الکتاب
«فَلَا وَرَبِّکَ لَا یُؤْمِنُونَ حَتَّى یُحَکِّمُوکَ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لَا یَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُواْ تَسْلِیمًا».(1)
«وَ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنَا ثُمَّ یَتَوَلَّى فَرِیقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ وَ مَا أُوْلَئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ- وَ إِذَا دُعُواْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ إِذَا فَرِیقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ- وَ إِن یَکُن لَّهُمُ الْحَقُّ یَأْتُواْ إِلَیْهِ مُذْعِنِینَ- أَفِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُواْ أَمْ یَخَافُونَ أَن یَحِیفَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ- إِنَّمَا کَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِینَ إِذَا دُعُواْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِیَحْکُمَ بَیْنَهُمْ أَن یَقُولُواْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».(2)
الحدیث
23. تفسیر ابن کثیر عن الحسن: کانَ الرَّجُلُ إذا کانَ بَینَهُ وبَینَ الرَّجُلِ مُنازَعَةٌ فَدُعِیَ إلَى النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله وهُوَ مُحِقٌّ أذعَنَ وعَلِمَ أنَّ النَّبِیَّ صلى الله علیه و آله سَیَقضی لَهُ بِالحَقِّ، وإِذا أرادَ أن یَظلِمَ فَدُعِیَ إلَى النَّبِیِّ صلى الله علیه و آله أعرَضَ وقالَ: أنطَلِقُ إلى فُلانٍ، فَأَنزَلَ اللّهُ هذِهِ الآیَةَ،(3) فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: «مَن کانَ بَینَهُ وبَینَ أخیهِ شَیءٌ فَدُعِیَ إلى حَکَمٍ مِن حُکّامِ المُسلِمینَ فَأَبى أن یُجیبَ، فَهُوَ ظالِمٌ لا حَقَّ لَهُ».(4)
24. رسول اللّه صلى الله علیه و آله- لَمّا سُئِلَ: مَا الإِیمانُ؟-: الصَّبرُ.(5)
25. عنه صلى الله علیه و آله: الصَّبرُ نِصفُ الإِیمانِ، وَالیَقینُ الإِیمانُ کُلُّهُ.(6)
26. الإمام الصادق علیه السلام: الإِیمانُ عَمَلٌ کُلُّهُ، وَالقَولُ بَعضُ ذلِکَ العَمَلِ بِفَرضٍ مِنَ اللّهِ بَیَّنَ فی کِتابِهِ.(7)
27. عنه علیه السلام: مَن عَمِلَ بِما أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ.(8)
28. عنه علیه السلام: الإِیمانُ هُوَ أداءُ الفَرائِضِ وَاجتِنابُ الکَبائِرِ.(9)
29. الکافی عن سلام الجعفی: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام عَنِ الإِیمانِ فَقالَ: الإِیمانُ أن یُطاعَ اللّهُ فَلا یُعصى.(10)
30. الإمام علیّ علیه السلام: الإِیمانُ إخلاصُ العَمَلِ.(11)
31. الإمام الباقر علیه السلام: مَن أرادَ أن یَعلَمَ أنَّهُ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَلیَعرِض حُبَّنا عَلى قَلبِهِ؛ فَإِن قَبِلَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ. ومَن کانَ لَنا مُحِبّا فَلیَرغَب فی زِیارَةِ قَبرِ الحُسَینِ علیه السلام؛ فَمَن کانَ لِلحُسَینِ علیه السلام زَوّارا عَرَفناهُ بِالحُبِّ لَنا أهلَ البَیتِ وکانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ، ومَن لَم یَکُن لِلحُسَینِ زَوّارا کانَ ناقِصَ الإِیمانِ.(12)
32. الإمام الصادق علیه السلام: لا إیمانَ بِاللّهِ إلّا بِالبَراءَةِ مِن أعداءِ اللّهِ عز و جل.(13)
33. عنه علیه السلام: لا یَکونُ المُؤمِنُ مُؤمِنا حَتّى یَکونَ خائِفا راجیا، ولا یَکونُ خائِفا راجِیا حَتّى یَکونَ عامِلاً لِما یَخافُ ویَرجو.(14)
34. کمال الدین عن أبان بن تغلب: قُلتُ لِأَبی عَبدِ اللّهِ علیه السلام: مَن عَرَفَ الأَئِمَّةَ ولَم یَعرِفِ الإِمامَ الَّذی فی زَمانِهِ أمُؤمِنٌ هُوَ؟ قالَ: لا، قُلتُ: أمُسلِمٌ هُوَ؟ قالَ: نَعَم.(15)
35. التوحید عن عمرو بن شمر عن جابر بن یزید الجعفی عن الامام الباقر علیه السلام- فی حدیث یقول فیه-: «لَا یُسْئلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئلُونَ»(16) قالَ جابِرٌ: فَقُلتُ لَهُ: یَابنَ رَسولِ اللّهِ وکَیفَ لا یُسأَلُ عَمّا یَفعَلُ؟ قالَ: لِأَنَّهُ لا یَفعَلُ إلّا ما کانَ حِکمَةً وصَوابا، وهُوَ المُتَکَبِّرُ الجَبّارُ وَالواحِدُ القَهّارُ، فَمَن وَجَدَ فی نَفسِهِ حَرَجا فی شَیءٍ مِمّا قَضَى اللّهُ فَقَد کَفَرَ، ومَن أنکَرَ شَیئا مِن أفعالِهِ جَحَدَ.(17)
36. الامام الصادق علیه السلام: «وَلَوْ أَنَّا کَتَبْنَا عَلَیْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَکُمْ» وسَلِّموا لِلإِمامِ تَسلیماً «أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِیَارِکُم» رِضاً لَهُ «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ» أنَّ أهلَ الخِلافِ «فَعَلُواْ مَا یُوعَظُونَ بِهِ لَکَانَ خَیْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِیتًا»(18)، وفی هذِهِ الآیَةِ: «ثُمَّ لَا یَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَیْتَ» مِن أمرِ الوالی «وَیُسَلِّمُواْ» لِلّهِ الطّاعَةَ «تَسْلِیمًا».(19)(20)
37. رسول اللّه صلى الله علیه و آله: ما بالُ أقوامٍ یَتَحَدَّثونَ، فَإِذا رَأَوُا الرَّجُلَ مِن أهلِ بَیتی قَطَعوا حَدیثَهُم؟! وَاللّهِ لا یَدخُلُ قَلبَ رَجُلٍ الإِیمانُ حَتّى یُحِبَّهُم لِلّهِ ولِقَرابَتِهِم مِنّی.(21)
38. التوحید عن إسحاق بن راهویه: لَمّا وافى أبُو الحَسَنِ الرِّضا علیه السلام بِنیسابورَ وأرادَ أن یَخرُجَ مِنها إلَى المَأمونِ اجتَمَعَ إلَیهِ أصحابُ الحَدیثِ فَقالوا لَهُ: یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَدیثٍ فَنَستَفیدَهُ مِنکَ وکانَ قَد قَعَدَ فِی العُمارِیَةِ فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ: سَمِعتُ أبی موسَى بنَ جَعفَرٍ یَقولُ: سَمِعتُ أبی جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ یَقولُ: سَمِعتُ أبی مُحَمَّدَ بنَ عَلِیٍّ یَقولُ: سَمِعتُ أبی عَلِیَّ بنَ الحُسَینِ یَقولُ: سَمِعتُ أبِی الحُسَینَ ابنَ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ یَقولُ: سَمِعتُ أبی أمیرَ المُؤمِنینَ عَلِیَّ بنَ أبی طالِبٍ علیه السلام یَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله علیه و آله یَقولُ: سَمِعتُ جَبرَئیلَ علیه السلام یَقولُ: سَمِعتُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ یَقولُ: لا إلهَ إلَا اللّهُ حِصنی فَمَن دَخَلَ حِصنی أمِنَ مِن عَذابی.
قالَ: فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا: بِشُروطِها وأنَا مِن شُروطِها.(22)
1) النّساء: 65.
2) النور: 47- 51.
3) النور: 47- 50.
4) تفسیر ابن کثیر: ج 6 ص 81، الدرّ المنثور: ج 6 ص 213 نقلاً عن عبد بن حمید وابن المنذر وابن أبی حاتم.
5) مسکّن الفؤاد: ص 47، بحار الأنوار: ج 82 ص 137 ح 22؛ إحیاء العلوم: ج 4 ص 91.
6) تاریخ بغداد: ج 13 ص 226 الرقم 7197، مسند الشهاب: ج 1 ص 127 ح 158، حلیة الأولیاء: ج 5 ص 34 الرقم 294، شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: ج 1 ص 319 کلّهاعن عبد اللّه بن مسعود، کنز العمّال: ج 3 ص 271 ح 6498؛ إرشاد القلوب: ص 127، بحار الأنوار: ج 82 ص 137 ح 22.
7) الکافی: ج 2 ص 34 ح 1 عن أبی عمرو الزبیری وص 39 ح 7 عن حماد بن عمرو النصیبی عن العالم علیه السلام وفیه «بیّنه» بدل «بیّن»، تفسیر العیاشی: ج 1ص 63 ح 115 عن أبی عمرو الزبیری وفیه «مفرض من اللّه مبین» بدل «بفرض من اللّه بین»، دعائم الاسلام: ج 1 ص 4، بحار الأنوار: ج 69 ص 23ح 6.
8) الکافی: ج 2 ص 38 ح 4، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 267، بحار الأنوار: ج 68 ص 259 ح 16.
9) الخصال: ص 609 ح 9 عن الأعمش، تحف العقول: ص 422 عن الإمام الرضا علیه السلام وفیه «المحارم» بدل «الکبائر»، بحارالأنوار: ج 10 ص 365.
10) الکافی: ج 2 ص 33 ح 3، بحار الأنوار: ج 68 ص 292 ح 53.
11) غرر الحکم: ج 1 ص 219 ح 873، عیون الحکم والمواعظ: ص 31 ح 534.
12) کامل الزیارات: ص 356 ح 613 عن أبی بکر الحضرمی، بحارالأنوار: ج 101 ص 4 ح 16.
13) الخصال: ص 609 ح 9 عن الأعمش، بحار الأنوار: ج 10 ص 228 ح 1.
14) الکافی: ج 2 ص 71 ح 11، الأمالی للمفید: ص 195 ح 27 کلاهما عن الحسن بن أبی سارة، تحف العقول: ص 369 و ص 395 عن الإمام الکاظم علیه السلام، بحار الأنوار: ج 70 ص 365 ح 9.
15) کمال الدین: ص 410 ح 3، بحارالأنوار: ج 23 ص 96 ح 2.
16) الأنبیاء: 23.
17) التوحید: ص 397 ح 13.
18) الأنبیاء: 66.
19) الأنبیاء: 65.
20) الکافی: ج 8 ص 184 ح 210، تفسیر العیاشی: ج 1 ص 256 ح 188 نحوه و لیس فیه ذیله من قوله تعالی «و أشد تثبیتا» و کلاهما عن أبی بصیر، بحارالأنوار: ج 23 ص 302 ح 59.
21) سنن ابن ماجة: ج 1 ص 50 ح 140، المستدرک على الصحیحین: ج 4 ص 85 ح 6960 وفیه «أهلی» بدل «أهل بیتی» و «ولقرابتی» بدل «ولقرابتهم منی»، تاریخ دمشق: ج 26 ص 302 ح 5597 نحوه، الفردوس: ج 4 ص 113 ح 6350 کلّها عن العبّاس بن عبد المطّلب، کنز العمّال: ج 12ص 96 ح 34160؛ المناقب للکوفی: ج 2 ص 122 ح 609 عن العبّاس، بحار الأنوار: ج 27 ص 226 ح 20 وراجع: سنن الترمذی: ج 5 ص 652 ح 3758 والأمالی للطوسی: ص 48 ح 60.
22) التوحید: ص 25 ح 23، معانی الأخبار: ص 371 ح 1، ثواب الأعمال: ص 21 ح 1، بحار الأنوار: ج 3 ص 7 ح 16.