اعتزال أهل الدنیا

33. الإمام علیّ علیه السلام: مَنِ انفَرَدَ عَنِ النّاسِ، أنِسَ بِاللّهِ سُبحانَهُ.(1)

34. عنه علیه السلام: کَیفَ یَأنَسُ بِاللّهِ مَن لا یَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ؟(2)

35. الإمام الکاظم علیه السلام: یا هِشامُ، الصَّبرُ عَلَى الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ، فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ اعتَزَلَ أهلَ الدُّنیا وَالرّاغِبینَ فیها، ورَغِبَ فیما عِندَ اللّهِ، وکانَ اللّهُ اُنسَهُ فِی الوَحشَةِ، وصاحِبَهُ فِی الوَحدَةِ، وغِناهُ فِی العَیلَةِ(3)، ومُعِزَّهُ مِن غَیرِ عَشیرَةٍ.(4)

36. الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أوحى إلى نَبِیٍّ مِن أنبِیاءِ بَنی إسرائیلَ: إن أحبَبتَ أن تَلقانی غَدا فی حَظیرَةِ(5) القُدسِ، فَکُن فِی الدُّنیا وَحیدا غَریبا مَهموما مَحزونا، مُستَوحِشا مِنَ النّاسِ، بِمَنزِلَةِ الطَّیرِ الواحِدِ، الَّذی یَطیرُ فِی أرضِ القِفارِ، ویَأکُلُ مِن رُؤوسِ الأَشجارِ، ویَشرَبُ مِن ماءِ العُیونِ، فَإِذا کانَ اللَّیلُ أوى وَحدَهُ ولَم یَأوِ مَعَ الطُّیورِ، استَأنَسَ بِرَبِّهِ وَاستَوحَشَ مِنَ الطُّیورِ.(6)

37. الإمام العسکری علیه السلام: مَن أنِسَ بِاللّهِ استَوحَشَ مِنَ النّاسِ، وعَلامَةُ الاُنسِ بِاللّهِ الوَحشَةُ مِنَ النّاسِ.(7)

1) غرر الحکم: ج 5 ص 338 ح 8644، عیون الحکم والمواعظ: ص 440 ح 7647.

2) غرر الحکم: ج 4 ص 566 ح 7003، عیون الحکم والمواعظ: ص 383 ح 6475.

3) عال یَعیلُ عَیلَةً، إذا افتقر (النهایة: ج 3 ص 330 «عیل»).

4) الکافی: ج 1 ص 17 ح 12، تنبیه الخواطر: ج 2 ص 34 کلاهما عن هشام بن الحکم، تحف العقول: ص 387، عدة الدّاعی: ص 219، بحار الأنوار: ج 78 ص 301 ح 1.

5) حظیرة القُدس: أی الجنّة (مجمع البحرین: ج 1 ص 424 «حظر»).

6) الأمالی للصدوق: ص 265 ح 284 عن یونس بن ظبیان، مشکاة الأنوار: ص 449 ح 1508 ولیس فیه «الواحد»، قصص الأنبیاء للراوندی: ص 280 ح 373، روضة الواعظین: ص 474، بحار الأنوار: ج 70 ص 108 ح 1.

7) عدّة الداعی: ص 194، أعلام الدین: ص 313، نزهة الناظر: ص 224 ح 515 ولیس فیه ذیله، بحار الأنوار: ج 78 ص 379 ح 4.