945. الأمالی للمفید عن عثمان بن أحمد الدقّاق عن جعفر بن محمّد بن مالک عن أحمد بن یحیى الأودی عن مخول بن إبراهیم عن الربیع بن المنذر عن أبیه عَنِ الإِمامِ الحُسَینِ علیه السلام:
ما مِن عَبدٍ قَطَرَت عَیناهُ فینا قَطرَةً أو دَمَعَت عَیناهُ فینا دَمعَةً إلّا بَوَّأَهُ اللّهُ تَعالى بِها فِی الجَنَّةِ حُقبا.
قالَ أحمَدُ بنُ یَحیَى الأَودِیُّ: فَرَأَیتُ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی المَنامِ فَقُلتُ: حَدَّثَنی مُخَوَّلُ بنُ إبراهیمَ عَنِ الرَّبیعِ بنِ المُنذِرِ عَن أبیهِ عَنکَ أنَّکَ قُلتَ: ما مِن عَبدٍ قَطَرَت عَیناهُ فینا قَطرَةً أو دَمَعَت عَیناهُ فینا دَمعَةً إلّا بَوَّأَهُ اللّهُ بِها فِی الجَنَّةِ حُقبا.
قالَ: نَعَم.
قُلتُ: سَقَطَ الإِسنادُ بَینی وبَینَکَ.(1)
946. الأمالی للطوسی عن الحسین بن أبی فاختة:
کُنتُ أنا وأبو سَلَمَةَ السَّرّاجُ ویونُسُ بنُ یَعقوبَ وَالفَضلُ بنُ یَسارٍ عِندَ أبی عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام، فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداکَ، إنّی أحضُرُ مَجالِسَ هؤُلاءِ القَومِ فَأَذکُرُکُم فی نَفسی، فَأَیَّ شَیءٍ أقولُ؟
فَقالَ: یا حُسَینُ، إذا حَضَرتَ مَجالِسَهُم فَقُل: اللّهُمَّ أرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ، فَإِنَّک تَأتی عَلى ما تُریدُ.
قالَ: فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداکَ، إنّی أذکُرُ الحُسَینَ بنَ عَلِیٍّ علیه السلام، فَأَیَّ شَیءٍ أقولُ إذا ذَکَرتُهُ؟
فَقالَ: قُل: صَلَّى اللّهُ عَلَیکَ یا أبا عَبدِ اللّهِ، تُکَرِّرُها ثَلاثا.
ثُمَّ أقبَلَ عَلَینا وقالَ: إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَینَ علیه السلام لَمّا قُتِلَ بَکَت عَلَیهِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ وما فیهِنَّ وما بَینَهُنَّ، ومَن یَتَقَلَّبُ فِی الجَنَّةِ وَالنّارِ، وما یُرى وما لا یُرى إلّا ثَلاثَةَ أشیاءَ، فَإِنَّها لَم تَبکِ عَلَیهِ.
فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداکَ، وما هذِهِ الثَّلاثَةُ الأَشیاءُ الَّتی لَم تَبکِ عَلَیهِ؟
فَقالَ علیه السلام: البَصرَةُ، ودِمَشقُ، وآلُ الحَکَمِ بنِ أبِی العاصِ.(2)
947. الإمام الصادق علیه السلام:
مَن دَمَعَت عَینُهُ فینا دَمعَةً لِدَمٍ سُفِکَ لَنا، أو حَقٍّ لَنا نُقِصناهُ، أو عِرضٍ اُنتُهِکَ لَنا أو لِأَحَدٍ مِن شیعَتِنا، بَوَّأَهُ اللّهُ تَعالى بِها فِی الجَنَّةِ حُقبا.(3)
948. ثواب الأعمال عن بکر بن محمّد الأزدیّ عن الإمام الصّادق علیه السلام:
قالَ علیه السلام: تَجلِسونَ وتَتَحَدَّثونَ؟ قُلتُ: جُعِلتُ فِداکَ، نَعَم.
قالَ: إنَّ تِلکَ الَمجالِسَ اُحِبُّها فَأَحیوا أمرَنا، إنَّهُ مَن ذَکَرَنا أو ذُکِرنا عِندَهُ فَخَرَجَ مِن عَینَیهِ مِثلُ جَناحِ الذُّبابِ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو کانَت أکثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ.(4)
949. الإمام الصادق علیه السلام:
مَن ذُکِرنا عِندَهُ فَفاضَت عَیناهُ، حَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ عَلَى النّارِ.(5)
950. الأمالی للمفید عن أبان بن تغلب عن الإمام الصّادق علیه السلام:
نَفَسُ المَهمومِ لِظُلمِنا تَسبیحٌ، وهَمُّهُ لَنا عِبادَةٌ، وکِتمانُ سِرِّنا جِهادٌ فی سَبیلِ اللّهِ. ثُمَّ قالَ أبو عَبدِاللّهِ علیه السلام: یَجِبُ أن یُکتَبَ هذَا الحَدیثُ بِالذَّهَبِ.(6)
951. الإمام الصادق علیه السلام ـ لِمِسمَعِ بنِ عَبدِ المَلِکِ ـ :
یا مِسمَعُ، إنَّ الأَرضَ وَالسَّماءَ لَتَبکی مُنذُ قُتِلَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام رَحمَةً لَنا، وما بَکى لَنا مِنَ المَلائِکَةِ أکثَرُ، وما رَقَأَت دُموعُ المَلائِکَةِ مُنذُ قُتِلنا. وما بَکى أحَدٌ رَحمَةً لَنا ولِما لَقینا إلّا رَحِمَهُ اللّهُ تَعالى قَبلَ أن تَخرُجَ الدَّمعَةُ مِن عَینِهِ، فَإِذا سالَت دُموعُهُ عَلى خَدِّهِ فَلَو أنَّ قَطرَةً مِن دُموعِهِ سَقَطَت فی جَهَنَّمَ لَأَطفَأَت حَرَّها حَتّى لا یوجَدَ لَها حَرٌّ. وإنَّ الموجَعَ قَلبُهُ لَنا لَیَفرَحُ یَومَ یَرانا عِندَ مَوتِهِ فَرحَةً لا تَزالُ تِلکَ الفَرحَةُ فی قَلبِهِ حَتّى یَرِدَ عَلَینَا الحَوضَ.(7)
952. الإمام الرضا علیه السلام:
مَن تَذَکَّرَ مُصابَنا وبَکى لِمَا ارتُکِبَ مِنّا کانَ مَعَنا فی دَرَجَتِنا یَومَ القِیامَةِ. ومَن ذَکَّرَ بِمُصابِنا فَبَکى وأبکى، لَم تَبکِ عَینُهُ یَومَ تَبکِی العُیونُ. ومَن جَلَسَ مَجلِسا یُحیی فیهِ أمرَنا، لَم یَمُت قَلبُهُ یَومَ تَموتُ القُلوبُ.(8)
953. بحار الأنوار عن دعبل الخزاعی:
دَخَلتُ عَلى سَیِّدی ومَولایَ عَلِیِّ بنِ موسَى الرِّضا علیه السلام فی مِثلِ هذِهِ الأَیّامِ، فَرَأَیتُهُ جالِسا جِلسَةَ الحَزینِ الکَئیبِ وأصحابُهُ مِن حَولِهِ، فَلَمّا رَآنی مُقبِلاً قالَ لی: مَرحَبا بِکَ یا دِعبِلُ، مَرحَبا بِناصِرِنا بِیَدِهِ ولِسانِهِ. ثُمَّ إنَّهُ وَسَّعَ لی فی مَجلِسِهِ وأجلَسَنی إلى جانِبِهِ.
ثُمَّ قالَ لی: یا دِعبِلُ، اُحِبُّ أن تُنشِدَنی شِعرا؛ فَإِنَّ هذِهِ الأَیّامَ أیّامُ حُزنٍ کانَت عَلَینا أهلَ البَیتِ، وأیّامُ سُرورٍ کانَت عَلى أعدائِنا خُصوصا بَنی اُمَیَّةَ. یا دِعبِلُ، مَن بَکى وأبکى عَلى مُصابِنا ولَو واحِدا کانَ أجرُهُ عَلَى اللّهِ. یا دِعبِلُ، مَن ذَرَفَت عَیناهُ عَلى مُصابِنا وبَکى لِما أصابَنا مِن أعدائِنا حَشَرَهُ اللّهُ مَعَنا فی زُمرَتِنا. یا دِعبِلُ، مَن بَکى عَلى مُصابِ جَدِّیَ الحُسَینِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ البَتَّةَ.(9)
954. الملهوف:
رُوِیَ عَن آلِ الرَّسول أَنَّهُم قالوا: مَن بَکى وأبکى فینا مِئَةً فَلَهُ الجَنَّةُ، ومَن بَکى وأبکى خَمسینَ فَلَهُ الجَنَّةُ، ومن بَکى وأبکى ثَلاثینَ فَلَهُ الجَنَّةُ، ومَن بَکى وأبکى عِشرینَ فَلَهُ الجَنَّةُ، ومَن بَکى وأبکى عَشرَةً فَلَهُ الجَنَّةُ، ومَن بَکى وأبکى واحِدا فَلَهُ الجَنَّةُ، ومَن تَباکى فَلَهُ الجَنَّةُ.(10)
1) الأمالی للمفید: ص 341 ح 6، الأمالی للطوسی: ص 117 ح 181، بشارة المصطفى: ص 62، کلاهما عن الربیع بن المنذر عن أبیه، کامل الزیارات: ص 202 ح 288 عن الربیع بن المنذر عن أبیه عن الإمام زین العابدین علیه السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 44 ص 279 ح 8؛ ذخائر العقبى: ص 52 عن الربیع بن المنذر عن أبیه نحوه.
2) الأمالی للطوسی: ص 54 ح 73، الکافی: ج 4 ص 575 ح 2، کامل الزیارات: ص 362 ح 618 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 45 ص 201 ح 3.
3) الأمالی للمفید: ص 175 ح 5، الأمالی للطوسی: ص 194 ح 330، بشارة المصطفى: ص 105 کلّها عن محمّد بن أبی عمارة الکوفیّ، بحار الأنوار: ج 44 ص 279 ح 7.
4) ثواب الأعمال: ص 223 ح 1، مصادقة الإخوان: ص 134 ح 1، قرب الإسناد: ص 36 ح 117، بشارة المصطفى: ص 275، مستطرفات السرائر: ص 125 ح 9 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 44 ص 282 ح 14، وراجع: المحاسن: ج 1 ص 136 ح 174 وکامل الزیارات: ص 207 ح 293.
5) کامل الزیارات: ص 207 ح 296 عن فضیل بن فضالة، بحار الأنوار: ج 44 ص 285 ح 22.
6) الأمالی للمفید: ص 338 ح 3، الکافی: ج 2 ص 226 ح 16 عن عیسى بن أبی منصور نحوه، الأمالی للطوسی: ص 115 ح 178، بشارة المصطفى: ص 257، الدرّ النظیم: ص 642 ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار: ج 44 ص 278 ح 4.
7) کامل الزیارات: ص 203 ح 291، بحار الأنوار: ج 44 ص 290 ح 31.
8) الأمالی للصدوق: ص 131 ح 119، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 294 ح 48 ولیس فیه صدره إلى «یوم القیامة» وکلاهما عن الحسن بن علیّ بن فضّال، الدعوات: ص 278 ح 806 عن الإمام الصادق علیه السلام وفیه ذیله من «من جلس مجلسا» ، بحار الأنوار: ج 44 ص 278 ح 1، وراجع: مکارم الأخلاق: ج 2 ص 93 ح 2663.
9) بحار الأنوار: ج 45 ص 257 ح 15 نقلاً عن بعض مؤلّفات المتأخّرین، الدمعة الساکبة: ج 4 ص 173 نقلاً عن کتاب المنتخب فی جمع المراثی والخطب.
10) الملهوف: ص 86، بحار الأنوار: ج 44 ص 288 ذیل ح 27.