جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

جَوامِعُ مَکارِمِ أخلاقِهِم

زمان مطالعه: 10 دقیقه

754. الإمام علیّ علیه السلام ـ فی صِفَةِ النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله ـ :

أجوَدُ النّاسِ کَفّاً، وأشرَحُهُم صَدرا، وأصدَقُ النّاسِ لَهجَةً، وألیَنُهُم عَریکَةً، وأکرَمُهُم عِشرَةً. مَن رَآهُ بَدیهَةً هابَهُ، ومَن خالَطَهُ مَعرِفَةً أحَبَّهُ.(1)

755. الإمام الحسن علیه السلام:

سَأَلتُ خالی هِندَ بنَ أبی هالَةَ الَّتمیمِیَّ ـ وکانَ وَصّافا ـ عَن حِلیَةِ النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله… قُلتُ: صِف لی مَنطِقَهُ. قالَ:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله مُتَواصِلَ الأَحزانِ، دائِمَ الفِکرَةِ، لَیسَت لَهُ راحَةٌ، لا یَتَکَلَّمُ فی غَیرِ حاجَةٍ، طَویلَ السَّکتَةِ، یَفتَتِحُ الکَلامَ ویَختِمُهُ بِأَشداقِهِ(2)، ویَتَکَلَّمُ بِجَوامِعِ الکَلِمِ، فَصلٌ لا فُضولٌ ولا تَقصیرٌ، دَمِثٌ(3) لَیسَ بِالجافی ولَا المَهینِ، یُعَظِّمُ النِّعمَةَ وإن دَقَّت، لا یَذُمُّ مِنها شَیئا، لا یَذُمُّ ذَواقا ولا یَمدَحُهُ، لا یَقومُ لِغَضَبِهِ إذا تَعَرَّضَ الحَقَّ شَیءٌ حَتّى یَنتَصِرَ لَهُ، لا یَغضَبُ لِنَفسِهِ ولا یَنتَصِرُ لَها. إذا أشارَ أشارَ بِکَفِّه کُلِّها، وإذا تَعَجَّبَ قَلَبَها، وإذا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِها، یَضرِبُ بِراحَتِهِ الُیمنى باطِنَ إبهامِهِ الیُسرى، وإذا غَضِبَ أعرَضَ وأشاحَ(4) ، وإذا فَرِحَ غَضَّ طَرفَهُ. جُلُّ ضِحکِهِ التَّبَسُّمُ، ویَفتَرُّ عَن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ(5)(6)

756. الإمام الحسین علیه السلام:

سَأَلتُ أبی علیه السلام عَن… مَجلِسِهِ [أی رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله] فَقالَ:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله لا یَجلِسُ ولا یَقومُ إلّا عَلى ذِکرٍ، ولا یوطِنُ الأَماکِنَ، ویَنهى عَن إیطانِها، وإذَا انتَهى إلى قَومٍ جَلَسَ حَیثُ یَنتَهی بِهِ الَمجلِسُ ویَأمُرُ بِذلِکَ، یُعطی کُلَّ جُلَسائِهِ نَصیبَهُ، لا یَحسَبُ جَلیسُهُ أنَّ أحَدا أکرَمُ عَلَیهِ (مِنهُ)، مَن جالَسَهُ أو قاوَمَهُ فی حاجَةٍ صابَرَهُ حَتّى یَکونَ هُوَ المُنصَرِفَ، ومَن سَأَلَهُ حاجَةً لَم یَرُدَّهُ إلّا بِها أو بِمَیسورٍ مِنَ القَولِ، قَد وَسِعَ النّاسَ مِنهُ بَسطُهُ وخُلُقُهُ، فَصارَ لَهُم أبا وصاروا عِندَهُ فِی الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُهُ مَجلِسُ حِلمٍ وحَیاءٍ وصَبرٍ وأمانَةٍ، لا تُرفَعُ فیهِ الأَصواتُ، ولا تُؤبَنُ فیهِ الحُرَمُ(7)، ولا تُنثى فَلَتاتُهُ(8)، مُتعادِلینَ یَتَفاضَلونَ فیهِ بِالتَّقوى، مُتَواضِعینَ، یُوَقِّرونَ فیهِ الکَبیرَ، ویَرحَمونَ فیهِ الصَّغیرَ، ویُؤثِرونَ ذَا الحاجَةِ، ویَحفَظونَ الغَریبَ.

قُلتُ: کَیفَ کانَ سیرَتُهُ فی جُلَسائِهِ؟ فَقالَ: کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله دائِمَ البِشرِ، سَهلَ الخُلُقِ، لَیِّنَ الجانِبِ، لَیسَ بِفَظٍّ ولا غَلیظٍ، ولا سَخّابٍ ولا فَحّاشٍ ولا عَیّابٍ ولا مَزّاحٍ، یَتَغافَلُ عَمّا لا یَشتَهی، ولا یُؤیِسُ مِنهُ ولا یُحَبِّبُ فیهِ، قد تَرَکَ نَفسَهُ مِن ثَلاثٍ: المِراءِ، وَالإِکثارِ، وما لا یَعنیهِ، وتَرَکَ النّاسَ مِن ثَلاثٍ: کانَ لا یَذُمُّ أحَدا ولا یُعَیِّرُهُ، ولا یَطلُبُ عَورَتَهُ، ولا یَتَکَلَّمُ إلّا فیما رَجا ثَوابَهُ. إذا تَکَلَّمَ أطرَقَ جُلَساؤُهُ کَأَنَّما عَلى رُؤوسِهِمُ الطَّیرُ، فَإِذا سَکَتَ تَکَلَّموا ولا یَتَنازَعونَ عِندَهُ، مَن تَکَلَّمَ أنصَتوا لَهُ حَتّى یَفرُغَ. حَدیثُهُم عِندَهُ حَدیثُ أوَّلِهِم، یَضحَکُ مِمّا یَضحَکونَ مِنهُ، ویَتَعَجَّبُ مِمّا یَتَعَجَّبونَ مِنهُ، ویَصبِرُ لِلغَریبِ عَلَى الجَفوَةِ فی مَنطِقِهِ ومَسأَلَتِهِ حَتّى إذا کانَ أصحابُهُ لَیَستَجلِبونَهُم، ویَقولُ: إذا رَأَیتُم طالِبَ الحاجَةِ یَطلُبُها فَأَرفِدوهُ. ولا یَقبَلُ الثَّناءَ إلّا مِن مُکافِئٍ(9)، ولا یَقطَعُ عَلى أحَدٍ حَدیثَهُ حَتّى یَجوزَ فَیَقطَعَهُ بِنَهیٍ أو قِیامٍ.(10)

757. الإمام الصادق علیه السلام:

ما أکَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله مُتَّکِئا مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل إلى أن قَبَضَهُ تَواضُعا للّهِِ عز و جل، وماأرى رُکبَتَیهِ أمامَ جَلیسِهِ فی مَجلِسٍ قَطُّ، ولا صافَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله رَجُلاً قَطُّ فَنَزَعَ یَدَیهِ مِن یَدِهِ حَتّى یَکونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذی یَنزِعُ یَدَهُ، ولا کافَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله بِسَیِّئَةٍ قَطُّ، قالَ اللّهُ تَعالى لَهُ: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ»(11) فَفَعَلَ، وما مَنَعَ سائِلاً قَطُّ، إن کانَ عِندَهُ أعطى وإلّا قالَ : یَأتِی اللّهُ بِهِ. ولا أعطى عَلَى اللّهِ عز و جل شَیئا قَطُّ إلّا أجازَهُ اللّهُ، إن کانَ لَیُعطِی الجَنَّةَ فَیُجیزُ اللّهُ عز و جل لَهُ ذلِکَ.(12)

758. السنن الکبرى للبیهقی عن زید بن ثابت ـ وقَد قیلَ لَهُ: حَدِّثنا عَن بَعضِ أخلاقِ النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله، فَقالَ ـ :

کُنتُ جارَهُ، فَکانَ إذا نَزَلَ الوَحیُ بَعَثَ إلَیَّ فَآتیهِ فَأَکتُبُ الوَحیَ. وکُنّا إذا ذَکَرنَا الدُّنیا ذَکَرَها مَعَنا، وإذا ذَکَرنَا الآخِرَةَ ذَکَرَها مَعَنا، وإذا ذَکَرنَا الطَّعامَ ذَکَرَهُ مَعَنا، أوَکُلُّ هذا نُحَدِّثُکُم عَنهُ؟(13)

759. المغنی عن حمل الأسفار ـ فی آدابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله ـ :

کانَ لا یَجلِسُ إلَیهِ أحَدٌ وهُوَ یُصَلّی إلّا خَفَّفَ صَلاتَهُ وأقبَلَ عَلَیهِ، فَقالَ: ألَکَ حاجَةٌ؟ فَإِذا فَرَغَ مِن حاجَتِهِ عادَ إلى صَلاتِهِ.(14)

760. سنن أبی داود عن جابر بن عبد اللّه:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَتَخَلَّفُ فِی المَسیرِ، فَیُزجِی الضَّعیفَ ویُردِفُ ویَدعو لَهُم.(15)

761. السنن الکبرى للبیهقی عن أبی امامة عَن بَعضِ أصحابِ النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله:

إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله کانَ یَعودُ مَرضى مَساکینِ المُسلِمینَ وضُعَفائِهِم، ویَتَّبِعُ جَنائِزَهُم، ولا یُصَلّی عَلَیهِم أحَدٌ غَیرُهُ، وإنَّ امرَأَةً مِسکینَةً مِن أهلِ العَوالی طالَ سُقمُها فَکانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَسأَلُ عَنها مَن حَضَرَها مِن جیرانِها، وأمَرَهُم أن لایَدفِنوها إن حَدَثَ بِها حَدَثٌ فَیُصَلِّیَ عَلَیها، فَتُوُفِّیَت تِلکَ المَرأَةُ لَیلاً وَاحتَمَلوها فَأَتَوا بِها مَعَ الجَنائِزِ ـ أو قالَ: موضِعَ الجَنائِزِ ـ عِندَ مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله لِیُصَلِّیَ عَلَیها رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله کَما أمَرَهُم، فَوَجَدوهُ قَد نامَ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ فَکَرِهوا أن یُهَجِّدوا(16) رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله مِن نَومِهِ، فَصَلَّوا عَلَیها ثُمَّ انطَلَقوا بِها، فَلَمّا أصبَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله سَأَلَ عَنها مَن حَضَرَهُ مِن جیرانِها، فَأَخبَروهُ خَبرَها وأنَّهُم کَرِهوا أن یُهَجِّدوا رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله لَها.

فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: ولِمَ فَعَلتُم؟ اِنطَلِقوا، فَانطَلَقوا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله حَتّى قاموا عَلى قَبرِها، فَصَفّوا وَراءَ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله کَما یُصَفُّ لِلصَّلاةِ عَلَى الجَنائِزِ، فَصَلّى عَلَیها رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله.(17)

762. حلیة الأولیاء عن أنس:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله مِن أشَدِّ النّاسِ لُطفا بِالنّاسِ، فَوَاللّهِ ما کانَ یَمتَنِعُ فی غَداةٍ بارِدَةٍ مِن عَبدٍ ولا أمَةٍ ولا صَبِیٍّ أن یَأتِیَهُ بِالماءِ فَیَغسِلَ وَجهَهُ وذِراعَیهِ، وما سَأَلَهُ سائِلٌ قَطُّ إلّا أصغى إلَیهِ، فَلَم یَنصَرِف حَتّى یَکونَ هُوَ الَّذی یَنصَرِفُ عَنهُ، وما تَناوَلَ أحَدٌ بِیَدِهِ قَطُّ إلّا ناوَلَها إیّاهُ، فَلَم یَنزِع حَتّى یَکونَ هُوَ الَّذی یَنزِعُها مِنهُ.(18)

763. الإمام علیّ علیه السلام:

إنَّ اللّهَ کَریمٌ حَلیمٌ عَظیمٌ رَحیمٌ، دَلَّنا عَلى أخلاقِهِ وأمَرَنا بِالأَخذِ بِها وحَمَلَ النّاسَ عَلَیها، فَقَد أدَّیناها غَیرَ مُتَخَلِّفینَ، وأرسَلناها غَیرَ مُنافِقینَ، وصَدَّقناها غَیرَ مُکَذِّبینَ، وقَبِلناها غَیرَ مُرتابینَ.(19)

764. عنه علیه السلام:

کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله مُکَفَّرا لا یُشکَرُ مَعروفُهُ(20) ، ولَقَد کانَ مَعروفُهُ عَلَى القُرَشِیِّ وَالعَرَبِیِّ وَالعَجَمِیِّ. ومَن کانَ أعظَمَ مَعروفا مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله عَلى هذَا الخَلقِ؟! وکَذلِکَ نَحنُ أهلَ البَیتِ مُکَفَّرونَ لا یَشکُرونَنا، وخِیارُ المُؤمِنینَ مُکَفَّرونَ لا یُشکَرُ مَعروفُهُم.(21)

765. عنه علیه السلام:

إنّا أهلُ بَیتٍ اُمِرنا أن نُطعِمَ الطَّعامَ، ونُؤَدِّیَ فِی النّاسِ البائِنَةَ، ونُصَلِّیَ إذا نامَ النّاسُ.(22)

766. الإمام الحسن علیه السلام:

إنّا أهلُ بَیتٍ إذا عَلِمنَا الحَقَّ تَمَسَّکَنا بِهِ.(23)

767. الإحتجاج عن مصعب بن عبد اللّه:

لَمَّا استَکَفَّ(24) النّاسُ بِالحُسَینِ علیه السلام رَکِبَ فَرَسَهُ وَاستَنصَتَ النّاسَ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَیهِ، ثُمَّ قالَ:… ألا وإنَّ الدَّعِیَّ ابنَ الدَّعِیِّ قَد تَرَکَنی بَینَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وهَیهاتَ لَهُ ذلِکَ مِنّی، هَیهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ، أبَى اللّهُ ذلِکَ لَنا ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وحُجورٌ طَهُرَت وجُدودٌ طابَت أن نُؤثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الکِرامِ.(25)

768. الإمام زین العابدین علیه السلام:

إنَّ اللّهَ أعطانَا الحِلمَ وَالعِلمَ وَالشَّجاعَةَ وَالسَّخاءَ وَالَمحَبَّةَ فی قُلوبِ المُؤمِنینَ.(26)

769. علل الشرائع عن أبی بصیر:

قُلتُ لِأَبی جَعفَرٍ علیه السلام: کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَتَعَوَّذُ مِنَ البُخلِ؟

فَقالَ: نَعَم یا أبا مُحَمَّدٍ فی کُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ، ونَحنُ نَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ، یَقولُ اللّهُ: «وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(27)(28)

770. الإمام الصادق علیه السلام:

إنّا أهلُ بَیتٍ إذا عَلِمنا مِن أحَدٍ خَیرا لَم تُزِل ذلِکَ عَنهُ مِنّا أقاویلُ الرِّجالِ.(29)

771. الأمالی للصدوق عن حریز بن عبد اللّه أو غیره:

نَزَلَ عَلى أبی عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ علیه السلام قَومٌ من جُهَینَةَ فَأَضافَهُم، فَلَمّا أرادُوا الرِّحلَةَ زَوَّدَهُم ووَصَلَهُم وأعطاهُم، ثُمَّ قالَ لِغِلمانِهِ: تَنَحَّوا لا تُعینوهُم، فَلَمّا فَرَغوا جاؤوا لِیُوَدِّعوهُ، فَقالوا لَهُ: یَابنَ رَسولِ اللّهِ، لَقَد أضَفتَ فَأَحسَنتَ الضِّیافَةَ وأعطَیتَ فَأَجزَلتَ العَطِیَّةَ! ثُمَّ أمَرتَ غِلمانَکَ أن لا یُعینونا عَلَى الرِّحلَةِ! فَقالَ علیه السلام: إنّا أهلُ بَیتٍ لا نُعینُ أضیافَنا عَلَى الرِّحلَةِ مِن عِندِنا.(30)

772. مصباح الشریعة ـ فیما نَسَبَهُ إلى الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام ـ :

لَیسَ فِی الجُملَةِ مِن أخلاقِ الصّالِحینَ ولا مِن شِعارِ المُتَّقینَ التَّکَلُّفُ! مِن أیِّ بابٍ کانَ. قالَ اللّهُ تَعالى لِنَبِیِّهِ: «قُلْ مَآ أَسْئلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مَآ أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ»(31) وقالَ النَّبِیُّ صلى الله علیه و آله: نَحنُ مَعاشِرَ الأَنبِیاءِ وَالاُمَناءِ وَالأَتقِیاءِ بُرَآءُ مِنَ التَّکَلُّفِ.(32)

773. الکافی عن حمّاد بن عثمان:

أصابَ أهلَ المَدینَةِ غَلاءٌ وقَحطٌ، حَتّى أقبَلَ الرَّجُلُ الموسِرُ یَخلِطُ الحِنطَةَ بِالشَّعیرِ ویَأکُلُهُ ویَشتَری بِبَعضِ الطَّعامِ. وکانَ عِندَ أبی عَبدِاللّهِ علیه السلام طَعامٌ جَیِّدٌ قَدِ اشتَراهُ أوَّلَ السَّنَةِ، فَقالَ لِبَعضِ مَوالیهِ: اِشتَرِ لَنا شَعیرا فَاخلِط بِهذَا الطَّعامِ أو بِعهُ، فَإِنّا نَکرَهُ أن نَأکُلَ جَیِّدا ویَأکُلَ النّاسُ رَدِیّا.(33)

774. الإمام الکاظم علیه السلام: ـ لَمّا طَلَبَ مِنهُ السِّندِیُّ بنُ شاهَکَ أن یُکَفِّنَهُ ـ :

إنّا أهلُ بَیتٍ حَجُّ صَرورَتِنا ومُهورُ نِسائِنا وأکفانُنا مِن طَهورِ أموالِنا.(34)

775. الإمام الرضا علیه السلام:

إنّا أهلُ بَیتٍ وَرِثنَا العَفوَ مِن آلِ یَعقوبَ، ووَرِثنَا الشُّکرَ مِن آلِ داودَ.(35)

776. عنه علیه السلام ـ فی کِتابِهِ لِلفَضلِ بنِ سَهلٍ ـ :

إنَّ مِن دینِهِم [أیِ الأَئِمَّةِ علیهم السلام] الوَرَعَ وَالعِفَّةَ، وَالصِّدقَ وَالصَّلاحَ وَالاِجتِهادَ، وأداءَ الأَمانَةِ إلَى البَرِّ وَالفاجِرِ، وطولَ السُّجودِ، وَالقِیامَ بِاللَّیلِ، وَاجتِنابَ الَمحارِمِ، وَانتِظارَ الفَرَجِ بِالصَّبرِ، وحُسنَ الصُّحبَةِ، وحُسنَ الجِوارِ، وبَذلَ المَعروفِ، وکَفَّ الأَذى، وبَسطَ الوَجهِ، وَالنَّصیحَةَ، وَالرَّحمَةَ لِلمُؤمِنینَ.(36)

777. عنه علیه السلام:

إنّا أهلُ بَیتٍ نَرى وَعدَنا عَلَینا دَینا کَما صَنَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله.(37)

778. عنه علیه السلام:

لَنا أهلَ البَیتِ عِندَ نَومِنا عَشرُ خِصالٍ(38): الطَّهارَةُ، وتَوَسُّدُ الَیمینِ، وتَسبیحُ اللّهِ ثَلاثا وثَلاثینَ مرّة، وتَحمیدُهُ ثَلاثا وثَلاثینَ، وتَکبیرُهُ أربَعا وثَلاثینَ، ونَستَقبِلُ القِبلَةَ بِوَجهِنا، ونَقرَأُ فاتِحَةَ الکِتابِ، وآیَةَ الکُرسِیِّ، وشَهِدَ اللّهُ أنَّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ إلى آخِرِها، فَمَن فَعَلَ ذلِکَ فَقَد أخَذَ بِحَظِّهِ مِن لَیلَتِهِ.(39)

779. الکافی عن عبید بن أبی عبد اللّه البغدادیّ عمّن أخبره:

نَزَلَ بِأَبِی الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام ضَیفٌ، وکانَ جالِسا عِندَهُ یُحَدِّثُهُ فی بَعضِ اللَّیلِ، فَتَغَیَّرَ السِّراجُ، فَمَدَّ الرَّجُلُ یَدَهُ لِیُصلِحَهُ، فَزَبَرَهُ أبُو الحَسَنِ علیه السلام، ثُمَّ بادَرَهُ بِنَفسِهِ فَأَصلَحَهُ، ثُمَّ قالَ لَهُ: إنّا قَومٌ لا نَستَخدِمُ أضیافَنا.(40)

780. عیون أخبار الرضا علیه السلام عن إبراهیم بن العبّاس:

مارَأَیتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام جَفا أحَدا بِکَلِمَةٍ قَطُّ، ولا رَأَیتُهُ قَطَعَ عَلى أحَدٍ کَلامَهُ حَتّى یَفرُغَ مِنهُ، وما رَدَّ أحَدا عَن حاجَةٍ یَقدِرُ عَلَیها، ولا مَدَّ رِجلَهُ بَینَ یَدَی جَلیسٍ لَهُ قَطُّ، ولَا اتَّکَأَ بَینَ یَدَی جَلیسٍ لَهُ قَطُّ، ولا رَأَیتُهُ شَتَمَ أحَدا مِن مَوالیهِ ومَمالیکِهِ قَطُّ، ولا رَأَیتُهُ تَفَلَ، ولا رَأَیتُهُ یُقَهقِهُ فی ضِحکِهِ قَطُّ، بَل کانَ ضِحکُهُ التَّبَسُّمَ. وکانَ إذا خَلا ونَصَبَ مائِدَتَهُ أجلَسَ مَعَهُ عَلى مائِدَتِهِ مَمالیکَهُ ومَوالِیَهُ حَتَّى البَوّابَ [ و](41) السّائِسَ.

وکانَ علیه السلام قَلیلَ النَّومِ بِاللَّیلِ کَثیرَ السَّهَرِ، یُحیی أکثَرَ لَیالیهِ مِن أوَّلِها إلَى الصُّبحِ، وکانَ کَثیرَ الصِّیامِ، فَلا یَفوتُهُ صِیامُ ثَلاثَةِ أیّامٍ فِی الشَّهرِ، ویَقولُ: ذلِکَ صَومُ الدَّهرِ. وکانَ علیه السلام کَثیرَ المَعروفِ وَالصَّدَقَةِ فِی السِّرِّ، وأکثَرُ ذلِکَ یَکونُ مِنهُ فِی اللَّیالی المُظلِمَةِ، فَمَن زَعَمَ أنَّهُ رَأى مِثلَهُ فی فَضلِهِ فَلا تُصَدِّق.(42)

781. الإمام الهادی علیه السلام ـ فِی الزِّیارَةِ الجامِعَةِ الَّتی یُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ علیهم السلام ـ :

کَلامُکُم نورٌ، وأمرُکُم رُشدٌ، ووَصِیَّتُکُمُ التَّقوى، وفِعلُکُمُ الخَیرُ، وعادَتُکُمُ الإِحسانُ، وسَجِیَّتُکُمُ الکَرَمُ، وشَأنُکُمُ الحَقُّ وَالصِّدقُ وَالرِّفقُ.(43)


1) سنن الترمذی: ج 5 ص 599 ح 3638، المصنّف لابن أبی شیبة: ج 7 ص 445 ح 167، الطبقات الکبرى: ج 1 ص 412 کلاهما نحوه وکلّها عن إبراهیم بن محمّد من ولد الإمام علیّ علیه السلام، کنز العمّال : ج 7 ص 176 ح 18568؛ مکارم الأخلاق: ج 1 ص 51 ح 20، الغارات: ج 1 ص 167 عن إبراهیم بن محمّد من ولد الإمام علیّ علیه السلام وکلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 194 ح 33.

2) الأشداق: جوانب الفم (لسان العرب: ج 10 ص 173 «شدق»)، والمراد أنّه لا یفتح فاه کلّه.

3) الدماثة: سهولة الخلق (لسان العرب: ج 2 ص 149 «دمث»).

4) أشاح: جَدَّ فی الإعراض (لسان العرب: ج 2 ص 501 «شیح»).

5) حبّ الغمام: البَرَد، شُبّه به ثغرُه صلى الله علیه و آله فی بیاضه وصفائه وبرده (لسان العرب: ج 1 ص 293 «حبب»).

6) دلائل النبوّة للبیهقی: ج 1 ص 286، الشمائل المحمّدیة: ص 109 ح 226، المعجم الکبیر: ج 22 ص 155 و 156 ح 414 کلاهما نحوه وکلّها عن ابنٍ لابن أبی هالة التمیمی، کنز العمّال: ج 7 ص 164 ح 18535؛ عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 317 ح 1، معانی الأخبار: ص 81 ح 1 کلاهما عن إسماعیل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عنه علیهم السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 149 ح 4.

7) لا تؤبّن فیه الحُرَم: أی لا یُذْکَرنَ بقبیح، کان یصان مجلسه عن رَفث القول (النهایة: ج 1 ص 17 «أبن»).

8) لا تنثى فلتاته: أی لاتُشاع ولاتُذاع، ولایُتحدّث بتلک الفلتات (لسان العرب: ج 15 ص 304 «نثا»).

9) معناه: مَن صحّ عنده إسلامه حَسُن موقع ثنائه علیه عنده، ومن استشعر منه نفاقًا وضعفًا فی دیانته ألقى ثناءه علیه ولم یَحْفِل به (معانی الأخبار: ص 89).

10) دلائل النبوة للبیهقی: ج 1 ص 290، وراجع: نفس المصادر فی الحدیث السابق.

11) المؤمنون: 96.

12) الکافی: ج 8 ص 164 ح 175 عن معاویة بن وهب، بحار الأنوار: ج 41 ص 130 ح 41، وراجع: الطبقات الکبرى: ج 1 ص 378.

13) السنن الکبرى: ج 7 ص 83 ح 13340، الشمائل المحمّدیة: ص 169 ح 337، المعجم الکبیر: ج 5 ص 140 ح 4882، المعجم الأوسط: ج 8 ص 301 ح 8697، تاریخ دمشق: ج 3 ص 369 والثلاثة الأخیرة نحوه، کنز العمّال: ج 13 ص 394 ح 37054.

14) المغنی عن حمل الأسفار: ج 1 ص 629 ح 2369، إحیاء العلوم: ج 2 ص 527، الشفا: ج 1 ص 122، عیون الأثر: ج 2 ص 424 کلاهما نحوه؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 147 ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار: ج 16 ص 228 ح 34.

15) سنن أبی داود: ج 3 ص 44 ح 2639، المستدرک على الصحیحین: ج 2 ص 126 ح 2541، السنن الکبرى: ج 5 ص 422 ح 10352، ریاض الصالحین: ص 395، إمتاع الأسماع: ج 8 ص 162، کنز العمّال: ج 7 ص 101 ح 18162.

16) هجّد: أیقظ (لسان العرب: ج 3 ص 432 «هجد»).

17) السنن الکبرى: ج 4 ص 79 ح 7019، وراجع: اُسد الغابة: ج 6 ص 398 الرقم 6562.

18) حلیة الأولیاء: ج 3 ص 26 الرقم 206، المطالب العالیة: ج 4 ص 24 ح 3859 نحوه وراجع: تاریخ دمشق: ج 26 ص 334.

19) تحف العقول: ص 175، بشارة المصطفى: ص 29 عن کمیل نحوه، بحار الأنوار: ج 77 ص 416 ح 38.

20) فی المصدر «معروف» ، والصحیح ما فی المتن.

21) علل الشرائع: ص 560 ح 3 عن الحسین بن موسى عن أبیه الإمام الکاظم عن آبائه علیهم السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 223 ح 21.

22) الکافی: ج 4 ص 50 ح 4، المحاسن: ج 2 ص 142 ح 1368 وفیه «النائبة» بدل «البائنة» وکلاهما عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام، بحار الأنوار: ج 74 ص 149 ح 4.

23) مقاتل الطالبیّین: ص 76 عن سفیان بن اللیل، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 16 ص 44 عن سفیان بن أبی لیلى؛ بحار الأنوار: ج 44 ص 60.

24) استکفّ به الناس: إذا أحدقوا به، واستکفّوا حوله: ینظرون إلیه (النهایة: ج 4 ص 190 «کفف»).

25) الاحتجاج: ج 2 ص 97 ـ 99 ح 167، تحف العقول: ص 241، الملهوف: ص 156، مثیر الأحزان: ص 55 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 45 ص 83 ح 10؛ تاریخ دمشق: ج 14 ص 219 عن أبی بکر بن درید نحوه.

26) کامل البهائی: ج 2 ص 269، تفسیر فرات: ص 178 ح 230 عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علیّ علیهم السلام نحوه، وراجع: ص 212 ح 6473 من کتابنا هذا.

27) الحشر: 9.

28) علل الشرائع: ص 548 ح 4، قصص الأنبیاء للراوندی: ص 118 ح 118 نحوه، بحار الأنوار: ج 12 ص 147 ح 1.

29) بصائر الدرجات: ص 362 ح 3 عن داود بن فرقد، بحار الأنوار: ج 36 ص 130 ح 36.

30) الأمالی للصدوق: ص 638 ح 859، روضة الواعظین: ص 233، بحار الأنوار: ج 75 ص 451 ح 5.

31) ص: 86.

32) مصباح الشریعة: ص 208، بحار الأنوار: ج 73 ص 394 ح 1.

33) الکافی: ج 5 ص 166 ح 1، تهذیب الأحکام: ج 7 ص 160 ح 709 نحوه.

34) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 1 ص 189 ح 577، الإرشاد: ج 2 ص 243، الغیبة للطوسی: ص 30 ح 6 عن محمّد النوفلی، فلاح السائل: ص 152 ح 71 کلّها نحوه، تحف العقول: ص 412، بحار الأنوار : ج 78 ص 324 ح 28.

35) الکافی: ج 8 ص 308 ح 480 عن محمّد بن الحسین بن یزید. وقال علیّ بن أسباط بعد ذکر الحدیث عن محمّد بن الحسین: زعم أنّه کان کلمة اُخرى ونسیها محمّد، فقلت له: لعلّه قال: «وورثنا الصبر من آل أیّوب»! فقال: ینبغی.

36) تحف العقول: ص 416، الخصال: ص 479 ح 46، کمال الدین: ص 337 ح 9، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 55 ح 20 کلّها عن عبد اللّه بن أبی الهذیل من دون إسناد إلى أحد من أهل البیت علیهم السلام و ج 2 ص 122 ح 1 عن الفضل بن شاذان ولیس فیها ذیله من «وبذل المعروف» ، بحار الأنوار: ج 10 ص 361 ح 2.

37) تحف العقول: ص 446، مشکاة الأنوار: ص 301 ح 928 وفیه «ما وعدنا» بدل «وعدنا» ، بحار الأنوار: ج 75 ص 97 ح 20.

38) قال علیّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاووس: هکذا وجدتُ هذا الحدیث، فإنّ الراوی ذکر عشر خصال ثمّ عدّد تسع خصال، فلعلّه سها فی الجملة أو التفصیل، والظاهر أنّه فی التفصیل لأنّ خصالهم عند النوم أکثر من تسع کما رویناه. ولعلّه قد وقع السهو عن ذکر قراءة «قل هواللّه أحد» أوقراءة «إنّا أنزلناه» (بحار الأنوار: ج 76 ص 210).

39) فلاح السائل: ص 485 ح 331 عن الحسن بن علیّ العلویّ، بحار الأنوار: ج 76 ص 210.

40) الکافی: ج 6 ص 283 ح 2، بحار الأنوار: ج 49 ص 102 ح 20.

41) سقطت الواو من المصدر وأثبتناها من بحار الأنوار.

42) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 184 ح 7، إعلام الورى: ج 2 ص 63، کشف الغمّة: ج 3 ص 109 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 49 ص 90 ح 4.

43) تهذیب الأحکام: ج 6 ص 100 ح 177، وراجع: ص 217 ح 6495 من کتابنا هذا.