الکتاب
«وَ مَن یُؤْمِن بِاللَّهِ یَهْدِ قَلْبَهُ».(1)
«هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِّنْهُمْ یَتْلُواْ عَلَیْهِمْ ءَایَاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِن کَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُّبِینٍ».(2)
«الَّذِینَ ءَامَنُواْ وَلَمْ یَلْبِسُواْ إِیمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ».(3)
«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَکَرٍ أَوْ أُنثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَةً وَ لَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا کَانُواْ یَعْمَلُونَ».(4)
«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَیْهِم بَرَکَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَکِن کَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا کَانُواْ یَکْسِبُونَ».(5)
«هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّکِینَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدَادُواْ إِیمَانًا مَّعَ إِیمَانِهِمْ وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ کَانَ اللَّهُ عَلِیمًا حَکِیمًا».(6)
الحدیث
165. الإمام علیّ علیه السلام: بِالإِیمانِ یُرتَقى إلى ذِروَةِ السَّعادَةِ ونِهایَةِ الحُبورِ.(7)
166. عنه علیه السلام: الْمَرْءُ بِإِیمَانِه.(8)
167. الإمام الصادق علیه السلام – فی قَولِ اللّهِ عز و جل: هُوَ الإِیمانُ.(9)
168. عنه علیه السلام: ولَعَلَّ طاعِنا یَطعَنُ عَلَى التَّدبیرِ مِن جِهَةٍ اُخرى فَیَقولَ: کَیفَ یَکونُ هاهُنا تَدبیرٌ ونَحنُ نَرَى النّاسَ فی هذِهِ الدُّنیا مَن عَزَّ بَزَّ(10)، فَالقَوِیُّ یَظلِمُ ویَغصِبُ، وَالضَّعیفُ یُظلَمُ ویُسامُ الخَسفَ(11)، وَالصّالِحُ فَقیرٌ مُبتَلىً، وَالفاسِقُ مُعافىً مُوَسَّعٌ عَلَیهِ، ومَن رَکِبَ فاحِشَةً أوِ انتَهَکَ مُحَرَّما لَم یُعاجَل بِالعُقوبَةِ.
فَلَو کانَ فی العالَمِ تَدبیرٌ لَجَرَتِ الاُمورُ عَلَى القِیاسِ القائِمِ، فَکانَ الصّالِحُ هُوَ المَرزوقَ، وَالطّالِحُ هُوَ المَحرومَ، وکانَ القَوِیُّ یُمنَعُ مِن ظُلمِ الضَّعیفِ، وَالمُتَهَتِّکُ لِلمَحارِمِ یُعاجَلُ بِالعُقوبَةِ.
فَیُقالُ فی جَوابِ ذلِکَ: إنَّ هذا لَو کانَ هکَذا لَذَهَبَ مَوضِعُ الإِحسانِ الَّذی فُضِّلَ بِهِ الإِنسانُ عَلى غَیرِهِ مِنَ الخَلقِ، وحَملِ النَّفسِ عَلَى البِرِّ وَالعَمَلِ الصّالِحِ احتِسابا لِلثَّوابِ، وثِقَةً بِما وَعَدَ اللّهُ مِنهُ، ولَصارَ النّاسُ بِمَنزِلَةِ الدَّوابِّ الَّتی تُساسُ بِالعَصا وَالعَلَفِ، ویُلمَعُ لَها بِکُلِّ واحَدٍ مِنهُما ساعَةً فَساعَةً فَتَستَقیمُ عَلى ذلِکَ، ولَم یَکُن أحَدٌ یَعمَلُ عَلى یَقینٍ بِثَوابٍ أو عِقابٍ، حَتّى کانَ هذا یُخرِجُهُم عَن حَدِّ الإِنسِیَّةِ إلى حَدِّ البَهائِمِ.
ثُمَّ لا یَعرِفُ ما غابَ ولا یَعمَلُ إلّا عَلَى الحاضِرِ، وکانَ یَحدُثُ مِن هذا أیضاً أن یَکونَ الصّالِحُ إنَّما یَعمَلُ الصّالِحاتِ لِلرِّزقِ وَالسَّعَةِ فی هذِهِ الدُّنیا، ویَکونَ المُمتَنِعُ مِنَ الظُّلمِ وَالفَواحِشِ إنَّما یَعِفُّ عَن ذلِکَ لِتَرَقُّبِ عُقوبَةٍ تَنزِلُ بِهِ مِن ساعَتِهِ، حَتّى یَکونَ أفعالُ النّاسِ کُلُّها تَجری عَلَى الحاضِرِ، لا یَشوبُها شَیءٌ مِنَ الیَقینِ بِما عِندَ اللّهِ، ولا یَستَحِقّونَ ثَوابَ الآخِرَةِ وَالنَّعیمَ الدّائِمَ فیها، مَعَ أنَّ هذِهِ الاُمورَ الَّتی ذَکَرَهَا الطّاعِنُ، مِنَ الغِنى وَالفَقرِ وَالعافِیَةِ وَالبَلاءِ لَیسَت بِجارِیَةٍ عَلى خِلافِ قِیاسِهِ، بَل قَد تَجری عَلى ذلِکَ أحیانا.(12)
1) التغابن: 11.
2) الجمعه: 2 و راجع: البقرة: 129، 151، آل عمران: 164.
3) الأنعام: 82.
4) النحل: 97.
5) الأعراف: 96.
6) الفتح: 4.
7) غرر الحکم: ج 3 ص 234 ح 4323، عیون الحکم والمواعظ: ص 189 ح 3915.
8) غرر الحکم: ج 1 ص 62 ح 233، عیون الحکم والمواعظ: ص 61 ح 1571.
9) الکافی: ج 2 ص 15 ح 4 عن حفص بن البختری وهشام بن سالم وغیرهما وح 1 عن أبی حمزة عن الإمام الباقر علیه السلام، بحارالأنوار: ج 69 ص 199 ح 18.
10) قال الجوهری: بَزَّهُ یبَزّه بَزّا أی سلبه. وفی المثل: «مَن عَزّ بَزَّ» أی من غَلَبَ أخذ السَّلَب (بحار الأنوار: ج 3 ص 145).
11) أسامه الخسف: أولاهُ الذُّلَّ والهَوانَ (المصباح المنیر: ص 169 «خسف»).
12) بحار الأنوار: ج 3 ص 141 نقلاً عن توحید المفضّل.