الکتاب
«إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَ لَا شُکُورًا».(1)
الحدیث
51. رسول الله صلی الله علیه و آله:
إنَّ أوَّلَ النّاسِ یُقضى یَومَ القِیامَةِ عَلَیهِ… رَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَیهِ وأعطاهُ مِن أصنافِ المالِ کُلِّهِ، فَاُتِیَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلتَ فیها؟
قالَ: ما تَرَکتُ مِن سَبیلٍ تُحِبُّ أن یُنفَقَ فیها إلّا أنفَقتُ فیها لَکَ.
قالَ: کَذِبتَ! ولکِنَّکَ فَعَلتَ لِیُقالَ: هُوَ جَوادٌ، فَقَد قیلَ. ثُمَّ اُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلى وَجهِهِ، ثُمَّ اُلقِیَ فِی النّارِ.(2)
52. الأمالی للصدوق عن أبی عبدالله عن أبیه علیهماالسلام – فی تفسیر الآیات من سورة «هل أتی» -: «وَ یُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ» یَقولُ: عَلى شَهوَتِهِم لِلطَّعامِ وإیثارِهِم لَهُ «مِسْکِینًا» مِن مَساکینِ المُسلِمین «وَ یَتِیمًا» مِن یَتامَى المُسلِمین «وَ أَسِیرًا» مِن اُسارَى المُشرِکینَ، و یَقولونَ إذا أطعَموهُم: «إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَ لَا شُکُورًا»(1)
قالَ علیه السلام: وَاللهِ ما قالوا هذا لَهُم، و لکِنَّهُم أضمَروهُ فی أنفُسِهِم، فَأَخبَرَ اللهُ بِإِضمارِهِم، یَقولونَ: «لانُریدُ مِنکُم جَزاءً» تُکافِئونَنا بِهِ، «ولا شُکورا» تُثنونَ عَلَینا بِهِ، و لکِنّا إنَّما أطعَمناکُم لِوَجهِ اللهِ و طَلَبِ ثَوابِهِ.(3)
53. الکافی عن علیّ بن أسباط عن بعض أصحابه عن الإمام الباقر علیه السلام:
الإِبقاءُ عَلَى العَمَلِ أشَدُّ مِنَ العَمَلِ. قالَ: و مَا الإِبقاءُ عَلَى العَمَلِ؟ قالَ علیه السلام: یَصِلُ الرَّجُلُ بِصِلَةٍ ویُنفِقُ نَفَقَةً لِلّهِ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، فَکُتِبَ لَهُ سِرّا، ثُمَّ یَذکُرُها فَتُمحى فَتُکتَبُ لَهُ عَلانِیَةً، ثُمَّ یَذکُرُها فَتُمحى و تُکتَبُ لَهُ رِیاءً.(4)
1) الإنسان: 9.
2) صحیح مسلم: ج 3 ص 1514 ح 152، سنن النسائی: ج 6 ص 23، سنن الترمذی: ج 4 ص 592 ح 2382 نحوه وکلّها عن أبی هریرة، کنز العمّال: ج 3 ص 469 ح 7470؛ بحار الأنوار: ج 72 ص 305 ح 52 نقلاً عن أسرار الصلاة نحوه.
3) الأمالی للصدوق: ص 333 ح 390 عن سلمة بن خالد عن الإمام الصادق علیه السلام، روضة الواعظین: ص 180، بحار الأنوار: ج 35 ص 240 ح 1 و راجع: المناقب للکوفی: ج 1 ص 182 و 183.
4) الکافی: ج 2 ص 296 ح 16؛ بحار الأنوار: ج 70 ص 230 ح 6 و راجع: عدّة الداعی: ص 221.