الکتاب
«مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوهَا کَمَثَلِ الْحِمَارِ یَحْمِلُ أَسْفَارَا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِینَ کَذَّبُواْ بِایَاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لَا یَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ».(1)
الحدیث
201. رسول اللّه صلى الله علیه و آله – فِی الإِخبارِ بِما یَأتی عَلى اُمَّتِهِ ـ: مَساجِدُهُم مَعمورَةٌ بِالأَذانِ، وقُلوبُهُم خالِیَةٌ مِنَ الإِیمانِ بِمَا استَخَفّوا بِالقُرآنِ، وبَلَغَ المُؤمِنَ عَنهُم کُلُّ هَوانٍ.
فَعِندَ ذلِکَ تَرى وُجوهَهُم وَجوهَ الآدَمِیّینَ، وقُلوبَهُم قُلوبُ الشَّیاطینِ، کَلامُهُم أحلى مِنَ العَسَلِ، وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ، فَهُم ذِئابٌ عَلَیهِم ثِیابٌ، ما مِن یَومٍ إلّا یَقولُ اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى: أفَبی تَغتَرّونَ(2)؟ أم عَلَیَّ تَجتَرِئونَ؟ «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاکُمْ عَبَثًا وَأَنَّکُمْ إِلَیْنَا لَا تُرْجَعُونَ»(3)(4)
202. الإمام علیّ علیه السلام – فی صِفاتِ الفُسّاقِ ـ: وآخَرُ قَد تَسَمّى عالِما ولَیسَ بِهِ، فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ، وأضالیلَ مِن ضُلّالٍ، ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراکاً مِن حَبائِلِ غُرورٍ، وقَولِ زورٍ؛ قَد حَمَلَ الکِتابَ عَلى آرائِهِ، وعَطَفَ الحَقَّ عَلى أهوائِهِ، یُؤمِنُ النّاسَ مِنَ العَظائِمِ، ویُهَوِّنُ کَبیرَ الجَرائِمِ، یَقولُ: أقِفُ عِندَ الشُّبَهاتِ، وفیها وَقَعَ؛ ویَقولُ: أعتَزِلُ البِدَعَ، وبَینَهَا اضطَجَعَ؛ فَالصّورَةُ صورَةُ إنسانٍ، وَالقَلبُ قَلبُ حَیَوانٍ، لا یَعرِفُ بابَ الهُدى فَیَتَّبِعَهُ، ولا بابَ العَمى فَیَصُدَّ عَنهُ. وذلِکَ مَیِّتُ الأَحیاءِ!(5)
1) الجمعة: 5.
2) فی المصدر: «أنّى تفترون»، وما فی المتن أثبتناه من بحارالأنوار.
3) المؤمنون: 115.
4) جامع الأخبار: ص 396 ح 1100 عن جابر بن عبدالله الأنصاری، بحارالأنوار: ج 52 ص 262 ح 148.
5) نهج البلاغة: الخطبة 87، بحارالأنوار: ج 2 ص 57 ح 5.