات الشیعة عن محمّد بن الحنفیّة:
لَمّا قَدِمَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام البَصرَةَ بَعدَ قِتالِ أهلِ الجَمَلِ، دَعاهُ الأَحنَفُ بنُ قَیسٍ وَاتَّخَذَ لَهُ طَعاما، فَبَعَثَ إلَیهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وإلى أصحابِهِ، فَأَقبَلَ ثُمَّ قالَ: یا أحنَفُ، اُدعُ لی أصحابی، فَدَخَلَ عَلَیهِ قَومٌ مُتَخَشِّعونَ کَأَنَّهُم شِنانٌ بَوالی.
فَقالَ الأحنَفُ بنُ قَیسٍ: یا أمیرَ المُؤمِنینَ، ما هذَا الَّذی نَزَلَ بِهِم؟ أمِن قِلَّةِ الطَّعامِ، أو مِن هَولِ الحَربِ؟!
فَقالَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ: لا یا أحنَفُ، إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ أحَبَّ أقواما تَنَسَّکوا لَهُ فی دارِ الدُّنیا تَنَسُّکَ مَن هَجَمَ عَلى ما عَلِمَ مِن قُربِهِم مِن یَومِ القِیامَةِ مِن قَبلِ أن یُشاهِدوها، فَحَمَلوا أنفُسَهُم عَلى مَجهودِها.(6)
574. الإمام الصادق علیه السلام:
اِمتَحِنوا شـیعَتَنا عِندَ ثَـلاثٍ: عِندَ مَواقیتِ الصَّـلاةِ کَیفَ مُحافَظَتُهُم عَلَیها، وعِندَ أسرارِهِم کَیفَ حِفظُهُم لَها عِندَ(7) عَدُوِّنا، وإلى أموالِهِم کَیفَ مُواساتُهُم لِاءِخوانِهِم فیها.(8)
575. عنه علیه السلام:
إنَّما شیعَةُ جَعفَرٍ مَن عَفَّ بَطنُهُ وفَرجُهُ، وَاشتَدَّ جِهادُهُ، وعَمِلَ لِخالِقِهِ، ورَجا ثَوابَهُ، وخَافَ عِقابَهُ. فَإِذا رَأَیتَ اُولئِکَ فَاُولئِکَ شیعَةُ جَعفَرٍ.(9)
576. عنه علیه السلام:
شیعَتُنا مَن قَدَّمَ مَا استَحسَنَ، وأمسَکَ مَا استَقبَحَ، وأظهَرَ الجَمیلَ، وسارَعَ بِالأَمرِ الجَلیلِ رَغبَةً إلى رَحمَةِ الجَلیلِ، فَذاکَ مِنّا وإلَینا ومَعَنا حَیثُ ما کُنّا.(10)
577. عنه علیه السلام:
شیعَتُنا أهلُ الوَرَعِ وَالاِجتِهادِ، وأهلُ الوَفاءِ وَالأَمانَةِ، وأهلُ الزُّهدِ وَالعِبادَةِ، أصحابُ إحدى وخَمسینَ رَکعَةً فِی الیَومِ وَاللَّیلَةِ، القائِمونَ بِاللَّیلِ، الصّائِمونَ بِالنَّهارِ، یُزَکّونَ أموالَهُم، ویَحُجّونَ البَیتَ، ویَجتَنِبونَ کُلَّ مُحَرَّمٍ.(11)
578. عنه علیه السلام:
إنَّما شیعَتُنا یُعرَفونَ بِخِصالٍ شَتّى: بِالسَّخاءِ، وَالبَذلِ لِلإِخوانِ، وبِأَن یُصَلُّوا الخَمسینَ لَیلاً ونَهارا.(12)
579. عنه علیه السلام:
الشّیعَةُ ثَلاثٌ: مُحِبٌّ وادٌّ فَهُوَ مِنّا، ومُتَزَیِّنٌ بِنا ونَحنُ زَینٌ لِمَن تَزَیَّنَ بِنا، ومُستَأکِلٌ بِنَا النّاسَ؛ ومَنِ استَأکَلَ بِنَا افتَقَرَ.(13)
580. عنه علیه السلام:
اِفتَرَقَ النّاسُ فینا عَلى ثَلاثِ فِرَقٍ: فِرقَةٌ أحَبّونَا انتِظارَ قائِمِنا لِیُصیبوا مِن دُنیانا، فَقالوا وحَفِظوا کَلامَنا وقَصَّروا عَن فِعلِنا، فَسَیَحشُرُهُمُ اللّهُ إلَى النّارِ.
وفِرقَةٌ أحَبّونا وسَمِعوا کَلامَنا ولَم یُقَصِّروا عَن فِعلِنا، لِیَستَأکِلُوا النّاسَ بِنا، فَیَملَأُ اللّهُ بُطونَهُم نارا، یُسَلِّطُ عَلَیهِمُ الجوعَ وَالعَطَشَ.
وفِرقَةٌ أحَبّونا وحَفِظوا قَولَنا وأطاعوا أمرَنا ولَم یُخالِفوا فِعلَنا، فَاُولئِکَ مِنّا ونَحنُ مِنهُم.(14)
581. تحف العقول:
دَخَلَ عَلَیهِ [الصّادِقِ علیه السلام] رَجُلٌ، فَقالَ علیه السلام لَهُ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ: مِن مُحِبّیکُم ومُوالیکُم، فقال لَهُ جَعفَرٌ علیه السلام: لا یُحِبُّ اللّهَ عَبدٌ حَتّى یَتَولّاهُ، ولا یَتَوَلّاهُ حَتّى یوجِبَ لَهُ الجَنَّةَ.
ثُمَّ قالَ لَهُ: مِن أیِّ مُحِبّینا أنتَ؟ فَسَکَتَ الرَّجُلُ، فَسَأَلَهُ سَدیرٌ(15) : وکَم مُحِبّوکُم یَا بنَ رَسولِ اللّهِ؟ فَقالَ: عَلى ثَلاثِ طَبَقاتٍ: طَبَقَةٌ أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ ولَم یُحِبّونا فِی السِّرِّ، وطَبَقَةٌ یُحِبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِیالعَلانِیَةِ ، وطَبَقَةٌ یُحِبّونا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ هُمُ النَّمَطُ الأَعلى… .
وَالطَّبَقَةُ الثّانِیَةُ النَّمَطُ الأَسفَلُ، أحَبّونا فِی العَلانِیَةِ وساروا بِسیرَةِ المُلوکِ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وسُیوفُهُم عَلَینا.
وَالطَّبَقَةُ الثّالِثَةُ الَّنمَطُ الأَوسَطُ، أحَبّونا فِی السِّرِّ ولَم یُحِبّونا فِی العَلانِیَةِ. ولَعَمری لَئِن کانوا أحَبّونا فِی السِّرِّ دونَ العَلانِیَةِ فَهُمُ الصَّوّامونَ بِالنَّهارِ القَوّامونَ بِاللَّیلِ تَرى أثَرَ الرَّهبانِیَّةِ فی وُجوهِهِم، أهلُ سِلمٍ وَانقِیادٍ.
قالَ الرَّجُلُ: فَأَنَا مِن مُحِبّیکُم فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ. قالَ جَعفَرٌ علیه السلام: إنَّ لُِمحِبّینا فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ عَلاماتٍ یُعرَفونَ بِها. قالَ الرَّجُلُ: وما تِلکَ العَلاماتُ؟ قالَ علیه السلام: تِلکَ خِلالٌ أوَّلُها أنَّهُم عَرَفُوا التَّوحیدَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ وأحکَموا عِلمَ تَوحیدِهِ.(16)
1) الکافی: ج 2 ص 236 ح 24 عن أبی المقدام عن الإمام الباقر علیه السلام، الخصال: ص 397 ح 104 عن عمرو بن أبی المقدام عن الإمام الباقر علیه السلام، صفات الشیعة: ص 91 ح 23، تحف العقول: ص 300، مشکاة الأنوار: ص 123 ح 290 والثلاثة الأخیرة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار: ج 68 ص 190 ح 46؛ مطالب السؤول: ص 224.
2) مطالب السؤول: ج 1 ص 227 عن نوف البکالیّ، الصواعق المحرقة: ص 154؛ بحار الأنوار: ج 78 ص 29 ح 96.
3) قال المجلسی قدس سره: «أحلاسُ زَهاده»: أی ملازمون للزهد، أو ملازمون للبیوت لزهدهم (بحار الأنوار: ج 68 ص 177).
4) قال المجلسی قدس سره: «رَیحان کلّ قَبیلٍ»: أی الشیعة عزیز کریم بین کلّ قبیلة بمنزلة الریحان (بحار الأنوار: ج 68 ص 177).
5) الأمالی للطوسی: ص 576 ح 1189، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 70، أعلام الدین: ص 144 و 209، إرشاد القلوب: ص 144 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 68 ص 177 ح 34.
6) صفات الشیعة: ص 118 ح 63، بحار الأنوار: ج 7 ص 219 ح 132.
7) فی سائر المصادر: «عن» بدل «عند».
8) الخصال: ص 103 ح 62 عن اللیثیّ، قرب الإسناد: ص 78 ح 253 عن مسعدة بن صدقة، مشکاة الأنوار: ص 150 ح 361، أعلام الدین: ص 130، روضة الواعظین: ص 321، بحار الأنوار: ج 83 ص 22 ح 40.
9) صفات الشیعة: ص 89 ح 21، الخصال: ص 296 ح 63، الکافی: ج 2 ص 233 ح 9 کلّها عن المفضّل بن عمر، مشکاة الأنوار: ص 119 ح 277 وفیهما «إنّما شیعة علیّ» بدل «إنّما شیعة جعفر» ، بحار الأنوار: ج 68 ص 187 ح 42، وراجع: تحف العقول: ص 515.
10) صفات الشیعة: ص 95 ح 32 عن مسعدة بن صدقة، بحار الأنوار: ج 68 ص 169 ح 29.
11) صفات الشیعة: ص 81 ح 1 عن أبی بصیر، بحار الأنوار: ج 68 ص 167 ح 23.
12) تحف العقول: ص 303، العقد النضید: ص 46 ح 33 عن المفضّل بن عمر نحوه، بحار الأنوار: ج 78 ص 281 ح 1.
13) الخصال: ص 103 ح 61، أعلام الدین: ص 130 کلاهما عن معاویة بن وهب، روضة الواعظین: ص 321، مشکاة الأنوار: ص 150 ح 360، بحار الأنوار: ج 68 ص 153 ح 8.
14) تحف العقول: ص 514 عن المفضّل، بحار الأنوار: ج 78 ص 382 ح 1.
15) سدیر بن حکیم بن صهیب الصیرفیّ، من أصحاب السجّاد والباقر والصادق علیهم السلام (راجع: رجال الطوسی: ص 91 و 125 و 217).
16) تحف العقول: 325، بحار الأنوار: ج 68 ص 275 ح 31.