48. رسول الله صلی الله علیه و آله – لِعَلِیٍّ علیه السلام -:
یا عَلِیُّ، إنَّهُ إذا کانَ یَومُ القِیامَةِ نادى مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ(1): أینَ مُحِبّو عَلِیٍّ ومَن یُحِبُّهُ؟ أینَ المُتَحابّونَ فِی اللهِ؟ أینَ المُتَباذِلونَ فِی اللهِ؟ أینَ المُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم؟ أینَ الَّذینَ جَفَّت ألسِنَتُهُم مِنَ العَطَشِ؟ أینَ الَّذینَ یُصَلّونَ بِاللَّیالی وَالنّاسُ نِیامٌ؟ أینَ الَّذینَ یَبکونَ مِن خَشیَةِ اللهِ؟ «لَاخَوْفٌ عَلَیْکُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ»(2) أینَ رُفَقاءُ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله؟ أمِنوا وقَرّوا عَیناً «ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَ أَزْوَاجُکُمْ تُحْبَرُونَ»(3).(4)
49. الإمام الباقر علیه السلام:
إنَّ لِلّهِ عز و جل جَنَّةً لا یَدخُلُها إلّا ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ حَکَمَ عَلى نَفسِهِ بِالحَقِّ، ورَجُلٌ زارَ أخاهُ المُؤمِنَ فِی اللهِ، ورَجُلٌ آثَرَ أخاهُ المُؤمِنَ فِی اللهِ.(5)
50. تنبیه الخواطر عن سهل بن عبد الله:
قالَ موسى علیه السلام: یا رَبِّ، أرِنی دَرَجاتِ مُحَمَّدٍ واُمَّتِهِ.
قالَ: یا موسى، إنَّکَ لَن تُطیقَ ذلِکَ، ولکِن اُریکَ مَنزِلَةً مِن مَنازِلِهِ جَلیلَةً عَظیمَةً فَضَّلتُهُ بِها عَلَیکَ وعَلى جَمیعِ خَلقی.
قالَ: فَکَشَفَ لَهُ عَن مَلَکوتِ السَّماءِ فَنَظَرَ إلى مَنزِلَةٍ کادَت تَتلَفُ نَفسُهُ مِن أنوارِها وقُربِها مِنَ اللهِ عز و جل، قالَ: یا رَبِّ، بِماذا بَلَّغتَهُ إلى هذِهِ الکَرامَةِ؟!
قالَ: بِخُلُقٍ اِختَصَصتُهُ بِهِ مِن بَینِهِم وهُوَ الإِیثارُ. یا موسى، لا یَأتینی أحَدٌ مِنهُم قَد عَمِلَ بِهِ وَقتا مِن عُمُرِهِ(6) إلَا استَحیَیتُ مِن مُحاسَبَتِهِ، وَبوَّأتُهُ(7) مِن جَنَّتی حَیثُ یَشاءُ.(8)
راجع: ص 128 (الإیثار / الفصل الثانی / أعلى مراتب الإیمان).
1) من بطنان العرش: أی من وسطه، وقیل: من أصله، وقیل: البطنان: جمع بطن؛ وهو الغامض من الأرض. یرید: من دواخل العرش (النهایة: ج 1 ص 137 «بطن»).
2) الأعراف: 49.
3) الزخرف: 70.
4) تفسیر فرات: ص 408 ح 547 عن عبدالله بن الحسین عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیه السلام، بحار الأنوار: ج7 ص 211 ح 108.
5) الکافی: ج 2 ص 178 ح 11، الخصال: ص 131 ح 136 کلاهما عن محمّد بن قیس، عدّة الداعی: ص 175، مشکاة الأنوار: ص 364 ح 1191، أعلام الدین: ص 115 عن محمّد بن قیس عن الإمام الصادق علیه السلام، بحار الأنوار: ج 74 ص 348 ح 11.
6) فی المصدر: «عُمُرٍ»، والتصویب من بقیة المصادر.
7) بَوّأته: أسکنته (المصباح المنیر: ص 67 «بوأ»).
8) تنبیه الخواطر: ج 1 ص 173، إحیاء العلوم: ج 3 ص 379.