لا عار فی إجارة النفس

الکتاب

«قالَ إِنِّی أُریدُ أَنْ أُنْکِحَکَ إِحْدَى ابْنَتَیَّ هاتَیْنِ عَلى‏ أَنْ تَأْجُرَنی‏ ثَمانِیَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِکَ وَ ما أُریدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْکَ سَتَجِدُنی‏ إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحین‏».(1)

الحدیث

2. رسول الله صلی الله علیه و آله: إنَّ موسى علیه السلام آجَرَ نَفسَهُ ثَمانِیَ سِنینَ أو عَشرا، عَلى عِفَّةِ فَرجِهِ وطَعامِ بَطنِهِ.(2)

3. الإمام الکاظم علیه السلام – لَمّا سَأَلَهُ مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ عَنِ الإِجارَةِ -: صالِحٌ لا بَأسَ بِهِ إذا نَصَحَ قَدرَ طاقَتِهِ، قَد آجَرَ موسى علیه السلام نَفسَهُ وَاشتَرَطَ فَقالَ: إن شِئتَ ثَمانِیَ وإن شِئتَ عَشرا، فَأَنزَلَ اللهُ عز و جل فیهِ: «أَنْ تَأْجُرَنی‏ ثَمانِیَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِکَ».(3)

4. رسول الله صلی الله علیه و آله: آجَرتُ نَفسی مِن خَدیجَةَ سَفرَتَینِ بِقَلوصٍ(4) (5)

5. الإمام علیّ علیه السلام: خَرَجتُ فی یَومٍ شاتٍ مِن بَیتِ رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله، وَقَد أخَذتُ إهاباً(6) مَعطوناً(7)، فَحَوَّلتُ وَسَطَهُ فَأَدخَلتُهُ عُنُقی، وشَدَدتُ وَسَطی فَحَزَمتُهُ بِخوصِ النَّخلِ، وإنّی لَشَدیدُ الجوعِ، وَلَو کانَ فی بَیتِ رَسولِ اللهِ صلی الله علیه و آله طَعامٌ لطَعِمتُ مِنهُ.

فَخَرَجتُ ألتَمِسُ شَیئاً، فَمَرَرتُ بِیَهودِیٍّ فی مالٍ لَهُ وهُوَ یَسقی بِبَکرَةٍ(8) لَهُ، فَاطَّلَعتُ عَلَیهِ مِن ثُلمَةٍ فِی الحائِطِ، فَقالَ: ما لَکَ یا أعرابِیُّ؟ هَل لَکَ فی کُلِّ دَلوٍ بِتَمرَةٍ؟

قُلتُ: نَعَم، فَافتَحِ البابَ حَتّى أدخُلَ، فَفَتَحَ فَدَخَلتُ فَأَعطانی دَلوَهُ، فَکُلَّما نَزَعتُ دَلواً أعطانی تَمرَةً حَتّى إذَا امتَلَأت کَفّی أرسَلتُ دَلوَهُ وقُلتُ: حَسبی.

فَأَکَلتُها، ثُمَّ جَرَعتُ مِنَ الماءِ فَشَرِبتُ، ثُمَّ جِئتُ المَسجِدَ فَوَجَدتُ رَسولَ اللهِ صلی الله علیه و آله فیهِ.(9)

6. سنن ابن ماجة عن ابن عبّاس: أصابَ نَبِیَّ اللهِ صلی الله علیه و آله خَصاصَةٌ(10) فَبَلَغَ ذلِکَ عَلِیّا علیه السلام، فَخَرَجَ یَلتَمِسُ عَمَلاً یُصیبُ فیهِ شَیئا لِیُقیتَ(11) بِهِ رَسولَ اللهِ صلی الله علیه و آله، فَأَتى بُستانا لِرَجُلٍ مِنَ الیَهودِ فَاستَقى لَهُ سَبعَةَ عَشَرَ دَلوا؛ کُلَّ دَلوٍ بِتَمرَةٍ، فَخَیَّرَهُ الیَهودِیُّ مِن تَمرِهِ سَبعَ عَشَرَةَ عَجوَةً(12)، فَجاءَ بِها إلى نَبِیِّ اللهِ صلی الله علیه و آله.(13)

7. الإمام الصادق علیه السلام: ذَهَبَ عَلِیٌّ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام فَآجَرَ نَفسَهُ عَلى أن یَستَقِیَ کُلَّ دَلوٍ بِتَمرَةٍ یَختارُها، فَجَمَعَ تَمرا فَأَتى بِهِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله وعَبدُ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ عَلَى البابِ، فَلَمَزَهُ – أی وَقَعَ فیهِ – فَاُنزِلَت هذِهِ الآیَةُ: «الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِى الصَّدَقَاتِ» إلى قَولِهِ: «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَن یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»(14) (15)

8. عوالی اللآلی: فِی الحَدیثِ أنَّ عَلِیّا علیه السلام آجَرَ نَفسَهُ مِن یَهودِیٍّ لِیَستَقِیَ الماءَ کُلَّ دَلوٍ بِتَمرَةٍ، وجَمَعَ التَّمَراتِ وحَمَلَهُ إلَى النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَأَکَلَ مِنهُ.(16)

1) القصص: 27.

2) سنن ابن ماجة: ج 2 ص 817 ح 2444، المعجم الکبیر: ج 17 ص 135 ح 333، البدایة والنهایة: ج 1 ص244 کلّها عن عتبة بن النُدَّر، الفردوس: ج 1 ص 227 ح 872 عن عنبسة بن حصین نحوه، کنز العمّال: ج 4 ص 5 ح 9201.

3) الکافی: ج 5 ص 90 ح 2، تهذیب الأحکام: ج 6 ص 353 ح 1003، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 3 ص 173 ح 3655، عوالی اللآلی: ج 3 ص 254 ح 5 کلّها عن محمّد بن سنان، وسائل الشیعة: ج 12 ص 176 ح 22420.

4) القَلُوص من الإبل: بمنزلة الجاریة من النساء، وهی الشابّة (المصباح المنیر: ص 513 «قَلَصَ»).

5) السنن الکبرى: ج 6 ص 195 ح 11642 عن أبی محمّد، دلائل النبوّة للبیهقی: ج 2 ص 66، السیرة النبویّة لابن کثیر: ج 1 ص 266 کلاهما عن جابر بن عبد الله، کنز العمّال: ج 3 ص 906 ح 9123.

6) الإهاب: الجِلد ما لم یُدبَغ (الصحاح: ج 1 ص 89 «أهب»).

7) فی الطبعة المعتمدة: «معطوباً» وهو ضعیف، والصحیح من طبعة دار الفکر والمعطون: المنتن المتمزق الشعر، یقال عطن الجلد فهو عطن ومعطون إذا فرق شعره وانتن فی الدباغ (النهایة: ج 3 ص 259 «عطن»).

8) البَکرُ: الفَتِیّ من الإبل، والبَکرَةُ الاُنثى (المصباح المنیر: ص 59 «بکر»).

9) سنن الترمذی: ج 4 ص 645 ح 2473 عن محمّد بن کعب القرظی، مسند أبی یعلى: ج 1 ص 262 ح 498 عن زید بن رومان القرظی نحوه، کنز العمّال: ج 6 ص 616 ح 17110.

10) الخَصاصَة: الجوع والضَّعف. وأصلها الفقر والحاجة إلى الشیء (النهایة: ج 2 ص 37 «خصص»).

11) یقال: أقاتَه یُقِیته: إذا أعطاه قُوتَه (النهایة: ج 4 ص 118 «قوت»).

12) العَجْوَة: هو نوع من تمر المدینة أکبر من الصَّیحانی، یضرب إلى السواد (النهایة: ج 3 ص 188 «عجا»).

13) سنن ابن ماجة: ج 2 ص 818 ح 2446، السنن الکبرى: ج 6 ص 197 ح 11649، تاریخ دمشق: ج 6 ص 385 ح 1565 نحوه، کنز العمّال: ج 6 ص 618 ح 17111؛ المناقب للکوفی: ج 2 ص 586 ح 1097 نحوه.

14) التوبة: 79 – 80.

15) تفسیر العیّاشی: ج 2 ص 101 ح 93، مستدرک الوسائل: ج 14 ص 28 ح 16015 نقلاً عن أحمد بن محمّد السیاری فی کتاب التنزیل والتحریف نحوه وکلاهما عن أبی الجارود، بحار الأنوار: ج 38 ص 306 ح 6.

16) عوالی اللآلی: ج 3 ص 254 ح 4، المناقب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 125 عن محمّد بن کعب القرطبی نحوه، بحار الأنوار: ج 41 ص 39 ح 17؛ سنن ابن ماجة: ج 2 ص 818 ح 2446 عن ابن عبّاس نحوه.