جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الحث على الإیثار

زمان مطالعه: 4 دقیقه

الکتاب

«وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».(1)

«وَ یُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْکِینًا وَ یَتِیمًا وَ أَسِیرًا – إِنَّمَا نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنکُمْ جَزَاءً وَ لَا شُکُورًا».(2)

الحدیث

1. الکافی عن أبان بن تغلب:

قُلتُ [لِأَبی عَبدِاللهِ علیه السلام]: أخبِرنی عَن حَقِّ المُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ.

فَقالَ: یا أبانُ، دَعهُ لا تَرِدهُ.

قُلتُ: بَلى – جُعِلتُ فِداکَ! – فَلَم أزَل اُرَدِّدُ عَلَیهِ.

فَقالَ: یا أبانُ، تُقاسِمُهُ شَطرَ(3) مالِکَ، ثُمَّ نَظَرَ إلَیَّ فَرَأى ما دَخَلَنی، فَقالَ: یا أبانُ، أما تَعلَمُ أنَّ اللهَ عز و جل قَد ذَکَرَ المُؤثِرینَ عَلى أنفُسِهِم(4)؟ قُلتُ: بَلى جُعِلتُ فِداکَ!

فَقالَ: أمّا إذا أنتَ قاسَمتَهُ فَلَم تُؤثِرهُ بَعدُ، إنَّما أنتَ وهُوَ سَواءٌ؛ إنَّما تُؤثِرُهُ إذا أنتَ أعطَیتَهُ مِنَ النِّصفِ الآخَرِ.(5)

2. الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق علیهماالسلام، قالَ: قُلتُ لَهُ: أیُّ الصَّدَقَةِ أفضَلُ؟

قالَ: جُهدُ المُقِلِّ(6)، أما سَمِعتَ قَولَ اللهِ عز و جل: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» تَرى هاهُنا فَضلاً؟(7)

3. الکافی عن جمیل بن درّاج عن الإمام الصادق علیه السلام:

خِیارُکُم سُمَحاؤُکُم، وشِرارُکُم بُخَلاؤُکُم، ومِن خالِصِ الإِیمانِ البِرُّ بِالإِخوانِ وَالسَّعیُ فی حَوائِجِهِم، وإنَّ البارَّ بِالإِخوانِ لَیُحِبُّهُ الرَّحمنُ، وفی ذلِکَ مَرغَمَةٌ لِلشَّیطانِ وتَزَحزُحٌ عَنِ النِّیرانِ ودُخولُ الجِنانِ. یا جَمیلُ، أخبِر بِهذا غُرَرَ(8) أصحابِکَ.

قُلتُ: – جُعِلتُ فِداکَ! – مَن غُرَرُ أصحابی؟

قالَ: هُمُ البارّونَ بِالإِخوانِ فِی العُسرِ وَالیُسرِ، ثُمَّ قالَ: یا جَمیلُ، أما إنَّ صاحِبَ الکَثیرِ یَهونُ عَلَیهِ ذلِکَ، وقَد مَدَحَ اللهُ عز و جل فی ذلِکَ صاحِبَ القَلیلِ، فَقالَ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».(9)

4. الإمام الصادق علیه السلام:

لَیسَ البِرُّ بِالکَثرَةِ؛ وذلِکَ أنَّ اللهَ عز و جل یَقولُ فی کِتابِهِ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ»، ثُمَّ قالَ: «وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، ومَن عَرَفهُ اللهُ عز و جل بِذلِکَ أحَبَّهُ اللهُ، ومَن أحَبَّهُ اللهُ – تَبارَکَ وَتعالى – وَفّاهُ أجرَهُ یَومَ القِیامَةِ بِغَیرِ حِسابٍ.(10)

5. الإمام علیّ علیه السلام:

مَن آثَرَ عَلى نَفسِهِ استَحَقَّ اسمَ الفَضیلَةِ.(11)

6. عنه علیه السلام:

الإِیثارُ فَضیلَةٌ، الاِحتِکارُ رَذیلَةٌ.(12)

7. عنه علیه السلام:

کُن عَفُوّاً فی قُدرَتِکَ، جَواداً فی عُسرَتِکَ، مُؤثِراً مَعَ فاقَتِکَ؛ یَکمُل لَکَ الفَضلُ.(13)

8. عنه علیه السلام:

خَیرُ النّاسِ مَن کانَ فی عُسرِهِ مُؤثِراً صَبوراً.(14)

9. عنه علیه السلام:

مَن آثَرَ عَلى نَفسِهِ بالَغَ فِی المُرُوءَةِ.(15)

10. عنه علیه السلام:

ذَلِّلوا أخلاقَکُم بِالمَحاسِنِ، وقودوها إلَى المَکارِمِ، وعَوِّدوا أنفُسَکُمُ الحِلمَ، وَاصبِروا عَلَى الإِیثارِ عَلى أنفُسِکُم فیما تَجمُدونَ عَنهُ(16).(17)

11. مستدرک الوسائل:

عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام أنَّهُ رَأى یَوما جَماعَةً، فَقالَ: مَن أنتُم؟

قالوا: نَحنُ قَومٌ مُتَوَکِّلونَ.

فَقالَ: ما بَلَغَ بِکُم تَوَکُّلُکُم؟

قالوا: إذا وَجَدنا أکَلنا، وإذا فَقَدنا صَبَرنا.

فَقالَ علیه السلام: هکَذا یَفعَلُ الکِلابُ عِندَنا!

فَقالوا: کَیفَ نَفعَلُ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟

فَقالَ: کَما نَفعَلُهُ؛ إذا فَقَدنا شَکَرنا، وإذا وَجَدنا آثَرنا.(18)

12. الرسالة القشیریّة:

سَأَلَ شَقیقٌ البَلخِیُّ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنِ الفُتُوَّةِ، فَقالَ: ما تَقولُ أنتَ؟

فَقالَ شَقیقٌ: إن اُعطینا شَکَرنا، وإن مُنِعنا صَبَرنا.

فَقالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام:

الکِلابُ عِندَنا بِالمَدینَةِ تَفعَلُ کَذلِکَ!

فَقالَ شَقیقٌ: یَابنَ بِنتِ رَسولِ اللهِ، مَا الفُتُوَّةُ عِندَکُم؟

فَقالَ: إن اُعطینا آثَرنا، وإن مُنِعنا شَکَرنا.(19)

13. الکافی عن علیّ بن سوید عن الإمام الکاظم علیه السلام قالَ: قُلتُ لَهُ: أوصِنی.

فَقالَ: آمُرُکَ بِتَقوَى اللهِ، ثُمَّ سَکَتَ.

فَشَکَوتُ إلَیهِ قِلَّةَ ذاتِ یَدی، وقُلتُ: وَاللهِ، لَقَد عَریتُ حَتّى بَلَغَ مِن عُریَتی أنَّ أبا فُلانٍ نَزَعَ ثَوبَینِ کانا عَلَیهِ وکَسانیهِما!

فَقالَ: صُم وتَصَدَّق.

قُلتُ: أتَصَدَّقُ مِمّا وَصَلَنی بِهِ إخوانی وإن کانَ قَلیلاً؟

قالَ: تَصَدَّق بِما رَزَقَکَ اللهُ ولَو آثَرتَ عَلى نَفسِکَ.(20)

14. الإمام العسکریّ علیه السلام – فِی التَّفسیرِ المَنسوبِ إلَیهِ -:

شیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام هُمُ الَّذینَ یُؤثِرونَ إخوانَهُم عَلى أنفُسِهِم ولَو کانَ بِهِم خَصاصَةٌ.(21)


1) الحشر: 9. والخَصاصَة: الفَقر والحاجَة إلى الشیء (النهایة: ج 2 ص 37 «خصص»).

2) الإنسان: 8 و 9.

3) الشَّطْر: النِّصف (النهایة: ج 2 ص 473 «شطر»).

4) إشارة إلى قوله تعالى: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ».

5) الکافی: ج 2 ص 172 ح 8، مصادقة الإخوان: ص 141 ح 2 نحوه، بحار الأنوار: ج 74 ص 249 ح 46.

6) جُهْد المُقِلّ: أی قَدْر ما یَحتمله حال القَلیل المال (النهایة: ج 1 ص 320 «جهد»).

7) الکافی: ج 4 ص 18 ح 3، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 2 ص 70 ح 1751 عن الإمام الصادق علیه السلام،ثواب الأعمال: ص 170 ح 16، بحار الأنوار: ج 96 ص 179 ح 15.

8) الغُرّة من المَتاع: خِیاره ورأسه. والغُرّة من القوم: شریفهم وسیّدهم؛ یقال: هو غُرَّة قومه ومن غُرَر قومه (تاج العروس: ج 7 ص 303 «غرر»).

9) الکافی: ج 4 ص 41 ح 15، کتاب من لایحضره الفقیه: ج 2 ص 61 ح 1707، الأمالی للمفید: ص 291 ح 9، الخصال: ص 96 ح 42، الأمالی للطوسی: ص 68 ح 98، مشکاة الأنوار: ص 154 ح 381 وفی الأربعة الأخیرة «صالح الأعمال» بدل «خالص الإیمان» ولیس فیها «وإنّ البارّ بالإخوان لیحبّه الرحمن»، بحار الأنوار: ج 74 ص 394 ح 18.

10) الکافی: ج 2 ص 206 ح 6، مصادقة الإخوان: ص 172 ح 2 کلاهما عن جمیل بن درّاج، بحار الأنوار: ج74 ص 299 ح 35.

11) غررالحکم: ج 5 ص 380 ح 8845، عیون الحکم والمواعظ: ص 435 ح 7522.

12) غرر الحکم: ج 1 ص 39 ح 112، عیون الحکم والمواعظ: ص 37 ح 787 و 788.

13) غرر الحکم: ج 4 ص 611 ح 7179، عیون الحکم و المواعظ: ص 393 ح 6667 وفیه «الفضائل» بدل «الفضل».

14) غرر الحکم: ج 3 ص 435 ح 5028، عیون الحکم والمواعظ: ص 238 ح 4537.

15) غرر الحکم: ج 5 ص 255 ح 8225.

16) یقال: جَمَدَ یجمُدُ: إذا بخِل بما یلزمه من الحقّ (النهایة: ج 1 ص 292 «جمد»). وفی مشکاة الأنوار و بحارالأنوار: «تحمدون».

17) تحف العقول: ص 224، مشکاة الأنوار: ص 317 ح 1003، بحار الأنوار: ج 78 ص 64 ح 157.

18) مستدرک الوسائل: ج 7 ص 217 ح 8076 نقلاً عن أبی الفتوح الرازی فی تفسیره.

19) الرسالة القشیریّة: ص 230، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 11 ص 217، سبل الهدى والرشاد: ج 1 ص 474؛ الصراط المستقیم: ج 1 ص 158 من دون إسناد إلى أحد من أهل البیت علیهم السلام، إرشاد القلوب: ص 123 کلاهما نحوه.

20) الکافی: ج 4 ص 18 ح 2، وسائل الشیعة: ج 6 ص 301 ح 12415.

21) التفسیر المنسوب إلى الإمام العسکری علیه السلام: ص 319 ح 161 عن یوسف بن زیاد وعلیّ بن سیّار، بحار الأنوار: ج 68 ص 162 ح 11.