ما کانَ وما یَکونُ

481. الإمام علیّ علیه السلام:

لَولا آیَةٌ فی کِتابِ اللّهِ لَأَخبَرتُکُم بِما کانَ وبِما یَکونُ وما هُوَ کائِنٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، وهِیَ هذِهِ الآیَةُ: «یَمْحُواْ اللَّهُ مَا یَشَآءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْکِتَابِ»(1)(2)

482. الإمام الصادق علیه السلام:

اللّهُمَّ یامَن أعطانا عِلمَ ما مَضى وما بَقِیَ، وجَعَلَنا وَرَثَةَ الأَنبِیاءِ، وخَتَمَ بِنَا الاُمَمَ السّالِفَةَ، وخَصَّنا بِالوَصِیَّةِ.(3)

483. الکافی عن معاویة بن وهب:

اِستَأذَنتُ عَلى أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام فَقیلَ لی: اُدخُل، فَدَخلتُ فَوَجَدتُهُ فی مُصَلّاهُ فی بَیتِهِ، فَجَلَستُ حَتّى قَضى صَلاتَهُ، فَسَمِعتُهُ وهُوَ یُناجی رَبَّهُ ویَقولُ:

یا مَن خَصَّنا بِالکَرامَةِ، وخَصَّنا بِالوَصِیَّةِ، ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ، وأعطانا عِلمَ ما مَضى وما بَقِیَ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوی إلَینا، اِغفِر لی ولِاءِخوانی ولِزُوّارِ قَبرِ أبی عَبدِ اللّهِ الحُسَینِ علیه السلام.(4)

484. الکافی عن سیف التّمّار:

کُنّا مَعَ أبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام جَماعَةً مِنَ الشّیعَةِ فِی الحِجرِ… . فَقالَ: ورَبِّ الکَعبَةِ، ورَبِّ البَنِیَّةِ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ لَو کُنتُ بَینَ موسى وَالخِضرِ علیهماالسلام لَأَخبَرتُهُما أنّی أعلَمُ مِنهُما، ولَأَنبَأتُهُما بِما لَیسَ فی أیدیهِما، لِأَنَّ موسى وَالخِضرَ علیهماالسلام اُعطِیا عِلمَ ما کانَ ولَم یُعطَیا عِلمَ ما یَکونُ وما هُوَ کائِنٌ حَتّى تَقومَ السّاعَةُ، وقَد وَرِثناهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وِراثَةً.(5)

485. الکافی عن الحارث بن المغیرة:

قالَ أبو عَبدِ اللّهِ علیه السلام: إنّی لَأَعلَمُ ما فِی السَّماواتِ وما فِی الأَرضِ، وأعلَمُ ما فِی الجَنَّةِ، وأعلَمُ ما فِی النّارِ، وأعلَمُ ما کانَ وما یَکونُ.

ثُمَّ مَکَثَ هُنَیئَةً فَرَأى أنَّ ذلِکَ کَبُرَ عَلى مَن سَمِعَهُ مِنهُ، فَقالَ: عَلِمتُ ذلِکَ مِن کِتابِ اللّهِ عز و جل، إنَّ اللّهَ عز و جل یَقولُ: فیهِ تِبیانُ کُلِّ شَیءٍ(6)(7)

486. الإمام الصادق علیه السلام:

قَد وَلَدَنی رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله وأنَا أعلَمُ کِتابَ اللّهِ وفیهِ بَدءُ الخَلقِ، وما هُوَ کائِنٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، وفیهِ خَبَرُ السَّماءِ وخَبَرُ الأَرضِ، وخَبَرُ الجَنَّةِ وخَبَرُ النّارِ، وخَبَرُ ما کانَ وخَبَرُ ما هُوَ کائِنٌ، أعلَمُ ذلِکَ کَما أنظُرُ إلى کَفّی، إنَّ اللّهَ یَقولُ: فیهِ تِبیانُ کُلِّ شَیءٍ.(8)

487. الإمام الرضا علیه السلام:

أوَلَیسَ اللّهُ یَقولُ: «عَالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَى غَیْبِهِ أَحَدًا – إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ»(9) ؟ فَرَسولُ اللّهِ عِندَ اللّهِ مُرتَضىً، ونَحنُ وَرَثَةُ ذلِکَ الرَّسولِ الَّذی أطلَعَهُ اللّهُ عَلى ما شاءَ مِن غَیبِهِ، فَعَلَّمَنا ما کانَ وما یَکونُ إلى یَومِ القِیامَةِ.(10)

488. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن عبد اللّه بن محمّد الهاشمیّ:

دَخَلتُ عَلَى المَأمونِ یَوما، فَأَجلَسَنی وأخرَجَ مَن کانَ عِندَهُ، ثُمَّ دَعا بِالطَّعامِ فَطَعِمنا، ثُمَّ طَیَّبَنا، ثُمَّ أمَرَ بِسِتارَةٍ فَضُرِبَت، ثُمَّ أقبَلَ عَلى بَعضِ مَن کانَ فِی السِّتارَةِ فَقالَ: بِاللّهِ لَمّا رَثَیتَ لَنا مَن بِطوسَ! فَأَخَذتُ أقولُ:

سَقیًا بِطوسَ ومَن أضحى بِها قَطَنا(11)++

مِن عِترَةِ المُصطَفى أبقى لَنا حَزَنًا

قالَ: ثُمَّ بَکى، وقالَ لی: یا عَبدَ اللّهِ، أیَلومُنی أهلُ بَیتی وأهلُ بَیتِکَ أن نَصَبتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عَلَما؟! فَوَاللّهِ لَاُحَدِّثُکَ بِحَدیثٍ تَتَعَجَّبُ مِنهُ. جِئتُهُ یَوما فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداکَ، إنَّ آباءَکَ موسَى بنَ جَعفَرٍ، وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، ومُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ، وعَلِیَّ بنَ الحُسَینِ علیه السلام کانَ عِندَهُم عِلمُ ما کانَ وما هُوَ کائِنٌ إلى یَومِ القِیامَةِ، وأنتَ وَصِیُّ القَومِ ووارِثُهُم، وعِندَکَ عِلمُهُم، وقَد بَدَت لی إلَیکَ حاجَةٌ. قالَ: هاتِها. فَقُلتُ: هذِهِ الزّاهِرِیَّةُ خطتنی(12) ، ولا اُقَدِّم عَلَیها مِن جَوارِیَّ، قَد حَمَلَت غَیرَ مَرَّةٍ وأسقَطَت، وهِیَ الآنَ حامِلٌ، فَدُلَّنی عَلى ما تَتَعالَجُ بِهِ فَتَسلَمُ.

فَقالَ: لا تَخَف مِن إسقاطِها، فَإِنَّها تَسلَمُ وتَلِدُ غُلاما أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ، ویَکونُ لَهُ خِنصِرٌ زائِدَةٌ فی یَدِهِ الُیمنى لَیسَت بِالمُدَلّاةِ، وفی رِجلِهِ الیُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَیسَت بِالمُدَلّاةِ. فَقُلتُ فی نَفسی: أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَلى کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ.

فَوَلَدَتِ الزّاهِرِیَّةُ غُلاما أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ، فی یَدِهِ الُیمنى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَیسَت بِالمُدَلّاةِ، وفی رِجلِهِ الیُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَیسَت بِالمُدَلّاةِ، عَلى ما کانَ وَصَفَهُ لِیَ الرِّضا، فَمَن یَلومُنی عَلى نَصبی إیّاهُ عَلَما؟!(13)

1) الرعد: 39.

2) التوحید: ص 305 ح 1، الأمالی للصدوق: ص 423 ح 560، الاختصاص: ص 235، الاحتجاج: ج 1 ص 610 ح 138، روضة الواعظین: ص 133 کلّها عن الأصبغ بن نباتة، بحار الأنوار: ج 4 ص 97 ح 4.

3) بصائر الدرجات: ص 129 ح 3 عن معاویة بن وهب، بحار الأنوار: ج 26 ص 112 ح 11.

4) الکافی: ج 4 ص 582 ح 11، ثواب الأعمال: ص 120 ح 44، کامل الزیارات: ص 228 ح 336، بصائر الدرجات: ص 129 ح 2 نحوه، المزار الکبیر: ص 334 ح 14، بحار الأنوار: ج 101 ص 8 ح 30.

5) الکافی: ج 1 ص 260 ح 1، بصائر الدرجات: ص 129 ح 1، وص 230 ح 4 نحوه، دلائل الإمامة: ص280 ح218، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 103 ح 8، بحار الأنوار: ج 13 ص 300 ح 20.

6) یشیر علیه السلام بالمعنى إلى قوله تعالى: «تِبیانًا لِکُلِّ شَیءٍ» (النحل: 89).

7) الکافی: ج 1 ص 261 ح 2، بصائر الدرجات: ص 128 ح 5 و 6، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 249 عن العلاء بن سیابة نحوه، تأویل الآیات الظاهرة: ج 1 ص 103 ح 7، بحار الأنوار: ج 26 ص 111 ح 8، وراجع: تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 266 ح 56 وکشف الغمّة: ج 2 ص 418.

8) الکافی: ج 1 ص 61 ح 8، بصائر الدرجات: ص 197 ح 2 کلاهما عن عبد الأعلى بن أعین، بحار الأنوار: ج 92 ص 98 ح 68؛ ینابیع المودّة: ج 1 ص 80 ح 20 عن عبد الأعلى بن أعین وراجع: تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 266 ح 56.

9) الجنّ: 26 و 27.

10) الخرائج والجرائح: ج 1 ص 343 ح 6، الثاقب فی المناقب: ص 189 ح 171 کلاهما عن محمّد بن الفضل الهاشمیّ، بحار الأنوار: ج 49 ص 175 ح 1.

11) قَطَنَ: أی أقام به وتوطنّ (لسان العرب: ج 13 ص 343 «قطن»).

12) کذا فی عیون أخبار الرضا علیه السلام، والصحیح «حَظِیَّتی» کما فی الغیبة للطوسی. یقال: حَظِیت المرأة عند زوجها… : أی سَعِدت ودنت من قلبه وأحبّها (لسان العرب: ج 14 ص 185 «حظا»).

13) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 223 ح 43، الغیبة للطوسی: ص 74 ح 81 عن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن الأفطس، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 333 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 49 ص 29 ح 2، وراجع: الثاقب فی المناقب: ص 486 ح 415 والدر النظیم: ص 685.