جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

خلق الإنسان للرحمة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

الکتاب

«وَ لَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ لَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ – إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَ لِذَلِکَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ»(1)(2)

الحدیث

104. الإمام الباقر علیه السلام – فی تفسیر الآیة الشریفة-: «لَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ» فِی الدّینِ «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّکَ» یَعنی آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم، یَقولُ اللّهُ: «وَ لِذَلِکَ خَلَقَهُمْ» یَعنی أهلَ رَحمَةٍ لا یَختَلِفونَ فِی الدّینِ.(3)

105. علل الشرائع عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ:… «وَ لَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ – إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّکَ وَ لِذَلِکَ خَلَقَهُمْ» قالَ: خَلَقَهُم لِیَفعَلوا ما یَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَیَرحَمَهُم.(4)

106. الاحتجاج: مِن سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ، أن قالَ: فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ؟

قالَ: خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ، وکانَ فی عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إیّاهُم، أنَّ قَوما مِنهُم یَصیرونَ إلى عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّدِیَّةِ وجَحدِهِم بِهِ.(5)

107. علل الشرائع عن محمّد بن عمارة: سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ؟ فَقالَ: إنَّ اللّهَ تَبارَکَ وتَعالى لَم یَخلُق خَلقَهُ عَبَثا ولَم یَترُکُهم سُدىً(6)، بَل خَلَقَهُم لِإظهارِ قُدرَتِهِ ولِیُکَلِّفَهُم طاعَتَهُ فَیَستَوجِبوا بِذلِکَ رِضوانَهُ، وما خَلَقَهُم لِیَجلِبَ مِنهُم مَنفَعَةً ولا لِیَدفَعَ بِهِم مَضَرَّةً، بَل خَلَقَهُم لِیَنفَعَهُم ویوصِلَهُم إلى نَعیمِ الأَبَدِ.(7)

108. الاحتجاج: فی سُؤالِ الزِّندیقِ الَّذی سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَن مَسائِلَ کَثیرَةٍ، أن قالَ: فَلِأَیِّ عِلَّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وهُوَ غَیرُ مُحتاجٍ إلَیهِم ولا مُضطَرٌّ إلى خَلقِهِم، ولا یَلیقُ بِهِ التَّعَبُّثُ بِنا؟

قالَ: خَلَقَهُم لِإظهارِ حِکمَتِهِ، وإنفاذِ عِلمِهِ، وإمضاءِ تَدبیرِهِ.

قالَ: وکَیفَ لا یَقتَصِرُ عَلى هذِهِ الدّارِ فَیَجعَلَها دارَ ثَوابِهِ ومُحتَبَسَ عِقابِهِ؟

قالَ: إنَّ هذِهِ الدّارَ دارُ ابتِلاءٍ ومَتجَرُ الثَّوابِ، ومُکتَسَبُ الرَّحمَةِ، مُلِئَت آفاتٍ وطُبِّقَت شَهَواتٍ، لِیَختَبِرَ فیها عَبیدَهُ بِالطّاعَةِ، فَلا یَکونُ دارُ عَمَلٍ دارَ جَزاءٍ.(8)

109. الإمام علیّ علیه السلام – فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ ـ: یَقولُ اللّهُ تَعالى: یَابنَ آدَمَ، لَم أخلُقکَ لِأَربَحَ عَلَیکَ، إنَّما خَلَقتُکَ لِتَربَحَ عَلَیَّ، فَاتَّخِذنی بَدَلاً مِن کُلِّ شَیءٍ، فَإِنّی ناصِرٌ لَکَ مِن کُلِّ شَیءٍ.(9)


1) قال العلّامة الطباطبائی قدس سره فی تفسیره: «وَ لَا یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ» أی الناس یخالف بعضهم بعضا فی الحقّ أبدا إلّا الذین رحمهم اللّه، فإنّهم لا یختلفون فی الحقّ ولا یتفرقون عنه، والرحمة هی الهدایة الإلهیة…. «وَ لِذَلِکَ خَلَقَهُمْ» إلى الرحمة المدلول علیه بقوله: «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّکَ» والتأنیث اللفظی فی لفظ الرحمة لا ینافی تذکیر اسم الإشارة، لأنّ المصدر جائز الوجهین، قال تعالى: «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِینَ» (الاعراف: 56)… وکون الرحمة أعنی الهدایة غایة مقصودة فی الخلقة إنّما هو لاتّصالها بما هو الغایة الأخیرة، وهو السعادة، کما فی قوله حکایة عن أهل الجنّة «وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا» (الأعراف: 43) وهذا نظیر عدّ العباده غایة لها لاتّصالها بالسعاده فی قوله: «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإنسَ إِلَا لِیَعْبُدُونِ»(الذاریات: 56) (المیزان فی تفسیر القرآن: ج 11 ص 62 – 64).

2) هود: 118 و 119.

3) تفسیر القمّی: ج 1 ص 338 عن أبی الجارود، بحارالأنوار: ج 24 ص 204 ح 1 وراجع: الإحتجاج: ج 1 ص 300 والیقین: ص 450.

4) علل الشرائع: ص 13 ح 10، التوحید: ص 403 ح 10، بحارالأنوار: ج 5 ص 314 ح 5.

5) الإحتجاج: ج 2 ص 212 و 242 ح 223، بحارالأنوار: ج 10 ص 183 ح 2.

6) سُدًى: أی مُهمَلاً غیر مُکلَّف لا یُحاسَبُ ولا یُعذَّبُ (مجمع البحرین: ج 2 ص 832 «سدى»).

7) علل الشرائع: ص 9 ح 2، بحارالأنوار: ج 5 ص 313 ح 2.

8) الاحتجاج: ج 2 ص 212 و 217 ح 223، بحارالأنوار: ج 5 ص 317 ح 14.

9) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 20 ص 319 ح 665، تفسیر القرطبی: ج 13 ص 85 عن وهب بن منبه من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البیت علیهم السلام نحوه.