الکتاب
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ ءَایَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِیمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ- الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ- أُوْلَئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ کَرِیمٌ».(1)
«قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ- الَّذِینَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِلزَّکَاةِ فَاعِلُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ- إِلَّا عَلَى أَزْوَا جِهِمْ أَوْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ- فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْعَادُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رَاعُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ یُحَافِظُونَ».(2)
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتَابُواْ وَ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ فِى سَبِیلِ اللَّهِ أُوْلَئِکَ هُمُ الصَّادِقُونَ».(3)
«إِنَّمَا یُؤْمِنُ بِایَاتِنَا الَّذِینَ إِذَا ذُکِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّدًا وَ سَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لَا یَسْتَکْبِرُونَ».(4)
الحدیث
578. الکافی عن کامل التمّار: قالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» أتَدری مَن هُم؟ قُلتُ: أنتَ أعلَمُ. قالَ: قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ المُسَلِّمونَ، إنَّ المُسَلِّمینَ هُمُ النُّجَباءُ فَالمُؤمِنُ غَریبٌ فَطوبى لِلغُرَباءِ.(5)
579. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: مِن أخلاقِ المُؤمِنِ حُسنُ الحَدیثِ إذا حَدَّثَ، وحُسنُ الاِستِماعِ إذا حُدِّثَ، وحُسنُ البِشرِ إذا لَقِیَ، ووَفاءُ الوَعدِ إذا وَعَدَ.(6)
580. عنه صلى الله علیه و آله: أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ أکمَلَ إیمانَهُ وإن کانَ مِن قَرنِهِ إلى قَدَمِهِ خَطایا: الصِّدقُ وأداءُ الأَمانَةِ وَالحَیاءُ وحُسنُ الخُلُقِ.(7)
581. عنه صلى الله علیه و آله: العِلمُ خَلیلُ المُؤمِنِ، وَالحِلمُ وَزیرُهُ، وَالعَقلُ دَلیلُهُ، وَالعَمَلُ قَیِّمُهُ، وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ، وَالرِّفقُ والِدُهُ، وَالبِرُّ أخوهٌ.(8)
582. عنه صلى الله علیه و آله: المُؤمِنُ مَن هُوَ بِمالِهِ مُتَبَرِّعٌ، وعَن مالِ غَیرِهِ مُتَوَرِّعٌ.(9)
583. عنه صلى الله علیه و آله- فیما قاله لمعاذ بن جبل-: یا مُعاذُ، إنَّ المُؤمِنَ لَدَى الحَقِّ أسیرٌ، إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مِن شَهَواتِهِ وأن یَهلِکَ فیما یَهوى.
یا مُعاذُ، إنَّ المُؤمِنَ لا تَسکُنُ رَوعَتُهُ ولَا اضطِرابُهُ حَتّى یُخلِفَ الجِسرَ وَراءَ ظَهرِهِ.
فَالقُرآنُ دَلیلُهُ، وَالخَوفُ مَحَجَّتُهُ، وَالشَّوقُ مَطِیَّتُهُ، وَالصَّلاةُ کَهفُهُ، وَالصَّومُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدَقَةُ فَکاکُهُ، وَالصِّدقُ أمیرُهُ، وَالحَیاءُ وَزیرُهُ، ورَبُّهُ مِن وَراءِ ذلِکَ بِالمِرصادِ.(10)
584. عنه صلى الله علیه و آله- فیما قاله لمعاذ بن جبل-: یا مُعاذُ، إنَّ المُؤمِنَ لَدَى الحَقِّ أسیرٌ، یَعلَمُ أنَّ عَلَیهِ رَقیبا، عَلى سَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ویَدِهِ ورِجلِهِ وبَطنِهِ وفَرجِهِ، حَتَّى اللَّمحَةِ بِبَصَرِهِ وفَتاتِ الطّینِ بِإِصبَعِهِ وکُحلِ عَینَیهِ وجَمیعِ سَعیِهِ، إنَّ المُؤمِنَ لا یَأمَنُ قَلبُهُ ولا یَسکُنُ رَوعَتُهُ ولا یَأمَنُ اضطِرابُهُ، یَتَوَقَّعُ المَوتَ صَباحا ومَساءً، فَالتَّقوى رَقیبُهُ، وَالقُرآنُ دَلیلُهُ، وَالخَوفُ حُجَّتُهُ، وَالشَّرَفُ مَطِیَّتُهُ، وَالحَذَرُ قَرینُهُ، وَالوَجَلُ شِعارُهُ، وَالصَّلاةُ کَهفُهُ، وَالصِّیامُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدقَةُ فَکاکُهُ، وَالصِّدقُ وَزیرُهُ، وَالحَیاءُ أمیرُهُ، ورَبُّهُ تَعالى مِن وَراءِ ذلِکَ کُلِّهِ بِالمِرصادِ.
یا مَعاذُ، إنَّ المُؤمِنَ قَیَّدَهُ القُرآنُ عَن کَثیرٍ مَن هَوى نَفسِهِ وشَهَواتِهِ، وحالَ بَینَهُ وبَینَ أن یَهلِکَ فیما یَهوى بِإِذنِ اللّهِ.
یا مُعاذُ، إنّی اُحِبُّ لَکَ ما اُحِبُّ لِنَفسی، وأنهَیتُ إلَیکَ ما أنهى إلَیَّ جِبریلُ علیه السلام، فَلا أعرِفَنَّکَ تُوافینی یَومَ القِیامَةِ وأحَدٌ أسعَدُ بِما آتاکَ اللّهُ عز و جل مِنکَ.(11)
585. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ: قُوَّةً فی دینٍ، وحَزما فی لینٍ، وإیمانا فی یَقینٍ، وحِرصا فی عِلمٍ، وشَفَقَةً فی مِقَةٍ(12)، وحِلما فی عِلمٍ، وقَصدا فی غِنىً، وتَجَمُّلاً فی فاقَةٍ، وتَحَرُّجا عَن طَمَعٍ، وکَسبا فی حَلالٍ، وبِرّا فی استِقامَةٍ، ونَشاطا فی هُدىً، ونَهیا عَن شَهوَةٍ، ورَحمَةً لِلمَجهودِ.
وإنَّ المُؤمِنَ مِن عِبادِ اللّهِ لا یَحیفُ عَلى مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ، ولا یُضَیِّعُ مَا استودِعَ، ولا یَحسُدُ، ولا یَطعَنُ، ولا یَلعَنُ، ویَعتَرِفُ بِالحَقِّ وإن لَم یُشهَد عَلَیهِ، ولا یَتَنابَزُ بِالأَلقابِ، فِی الصَّلاةِ مُتَخَشِّعا، إلَى الزَّکاةِ مُسرِعا، فِی الزَّلازِلِ وَقورا، فِی الرَّخاءِ شَکورا، قانِعا بِالَّذی لَهُ، لا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ، ولا یَجمَعُ فِی الغَیظِ، ولا یَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ یُریدُهُ، یُخالِطُ النّاسَ کَی یَعلَمَ، ویُناطِقُ النّاسَ کَی یَفهَمَ، وإن ظُلِمَ وبُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّى یَکونَ الرَّحمنُ هُوَ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ.(13)
586. التمحیص: رُوِیَ أنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله قالَ: لا یَکمُلُ المُؤمِنُ إیمانُهُ حَتّى یَحتَوِیَ عَلى مِئَةٍ وثَلاثِ خِصالٍ: فِعلٍ وعَمَلٍ ونِیَّةٍ وباطِنٍ وظاهِرٍ.
فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ عَلِیٌّ علیه السلام: یا رَسولَ اللّهِ ما یَکونُ المِئَةُ وثَلاثُ خِصالٍ؟
فَقالَ: یا عَلِیُّ، مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن یَکونَ جَوّالَ الفِکرِ، جَهوَرِیَّ الذِّکرِ(14)، کَثیرا عِلمُهُ، عَظیما حِلمُهُ، جَمیلَ المُنازِعَةِ، کَریمَ المُراجَعَةِ، أوسَعَ النّاسِ صَدرا، وأذَلَّهُم نَفسا، ضِحکُهُ تَبَسُّما، وَاجتِماعُهُ تَعَلُّما، مُذَکِّرَ الغافِلِ، مُعَلِّمَ الجاهِلِ، لا یُؤذی مَن یُؤذیهِ، ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ، ولا یَشمَتُ بِمُصیبَةٍ، ولا یَذکُرُ أحَدا بِغیبَةٍ، بَریئا مِنَ المُحَرَّماتِ، واقِفا عِندَ الشُّبُهاتِ، کَثیرَ العَطاءِ، قَلیلَ الأَذى، عَونا لِلغَریبِ، وأبا لِلیَتیمِ، بِشرُهُ فی وَجهِهِ، وخَوفُهُ (حُزنُهُ) فی قَلبِهِ، مُستَبشِرا بِفَقرِهِ، أحلى مِنَ الشَّهدِ(15)، وأصلَدَ مِنَ الصَّلدِ(16)، لا یَکشِفُ سِرّا، ولا یَهتِکَ سِترا، لَطیفَ الجِهاتِ، حُلوَ المُشاهَدِةِ، کَثیرَ العِبادَةِ، حَسَنَ الوَقارِ، لَیِّنَ الجانِبِ، طَویلَ الصَّمتِ، حَلیما إذا جُهِلَ عَلَیهِ، صَبورا عَلى مَن أساءَ إلَیهِ، یُجِلُّ الکَبیرَ، ویَرحَمُ الصَّغیرَ، أمینا عَلَى الأَماناتِ، بَعیدا مِنَ الخِیاناتِ، إلفُهُ التُّقى، وخُلُقُهُ(17) الحَیاءُ، کَثیرَ الحَذَرِ، قَلیلَ الزَّلَلِ، حَرَکاتُهُ أدَبٌ، وکَلامُهُ عَجَبٌ، مُقیلَ العَثرَةِ، ولا یَتَّبِعُ العَورَةَ، وَقورا، صَبورا، رَضِیّا، شَکورا، قَلیلَ الکَلامِ، صَدوقَ اللِّسانِ، بَرّا مَصوناً، حَلیما، رَفیقا، عَفیفا، شَریفا، لا لَعّانٌ، ولا نَمّامٌ، ولا کذّابٌ، ولا مُغتابٌ، ولا سَبّابٌ، ولا حَسودٌ، ولا بَخیلٌ، هَشّاشا بَشّاشا، لا حَسّاسٌ(18)، ولا جَسّاسٌ.(19)
یَطلُبُ مِنَ الاُمورِ أعلاها، ومِنَ الأَخلاقِ أسناها، مَشمولاً لِحِفظِ اللّهِ، مُؤَیَّدا بِتَوفیقِ اللّهِ، ذا قُوَّةٍ فی لینٍ، وعَزَمَةٍ فی یَقینٍ، لا یَحیفُ عَلى مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ، صَبورٌ فِی الشَّدائِدِ، لا یَجورُ ولا یَعتَدی، ولا یَأتی بِما یَشتَهی.
الفَقرُ شِعارُهُ، وَالصَّبرُ دِثارُهُ، قَلیلَ المَؤونَةِ، کَثیرَ المَعونَةِ، کَثیرَ الصِّیامِ، طَویلَ القِیامِ، قَلیلَ المَنامِ، قَلبُهُ تَقِیٌّ، وعَمَلُهُ زَکِیٌّ، إذا قَدَرَ عَفا، وإذا وَعَدَ وَفى، یَصومُ رَغَبا ویُصَلّی رَهَبا، ویُحسِنُ فی عَمَلِهِ کَأَنَّهُ یُنظَرُ إلَیهِ، غَضَّ الطَّرفِ، سَخِیَّ الکَفِّ، لا یَرُدُّ سائِلاً ولا یَبخَلُ بِنائِلٍ، مُتَواصِلاً إلَى الإِخوانِ، مُتَرادِفا لِلإِحسانِ، یَزِنُ کَلامَهُ، ویُخرِسُ لِسانَهُ، لا یُغرِقُ فی بُغضِهِ، ولا یَهلِکُ فی مَحَبَّتِهِ، لا یَقبَلُ الباطِلَ مِن صَدیقِهِ، ولا یَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ، لا یَتَعَلَّمُ إلّا لِیَعلَمَ، ولا یَعلَمُ إلّا لِیَعمَلَ.
قَلیلاً حِقدُهُ، کَثیرا شُکرُهُ، یَطلُبُ النَّهارَ مَعیشَتَهُ، ویَبکِی اللَّیلَ عَلى خَطیئَتِهِ، إن سَلَکَ مَعَ أهلِ الدُّنیا کانَ أکیَسَهُم، وإن سَلَکَ مَعَ أهلِ الآخِرَةِ کانَ أورَعَهُم، لا یَرضى فی کَسبِهِ بِشُبهَةٍ، ولا یَعمَلُ فی دینِهِ بِرُخصَةٍ، یَعطِفُ عَلى أخیهِ بِزَلَّتِهِ، ویَرعى ما مَضى مِن قَدیمِ صُحبَتِهِ.(20)
587. عنه صلى الله علیه و آله: لا یَحِقُّ العَبدُ حَقَّ صَریحِ الإِیمانِ حَتّى یُحِبَّ لِلّهِ تَعالى ویُبغِضَ لِلّهِ، فَإِذا أحَبَّ لِلّهِ تَبارَکَ وتَعالى وأبغَضَ لِلّهِ تَبارَکَ وتَعالى فَقَدِ استَحَقَّ الوِلاءَ مِنَ اللّهِ.(21)
588. عنه صلى الله علیه و آله: أفضَلُ الإِیمانِ عِندَ اللّهِ عز و جل إیمانٌ لاشَکَّ فیهِ، وغَزوٌ لا غُلولَ فیهِ، وحَجٌّ مَبرورٌ.(22)
589. مسند ابن حنبل عن معاذ: أنَّهُ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله عَن أفضَلِ الإِیمانِ؟ قالَ: أفضَلُ الإِیمانِ أن تُحِبَّ لِلّهِ وتُبغِضَ فِی اللّهِ وَ تُعمِلَ لِسانَکَ فی ذکرِ اللّهِ قالَ: وماذا یا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ: وأن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِکَ وتَکرَهَ لَهُم ما تَکرَهُ لِنَفسِکَ، وأن تَقولَ خَیرا، أو تَصمُتَ.(23)
590. مسند ابن حنبل عن عمروبن عبسة: أتَیتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله:… قُلتُ: مَا الإِیمانُ؟ قالَ: الصَّبرُ وَالسَّماحَةُ.(24)
591. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: مَن لَم یَأنَف مِن ثَلاثٍ فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّا: خِدمَةِ العِیالِ، وَالجُلوسِ مَعَ الفُقَراءِ، وَالأَکلِ مَعَ خادِمِهِ. هذِهِ الأَفعالُ مِن عَلاماتِ المُؤمِنینَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فی کِتابِهِ «أُوْلَئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا»(25)(26)
592. عنه صلى الله علیه و آله: خَمسٌ مِنَ الإِیمانِ مَن لَم یَکُن فیهِ شَیءٌ مِنهُنَّ فَلا إیمانَ لَهُ: التَّسلیمُ لِأَمرِ اللّهِ، وَالرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ، وَالتَّفویضُ إلَى اللّهِ، وَالتَّوَکُّلُ عَلَى اللّهِ، وَالصَّبرُ عِندَ الصَّدمَةِ الاُولى.(27)
593. الإمام علیّ علیه السلام: یُستَدَّلُ عَلى إیمانِ الرَّجُلِ بِالتَّسلیمِ ولُزومِ الطّاعَةِ.(28)
594. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَى الصّالِحاتِ، وبِالصّالِحاتِ یُعَمَرُ الفِقهُ، وبِالفِقهِ یُرهَبُ المَوتُ.(29)
595. عنه علیه السلام: بِالإِیمانِ یُستَدَلُّ عَلَى الصّالِحاتِ، وبِالصّالِحاتِ یُستَدَلُّ عَلَى الإِیمانِ، وبِالإِیمانِ یُعمَرُ العِلمُ، وبِالعِلمِ یُرهَبُ المَوتُ.(30)
596. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مَن کانَ حُبُّهُ لِلّهِ وبُغضُهُ لِلّهِ وأخذُهُ لِلّهِ وتَرکُهُ لِلّهِ.(31)
597. عنه علیه السلام: أحسَنُ حِلیَةِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ، وجَمالُهُ التَّعَفُّفُ، وشَرَفُهُ التَّفَقُّهُ، وعِزُّهُ تَرکُ القالِ وَالقیلِ.(32)
598. عنه علیه السلام: ثَلاثٌ هُنَّ زَینُ المُؤمِنِ: تَقوَى اللّهِ، وصِدقُ الحَدیثِ، وأداءُ الأَمانَةِ.(33)
599. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: لَن یَنالَ عَبدٌ صَریحَ الإِیمانِ حَتّى یَصِلَ مَن قَطَعَهُ ویَعفُوَ عَمَّن ظَلَمَهُ ویَغفِرَ لِمَن شَتَمَهُ ویُحسِنَ إلى مَن أساءَ إلَیهِ.(34)
600. الإمام علیّ علیه السلام: المُؤمِنُ إذا وُعِظَ ازدَجَرَ، وإذا حُذِّرَ حَذِرَ، وإذا عُبِّرَ اعتَبَرَ، وإذا ذُکِّرَ ذَکَرَ، وإذا ظُلِمَ غَفَرَ.(35)
601. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ، ومِن فارِطِ زَلَلِهِم وَجِلونَ، ولِلدُّنیا عائِفونَ، وإلَى الآخِرَةِ مُشتاقونَ، وإلَى الطّاعاتِ مُسارِعونَ.(36)
602. عنه علیه السلام: الحَمدُ لِلّهِ… نُؤمِنُ بِهِ إیمانَ مَن عایَنَ الغُیوبَ، ووَقَفَ عَلَى المَوعودِ، إیمانا نَفى إخلاصُهُ الشِّرکَ، ویَقینُهُ الشَّکَّ، ونَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدا صَلَّى اللّهُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ عَبدُهُ ورَسولُهُ، شَهادَتَینِ تُصعِدان القَولَ وتَرفَعانِ العَمَلَ، لا یَخِفُّ میزانٌ توضَعانِ فیهِ ولا یَثقُلُ میزانٌ تُرفَعانِ عَنهُ.(37)
603. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ قَریبٌ أمرُهُ، بَعیدٌ هَمُّهُ، کَثیرٌ صَمتُهُ، خالِصٌ عَمَلُهُ.(38)
604. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ مُنَزَّهٌ عَنِ الزَّیغِ وَالشِّقاقِ.(39)
605. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ الدّنیا مِضمارُهُ، وَالعَمَلُ هِمَّتُهُ، وَالمَوتُ تُحفَتُهُ، وَالجَنَّةُ سُبقَتُهُ.(40)
606. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لا یَحیفُ عَلى مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ، وإن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّى یَکونَ اللّهُ عز و جل هُوَ المُنتَصِرَ.(41)
607. عنه علیه السلام: لِلمُؤمِنِ عَقلٌ وَفِیٌّ، وحِلمٌ مَرضِیٌّ، ورَغبَةٌ فِی الحَسَناتِ، وفِرارٌ مِنَ السَّیِّئاتِ.(42)
608. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَتَقَلَّبُ فی خَمسَةٍ مِنَ النّورِ: مَدخَلُهُ نورٌ، ومَخرَجُهُ نورٌ، وعِلمُهُ نورٌ، وکَلامُهُ نورٌ، ومَنظَرُهُ یَومَ القِیامَةِ إلَى النّورِ.(43)
609. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ دَأبُهُ زَهادَتُهُ، وهَمُّهُ دِیانَتُهُ، وعِزُّهُ قَناعَتُهُ، وجِدُّهُ لِاخِرَتِهِ قَد کَثُرَت حَسَناتُهُ، وعَلَت دَرَجاتُهُ، وشارَفَ خَلاصُهُ ونَجاتُهُ.(44)
610. عنه علیه السلام: إنَّما یَنظُرُ المُؤمِنُ إلَى الدُّنیا بِعَینِ الاِعتِبارِ، ویَقتاتُ مِنها بِبَطنِ الاِضطِرارِ، ویَسمَعُ فیها بِاُذُنِ المَقتِ وَالإِبغاضِ.(45)
611. عنه علیه السلام: اِعلَموا- عِبادَ اللّهِ- أنَّ المُؤمِنَ لا یُصبِحُ، ولا یُمسی إلّا ونَفسُهُ ظَنونٌ عِندَهُ، فَلا یَزالُ زَارِیا عَلَیها ومُستَزیدا لَها.(46)
612. عنه علیه السلام- لکمیل بن زیاد-: یا کُمَیلُ، حُسنُ خُلُقِ المُؤمِنِ التَّواضُعُ، وجَمالُهُ التَّعَطُّفُ، وشَرَفُهُ الشَّفَقَةُ، وعِزُّهُ تَرکُ القالِ والقیلِ.(47)
613. بحار الأنوار عن أبی ذر- فی حَدیثٍ عَن أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام-: قُلتُ: یا أمیرَ المُؤمِنینَ، مَنِ المُؤمِنُ وما نِهایَتُهُ وما حَدُّهُ حَتّى أعرِفَهُ؟ قالَ علیه السلام: یا أبا عَبدِ اللّهِ، قُلتُ: لَبَّیکَ یا أخا رَسولِ اللّهِ، قالَ: المُؤمِنُ المُمتَحَنُ هُوَ الَّذی لا یَرِدُ مِن أمرِنا إلَیهِ شَیءٌ إلّا شُرِحَ صَدرُهُ لِقَبولِهِ، ولَم یَشُکَّ ولَم یَرتَب.(48)
614. الإمام علیّ علیه السلام- فی صِفَةِ المُؤمِنِ-: المُؤمِنُ بِشرُهُ فی وَجهِهِ، وحُزنُهُ فی قَلبِهِ، أوسَعُ شَیءٍ صَدرا، وأذَلُّ شَیءٍ نَفسا، یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ. طَویلٌ غَمُّهُ، بَعیدٌ هَمُّهُ، کَثیرٌ صَمتُهُ، مَشغولٌ وَقتُهُ. شَکورٌ، صَبورٌ، مَغمورٌ بِفِکرَتِهِ، ضَنینٌ بِخَلَّتِهِ، سَهلُ الخَلیقَةِ، لَیِّنُ العَریکَةِ، نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ، وهُوَ أذَلُّ مِنَ العَبدِ.(49)
615. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ إذا نَظَرَ اعتَبَرَ، وإذا سَکَتَ تَفَکَّرَ، وإذا تَکَلَّمَ ذَکَرَ، وإذَا استَغنى شَکَرَ، وإذا أصابَتهُ شِدَّةٌ صَبَرَ، فَهُوَ قَریبُ الرِّضا، بَعیدُ السَّخَطِ، یُرضیهِ عَنِ اللّهِ الیَسیرُ، ولا یُسخِطُهُ الکَثیرُ، ولا یَبلُغُ بِنِیَّتِهِ إرادَتُهُ فِی الخَیرِ، یَنوی کَثیرا مِنَ الخَیرِ، ویَعمَلُ بِطائِفَةٍ مِنهُ ویَتَلَهَّفُ عَلى ما فاتَهُ مِنَ الخَیرِ کَیفَ لَم یَعمَل بِهِ!.(50)
616. عنه علیه السلام: المُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ عَرَفوا ما أمامَهُم(51)، فَذَبَلَت شِفاهُهُم، وغَشِیَت عُیونُهُم، وشَحَبَت(52) ألوانُهُم حَتّى عُرِفَت فی وُجوهِهِم غَبرَةُ الخاشِعینَ. فَهُم عِبادُ اللّهِ الَّذینَ مَشَوا عَلَى الأَرضِ هَونا، وَاتَّخَذوها بِساطا، وتُرابَها فِراشا.
رَفَضُوا الدُّنیا وأقبَلوا عَلَى الآخِرَةِ عَلى مِنهاجِ المَسیحِ ابنِ مَریَمَ، إن شَهِدوا لَم یُعرَفوا، وإن غابوا لَم یُفتَقَدوا، وإن مَرِضوا لَم یُعادوا، صُوّامُ الهَواجِرِ، قُوّامُ الدَّیاجِرِ تَضمَحِلُّ عَنهُم کُلُّ فِتنَةٍ، ویَنجَلی عَنهُم کُلُّ شُبهَةٍ، اُولئِکَ أصحابی فَاطلُبوهم فی أطرافِ الأَرَضینَ، فَإِن لَقیتُم مِنهُم أحَدا فَاسأَلوهُ یَستَغفِرلَکُم.(53)
617. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَرغَبُ فیما یَبقى، ویَزهَدُ فیما یَفنى، یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ، وَالعِلمَ بِالعَمَلِ، بَعیدٌ کَسَلُهُ، دائِمٌ نَشاطُهُ، قَریبٌ أمَلُهُ، حَیٌّ قَلبُهُ، ذاکِرٌ لِسانُهُ، لا یُحَدِّثُ بِما یُؤتَمَنُ(54) عَلَیهِ الأَصدِقاءُ، ولا یَکتُمُ شَهادَةَ الأَعداءِ، لا یَعمَلُ شَیئا مِنَ الخَیرِ رِیاءً، ولا یَترُکُهُ حَیاءً، الخَیرُ مِنهُ مَأمولٌ، وَالشَّرُّ مِنهُ مَأمونٌ، إن کانَ فِی الذّاکِرینَ لَم یُکتَب مِنَ الغافِلینَ، وإن کانَ فی الغافِلینَ کُتِبَ فِی الذّاکِرینَ. یَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ، ویُعطی مَن حَرَمَهُ، ویَصِلُ مَن قَطَعَهُ، ویُحسِنُ إلى مَن أساءَ إلَیهِ، لا یَعزُبُ حِلمُهُ، ولا یَعجَلُ فیما یُریبُهُ، بَعیدٌ جَهلُهُ، لَیِّنٌ قَولُهُ، قَریبٌ مَعروفُهُ، غائِبٌ مُنکَرُهُ، صادِقٌ کَلامُهُ، حَسَنٌ فِعلُهُ، مُقبِلٌ خَیرُهُ، مُدبِرٌ شَرُّهُ.
فِی الزَّلازِلِ وَقورٌ، وفِی المَکارِهِ صَبورٌ وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ، لا یَحیفُ عَلى مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ، ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ، ولا یَجحَدُ حَقّا عَلَیهِ، یَعتَرِفُ بِالحَقِّ قَبلَ أن یُشهَدَ عَلَیهِ، لا یُضیعُ مَا استُحفِظَ، ولا یَرغَبُ فیما لا تَدعوهُ الضَّرورَةُ إلَیهِ.
لا یُنابِزُ بِالأَلقابِ، ولا یَبغی عَلى أحَدٍ، ولا یَهزَأُ بِمَخلوقٍ، ولا یُضارُّ بِالجارِ، ولا یَشمَتُ بِالمَصائِبِ مُؤَدَّبٌ بِأَداءِ الأَماناتِ(55)، مُسارِعٌ إلَى الطّاعاتِ، مُحافِظٌ عَلَى الصَّلَواتِ، بَطیءٌ عَنِ المُنکَراتِ. لا یَدخُلُ عَلَى الاُمورِ بِجَهلٍ، ولا یَخرُجُ عَنِ الحَقِّ بِعَجزٍ، إن صَمَتَ فَلا یَغُمُّهُ الصَّمتُ، وإن نَطَقَ لا یَقولُ الخَطَأَ، وإن ضَحِکَ فَلا یَعلو صَوتُهُ سَمعَهُ، ولا یَجمَحُ بِهِ الغَضَبُ(56)، ولا یَغلِبُهُ الهَوى، ولا یَقهَرُهُ الشُّحُّ، ولا تَملِکُهُ الشَّهوَةُ، یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ، ویَصمُتُ لِیَسلَمَ، ویَسأَلُ لِیَفهَمَ، یُنصِتُ لِلخَیرِ لِیَعمَلَ بِهِ، ولا یَتَکَلَّمُ بِهِ لِیَفخَرَ عَلى ما سِواهُ، نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ، یُتعِبُ نَفسَهُ لِاخِرَتِهِ، ویَعصی هَواهُ لِطاعَةِ رَبِّهِ، بُعدُهُ عَمَّن تَباعَدَ مِنهُ نَزاهَةٌ، ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ، لَیسَ بُعدُهُ تَکَبُّرا، ولا قُربُهُ خَدیعَةً، مُقتَدٍ بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الإِیمانِ، إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِنَ البَرَرَةِ المُتَّقینَ.(57)
618. عنه علیه السلام- فی صِفَةِ المُؤمِنینَ-: المُؤمِنونَ هُم أهلُ الفَضائِلِ، هَدیُهُمُ السُّکونُ، وهَیئَتُهُمُ الخُشوعُ، وسَمتُهُمُ التَّواضُعُ، خاشِعینَ، غاضّینَ أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَیهِم، رافِعینَ أسماعَهُم إلَى العِلمِ، نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم فِی البَلاءِ کَما نُزِّلَت فِی الرَّخاءِ، لَولَا الآجالُ الَّتی کُتِبَت عَلَیهِم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم فی أبدانِهِم طَرفَةَ عَینٍ، شَوقا إلَى المَوتِ وخَوفا مِنَ العَذابِ، عَظُمَ الخالِقُ فی أنفُسِهِم، وصَغُرَ ما دونَهُ فی أعیُنِهِم، فَهُم کَأَنَّهُم قَد رَأَوُا الجَنَّةَ ونَعیمَها، وَالنّارَ وعَذابَها، فَقُلوبُهُم مَحزونَةٌ، وشُرورُهُم مَأمونَةٌ، وحَوائِجُهُم خَفیفَةٌ، وأنفُسُهُم ضَعیفَةٌ، ومَعونَتُهُم لِإِخوانِهِم عَظیمَةٌ، اتَّخَذُوا الأَرضَ بِساطا، وماءَها طیبا، ورَفَضُوا الدُّنیا رَفضا، وصَبَروا أیّاما(58) قَلیلَةً، فَصارَت عاقِبَتُهُم راحَةً طَویلَةً، تِجارَتُهُم مُربِحَةٌ، یُبَشِّرُهُم بِها رَبٌّ کَریمٌ، أرادَتهُمُ الدُّنیا فَلَم یُریدوها، وطَلَبَتهُم فَهَرَبوا مِنها.
فَأَمَّا اللَّیلَ فَأَقدامُهُم مُصطَفَّةٌ، یَتلونَ القُرآنَ یُرَتِّلونَهُ تَرتیلاً(59)، فَإِذا مَرّوا بِآیَةٍ فیها تَخویفٌ أصغَوا إلَیها بِقُلوبِهِم وأبصارِهِم، فَاقشَعَرَّت مِنها جُلودُهُم ووَجِلَت قُلوبُهُم خَوفا وفَرَقا نَحِلَت لَها أبدانُهُم، وظَنّوا أنَّ زَفیرَ جَهَنَّمَ وشَهیقَها وصَلصَلَةَ حَدیدِها فی آذانِهِم، مُکِبّینَ عَلى وُجوهِهِم، تَجری دُموعُهُم عَلى خُدودِهِم، یَجأَرونَ إلَى اللّهِ فی فَکاکِ رِقابِهِم.
وأمَّا النَّهارَ فَعُلَماءُ أبرارٌ أتقِیاءُ، قَد بَراهُمُ الخَوفُ، فَهُم أمثالُ القِداحِ، إذا نَظَرَ إلَیهِمُ النّاظِرُ یَقولُ: بِهِم مَرَضٌ، ویَقولُ: قَد خولِطوا، وما خولِطوا. إذا ذَکَروا عَظَمَةَ اللّهِ وشِدَّةَ سُلطانِهِ، وذَکَرُوا المَوتَ وأهوالَ القِیامَةِ، وَجَفَت قُلوبُهُم، وطاشَت حُلومُهُم وذَهَلَت عُقولُهُم، فَإِذَا استَفاقوا مِن ذلِکَ بادَروا إلَى اللّهِ بِالأَعمالِ الزّاکِیَةِ، لا یَرضَونَ بِالقَلیلِ، ولا یَستَکثِرونَ الکَثیرَ، فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمونَ، ومِن أعمالِهِم مُشفِقونَ، إن زُکِّیَ أحَدُهُم خافَ اللّهَ وغائِلَةَ(60) التَّزکِیَةِ؛ فَقالَ: أنَا أعلَمُ بِنَفسی مِن غَیری ورَبّی أعلَمُ بی مِنّی، اللّهُمَّ لا تُؤاخِذنی بِما یَقولونَ، وَاجعَلنی کَما یَظُنّونَ، وَاغفِر لی ما لا یَعلَمونَ.
ومِن عَلاماتِ أحَدِهِم(61) أن یَکونَ لَهُ حَزمٌ فی لینٍ، وإیمانٌ فی یَقینٍ، وحِرصٌ عَلى تَقوىً، وفَهمٌ فی فِقهٍ، وحِلمٌ فی عِلمٍ، وکَیسٌ فی رِفقٍ، وقَصدٌ فی غِنىً، وخُشوعٌ فی عِبادَةٍ، وتَحَمُّلٌ فی فاقَةٍ، وصَبرٌ فی شِدَّةٍ، وإعطاءٌ فی حَقٍّ، وطَلَبٌ لِحَلالٍ، ونَشاطٌ فی هُدىً، وتَحَرُّجٌ فی طَمَعٍ، وتَنَزُّهٌ عَن طَبَعٍ(62)، وبِرٌّ فِی استِقامَةٍ، وَاعتِصامٌ بِاللّهِ مِن مُتابَعَةِ الشَّهَواتِ، وَاستِعاذَةٌ بِهِ مِنَ الشَّیطانِ الرَّجیمِ، یُمسی وهَمُّهُ الشُّکرُ، ویُصبِحُ وشُغلُهُ الذِّکرُ. اُولئِکَ الآمِنونَ المُطمَئِنّونَ الَّذینَ یُسقَونَ مِن کَأسٍ لا لَغوٌ فیها ولا تَأثیمٌ.(63)
619. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَکونُ صادِقا فِی الدُّنیا، واعِیَ القَلبِ، حافِظَ الحُدودِ، وِعاءَ العِلمِ، کامِلَ العَقلِ، مَأوَى الکَرَمِ، سَلیمَ القَلبِ، ثابِتَ الحِلمِ، عاطِفَ الیَدَینِ، باذِلَ المالِ، مَفتوحَ البابِ لِلإِحسانِ، لَطیفَ اللِّسانِ، کَثیرَ التَّبَسُّمِ، دائِمَ الحُزنِ، کَثیرَ التَّفَکُّرِ، قَلیلَ النَّومِ، قَلیلَ الضِّحکِ، طَیِّبَ الطَّبعِ، مُمیتَ الطَّمَعِ، قاتِلَ الهَوى، زاهِدا فِی الدُّنیا، راغِباً فِی الآخِرَةِ، یُحِبُّ الضَّیفَ، ویُکرِمُ الیَتیمَ، ویَلطُفُ بِالصَّغیرِ، ویُوَقِّرُ الکَبیرَ، ویُعطِی السّائِلَ، ویَعودُ المَریضَ، ویُشَیِّعُ الجَنائِزَ، ویَعرِفُ حُرمَةَ القُرآنِ، ویُناجِی الرَّبَّ، ویَبکی عَلَى الذُّنوبِ، آمِراً بِالمَعروفِ، ناهِیا عَنِ المُنکَرِ، أکلُهُ بِالجوعِ، وشُربُهُ بِالعَطَشِ، وحَرَکَتُهُ بِالأَدَبِ، وکَلامُهُ بِالنَّصیحَةِ، ومَوعِظَتُهُ بِالرِّفقِ، لا یَخافُ إلَا اللّهَ، ولا یَرجو إلّا إیّاهُ، ولا یَشغَلُ إلّا بِالثَّناءِ وَالحَمدِ، ولا یَتَهاوَنُ، ولا یَتَکَبَّرُ، ولا یَفتَخِرُ بِمالِ الدُّنیا، مَشغولاً بِعُیوبِ نَفسِهِ، فارِغا عَن عُیوبِ غَیرِهِ، الصَّلاةُ قُرَّةُ عَینِهِ، وَالصِّیامُ حِرفَتُهُ وهِمَّتُهُ، وَالصِّدقُ عادَتُهُ، وَالشُّکرُ مَرکَبُهُ، وَالعَقلُ قائِدُهُ، وَالتَّقوى زادُهُ، وَالدُّنیا حانوتُهُ، وَالصَّبرُ مَنزِلُهُ، وَاللَّیلُ وَالنَّهارُ رَأسُ مالِهِ، وَالجَنَّةُ مَأواهُ، وَالقُرآنُ حَدیثُهُ، ومُحَمَّدٌ صلى الله علیه و آله شَفیعُهُ، وَاللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ مُؤنِسُهُ.(64)
620. الإمام الصادق علیه السلام: قامَ رَجُلٌ یُقالُ لَهُ: هَمّامٌ- وکانَ عابِدا ناسِکا مُجتَهِدا- إلى أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام وهُوَ یَخطُبُ، فَقالَ: یا أمیرَ المُؤمِنینَ صِف لَنا صِفَةَ المُؤمِنِ کَأَنَّنا نَنظُرُ إلَیهِ؟ فَقالَ:
یا هَمّامُ، المُؤمِنُ هُوَ الکَیِّسُ الفَطِنُ، بِشرُهُ فی وَجهِهِ، وحُزنُهُ فی قَلبِهِ، أوسَعُ شَیءٍ صَدرا، وأذَلُّ شَیءٍ نَفسا، زاجِرٌ عَن کُلِّ فانٍ، حاضٌّ عَلى کُلِّ حَسَنٍ، لا حَقودٌ ولا حَسودٌ، ولا وَثّابٌ، ولا سَبّابٌ، ولا عَیّابٌ، ولا مُغتابٌ، یَکرَهُ الرِّفعَةَ ویَشنَأُ السُّمعَةَ طَویلُ الغَمِّ، بَعیدُ الهَمِّ، کَثیرُ الصَّمتِ، وَقورٌ، ذَکورٌ، صَبورٌ، شَکورٌ، مَغمومٌ بِفِکرِهِ، مَسرورٌ بِفَقرِهِ، سَهلُ الخَلیقَةِ، لَیِّنُ العَریکَةِ(65)، رَصینُ الوَفاءِ، قَلیلُ الأَذى، لا مُتَأَفِّکٌ ولا مُتَهَتِّکٌ.
إن ضَحِکَ لَم یَخرَق، وإن غَضِبَ لَم یَنزَق، ضِحکُهُ تَبَسُّمٌ، واستِفهامُهُ تَعَلُّمٌ، ومُراجَعَتُهُ تَفَهُّمٌ. کَثیرٌ عِلمُهُ، عَظیمٌ حِلمُهُ، کَثیرُ الرَّحمَةِ، لا یَبخَلُ، ولا یَعجَلُ، ولا یَضجَرُ، ولا یَبطَرُ، ولا یَحیفُ فی حُکمِهِ، ولا یَجورُ فی عِلمِهِ، نَفسُهُ أصلَبُ مِنَ الصَّلدِ، ومُکادَحَتُهُ أحلى مِنَ الشَّهدِ، لا جَشِعٌ ولا هَلِعٌ، ولا عَنِفٌ ولا صَلِفٌ، ولا مُتَکَلِّفٌ ولا مُتَعَمِّقٌ، جَمیلُ المُنازَعَةِ، کَریمُ المُراجَعَةِ. عَدلٌ إن غَضِبَ، رَفیقٌ إن طَلَبَ، لا یَتَهَوَّرُ ولا یَتَهَتَّکُ ولا یَتَجَبَّرُ، خالِصُ الوُدِّ، وَثیقُ العَهدِ، وَفِیُّ العَقدِ، شَفیقٌ، وَصولٌ، حَلیمٌ، خَمولٌ، قَلیلُ الفُضولِ، راضٍ عَنِ اللّهِ عز و جل، مُخالِفٌ لِهَواهُ، لا یَغلُظُ عَلى مَن دونَهُ، ولا یَخوضُ فیما لا یَعنیهِ، ناصِرٌ لِلدّینِ، مُحامٍ عَنِ المُؤمِنینَ، کَهفٌ لِلمُسلِمینَ، لا یَخرِقُ الثَّناءُ سَمعَهُ، ولا یَنکِی الطَّمَعُ قَلبَهُ، ولا یَصرِفُ اللَّعِبُ حُکمَهُ، ولا یَطَّلِعُ الجاهِلُ عِلمَهُ، قَوّالٌ عَمّالٌ، عالِمٌ حازِمٌ، لا بِفَحّاشٍ ولا بِطَیّاشٍ، وَصولٌ فی غَیرِ عُنفٍ، بَذولٌ فی غَیرِ سَرَفٍ، لا بِخَتّالٍ ولا بِغَدّارٍ، ولا یَقتَفی أثَرا، ولا یَحیفُ بَشَرا، رَفیقٌ بِالخَلقِ، ساعٍ فِی الأَرضِ، عَونٌ لِلضَّعیفِ، غَوثٌ لِلمَلهوفِ، لا یَهتِکُ سِترا، ولا یَکشِفُ سِرّاً، کَثیرُ البَلوى، قَلیلُ الشَّکوى، إن رَأى خَیرا ذَکَرَهُ، وإن عایَنَ شَرّا سَتَرَهُ، یَستُرُ العَیبَ، ویَحفَظُ الغَیبَ، ویُقیلُ العَثرَةَ، ویَغفِرُ الزَّلَّةَ، لا یَطَّلِعُ عَلى نُصحٍ فَیَذَرَهُ، ولا یَدَعُ جِنحَ حَیفٍ(66) فَیُصلِحَهُ، أمینٌ رَصینٌ، تَقِیٌّ نَقِیٌّ، زَکِیٌّ رَضِیٌّ، یَقبَلُ العُذرَ، ویُجمِلُ الذِّکرَ، ویُحسِنُ بِالنّاسِ الظَّنَّ، ویَتَّهِمُ عَلَى الغَیبِ نَفسَهُ، یُحِبُّ فِی اللّهِ بِفِقهٍ وعِلمٍ، ویَقطَعُ فِی اللّهِ بِحَزمٍ وعَزمٍ، لا یَخرَقُ بِهِ فَرَحٌ، ولا یَطیشُ بِهِ مَرَحٌ، مُذَکِّرٌ لِلعالِمِ، مُعَلِّمٌ لِلجاهِلِ، لا یُتَوَقَّعُ لَهُ بائِقَةٌ، ولا یُخافُ لَهُ غائِلَةٌ، کُلُّ سَعیٍ أخلَصُ عِندَهُ مِن سَعیِهِ(67)، وکُلُّ نَفسٍ أصلَحُ عِندَهُ مِن نَفسِهِ، عالِمٌ بِعَیبِهِ، شاغِلٌ بِغَمِّهِ، لا یَثِقُ بِغَیرِ رَبِّهِ، غَریبٌ، وَحیدٌ، جَریدٌ (/ حَزینٌ)، یُحِبُّ فِی اللّهِ، ویُجاهِدُ فِی اللّهِ لِیَتَّبِعَ رِضاهُ، ولا یَنتَقِمُ لِنَفسِهِ بِنَفسِهِ، ولا یُوالی فی سَخَطِ رَبِّهِ، مُجالِسٌ لِأَهلِ الفَقرِ، مُصادِقٌ لِأَهلِ الصِّدقِ، مُؤازِرٌ لِأَهلِ الحَقِّ. عَونٌ لِلقَریبِ، أبٌ لِلیَتیمِ، بَعلٌ لِلأَرمَلَةِ، حَفِیٌّ بِأَهلِ المَسکَنَةِ، مَرجُوٌّ لِکُلِّ کَریهَةٍ، مَأمولٌ لِکُلِّ شِدَّةٍ، هَشّاشٌ، بَشّاشٌ، لا بِعَبّاسٍ ولا بِجَسّاسٍ، صَلیبٌ، کَظّامٌ، بَسّامٌ، دَقیقُ النَّظَرِ عَظیمُ الحَذَرِ لا یَجهَلُ، وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ، لا یَبخَلُ، وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ، عَقَلَ فَاستَحیى، وقَنَعَ فَاستَغنى، حَیاؤُهُ یَعلو شَهوَتَهُ، ووُدُّهُ یَعلو حَسَدَهُ، وعَفوُهُ یَعلو حِقدَهُ، لا یَنطِقُ بِغَیرِ صَوابٍ، ولا یَلبَسُ إلَا الاِقتِصادَ، مَشیُهُ التَّواضُعُ، خاضِعٌ لِرَبِّهِ بِطاعَتِهِ، راضٍ عَنهُ فی کُلِّ حالاتِهِ، نِیَّتُهُ خالِصَةٌ، أعمالُهُ لَیسَ فیها غِشٌّ ولا خَدیعَةٌ، نَظَرُهُ عِبرَةٌ، سُکوتُهُ فِکرَةٌ، وکَلامُهُ حِکمَةٌ، مُناصِحا، مُتَباذِلاً، مُتَواخِیا، ناصِحٌ فِی السِّرِّ وَالعَلانِیَةِ، لا یَهجُرُ أخاهُ، ولا یَغتابُهُ، ولا یَمکُرُ بِهِ، ولا یَأسَفُ عَلى ما فاتَهُ، ولا یَحزَنُ عَلى ما أصابَهُ، ولا یَرجو ما لا یَجوزُ لَهُ الرَّجاءُ، ولا یَفشَلُ فِی الشِّدَّةِ، ولا یَبطَرُ فِی الرِّخاءِ، یَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ، وَالعَقلَ بِالصَّبرِ، تَراهُ بَعیدا کَسَلُهُ، دائِما نَشاطُهُ، قَریبا أمَلُهُ، قَلیلاً زَلَلُهُ، مُتَوَقِّعا لِأَجَلِهِ، خاشِعا قَلبُهُ، ذاکِرا رَبَّهُ، قانِعَةً نَفسُهُ، مَنفِیّا جَهلُهُ، سَهلاً أمرُهُ، حَزینا لِذَنبِهِ، مَیِّتَةً شَهوَتُهُ، کَظوما غَیظُهُ، صافِیا خُلُقُهُ، آمِنا مِنهُ جارُهُ، ضَعیفا کِبرُهُ، قانِعا بِالَّذی قُدِّرَ لَهُ، مَتینا صَبرُهُ، مُحکَما أمرُهُ، کَثیرا ذِکرُهُ، یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ، ویَصمُتُ لِیَسلَمَ، ویَسأَلُ لِیَفهَمَ، ویَتَّجِرُ لِیَغنَمَ؛ لا یُنصِتُ للِخَبَرِ لِیَفجُرَ بِهِ، ولا یَتَکَلَّمُ لِیَتَجَبَّرَ بِهِ عَلى مَن سِواهُ، نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ، وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ، أتعَبَ نَفسَهُ لِاخِرَتِهِ فَأَراحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ، إن بُغِیَ عَلَیهِ صَبَرَ حَتّى یَکونَ اللّهُ الَّذی یَنتَصِرُ لَهُ، بُعدُهُ مِمَّن تَباعَدَ مِنهُ بُغضٌ ونَزاهَةٌ، ودُنُوُّهُ مِمَّن دَنا مِنهُ لینٌ ورَحمَةٌ، لَیسَ تَباعُدُهُ تَکَبُّرا ولا عَظَمَةً، ولا دُنُوُّهُ خَدیعَةً ولا خِلابَةً، بَل یَقتَدی بِمَن کانَ قَبلَهُ مِن أهلِ الخَیرِ، فَهُوَ إمامٌ لِمَن بَعدَهُ مِن أهلِ البِرِّ.
قالَ: فَصاحَ هَمّامٌ صَیحَةً ثُمَّ وَقَعَ مَغشِیّا عَلَیهِ فَقالَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام: أما وَاللّهِ لَقَد کُنتُ أخافُها عَلَیهِ، وقالَ: هکَذا تَصنَعُ المَوعِظَةُ البالِغَةُ بِأَهلِها.
فَقالَ لَهُ قَائِلٌ: فَما بالُکَ یا أمیرَ المُؤمِنینَ؟!
فَقالَ: إنَّ لِکُلٍّ أجَلاً لا یَعدوهُ، وسَبَبا لا یُجاوِزُهُ، فَمَهلاً لا تُعِد؛ فَإِنَّما نَفَثَ عَلى لِسانِکَ شَیطانٌ.(68)
621. الإمام الحسن علیه السلام: إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنینَ: قُوَّةً فی دینٍ، وکَرَما فی لینٍ، وحَزما فی عِلمٍ، وعِلما فی حِلمٍ، وتَوسِعَةً فی نَفَقَةٍ، وقَصدا فی عِبادَةٍ، وتَحَرُّجا فی طَمَعٍ، وبِرّا فِی استِقامَةٍ، لا یَحیفُ عَلى مَن یُبغِضُ، ولا یَأثَمُ فیمَن یُحِبُّ، ولا یَدَّعی ما لَیسَ لَهُ، ولا یَجحَدُ حَقّاً هُوَ عَلَیهِ، ولا یَهمِزُ، ولا یَلمِزُ، ولا یَبغی، مُتَخَشِّعٌ فِی الصَّلاةِ، مُتَوَسِّعٌ فِی الزَّکاةِ، شَکورٌ فِی الرَّخاءِ، صابِرٌ عِندَ البَلاءِ، قانِعٌ بَالَّذی لَهُ، لا یَطمَحُ بِهِ الغَیظُ، ولا یَجمَحُ بِهِ الشُّحُّ، یُخالِطُ النّاسَ لِیَعلَمَ، ویَسکُتُ لِیَسلَمَ، یَصبِرُ إن بُغِیَ عَلَیهِ لِیَکونَ إلهُهُ الَّذی یَجزیهِ یَنتَقِمُ لَهُ.(69)
622. الإمام الحسین علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ اتَّخَذَ اللّهَ عِصمَتَهُ وقَولَهُ مِرآتَهُ، فَمَرَّةً یَنظُرُ فی نَعتِ المُؤمِنینَ، وتارَةً یَنظُرُ فی وَصفِ المُتَجَبِّرینَ، فَهُوَ مِنهُ فی لَطائِفَ، ومِن نَفسِهِ فی تَعارُفٍ، ومن فِطنَتِهِ فی یَقینٍ، ومِن قُدسِهِ عَلى تَمکینٍ.(70)
623. الإمام زین العابدین علیه السلام: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ مِنَ المُؤمِنینَ کانَ فی کَنَفِ اللّهِ، وأظَلَّهُ اللّهُ یَومَ القِیامَةِ فی ظِلِّ عَرشِهِ، وآمَنَهُ مِن فَزَعِ الیَومِ الأَکبَرِ: مَن أعطَى النّاسَ مِن نَفسِهِ ما هُوَ سائِلُهُم لِنَفسِهِ. ورَجُلٌ لَم یُقَدِّم یَدا ولا رِجلاً حَتّى یَعلَمَ أنَّهُ فی طاعَةِ اللّهِ قَدَّمَها أو فی مَعصِیَتِهِ، ورَجُلٌ لَم یَعِب أخاهُ بِعَیبٍ حَتّى یَترُکَ ذلِکَ العَیبَ مِن نَفسِهِ، وکَفى بِالمَرءِ شُغُلاً بِعَیبِهِ لِنَفسِهِ عَن عُیوبِ النّاسِ.(71)
624. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ یَصمُتُ لِیَسلَمَ، ویَنطِقُ لِیَغنَمَ، لا یُحَدِّثُ أمانَتَهُ الأَصدِقاءَ، ولا یَکتُمُ شَهادَتَهُ مِنَ البُعَداء ولا یَعمَلُ شَیئا مِنَ الخَیرِ رِیاءً، ولا یَترُکُهُ حَیاءً، إن زُکِّیَ خافَ مِمّا یَقولونَ، ویَستَغفِرُ اللّهَ لِما لا یَعلَمونَ، لا یَغُرُّهُ قَولُ مَن جَهِلَهُ ویَخافُ إحصاءَ ما عَمِلَهُ.(72)
625. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ نُطقُهُ ذِکرٌ، وصَمتُهُ فِکرٌ، ونَظَرُهُ اعتِبارٌ.(73)
626. الإمام الباقر علیه السلام: کَأَنَّ المُؤمِنینَ هُمُ الفُقَهاءُ أهلُ فِکرَةٍ وعِبرَةٍ، لَم یُصِمَّهُم عَن ذِکرِ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ ما سَمِعوا بِآذانِهِم، ولَم یُعمِهِم عَن ذِکرِ اللّهِ ما رَأَوا مِنَ الزِّینَةِ بِأَعیُنِهِم، فَفازوا بِثَوابِ الآخِرَةِ کَما فازوا بِذلِکَ العِلمِ.(74)
627. الإمام الصادق- عَن أبیهِ علیهماالسلام-: قیلَ لَهُ: ما بالُ المُؤمِنِ أحَدُّ شَیءٍ؟
فَقالَ: لِأَنَّ عِزَّ القُرآنِ فی قَلبِهِ، ومَحضَ الإِیمانِ فی صَدرِهِ، وهُوَ عَبدٌ مُطیعٌ لِلّهِ، ولِرَسولِهِ مُصَدِّقٌ.
قیلَ لَهُ: فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أشَحَّ شَیءٍ؟
قالَ: لِأَنَّهُ یَکسِبُ الرِّزقَ مِن حِلِّهِ، ومَطلَبُ الحَلالِ عَزیزٌ، فَلا یُحِبُّ أن یُفارِقَهُ شَیؤُهُ(75) لِما یَعلَمُ مِن عِزِّ مَطلَبِهِ، وإن هُوَ سَخَت نَفسُهُ لَم یَضَعهُ إلّا فی مَوضِعِهِ.
قیلَ: فَما بالُ المُؤمِنِ قَد یَکونُ أنکَحَ شَیءٍ؟
قالَ: لِحِفظِهِ فَرجَهُ عَن فُروجٍ لا تَحِلُّ لَهُ، ولِکَی لا تَمیلَ بِهِ شَهوَتُهُ هکَذا ولا هکَذا، فَإِذا ظَفِرَ بِالحَلالِ اکتَفى بِهِ وَاستَغنى بِهِ عَن غَیرِهِ.(76)
628. أعلام الدین عن الإمام الباقر علیه السلام: مِن آدابِ المُؤمِنِ: حِفظُ الأَمانَةِ، وَالمُناصَحَةُ، وَالتَّفَکُّرُ، وَالتَّقِیَّةُ، وَالبِرُّ، وحُسنُ الخُلُقِ، وحُسنُ الظَّنِّ، وَالصَّبرُ، وَالحَیاءُ، وَالسَّخاءُ، وَالعِفَّةُ، وَالرَّحمَةُ، وَالمَغفَرِةُ، وَالرِّضا، وصِلَةُ الرَّحِمِ، وَالصَّمتُ، وَالسَّترُ، وَالعِفَّةُ، وَالرَّحمَةُ، وَالمَغفِرَةُ، وَالمُواساةُ، وَالتَّکریمُ، وَالتَّسلیمُ، وطَلَبُ العِلمِ، وَالقَناعَةُ، وَالصِّدقُ، وَالوَفاءُ، وتَرکُ الاِعتِلامِ(77)، وتَرکُ الاِحتِشامِ، وَالعَزمُ، وَالنَّصَفَةُ، وَالتَّواضُعُ، وَالمُشاوَرَةُ، وَالاِستِقالَةُ، وَالشُّکرُ، وَالحَیاءُ وَالوِقارُ.
ثُمَّ ذَکَرَ علیه السلام الخِصالَ الَّتی یَجِبُ عَلَى المُؤمِنِ تَجَنُّبُها، فَقالَ: البَغیُ، وَالبُخلُ، وَالدَّناءَةُ، وَالخِیانَةُ، وَالغِشُّ، وَالحِقدُ، وَالظُّلمُ، وَالشَّرَهُ(78)، وَالخُرقُ، وَالعُجبُ، وَالکِبرُ، وَالحَسَدُ، وَالغَدرُ الفاشی، وَالکَذِبُ، وَالغیبَةُ، وَالنَّمیمَةُ، وَالمُکایَدَةُ، وسوءُ الظَّنِّ، ویَمینُ البَوارِ، وَالنِّفاقُ، وَالمِنَّةُ، وجُحودُ الإِحسانِ، وَالعَجزُ، وَالحِرصُ، وَاللَّعِبُ، وَالإِصرارُ، وَالقَطیعَةُ، وَالمِزاحُ، وَالسَّفَهُ، وَالفُحشُ، وَالغَفلَةُ عَنِ الواجِبِ، وإذاعَةُ السِّرِّ.(79)
629. الإمام الباقر علیه السلام: إنَّمَا المُؤمِنُ الَّذی إذا رَضِیَ لَم یُدخِلهُ رِضاهُ فی إثمٍ ولا باطِلٍ، وإذا سَخِطَ لَم یُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقِّ، وَالَّذی إذا قَدَرَ لَم تُخرِجهُ قُدرَتُهُ إلَى التَّعَدّی إلى ما لَیسَ لَهُ بِحَقٍّ.(80)
630. الخصال عن عبد المؤمن الأنصاری عن الإمام الباقر علیه السلام: إنَّ اللّهَ عز و جل أعطَى المُؤمِنَ ثَلاثَ خِصالٍ: العِزَّةَ فِی الدُّنیا، وَالفَلَحَ فِی الآخِرَةِ، وَالمَهابَةَ فی صُدورِ الظّالِمینَ، ثُمَّ قَرَأَ «وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ»(81) وقَرَأَ: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» إلى قَولِهِ «هُم فِیهَا خَالِدُونَ»(82)(83)
631. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ حَلیمٌ لا یَجهَلُ، وإن جُهِلَ عَلَیهِ یَحلُمُ؛ ولا یَظلِمُ، وإن ظُلِمَ غَفَرَ؛ ولا یَبخَلُ، وإن بُخِلَ عَلَیهِ صَبَرَ.(84)
632. عنه علیه السلام: إنَّ المُؤمِنَ وَلِیُّ اللّهِ، یُعینُهُ ویَصنَعُ لَهُ، ولا یَقولُ عَلَیهِ إلَا الحَقَّ، ولا یَخافُ غَیرَهُ(85)(86)
633. مصباح الشریعة- فیما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ علیه السلام-: یَنبَغی لِلمُؤمِنِ إذا أخَذَ أن یَأخُذَ بِحَقٍّ، وإذا أعطى فَفی حَقٍّ وبِحَقٍّ ومِن حَقٍّ.(87)
634. الإمام الصادق علیه السلام: المُؤمِنُ مَن طابَ مَکسَبُهُ وحَسُنَت خَلیقَتُهُ، وصَحَّت سَریرَتُهُ، وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ، وأمسَکَ الفَضلَ مِن کَلامِهِ، وکَفَى النّاسَ شَرَّهُ، وأنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ.(88)
635. عنه علیه السلام: یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یَکونَ فیهِ ثَمانُ خِصالٍ: وَقورٌ عِندَ الهَزاهِزِ، صَبورٌ عِندَ البَلاءِ، شَکورٌ عِندَ الرَّخاءِ، قانِعٌ بِما رَزَقَهُ اللّهُ، لا یَظلِمُ الأَعداءَ، ولا یَتَحامَلُ لِلأَصدِقاءِ، بَدَنُهُ مِنهُ فی تَعَبٍ، وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ، إنَّ العِلمَ خَلیلُ المُؤمِنِ، وَالحِلمُ وَزیرُهُ، وَالصَّبرُ أمیرُ جُنودِهِ، وَالرِّفقُ أخوهُ، وَاللّینَ والِدُهُ.(89)
636. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ عَلَوِیٌّ لِأَ نَّهُ عَلا فِی المَعرِفَةِ، وَالمُؤمِنُ هاشِمیٌّ، لِأَنَّهُ هَشَمَ الضَّلالَةَ، وَالمُؤمِنُ قُرَشِیٌّ لِأَ نَّهُ أقَرَّ بِالشَّیءِ المَأخوذِ عَنّا، وَالمُؤمِنُ عَجَمِیٌّ لِأَنَّهُ استَعجَمَ عَلَیهِ أبوابَ الشَّرِّ، وَالمُؤمِنُ عَرَبِیٌّ لِأَنَّ نَبِیَّهُ صلى الله علیه و آله عَرَبِیٌّ وکِتابَهُ المُنزَلَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبینٍ، وَالمُؤمِنُ نَبَطِیٌّ لِأَنَّهُ استَنبَطَ العِلمَ، وَالمُؤمِنُ مُهاجِرِیٌّ لِأَنَّهُ هَجَرَ السَّیِّئاتِ، وَالمُؤمِنُ أنصارِیٌّ لِأَ نَّهُ نَصَرَ رَسولَهُ وأهلَ بَیتِ رَسولِ اللّهِ، وَالمُؤمِنُ مُجاهِدٌ لِأَ نَّهُ یُجاهِدُ أعداءَ اللّهِ تَعالى فی دَولَةِ الباطِلِ بِالتَّقِیَّةِ وفی دَولَةِ الحَقِّ بِالسَّیفِ.(90)
637. عنه علیه السلام: المُؤمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فی دینٍ، وحَزمٌ فی لینٍ، وإیمانٌ فی یَقینٍ، وحِرصٌ فی فِقهٍ، ونَشاطٌ فی هُدىً، وبِرٌّ فی استِقامَةٍ، وعِلمٌ فی حِلمٍ، وکَیسٌ فی رِفقٍ، وسَخاءٌ فی حَقٍّ، وقَصدٌ فی غِنىً، وتَجَمُّلٌ فی فاقَةٍ، وعَفوٌ فی قُدرَةٍ، وطاعَةٌ لِلّهِ فی نَصیحَةٍ، وَانتِهاءٌ فی شَهوَةٍ، ووَرَعٌ فی رَغبَةٍ، وحِرصٌ فی جِهادٍ، وصَلاةٌ فی شُغُلٍ، وصَبرٌ فی شِدَّةٍ.
وفِی الهَزاهِزِ وَقورٌ، وفِی المَکارِهِ صَبورٌ، وفِی الرَّخاءِ شَکورٌ، ولا یَغتابُ ولا یَتَکَبَّرُ، ولا یَقطَعُ الرَّحِمَ، ولَیسَ بِواهِنٍ، ولا فَظٍّ ولا غَلیظٍ، ولا یَسبِقُهُ بَصَرُهُ، ولا یَفضَحُهُ بَطنُهُ، ولا یَغلِبُهُ فَرجُهُ، ولا یَحسُدُ النّاسَ، یُعَیَّرُ ولا یُعَیِّرُ، ولا یُسرِفُ، یَنصُرُ المَظلومَ ویَرحَمُ المِسکینَ، نَفسُهُ مِنهُ فی عَناءٍ، وَالنّاسُ مِنهُ فی راحَةٍ، لا یَرغَبُ فی عِزِّ الدُّنیا، ولا یَجزَعُ مِن ذُلِّها، لِلنّاسِ هَمٌّ قَد أقبَلوا عَلَیهِ ولَهُ هَمٌّ قَد شَغَلَهُ، لا یُرى فی حُکمِهِ نَقصٌ، ولا فی رَأیِهِ وَهنٌ، ولا فی دینِهِ ضَیاعٌ(91)، یُرشِدُ مَنِ استَشارَهُ، ویُساعِدُ من ساعَدَهُ، ویَکیعُ(92) عَنِ الخَنا وَالجَهلِ.(93)
638. الاُصول الستّة عشر عن زید الزرّاد: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام: نَخشى أن لا نَکونَ مُؤمِنینَ.
قالَ: ولِمَ ذاکَ؟ فَقُلتُ: وذلِکَ أنّا لا نَجِدُ فینا مَن یَکونُ أخوهُ عِندَهُ آثَرَ مِن دِرهَمِهِ ودینارِهِ، ونَجِدُ الدّینارَ وَالدِّرهَمَ آثَرَ عِندَنا مِن أخٍ قَد جَمَعَ بَینَنا وبَینَهُ مُوالاةُ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام.
قالَ: کَلّا، إنَّکُم مُؤمِنونَ، ولکِن لا تُکمِلونَ إیمانَکُم حَتّى یَخرُجَ قائِمُنا، فَعِندَها یَجمَعُ اللّهُ أحلامَکُم، فَتَکونونَ مُؤمِنینَ کامِلینَ، ولَو لَم یَکُن فِی الأَرضِ مُؤمِنونَ کامِلونَ إذاً لَرَفَعَنَا اللّهُ إلَیهِ وأنکَرتُمُ الأَرضَ وأنکَرتُمُ السَّماءَ.
بَل وَالَّذی نَفسی بِیَدِهِ إنَّ فِی الأَرضِ فی أطرافِها مُؤمِنینَ ما قَدرُ الدُّنیا کُلِّها عِندَهُم تَعدِلُ جَناحَ بَعوضَةٍ، ولَو أنَّ الدُّنیا بِجَمیعِ ما فیها وعَلَیها ذَهَبَةٌ حَمراءُ عَلى عُنُقِ أحَدِهِم ثُمَّ سَقَطَ عَن عُنُقِهِ ما شَعَرَ بِها أیُّ شَیءٍ کانَ عَلى عُنُقِهِ ولا أیُّ شَیءٍ سَقَطَ مِنها لِهَوانِها عَلَیهِم، فَهُمُ الحَفِیُّ (الخَفِیُّ) عَیشُهُم، المُنتَقِلَةُ دِیارُهُم مِن أرضٍ إلى أرضٍ، الخَمیصَةُ بُطونُهُم مِنَ الصِّیامِ، الذُّبلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبیحِ، العُمشُ العُیونِ مِنَ البُکاءِ، الصُّفرُ الوُجوهِ مِنَ السَّهَرِ، فَذلِکَ سیماهُم، مَثَلاً ضَرَبَهُ اللّهُ فِی الإِنجیلِ لَهُم، وفِی التَّوراةِ وَالفُرقانِ وَالزَّبورِ وَالصُّحُفِ الاُولى.
وَصَفَهُم فَقالَ: «سِیمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِکَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِى الْإِنجِیلِ»(94) عَنى بِذلِکَ صُفرَةَ وُجوهِهِم مِن سَهَرِ اللَّیلِ، هُمُ البَرَرَةُ بِالإِخوانِ فی حالِ العُسرِ وَالیُسرِ، المُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم فی حالِ العُسرِ، کَذلِکَ وَصَفَهُمُ اللّهُ فَقالَ: «وَ یُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»(95) فازوا وَاللّهِ وأفلَحوا.
إن رَأَوا مُؤمِناً أکرَموهُ، وإن رَأَوا مُنافِقا هَجَروهُ، إذا جَنَّهُمُ اللَّیلُ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ فِراشا وَالتُّرابَ وِسادا، وَاستَقبَلوا بِجِباهِهِمُ الأَرضَ یَتَضَرَّعونَ إلى رَبِّهِم فی فَکاکِ رِقابِهِم مِنَ النّارِ، فَإِذا أصبَحوا اختَلَطوا بِالنّاسِ لا یُشارُ إلَیهِم بِالأَصابِعِ، تَنَکَّبُوا الطُّرُقَ، وَاتَّخَذُوا الماءَ طیبا وطَهوراً، أنفُسُهُم مَتعوبَةٌ، وأبدانُهُم مَکدودَةٌ(96)، وَالنّاسُ مِنهُم فی راحَةٍ.
فَهُم عِندَ النّاسِ شِرارُ الخَلقِ، وعِندَ اللّهِ خِیارُ الخَلقِ، إن حَدَّثوا لَم یُصَدَّقوا، وإن خَطَبوا لَم یُزَوَّجوا، وإن شَهِدوا لَم یُعرَفوا، وإن غابوا لَم یُفقَدوا، قُلوبُهُم خائِفَةٌ وَجِلَةٌ مِنَ اللّهِ، ألسِنَتُهُم مَسجونَةٌ، وصُدورُهُم وِعاءٌ لِسِرِّ اللّهِ، إن وَجَدوا لَهُ أهلاً نَبَذوهُ إلَیهِ نَبذا، وإن لَم یَجِدوا لَهُ أهلاً ألقَوا عَلى ألسِنَتِهِم أقفالاً غَیَّبوا مَفاتیحَها، وجَعَلوا عَلى أفواهِهِم أوکِیَةً، صُلَّبٌ صِلابٌ أصلَبُ مِنَ الجِبالِ لا یُنحَتُ مِنهُم شَیءٌ، خُزَّانُ العِلمِ ومَعدِنُ الحِکمَةِ، وتُبّاعُ النَّبِیّینَ وَالصِّدِّیقینَ وَالشُّهَداءُ وَالصّالِحینَ، أکیاسٌ یَحسَبُهُمُ المُنافِقُ خُرسا وعُمیا وبُلها وما بِالقَومِ مِن خَرَسٍ ولا عَمىً ولا بَلَهٍ. إنَّهُم لَأَکیاسٌ فُصَحاءُ، حُلَماءُ، حُکَماءُ أتقِیاءُ، بَرَرَةٌ، صَفوَةُ اللّهِ، أسکَنَتهُمُ الخَشیَةُ لِلّهِ، وأعیَتهُم ألسِنَتُهُم خَوفا مِنَ اللّهِ، وکِتمانا لِسِرِّهِ.
فَواشَوقاه إلى مُجالَسَتِهِم ومُحادَثَتِهِم، یا کَرباه لِفَقدِهِم، ویا کَشفَ کَرباه لِمُجالَسَتِهِم. اُطلُبوهُم، فَإِن وَجَدتُموهُم وَاقتَبَستُم مِن نورِهِم اهتَدَیتُم وفُزتُم بِهِم فِی الدُّنیا وَالآخِرَةِ.
هُم أعَزُّ فِی النّاسِ مِنَ الکِبریتِ الأَحمَرِ، حِلیَتُهُم طولُ السُّکوتِ، وکِتمانُ السِّرِّ(97)، وَالصَّلاةُ وَالزَّکاةُ وَالحَجُّ وَالصَّومُ، وَالمُواساةُ لِلإِخوانِ فی حالِ الیُسر وَالعُسرِ، فَذلِکَ حِلیَتُهُم ومَحَبَّتُهُم، یا طوبى لَهُم وحُسنُ مَآبٍ، هُم وارِثُو الفِردَوسِ، خالِدینَ فیها، ومَثَلُهُم فی أهلِ الجِنانِ مَثَلُ الفِردَوسِ فِی الجِنانِ، وهُمُ المَطلوبونَ فِی النّارِ المَحبورونَ فِی الجِنانِ، فَذلِکَ قَولُ أهلِ النّارِ: «مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ»(98) فَهُم أشرارُ الخَلقِ عِندَهُم، فَیَرفَعُ اللّهُ مَنازِلَهُم حَتّى یَرونَهُم، فَیَکونُ ذلِکَ حَسرَةً لَهُم فِی النّارِ فَیَقولونَ: «یَالَیْتَنَا نُرَدُّ»(99) فَنَکونَ مِثلَهُم فَلَقَد کانوا هُمُ الأَخیارَ، وکُنّا نَحنُ الأَشرارَ، فَذلِکَ حَسرَةٌ لِأَهلِ النّارِ.(100)
639. الإمام الصادق علیه السلام: أخَذَ اللّهُ میثاقَ المُؤمِنِ عَلى أن لا تُصَدَّقَ مَقالَتُهُ، ولا یَنتَصِفَ مِن عَدُوِّهِ(101)، وما مِن مُؤمِنٍ یَشفی نَفسَهُ إلّا بِفَضیحَتِها؛ لِأَنَّ کُلَّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ(102)(103)
640. عنه علیه السلام- فی وَصِیَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ-: إنَّما المُؤمِنونَ الَّذینَ یَخافونَ اللّهَ ویُشفِقونَ أن یُسلَبوا ما اُعطوا مِن الهُدى، فَإِذا ذَکَرُوا اللّهَ ونَعماءَهُ وَجِلوا وأشفَقوا. وإذا تُلِیَت عَلَیهِم آیاتُهُ زادَتهُم إیمانا مِمّا أظهَرَهُ مِن نَفاذِ قُدرَتِهِ، وعَلى رَبِّهِم یَتَوَکَّلونَ.(104)
641. عنه علیه السلام- فی وَصِیَّتِهِ لِمُؤمِنِ الطّاقِ-: یَابنَ النُّعمانِ، لا یَکونُ العَبدُ مُؤمِنا حَتّى یَکونَ فیهِ ثَلاثُ سُنَنٍ: سُنَّةٌ مِنَ اللّهِ وسُنَّةٌ مِن رَسولِهِ، وسُنَّةٌ مِنَ الإِمامِ. فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ فَهُوَ أن یَکونَ کَتوما لِلأَسرارِ، یَقولُ اللّهُ جَلَّ ذِکرُهُ: «عَالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَى غَیْبِهِ أَحَدًا»(105) وأمَّا الَّتی مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله فَهُوَ أن یُدارِیَ النّاسَ ویُعامِلَهُم بِالأَخلاقِ الحَنیفِیَّةِ، وأمَّا الَّتی مِنَ الإِمامِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ حَتّى یَأتِیَهُ اللّهُ بِالفَرَجِ.(106)
642. الإمام الرضا علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِنا حَتّى یَکونَ فیهِ ثَلاثُ خِصالٍ: سُنَّةٌ مِن رَبِّهِ، وسُنَّةٌ مِن نَبِیِّهِ، وسُنَّةٌ مِن وَلِیِّهِ. فَأَمَّا السُّنَّةُ مِن رَبِّهِ فَکِتمانُ سِرِّهِ، قالَ اللّهُ عز و جل: «عَالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَى غَیْبِهِ أَحَدًا- إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ»(107) وأمَّا السُّنَّةُ مِن نَبِیِّهِ فَمُداراةُ النّاسِ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ نَبِیَّهُ صلى الله علیه و آله بِمُداراةِ النّاسِ، فَقالَ: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ»(108) وأمَّا السُّنَّةُ مِن وَلِیِّهِ فَالصَّبرُ فِی البَأساءِ وَالضَّرّاءِ.(109)
643. الإمام العسکری علیه السلام: المُؤمِنُ بَرَکَةٌ عَلَى المُؤمِنِ وحُجَّةٌ عَلَى الکافِرِ.(110)
644. عنه علیه السلام: عَلاماتُ المُؤمِنینَ خَمسٌ: صَلاةُ الإِحدى وَالخَمسینَ، وزِیارَةُ الأَربَعینَ، وَالتَّخَتُّمُ فِی الیَمینِ، وتَعفیرُ الجَبینِ، وَالجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.(111)
1) الأنفال: 2- 4.
2) المؤمنون: 1- 9.
3) الحُجُرات: 15.
4) السجدة: 15.
5) الکافی: ج 1 ص 391 ح 5، المحاسن: ج 1 ص 423 ح 970، بشارة المصطفى: ص 119، بحارالأنوار: ج 2 ص 204 ح 84.
6) الفردوس: ج 3 ص 637 ح 5997 عن أنس، کنز العمّال: ج 1 ص 155 ح 775.
7) التمحیص: ص 67 ح 158 عن الإمام علیّ علیه السلام، الکافی: ج 2 ص 99 ح 3، الأمالی للطوسی: ص 44 ح 51 کلاهما عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصادق علیه السلام، تهذیب الأحکام: ج 6 ص 350 ح 990 عن أبی ولّاد الحنّاط عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام، تحف العقول: ص 369 عن الإمام الصادق علیه السلام وکلّها نحوه، بحارالأنوار: ج 67 ص 295 ح 19.
8) تحف العقول: ص 55 وص 46، المجازات النبویة: ص 188 ح 154 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: ج 69 ص 367 ح 3؛ شعب الإیمان: ج 4 ص 161 ح 4659 عن الحسن، مسند الشهاب: ج 1 ص 122 ح 153 عن أبی الدرداء و ح 153 عن أبی هریرة، نوادر الاُصول: ج 1 ص 130 عن ابن عباس وکلّها نحوه، کنز العمّال: ج 10 ص 133 ح 28663.
9) تنبیه الخواطر: ج 1 ص 61 عن حذیفة، إرشاد القلوب: 139 عن الإمام الصادق علیه السلام.
10) حلیة الأولیاء: ج 10 ص 31 الرقم 465 عن معاذ بن جبل، مسند الشامیین: ج 4 ص 355 ح 3540 نحوه.
11) حلیة الأولیاء: ج 1 ص 26 عن معاذ بن جبل، تفسیر ابن أبی حاتم: ج 10 ص 3427، تفسیر ابن کثیر: ج 8 ص 419 کلاهما نحوه، کنز العمّال: ج 1 ص 163 ح 816.
12) المِقَة: المَحَبَّة (النهایة: ج 4 ص 348 «مقا»).
13) کنز العمّال: ج 1 ص 140 ح 669 نقلاً عن الترمذی فی نوادر الاُصول عن جندب بن عبد اللّه، وقد عثرنا علیه فی الطبعة المعتمدة منه (ج 2 ص 262) ولکن لوجود بعض التصحیفات فی المتن نقلناه من کنز العمّال.
14) فی المصدر: «جوهری الذکر»، وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار. قال العلّامة المجلسی قدس سره: «جوّال الفکر» أی فکره فی الحرکة دائما. «جهوریّ الذکر» فی القاموس: کلام جهوریّ: أی عال، أی یعلن ذکر اللّه، أو ذکره عال فی الناس. وفی بعض النسخ: «جوهریّ» وکأنّه کنایة عن خلوص ذکره ونفاسته،والظاهر أنّه تصحیف (بحار الأنوار: ج 67 ص 313).
15) الشهد: العسل فی شمعها وجمعه: شِهاد (المصباح المنیر: ص 324 «شهد»).
16) الصلد- ویکسر-: الصلب الأملس، وصلدت الأرض: صلبت (القاموس المحیط: ج 1 ص 308 «صلد»).
17) فی بحار الأنوار: «حِلفُهُ».
18) الحس: الحیلة، والقتل، والاستئصال وبالکسر: الصوت، والحاسوس: الجاسوس، وحسست به بالکسر: أیقنت، وأحسست: ظننت و وجدت وأبصرت، والتحسسُّ: الاستماع لحدیث القوم، وطلب خبرهم فی الخیر. (بحار الأنوار: ج 67 ص 312).
19) الجسُّ: تفحس الأخبار کالتجسسّ، ومنه الجاسوس. «ولا تجسسّوا»: أی خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر اللّه عز و جل، أولا تفحصوا عن بواطن الاُمور، أو لاتبحثوا عن العورات (القاموس المحیط: ج 2 ص 204 «جسّ»).
20) التمحیص: ص 74 ح 171، بحارالأنوار: ج 67 ص 310 ح 45.
21) مسند ابن حنبل: ج 5 ص 293 ح 15549 عن عمرو بن الجموح، المعجم الاوسط: ج 1 ص 203 ح 651 عن عمرو بن الحمق نحوه، کنز العمّال: ج 1ص 42 ح 100.
22) مسند ابن حنبل: ج 3 ص 446 ح 9706 و ص 609 ح 10761 نحوه وکلاهما عن أبی هریرة؛ صحیفة الإمام الرضا علیه السلام: ص 83 ح 8 عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام عنه صلى الله علیه و آله وفیه «الأعمال» بدل «الإیمان»، بحارالأنوار: ج 69 ص 393 ح 75.
23) مسند ابن حنبل: ج 8 ص 266 ح 22193، المعجم الکبیر: ج 20 ص 191 ح 425، کنز العمّال: ج 1 ص 37 ح 67.
24) مسند ابن حنبل: ج 7 ص 111 ح 19452، مسند أبی یعلى: ج 2 ص 340 ح 1849، شعب الإیمان: ج 7 ص 122 ح 9711 کلاهما عن جابر بن عبداللّه، المعجم الکبیر: ج 17 ص 49 ح 105، التاریخ الکبیر: ج 6 ص 530 الرقم 3222 کلاهما عن عمیر، کنز العمّال: ج 1 ص 36 ح 57.
25) الأنفال: 4 و 74.
26) تاریخ دمشق: ج 6 ص 29 ح 1396، الفردوس: ج 3 ص 629 ح 5968 کلاهما عن أبی هریرة، کنز العمّال: ج 1 ص 155 ح 774.
27) کنز العمّال: ج 1 ص 37 ح 68، الجامع الصغیر: ج 1 ص 611 ح 3957 کلاهما نقلاً عن البزّار عن ابن عمر.
28) غرر الحکم: ج 6 ص 459 ح 10955.
29) الکافی: ج 2 ص 50 ح 1 عن الأصبغ بن نباتة، الأمالی للمفید: ص 277 ح 3، الأمالی للطوسی: ص 37 ح 4 کلاهما عن قبیصة بن جابر الأسدی،تحف العقول: ص 164، بحارالأنوار: ج 68 ص 350 ح 18؛ کنز العمّال: ج 16 ص 188 ح 44216 نقلاً عن وکیع عن عبداللّه بن الحسن.
30) نهج البلاغة: الخطبة 156، اعلام الدین: ص 104، بحارالأنوار: ج 67 ص 67 ح 26.
31) غرر الحکم: ج 2 ص 37 ح 1742، عیون الحکم والمواعظ: ص 22 ح 163.
32) تحف العقول: ص 172، بحار الأنوار: ج 77 ص 413 ح 38.
33) غرر الحکم: ج 3 ص 342 ح 4676.
34) مکارم الأخلاق لابن أبی الدنیا: ص 30 ح 22، الفردوس: ج 5 ص 115 ح 7654 و ص 135 ح 7731 کلاهما بزیادة «ویعطی من حرمه» بعد «قطعه» وکلها عن أبی هریرة، کنز العمّال: ج 15 ص 890 ح 43523.
35) غرر الحکم: ج 2 ص 127 ح 2076.
36) غرر الحکم: ج 2 ص 146 ح 2134.
37) نهج البلاغة: الخطبة 114.
38) غرر الحکم: ج 2 ص 92 ح 1964، عیون الحکم والمواعظ: ص 59 ح 1495.
39) غرر الحکم: ج 1 ص 326 ح 1245، عیون الحکم والمواعظ: ص 46 ح 1154 وفیه «العامل» بدل «المؤمن».
40) غرر الحکم: ج 2 ص 87 ح 1945.
41) الأمالی للطوسی: ص 580 ح 1199، أعلام الدین: ص 210 بزیادة «له» فی آخره وکلاهما عن عبد اللّه بن محمّدبن عبید بن یاسین بن محمّدبن عجلان عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 72 وفیه «عن محمّدبن عجلان عن الإمام الهادی عن آبائه علیهم السلام» وهو اشتباه کما یبدو لاستحالة ذلک والصواب هو کما فی الأمالی للطوسی، بحارالأنوار: ج 67 ص 313 ح 47.
42) غرر الحکم: ج 5 ص 43 ح 7365، عیون الحکم والمواعظ: ص 405 ح 6854.
43) الخصال: ص 277 ح 20 عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، روضة الواعظین: ص 318، تفسیر القمی: ج 2 ص103 عن طلحة بن زید عن الإمام الصادق عن أبیه علیهماالسلام، بحارالأنوار: ج 68 ص 17 ح 24.
44) غرر الحکم: ج 2 ص 138 ح 2103.
45) نهج البلاغة: الحکمة 367، تحف العقول: ص 222 وفیه «النفث» بدل «المقت والإبغاض»، أعلام الدین: ص 130، غرر الحکم: ج 2 ص 144 ح 2126،بحارالأنوار: ج 78 ص 61 ح 139.
46) نهج البلاغة: الخطبة 176، عدّة الداعی: ص 224، غرر الحکم: ج 2 ص 521 ح 3493، بحارالأنوار: ج 70 ص 78 ح 12.
47) بشارة المصطفى: ص 25، تحف العقول: ص 172 نحوه، بحارالأنوار: ج 77 ص 268 ح 1.
48) بحارالأنوار: ج 26 ص 2 ح 1 نقلاً عن کتاب عتیق، مشارق أنوار الیقین: ص 160 ولیس فیه صدره إلى «یا أخا رسول اللّه».
49) نهج البلاغة: الحکمة 333، غرر الحکم: ج 3 ص 273 ح 4460، عیون الحکم والمواعظ: ص 196 ح 4020، أعلام الدین: ص 130، بحارالأنوار: ج 67 ص 305 ح 37.
50) تحف العقول: ص 212، بحارالأنوار: ج 78 ص 50 ح 79.
51) فی المصدر: «عرفوا إمامهم»، وما فی المتن أثبتناه من بحار الأنوار.
52) فی المصدر: «نهجت» وما أثبتناه من بحار الأنوار.
53) مطالب السؤول: ص 223؛ بحارالأنوار: ج 78 ص 25 ح 90.
54) فی المصدر: «بما لا یؤتمن»، وما فی المتن أثبتناه من التمحیص. ویؤیّده ما أورده الطریحی فی مجمع البحرین حیث قال: فی حدیث صفات المؤمن «لا یحدّث أمانته الأصدقاء، ولا یکتم شهادته الأعداء»؛ کأنّ المراد بتحدیث أمانتهم إفشاء سِرِّهم الّذی لا یحبّون أن یظهر علیه عدوّ ولا مبغض (مجمع البحرین: ج 1 ص 371 «حدث»).
55) فی المصدر: «مؤذن بأداء الأمانات»، والتصویب من بحار الأنوار. وفی التمحیص: «مُؤَدٍّ للأمانات».
56) فی المصدر: «للغضب»، والتصویب من بحار الأنوار.
57) مطالب السؤول: ص 224؛ التمحیص: ص 72 نحوه، بحارالأنوار: ج 78 ص 26 ح 92.
58) فی المصدر: «أیّامها»، والتصویب من بحار الأنوار.
59) فی بحار الأنوار هنا: «فإذا مَرّوا بِآیَةٍ فیها تَشویقٌ رَکنوا إلَیها طَمَعا، وتَطَلَّعَت أنفسُهُم تَشَوُّقا، فَیُصَیِّرونَها نصبَ أعیُنهِم. وإذا مَرّوا بآیَةٍ فیها تَخویفٌ…».
60) فی المصدر: «وغایة»، والتصویب من بحار الأنوار.
61) فی المصدر: «ومن علاماتهم»، والتصویب من بحار الأنوار.
62) فی المصدر: «طمع»، والتصویب من بحار الأنوار.
63) مطالب السؤول: ص 222؛ بحارالأنوار: ج 78 ص 23 ح 89.
64) جامع الأخبار: ص 215 ح 532، مستدرک الوسائل: ج 11 ص 174 ح 12675.
65) العریکة: الطبیعة (لسان العرب: ج 10 ص 466 «عرک»).
66) الحَیف: الجَور والظُّلم (النهایة: ج 1 ص 469 «حیف»).
67) أی لحسن ظنّه بالناس واتّهامه لنفسه، سعی کلّ أحد فی الطاعات أخلص عنده من سعیه، و قریبٌ منه الفقرة التالیه (مرآة العقول: ج 9 ص 216).
68) الکافی: ج 2 ص 226 ح 1، أعلام الدین: ص 115 کلاهما عن عبد اللّه بن یونس، بحارالأنوار: ج 67 ص 365 ح 70 وراجع: نهج البلاغة: الخطبة193 و صفات الشیعة: ص 96 ح 35 و تحف العقول: ص 159 و الأمالی للصدوق: ص 666 ح 897.
69) جامع الأخبار: ص 339 ح 949، نزهة الناظر: ص 120 ح 220، أعلام الدین: ص 137 نحوه.
70) تحف العقول: ص 248، بحارالأنوار: ج 78 ص 119 ح 15.
71) تحف العقول: ص 282، الکافی: ج 2 ص 147 ح 16 عن عثمان بن جبلة عن الإمام الباقر علیه السلام عن رسول اللّه صلى الله علیه و آله نحوه ولیس فیه «من المؤمنین»،بحارالأنوار: ج 78 ص 140 ح 32.
72) الکافی: ج 2 ص 231 ح 3 و ص 111 ح 2، الأمالی للصدوق: ص 582 ح 802 کلّها عن أبی حمزة، بحارالأنوار: ج 67 ص 270 ح 2.
73) إرشاد القلوب: ص 83.
74) الکافی: ج 2 ص 133 ح 16، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 193 کلاهما عن جابر، بحارالأنوار: ج 73 ص 36 ح 17.
75) فی بعض النسخ: «کسبه» و فی بعضها: «سیبه». و السیب: العطاء (هامش المصدر).
76) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 3 ص 560 ح 4924، علل الشرائع: ص 557 ح 1 و فیه «عسر» بدل «عز»، صفات الشیعة: ص 105 ح 42 نحوه، بحارالأنوار: ج 67 ص 299 ح 24.
77) کذا، ولعلّ الصواب: «الاغتلام» (هامش المصدر).
78) الشره: أسوأ الحرص (لسان العرب: ج 13 ص 506 «شره»).
79) أعلام الدین: ص 118.
80) الکافی: ج 2 ص 234 ح 13، الخصال: ص 105 ح 65 کلاهما عن أبی عبیدة الحذّاء، أعلام الدین: ص 131 عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار: ج 67 ص 355 ح 57.
81) المنافقون: 8.
82) المؤمنون: 1- 11.
83) الخصال: ص 152 ح 187 و ص 139 ح 157، الکافی: ج 8 ص 234 ح 310 وفیهما «الفلج» بدل «الفلح» وکلّها عن عبد المؤمن الأنصاری، روضه الواعظین: ص 318 ولیس فی الثلاثة الأخیرة ذیله من «ثمّ قرأ…»، بحارالأنوار: ج 67 ص 71 ح 34.
84) الکافی: ج 2 ص 235 ح 17، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 202، أعلام الدین: ص 110، بحارالأنوار: ج 67 ص 358 ح 61.
85) قوله: «یعینه» أی اللّه یعین المؤمن، و«یصنع له» أی یکفی مهمّاته و«لا یقول» أی المؤمن على اللّه، «إلّا الحقّ» أی إلّا ما علم أنّه حقّ ولا یخاف غیره. وفیه تفکیک بعض الضمائر، والأظهر أنّ المعنى یعین المؤمن دین اللّه وأولیاءه، ویصنع له أی أعماله خالصة للّه سبحانه (بحار الأنوار: ج 67 ص 64).
86) الکافی: ج 2 ص 171 ح 5 عن إبراهیم بن عمر الیمانی، المؤمن: ص 29 ح 54، الاختصاص: ص 28 بزیادة «وینصره» بعد «یعینه»، أعلام الدین: ص 438، بحارالأنوار: ج 67 ص 64 ح 11.
87) مصباح الشریعة: ص 304، بحارالأنوار: ج 103 ص 101 ح 43.
88) الکافی: ج 2 ص 235 ح 18 عن آدم أبی الحسین بن المتوکّل اللؤلوئی، الخصال: ص 352 ح 30 عن الإمام علی علیه السلام، بحارالأنوار: ج 67 ص 293 ح16.
89) الکافی: ج 2 ص 230 ح 2 عن عبد اللّه بن غالب وص 47 ح 1 عن عبد الملک بن غالب، کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 4 ص354 ح 5762، الخصال: ص 406 ح 2 کلاهما عن حمّاد بن عمرو عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللّه صلى الله علیه و آله نحوه و ص 406 ح 1، الأمالی للصدوق: ص 688 ح 944 کلاهما عن عبداللّه بن غالب، تحف العقول: ص 361، مشکاة الأنوار: ص 148 ح 351، بحارالأنوار: ج 67 ص 268 ح 1.
90) علل الشرائع: ص 467 ح 22 عن محمّد بن محمّد بن عمارة، الاختصاص: ص 143 نحوه، بحارالأنوار: ج 67 ص 171 ح 3.
91) قال العلّامة المجلسی قدس سره: أی دینه قویّ متین لا یضیع بالشکوک والشبهات ولابارتکاب السّیئات (بحار الأنوار: ج 67 ص 275).
92) یکیع کیبیع؛ بالیاء المثناة التحتانیة، وفی بعض نسخ الخصال بالتاء المثناة الفوقانیة، وفی بعضها بالنون، والکلّ متقاربة فی المعنى، قال فی القاموس: کعت عنه أکیع وأکاع کیعا: إذا هبته وجبنت عنه، وقال: کنع عن الأمر- کمنع-: هرب وجبن. وقال: کتع- کمنع-: هرب. وفی النهایة: الخناء: الفحش فی القول. والجهل مقابل العلم أو السفاهة والسبّ (بحار الأنوار: ج 67 ص 275).
93) الکافی: ج 2 ص 231 ح 4، الخصال: ص 571 ح 2، صفات الشیعة: ص 110 ح 54، أعلام الدین: ص 109 کلّها نحوه، بحارالأنوار: ج 67 ص 271 ح 3.
94) الفتح: 29.
95) الحشر: 9.
96) فی المصدر: «مکدورة»، والتصویب من بحار الأنوار.
97) فی المصدر: «بکتمان السرّ»، والتصویب من بحار الأنوار.
98) ص: 62.
99) الأنعام: 27.
100) الاُصول الستّة عشر: ص 127 ح 20، بحارالأنوار: ج 67 ص 350 ح 54.
101) الانتصاف، الانتقام.
102) یحتمل أن یکون المعنى: أنّه ألجمه اللّه فی الدنیا فلا یقدر على الانتقام فی دول اللئام، أو ینبغی أن یُلجم نفسه و یمنعها من الکلام أو الفعل الذی یخالف التقیّة (مرآة العقول: ج 9 ص 311).
103) الکافی: ج 2 ص 249 ح 1 عن داود بن فرقد، الخصال: ص 229 ح 69 نحوه، المؤمن: ص 25 ح 38 ولیست فیه: «ومامن مؤمن…»، کشف الریبة: ص 93 عن الإمام علی علیه السلام.
104) تحف العقول: ص 301، بحارالأنوار: ج 78 ص 280 ح 1.
105) الجن: 26.
106) تحف العقول:ص 312 و ص 442 عن الإمام الرضا علیه السلام نحوه، بحارالأنوار: ج 78 ص 291 ح 2.
107) الجنّ: 26 و 27.
108) الأعراف: 199.
109) الکافی:ج 2 ص 241 ح 39، الخصال: ص 82 ح 7، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 256 ح 9 کلاهما عن الحارث بن الدلهاث مولى الإمام الرضا علیه السلام، معانی الأخبار: ص 184 ح 1 عن مبارک مولى الإمام الرضا علیه السلام، تحف العقول: ص 442 کلّها نحوه، بحارالأنوار: ج 24 ص 39 ح 16 نقلاً عن الأمالی للصدوق.
110) تحف العقول: ص 489، الاختصاص: ص 27، الدعوات: ص 226 ح 626 کلاهما عن الإمام الصادق علیه السلام وفیهما «المؤمن برکة على المؤمن» فقط، الاُصول الستّة عشر: ص 216 ح 213 وفیه «وإنّ المؤمن حجّة للّه» بدل «وحجّة على الکافر»، بحارالأنوار: ج 78 ص 374 ح 20.
111) مصباح المتهجّد، ص 788، تهذیب الأحکام: ج 6 ص 52 ح 122 وفیه «الخمسین» بدل «الإحدى والخمسین»، المزار للمفید: ص 53 ح 1، الإقبال: ج 3 ص 100، روضة الواعظین: ص 215، عوالی اللآلی: ج 4 ص 37 ح 127 عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار: ج 85 ص 75 ح 7.