56. الخصال عن أبی بصیر: کُنتُ عِندَ أبی جَعفَرٍ علیه السلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: أصلَحَکَ اللّهُ إنَّ بِالکوفَةِ قَوما یَقولونَ مَقالَةً یَنسُبونَها إلَیکَ، فَقالَ: وما هِیَ؟ قالَ: یَقولونَ: الإِیمانُ غَیرُ الإِسلامِ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: نَعَم، فَقالَ الرَّجُلُ: صِفهُ لی قالَ: مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ صلى الله علیه و آله وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ فَهُوَ مُسلِمٌ، قُلتُ: فَالإِیمانُ؟ قالَ: مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ وأقَرَّ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وأقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّکاةَ وصامَ شَهرَ رَمَضانَ وحَجَّ البَیتَ ولَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ فَهُوَ مُؤمِنٌ. قالَ أبو بَصیرٍ: جُعِلتُ فِداکَ وأیُّنا لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ؟!
فَقالَ: لَیسَ هُوَ حَیثُ تَذهَبُ إنَّما هُوَ [مَن](1) لَم یَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أوعَدَ عَلَیهِ النّارَ ولَم یَتُب مِنهُ.(2)
57. الأمالی للطوسی عن أبی بصیر: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السلام: مَا الإِیمانُ؟ فَجَمَعَ لِیَ الجَوابَ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ: الإِیمانُ بِاللّهِ أن لا تَعصِیَ اللّهَ. قُلتُ: فَمَا الإِسلامُ؟ فَجَمَعَهُ فی کَلِمَتَینِ فَقالَ: مَن شَهِدَ شَهادَتَنا ونَسَکَ نُسُکَنا وذَبَحَ ذَبیحَتَنا.(3)
58. الإمام الصادق علیه السلام- فی مُکاتَبَتِهِ لِعَبدِ المَلِکِ بنِ أعیَنَ-: الإِیمانُ هُوَ الإِقرارُ بِاللِّسانِ وعَقدٌ فِی القَلبِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ وَالإِیمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وهُوَ دارٌ، وکَذلِکَ الإِسلامُ دارٌ، وَالکُفرُ دارٌ(4) فَقَد یَکونُ العَبدُ مُسلِما قَبلَ أن یَکونَ مُؤمِناً، ولا یَکونُ مُؤمِنا حَتّى یَکونَ مُسلِما، فَالإِسلامُ قَبلَ الإِیمانِ وهُوَ یُشارِکُ الإِیمانَ، فَإِذا أتَى العَبدُ کَبیرَةً مِن کَبائِرِ المَعاصی أو صَغیرَةً مِن صَغائِرِ المَعاصِی الَّتی نَهَى اللّهُ عز و جل عَنها کانَ خارِجا مِنَ الإِیمانِ، ساقِطا عَنهُ اسمُ الإِیمانِ وثابِتا عَلَیهِ اسمُ الإِسلامِ فَإِن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلى دارِ الإِیمانِ وَلا یُخرِجُهُ إلَى الکُفرِ إلَا الجُحودُ وَالاِستِحلالُ، أن یَقولَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ ولِلحَرامِ هذا حَلالٌ ودانَ بِذلِکَ، فَعِندَها یَکونُ خارِجا مِنَ الإِسلامِ وَالإِیمانِ داخِلاً فِی الکُفرِ، وکانَ بِمَنزِلَةِ مَن دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الکَعبَةَ وأحدَثَ فِی الکَعبَةِ حَدَثا فَاُخرِجَ عَنِ الکَعبَةِ وعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وصارَ إلَى النّارِ.(5)
59. الإمام الرّضا علیه السلام: إنَّ الإِسلامَ غَیرُ الإِیمانِ، وکُلُّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ ولَیسَ کُلُّ مُسلِمٍ مُؤمِناً، ولا یَسرِقُ السّارِقُ حینَ یَسرِقُ وهُوَ مُؤمِنٌ، ولا یَزنِی الزّانی حینَ یَزنی وهُوَ مُؤمِنٌ، وأصحابُ الحُدودِ مُسلِمونَ لا مُؤمِنونَ ولا کافِرونَ، وَاللّهُ تَعالى لا یُدخِلُ النّارَ مُؤمِنا وقَد وَعَدَهُ الجَنَّةَ، ولا یُخرِجُ مِنَ النّارِ کافِرا وقَد أوعَدَهُ النّارَ وَالخُلودَ فیها؛ ولا یَغفِرُ أن یُشرَکَ بِهِ ویَغفِرُ ما دونَ ذلِکَ لِمَن یَشاءُ ومُذنِبو أهلِ التَّوحیدِ لا یُخَلَّدونَ(6) فِی النّارِ ویُخرَجونَ مِنها، وَالشَّفاعَةُ جائِزَةٌ لَهُم وإنَّ الدّارَ الیَومَ دارُ تَقِیَّةٍ، وهِیَ دارُ الإِسلامِ لا دارُ کُفرٍ ولا دارُ إیمانٍ، وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهیُ عَنِ المُنکَرِ واجِبانِ إذا أمکَنَ ولَم یَکُن خیفَةٌ عَلَى النَّفسِ، وَالإِیمانُ هُوَ أداءُ الأَمانَةِ وَاجتِنابُ جَمیعِ الکَبائِرِ، وهُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وإقرارٌ بِاللِّسانِ وعَمَلٌ بِالأَرکانِ.(7)
راجع: ص 66 (حدیث جامع فی حقیقة الإیمان والإسلام وفروقهما).
1) سقط ما بین المعقوفین من الطبعة المعتمدة وأثبتناه من وسائل الشیعة.
2) الخصال: ص 411 ح 14، معانی الأخبار: ص 381 ح 10 نحوه، بحار الأنوار: ج 68 ص 270 ح 26.
3) الأمالی للطوسی: ص 139 ح 225، تحف العقول: ص 375 نحوه ولیس فیه «شهد شهادتنا»، بحارالأنوار: ج 68 ص 271 ح 28.
4) إنما شبّه الإیمان والإسلام والکفر بالدار لأنّ کلاًّ منها بمنزلة حصن لصاحبه یدخل فیها ویخرج منها (الوافی: ج 3 ص 19).
5) الکافی: ج 2 ص 27 ح 1، التوحید: ص 228 نحوه وکلاهما عن عبد الرحیم القصیر، بحارالأنوار: ج 68 ص 256 ح 15.
6) فی بحار الأنوار: «یدخلون» بدل «لا یخلّدون».
7) عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 2 ص 125 عن الفضل بن شاذان، الخصال: ص 608 ح 9 عن الأعمش عن الإمام الصادق علیه السلام، تحف العقول: ص 421 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: ج 10 ص 357 ح 1.