جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الإیمان ما وقَرته القلوب والإسلام ما جرى بِه اللسان

زمان مطالعه: 2 دقیقه

52. مروج الذهب عن أبی دعامة: أتَیتُ عَلِیَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ موسى عائِدا فی عِلَّتِهِ الَّتی کانَت وَفاتُهُ مِنها فی هذِهِ السَّنَةِ، فَلَمّا هَمَمتُ بِالاِنصِرافِ قالَ لی: یا أبا دِعامَةَ قَد وَجَبَ حَقُّکَ، أفَلا اُحَدِّثُکَ بِحَدیثٍ تُسَرُّ بِهِ؟ قالَ: فَقُلتُ لَهُ: ما أحوَجَنی إلى ذلِکَ یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ، قالَ: حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ، قالَ: حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ موسى، قالَ: حَدَّثَنی أبی موسَى بنُ جَعفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنی أبی جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَنی أبی مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ، قالَ: حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ الحُسَینِ، قالَ: حَدَّثَنی أبِی الحُسَینُ بنُ عَلِیٍّ، قالَ: حَدَّثَنی أبی عَلِیُّ بنُ أبی طالِبٍ علیهم السلام، قالَ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله: اُکتُب یا عَلِیُّ. قالَ: قُلتُ: وما أکتُبُ؟ قالَ لی: اُکتُب بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ، الإِیمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ، وَالإِسلامُ ما جَرى بِهِ اللِّسانُ وحَلَّت بِهِ المُناکَحَةُ.

قالَ أبو دِعامَةَ: فَقُلتُ: یَا ابنَ رَسولِ اللّهِ، ما أدری وَاللّهِ أیُّهُما أحسَنُ، الحَدیثُ أمِ الإِسنادُ؟ فَقالَ: إنَّها لَصَحیفَةٌ بِخَطِّ عَلِیِّ بنِ أبی طالِبٍ بِإِملاءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله علیه و آله نَتَوارَثُها صاغِرا عَن کابِرٍ.(1)

53. الکافی عن حمران بن أعین عن الإمام الباقر علیه السلام، قال: سَمِعتُهُ یَقولُ: الإِیمانُ مَا استَقَرَّ فِی القَلبِ وأفضى بِهِ إلَى اللّهِ عز و جل وصَدَّقَهُ العَمَلُ بِالطّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسلیمِ لِأَمرِهِ، وَالإِسلامُ ما ظَهَرَ مِن قَولٍ أو فِعلٍ وهُوَ الَّذی عَلَیهِ جَماعَةُ النّاسِ مِنَ الفِرَقِ کُلِّها، وبِهِ حُقِنَتِ الدِّماءُ، وعَلَیهِ جَرَتِ المَواریثُ وجازَ النِّکاحُ، وَاجتَمَعوا عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ فَخَرَجوا بِذلِکَ مِنَ الکُفرِ واُضیفوا إلَى الإِیمانِ، وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ وَالإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ، وهُما فِی القَولِ وَالفِعلِ یَجتَمِعانِ، کَما صارَتِ الکَعبَةُ فِی المَسجِدِ وَالمَسجِدُ لَیسَ فِی الکَعبَةِ، وکَذلِکَ الإِیمانُ یَشرَکُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا یَشرَکُ الإِیمانَ، وقَد قالَ اللّهُ عز و جل: «قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَ لَکِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمَانُ فِى قُلُوبِکُمْ»(2) فَقَولُ اللّهِ عز و جل أصدَقُ القَولِ.

قُلتُ: فَهَل لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَى المُسلِمِ فی شَیءٍ مِنَ الفَضائِلِ وَالأَحکامِ وَالحُدودِ وغَیرِ ذلِکَ؟

فَقالَ: لا، هُما یَجرِیانِ فی ذلِکَ مَجرى واحِدٍ، ولکِن لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَى المُسلِمِ فی أعمالِهِما وما یَتَقَرَّبانِ بِهِ إلَى اللّهِ عز و جل.

قُلتُ: ألَیسَ اللّهُ عز و جل یَقولُ: «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»(3)، وزَعَمتَ أنَّهُم مُجتَمِعونَ عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّکاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ مَعَ المُؤمِنِ؟

قالَ: ألَیسَ قَد قالَ اللّهُ عز و جل: «یُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا کَثِیرَةً»(4)، فَالمُؤمِنونَ هُمُ الَّذینَ یُضاعِفُ اللّهُ عز و جل لَهُم حَسَناتِهِم لِکُلِّ حَسَنَةٍ سَبعونَ ضِعفا، فَهذا فَضلُ المُؤمِنِ، ویَزیدُهُ اللّهُ فی حَسَناتِهِ عَلى قَدرِ صِحَّةِ إیمانِهِ أضعافا کَثیرَةً، ویَفعَلُ اللّهُ بِالمُؤمِنینَ ما یَشاءُ مِنَ الخَیرِ.

قُلتُ: أرَأَیتَ مَن دَخَلَ فِی الإِسلامِ ألَیسَ هُوَ داخِلاً فِی الإِیمانِ؟

فَقالَ: لا، ولکِنَّهُ قَد اُضیفَ إلَى الإِیمانِ وخَرَجَ مِنَ الکُفرِ، وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً تَعقِلُ بِهِ فَضلَ الإِیمانِ عَلَى الإِسلامِ، أرَأَیتَ لَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی المَسجِدِ أکُنتَ تَشهَدُ أنَّکَ رَأَیتَهُ فِی الکَعبَةِ؟ قُلتُ: لا یَجوزُ لی ذلِکَ. قالَ: فَلَو بَصُرتَ رَجُلاً فِی الکَعبَةِ أکُنتَ شاهِدا أنَّهُ قَد دَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ؟ قُلتُ: نَعَم! قالَ: وکَیفَ ذلِکَ؟ قُلتُ: إنَّهُ لا یَصِلُ إلى دُخولِ الکَعبَةِ حَتّى یَدخُلَ المَسجِدَ. فَقالَ: قَد أصَبتَ وأحسَنتَ. ثُمَّ قالَ: کَذلِکَ الإِیمانُ وَالإِسلامُ.(5)


1) مروج الذهب: ج 4 ص 171؛ بحارالأنوار: ج 50 ص 208.

2) الحجرات: 14.

3) الأنعام: 160.

4) البقرة: 245.

5) الکافی: ج 2 ص 26 ح 5، بحارالأنوار: ج 68 ص 251 ح 12.