الکتاب
«فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْیُنٍ جَزَاءً بِمَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ».(1)
«انظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ لَلْاخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجَاتٍ وَ أَکْبَرُ تَفْضِیلاً».(2)
«وَ إِذَا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیمًا وَ مُلْکًا کَبِیرًا».(3)
الحدیث
8. رسول الله صلی الله علیه و آله: والله ما الدنیا فی الآخرةِ إلا مثلما یجعل احدکم إصبعه هذه(4) فی الیم، فلینظر بم ترجع!(5)
9. المستدرک على الصحیحین عن المستورد(6): کُنّا عِندَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَتَذاکَرُوا الدُّنیا وَالآخِرَةَ، فَقالَ بَعضُهُم: إنَّمَا الدُّنیا بَلاغٌ لِلآخِرَةِ، فیهَا العَمَلُ وفیهَا الصَّلاةُ وفیهَا الزَّکاةُ. وقالَت طائِفَةٌ مِنهُم: الآخِرَةُ فیهَا الجَنَّةُ. وقالوا ما شاءَ اللهُ.
فَقالَ رَسولُ اللهِ صلی الله علیه و آله: مَا الدُّنیا فِی الآخِرَةِ إلّا کَما یَمشی أحَدُکُم إلَى الیَمِّ فَأَدخَلَ إصبَعَهُ فیهِ؛ فَما خَرَجَ مِنهُ فَهِیَ الدُّنیا.(7)
10. رسول الله صلی الله علیه و آله: ما أخَذَتِ الدُّنیا مِنَ الآخِرَةِ إلّا کَما أخَذَ مِخیَطٌ غُرِسَ فِی البَحرِ مِن مائِهِ.(8)
11. عنه صلی الله علیه و آله: مَثَلُکُم أیُّهَا الاُمَّةُ کَمَثَلِ عَسکَرٍ قَد سارَ أوَّلُهُم ونودِیَ بِالرَّحیلِ؛ فَما أسرَعَ ما یَلحَقُ آخِرُهُم بِأَوَّلِهِم! وَاللهِ مَا الدُّنیا مِنَ الآخِرَةِ إلّا کَنَفحَةِ(9) أرنَبٍ، الجِدَّ الجِدَّ عِبادَ اللهِ! وَاستَعینوا بِاللهِ رَبِّکُم.(10)
12. الإمام علیّ علیه السلام: کُلُّ شَیءٍ مِنَ الدُّنیا سَماعُهُ أعظَمُ مِن عِیانِهِ، وکُلُّ شَیءٍ مِنَ الآخِرَةِ عِیانُهُ أعظَمُ مِن سَماعِهِ، فَلیَکفِکُم مِنَ العِیانِ السَّماعُ، ومِنَ الغَیبِ الخَبَرُ.(11)
13. عنه علیه السلام: ما المَغرورُ الَّذی ظَفِرَ مِنَ الدُّنیا بِأَعلى هِمَّتِهِ، کَالآخَرِ الَّذی ظَفِرَ مِنَ الآخِرَةِ بِأَدنى سُهمَتِهِ.(12)
14. عنه علیه السلام – فی تَمجیدِ اللهِ عز و جل -: سُبحانَکَ ما أعظَمَ ما نَرى مِن خَلقِکَ! وما أصغَرَ کُلَّ عَظیمَةٍ فی جَنبِ قُدرَتِکَ! وما أهوَلَ ما نَرى مِن مَلَکوتِکَ! وما أحقَرَ ذلِکَ فیما غابَ عَنّا مِن سُلطانِکَ! وما أسبَغَ(13) نِعَمَکَ فِی الدُّنیا! وما أصغَرَها فی نِعَمِ الآخِرَةِ!(14)
1) السجدة: 17.
2) الإسراء: 21.
3) الإنسان: 20.
4) أی السبّابة، فقد جاء فی المصدر بعد کلمة هذه: «وأشار یحیى بالسبّابة» ویحیى هو ابن سعید، من رجال سند الروایة.
5) صحیح مسلم: ج 4 ص 2193 ح 55، سنن الترمذی: ج 4 ص 561 ح 2323، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1376 ح 4108، کنز العمّال: ج 3 ص 195 ح 6138؛ مشکاة الأنوار: ص 467 ح 1558، تنبیه الخواطر: ج 1 ص 150، بحار الأنوار: ج 73 ص 119 ح 110.
6) هو المُستورِد بن شدّاد بن عَمرو القَرَشیّ (راجع: ترجمته فی تهذیب الکمال: ج 27 ص 439).
7) المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 355 ح 7898، کنز العمّال: ج 3 ص 195 ح 6136.
8) المعجم الکبیر: ج 20 ص 308 ح 733 عن المستورد، کنز العمّال: ج 3 ص 195 ح 1637.
9) کذا فی المصدر بالحاء المهملة، والظاهر أنّها مصحّفة عن «نفجة» بالجیم، قال ابن الأثیر: کنفجة أرنب: أی کوثبته من مَجثَمه، یرید تقلیل مدّتها (النهایة: ج 5 ص 88 «نفج»).
10) الفردوس: ج 4 ص 148 ح 6456 عن عمر، کنز العمّال: ج 15 ص 797 ح 43163.
11) نهج البلاغة: الخطبة 114، عدّة الداعی: ص 99 عنهم علیهم السلام ولیس فیه ذیله من «فلیکفکم…»، غرر الحکم: ج 4 ص 542 ح 6908 و ص 541 ح 6907 و ج 5 ص 41 ح 7360، بحار الأنوار: ج 8 ص 191 ح 168.
12) نهج البلاغة: الحکمة 370، تنبیه الخواطر: ج 1 ص 79، بحار الأنوار: ج 73 ص 124 ح 112.
13) سَبَغَت النعمةُ: اتّسعَت. وأسبَغَ الله ُ علیه النعمةَ: أَی أتَمّها (الصحاح: ج 4 ص 1321 «سبغ»).
14) نهج البلاغة: الخطبة 109، بحار الأنوار: ج 4 ص 318 ح 43؛ المعیار والموازنة: ص 257 نحوه.