الکتاب
«اللَّهُ الَّذِى سَخَّرَ لَکُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِىَ الْفُلْکُ فِیهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ – وَ سَخَّرَ لَکُم مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِیعًا مِّنْهُ إِنَّ فِى ذَلِکَ لَأَیَاتٍ لِّقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ».(1)
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَکُم مَّا فِى الْأَرْضِ وَ الْفُلْکَ تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ یُمْسِکُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِیمٌ».(2)
«اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّکُمْ وَسَخَّرَ لَکُمُ الْفُلْکَ لِتَجْرِىَ فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْأَنْهَارَ – وَ سَخَّرَ لَکُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دَائِبَیْنِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الَّیْلَ وَ النَّهَارَ».(3)
«وَسَخَّرَ لَکُمُ الَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِى ذَلِکَ لَأَیَاتٍ لِّقَوْمٍ یَعْقِلُونَ – وَ مَا ذَرَأَ لَکُمْ فِى الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِى ذَلِکَ لَأَیَةً لِّقَوْمٍ یَذَّکَّرُونَ – وَ هُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْکَ مَوَاخِرَ فِیهِ وَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ – وَ أَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِیدَ بِکُمْ وَ أَنْهَارًا وَ سُبُلاً لَّعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ».(4)
«وَ الْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَکُمْ فِیهَا دِفْءٌ وَ مَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْکُلُونَ – وَ لَکُمْ فِیهَا جَمَالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ – وَ تَحْمِلُ أَثْقَالَکُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَکُونُواْ بَالِغِیهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّکُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِیمٌ – وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغَالَ وَالْحَمِیرَ لِتَرْکَبُوهَا وَ زِینَةً وَ یَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».(5)
«الَّذِى جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَ جَعَلَ لَکُمْ فِیهَا سُبُلاً لَّعَلَّکُمْ تَهْتَدُونَ – وَ الَّذِى نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّیْتًا کَذَلِکَ تُخْرَجُونَ – وَ الَّذِى خَلَقَ الْأَزْوَاجَ کُلَّهَا وَ جَعَلَ لَکُم مِّنَ الْفُلْکِ وَ الْأَنْعَامِ مَا تَرْکَبُونَ – لِتَسْتَوُاْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّکُمْ إِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ تَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِینَ».(6)
الحدیث
74.الإمام زین العابدین علیه السلام: الحَمدُ للّهِ الَّذِی اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ، وأجرى عَلَینا طَیِّباتِ الرِّزقِ، وجَعَلَ لَنَا الفَضیلَةَ بِالمَلَکَةِ عَلى جَمیعِ الخَلقِ، فَکُلُّ خَلیقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ، وصائِرَةٌ إلى طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ.(7)
75.الإمام الصادق علیه السلام ـ فیما بَیَّنَهُ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ: وهکَذَا الهَواءُ، لَولا کَثرَتُهُ وسَعَتُهُ لَاختَنَقَ هذَا الأَنامُ مِنَ الدُّخانِ وَالبُخارِ، الَّتی یَتَحَیَّرُ فیهِ ویَعجِزُ عَمّا یُحَوَّلُ إلَى السَّحابِ وَالضَّبابِ أوَّلاً أوَّلاً، وقَد تَقَدَّمَ مِن صِفَتِهِ ما فیهِ کِفایَةٌ. وَالنّارُ أیضا کَذلِکَ…
ثُمَّ فیها خَلَّةٌ اُخرى وهِیَ أنَّها مِمّا خُصَّ بِهِ الإِنسانُ دونَ جَمیعِ الحَیَوانِ لِما لَهُ فیها مِنَ المَصلَحَةِ، فَإِنَّهُ لَو فَقَدَ النّارَ لَعَظُمَ ما یَدخُلُ عَلَیهِ مِنَ الضَّرَرِ فی مَعاشِهِ، فَأَمَّا البَهائِمُ فَلا تَستَعمِلُ النّارَ ولا تَستَمتِعُ بِها.
ولَمّا قَدَّرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ أن یَکونَ هذا هکَذا، خَلَقَ لِلإِنسانِ کَفّا وأصابِعَ مُهَیَّأَةً لِقَدحِ النّارِ وَاستِعمالِها، ولَم یُعطِ البَهائِمَ مِثلَ ذلِکَ، لکِنَّها اُعینَت بِالصَّبرِ عَلَى الجَفاءِ وَالخَلَلِ فِی المَعاشِ، لِکَیلا یَنالَها فی فَقدِ النّارِ ما یَنالُ الإِنسانَ.(8)
1) الجاثیة: 12 و 13.
2) الحج: 65.
3) إبراهیم: 32 و 33.
4) النحل: 12 ـ 15.
5) النحل: 5 ـ 8.
6) الزخرف: 13 ـ 10.
7) الصحیفة السجادیة: ص 21 الدعاء 1.
8) بحار الأنوار: ج 3 ص 123 و ج 60 ص 88 ح 11 کلاهما نقلاً عن توحید المفضّل.