27. سنن أبی داود عن ثوبان مَولى رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله: کانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله إذا سافَرَ کانَ آخِرُ عَهدِهِ بِإِنسانٍ مِن أهلِهِ فاطِمَةَ علیهاالسلام، وأوَّلُ مَن یَدخُلُ عَلَیها إذا قَدِمَ فاطِمَةَ علیهاالسلام، فَقَدِمَ مِن غَزاةٍ لَهُ و قد عَلَّقَت مِسحا أو سِترا عَلى بابِها، وحَلَّتِ الحَسَنَ وَالحُسَینَ علیهماالسلام قُلبَینِ(1) مِن فِضَّةٍ، فَقَدِمَ فَلَم یَدخُل، فَظَنَّت أنَّ ما مَنَعَهُ أن یَدخُلَ ما رَأى، فَهَتَکَتِ السِّترَ وفَکَکَتِ القُلبَینِ عَنِ الصَّبِیَّینِ وقَطَّعَتهُ بَینَهُما، فَانطَلَقا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله وهُما یَبکِیانِ، فَأَخَذَهُ مِنهُما، وقالَ:
یا ثَوبانُ، اِذهَب بِهذا إلى آلِ فُلانٍ أهلِ بَیتٍ بِالمَدینَةِ – إنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَیتی أکرَهُ أن یَأکُلوا طَیِّباتِهِم فی حَیاتِهِمُ الدُّنیا. یا ثَوبانُ، اِشتَرِ لِفاطِمَةَ قِلادَةً مِن عَصَبٍ، وسِوارَینِ مِن عاجٍ.(2)
28. المناقب لابن شهر آشوب عن أبی هریرة وثوبان: کانَ النَّبِیُّ یَبدَأُ فی سَفَرِهِ بِفاطِمَةَ علیهاالسلام ویَختِمُ بِها، فَجَعَلَت وَقتا سِترا مِن کِساءٍ خَیبَرِیَّةٍ لِقُدومِ أبیها وزَوجِها، فَلَمّا رَآهُ النَّبِیُّ صلى الله علیه و آله تَجاوَزَ عَنها، وقَد عُرِفَ الغَضَبُ فی وَجهِهِ حَتّى جَلَسَ عِندَ المِنبَرِ، فَنَزَعَت قِلادَتَها وقُرطَیها ومُسکَتَیها(3)، ونَزَعَتِ السِّترَ، فَبَعَثَت بِهِ إلى أبیها وقالَت: اِجعَل هذا فی سَبیلِ اللّهِ.
فَلَمّا أتاهُ قالَ صلى الله علیه و آله: قَد فَعَلَت، فِداها أبوها – ثَلاثَ مَرّاتٍ – ما لِالِ مُحَمَّدٍ ولِلدُّنیا؟! فَإِنَّهُم خُلِقوا لِلآخِرَةِ، وخُلِقَتِ الدُّنیا لِغَیرِهِم.(4)
1) القُلْب: السوار (لسان العرب: ج 1 ص 688 «قلب»).
2) سنن أبی داود: ج 4 ص 87 ح 4213، مسند ابن حنبل: ج 8 ص 320 ح 22426 نحوه، السنن الکبرى: ج 1 ص 41 ح 97؛ بشارة المصطفى: ص 203، کشف الغمّة: ج 2 ص 77 کلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 43 ص 89 ح 10.
3) المُسکة: واحدة المسک، وهی الأساور والخلاخیل من القرون أو العاج ونحوها (المعجم الوسیط: ج 2 ص 869 «مسک»).
4) المناقب لابن شهرآشوب: ج 3 ص 343، بحار الأنوار: ج 43 ص 86 ح 8.