الکتاب
«هُوَ الَّذی خَلَقَکُمْ مِنْ طینٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُون».(1)
«هُوَ الَّذی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُون».(2)
«وَ لَوْ یُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَکَ عَلَیْها مِنْ دَابَّةٍ وَ لکِنْ یُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا یَسْتَقْدِمُون».(3)
الحدیث
10. رسول الله صلی الله علیه و آله – فی قَولِهِ تَعالى: «یَمْحُواْ اللَّهُ مَا یَشَاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْکِتَابِ»(4) -: یَمحو مِنَ الأَجَلِ ما یَشاءُ، ویَزیدُ فیهِ ما یَشاءُ.(5)
11. الإمام الباقر علیه السلام: ما مِن عَبدٍ إلّا وضَرَبَ اللهُ لَهُ أجَلَینِ؛ أدنى وأقصى، فَإِن وَصَلَ رَحِمَهُ فِی اللهِ عز و جل مَدَّ اللهُ لَهُ إلَى الأَجَلِ الأَقصى، وإن عَقَّ وظَلَمَ اُعطِیَ الأَدنى، وهُوَ قَولُهُ تَعالى: «قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى».(6)
12. الإمام الصادق علیه السلام – فی قَولِهِ تَعالى:«قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى» -:
هُما أجَلانِ؛ أجَلٌ مَوقوفٌ یَصنَعُ اللهُ ما یَشاءُ، وأجَلٌ مَحتومٌ.(7)
13. صحیح البخاری عن أبی عثمان عن اُسامة بن زید: أرسَلَتِ ابنَةُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله إلَیهِ: إنَّ ابنا لی قُبِضَ فَائتِنا، فَأَرسَلَ یُقرِئُ السَّلامَ ویَقولُ: إنَّ للهِِ ما أخَذَ ولَهُ ما أعطى، وکُلٌّ عِندَهُ بِأَجَلٍ مُسَمّىً، فَلتَصبِر وَلتَحتَسِب. فَأَرسَلَت إلَیهِ تُقسِمُ عَلَیهِ لَیَأتِیَنَّها.
فَقامَ ومَعَهُ سَعدُ بنُ عُبادَةَ، ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ، واُبَیُّ بنُ کَعبٍ، وزَیدُ بنُ ثابِتٍ ورِجالٌ، فَرُفِعَ إلى رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله الصَّبِیُّ ونَفسُهُ تَتَقَعقَعُ.(8) قالَ: حَسِبتُهُ أنَّهُ قالَ: کَأَنَّها شَنٌّ،(9) فَفاضَت عَیناهُ، فَقالَ سَعدٌ: یا رَسولَ اللهِ ما هذا؟ فَقالَ: هذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فی قُلوبِ عِبادِهِ، وإنَّما یَرحَمُ اللهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ.(10)
14. الإمام الصادق علیه السلام: الأَجَلُ الَّذی غَیرُ مُسَمّىً مَوقوفٌ یُقَدِّمُ مِنه ما شاءَ ویُؤَخِّرُ مِنهُ ما شاءَ، وأمَّا الأَجَلُ المُسَمّى فَهُوَ الَّذی یُنَزِّلُ مِمّا یُریدُ أن یَکونَ مِن لَیلَةِ القَدرِ إلى مِثلِها مِن قابِلٍ، قالَ: فَذلِکَ قَولُ اللهِ: «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا یَسْتَئخِرُونَ سَاعَةً وَ لَا یَسْتَقْدِمُونَ».(11)
15. تفسیر العیّاشی عن حمران عن الإمام الصادق علیه السلام: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللهِ: «ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ»، قالَ: المُسَمّى ما سَمّى لِمَلَکِ المَوتِ فی تِلکَ اللَّیلَةِ، وهُوَ الَّذی قالَ اللهُ: «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا یَسْتَئخِرُونَ سَاعَةً وَ لَا یَسْتَقْدِمُونَ»وهُوَ الَّذی سَمّى لِمَلَکِ المَوتِ فی لَیلَةِ القَدرِ، وَالآخَرُ لَهُ فیهِ المَشیئَةُ، إن شاءَ قَدَّمَهُ وإن شاءَ أخَّرَهُ.(12)
16. الإمام الصادق علیه السلام – فی قَولِهِ تَعالى: «قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ» -: الأَجَلُ الأَوَّلُ هُوَ ما نَبَذَهُ إلَى المَلائِکَةِ وَالرُّسُلِ وَالأَنبِیاءِ، وَالأَجَلُ المُسَمّى عِندَهُ هُوَ الَّذی سَتَرَهُ اللهُ عَنِ الخَلائِقِ.(13)
17. الإمام علیّ علیه السلام – مِن کِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِیَةَ -: کانَ رَسولُ اللهِ صلی الله علیه و آله إذَا احمَرَّ البَأسُ(14) وأحجَمَ النّاسُ، قَدَّمَ أهلَ بَیتِهِ فَوَقى بِهِم أصحابَهُ حَرَّ السُّیوفِ وَالأَسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَیدَةُ بنُ الحارِثِ یَومَ بِدرٍ، وقُتِلَ حَمزَةُ یَومَ اُحُدٍ، وقُتِلَ جَعفَرٌ یَومَ مُؤتَةَ(15)، وأرادَ مَن لَو شِئتُ ذَکَرتُ اسمَهُ مِثلَ الَّذی أرادوا مِنَ الشَّهادَةِ، ولکِنَّ آجالَهُم عُجِّلَت، ومَنِیَّتَهُ اُجِّلَت.(16)
راجع: بحار الأنوار: ج 5 ص 140 والمیزان فی تفسیر القرآن: ج 7 ص 15.
1) الأنعام: 2.
2) غافر: 67.
3) النحل: 61.
4) الرعد: 39.
5) الفردوس: ج 5 ص 261 ح 8126 عن ابن عبّاس.
6) مستدرک الوسائل: ج 15 ص 249 ح 18141 نقلاً عن أحمد بن محمّد السیّاری فی کتاب التنزیل والتحریف.
7) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 354 ح 7 عن حمران، الغیبة للنعمانی: ص 301 ح 5 عن حمران بن أعین عن الإمام الباقر علیه السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 5 ص 140 ح 9.
8) تَتَقَعْقَع: أی تضطرِب وتتحرّک. أی: کلّما صار إلى حالٍ لم یلبث أن ینتقل إلى اُخرى تقرّبه من الموت (النهایة: ج 4 ص 88 «قعقع»).
9) الشَّنّ: القربة الخَلَق. وشنَّتِ القربة: إذا یبست (لسان العرب: ج 13 ص 241 «شنن»).
10) صحیح البخاری: ج 1 ص 432 ح 1224، صحیح مسلم: ج 2 ص 635 ح 11، سنن أبی داوود: ج 3 ص 193 ح 3125، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 506 ح 1588 کلّها نحوه، کنز العمّال: ج 15 ص 659 ح 42614.
11) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 354 ح 5 عن مسعدة بن صدقة، بحار الأنوار: ج 5 ص 139 ح 3 وراجع: ص 140 ح 4 و 9 و ج 97 ص 2 ح 3 والمیزان فی تفسیر القرآن: ج 7 ص 8 و 9.
12) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 354 ح 6، بحار الأنوار: ج 4 ص 116 ح 45 و 46.
13) تفسیر العیّاشی: ج 1 ص 355 ح 9 عن حصین، بحار الأنوار: ج 5 ص 140 ح 10.
14) احمرّ البأس: اشتدّت الحرب (النهایة: ج 1 ص 438 «حمر»).
15) مؤتة: قریة من قرى البلقاء، فی حدود الشام (معجم البلدان: ج 5 ص 220).
16) نهج البلاغة: الکتاب 9، وقعة صفّین: ص 90 نحوه، بحار الأنوار: ج 33 ص 112 ح 408.