الکتاب
«إِنَّ مَثَلَ عِیسَى عِندَ اللَّهِ کَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ کُن فَیَکُونُ».(1)
«وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإنسَانِ مِن طِینٍ – ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِینٍ».(2)
«فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِینٍ لَازِبٍ».(3)
«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ».(4)
«خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ کَالْفَخَّارِ».(5)
«قَالَ مَا مَنَعَکَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُکَ قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِینٍ».(6)
«وَلَقَدْ خَلَقْنَاکُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاکُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِکَةِ اسْجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلآَّ إِبْلِیسَ لَمْ یَکُن مِّنَ السَّاجِدِینَ».(7)
«وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَکُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَفْقَهُونَ».(8)
«إِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلَائِکَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِینٍ – فَإِذَا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِینَ – فَسَجَدَ الْمَلَائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ – إِلَّا إِبْلِیسَ اسْتَکْبَرَ وَ کَانَ مِنَ الْکَافِرِینَ – قَالَ یَاإِبْلِیسُ مَا مَنَعَکَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِیَدَىَّ أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنتَ مِنَ الْعَالِینَ – قَالَ أَنَا خَیْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِن طِینٍ – قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّکَ رَجِیمٌ – وَ إِنَّ عَلَیْکَ لَعْنَتِى إِلَى یَوْمِ الدِّینِ».(9)
الحدیث
25. تفسیر القمی: «وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِینٍ» قالَ: هُوَ آدَمُ علیه السلام، «ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ» أی وَلَدَهُ «مِن سُلَالَةٍ» وهُوَ الصَّفوُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ «مِّن مَّاءٍ مَّهِینٍ» قالَ: النُّطفَةُ المَنِیُّ «ثُمَّ سَوَّاهُ» أیِ استَحالَهُ مِن نُطفَةٍ إلى عَلَقَةٍ، ومِن عَلَقَةٍ إلى مُضغَةٍ، حَتّى نَفَخَ فیهِ الرّوحَ.(10)
26. تفسیر الطبری عن ابن عباس ـ فی قَولِهِ: «وَلَقَدْ خَلَقْنَاکُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاکُمْ» ـ: قَولُهُ: «خَلَقْنَاکُمْ» یَعنی آدَمَ، وأمّا «صَوَّرْنَاکُمْ» فَذُرِّیَّتُهُ.(11)
27.تفسیر الثعلبی عن عطاء ـ فی قَولِهِ تَعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَاکُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاکُمْ» خُلِقوا فی ظَهرِ آدَمَ، ثُمَّ صُوِّروا فِی الأَرحامِ.(12)
28.رسول اللّه صلى الله علیه و آله: النّاسُ وُلدُ آدَمَ، وآدَمُ مِن تُرابٍ.(13)
29.عنه صلى الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أذهَبَ عَنکُمُ عُبِّیَّةَ(14) الجاهِلِیَّةِ وفَخرَها بِالآباءِ، مُؤمِنٌ تَقِیٌّ وفاجِرٌ شَقِیٌّ، أنتُم بَنو آدَمَ وآدَمُ مِن تُرابٍ.(15)
30.عنه صلى الله علیه و آله: یا عَلِیُّ، إنَّ اللّهَ تَبارَکَ و تَعالى قَد أذهَبَ بِالإِسلامِ نَخوَةَ الجاهِلِیَّةِ وتَفاخُرَها بِآبائِها، ألا إنَّ النّاسَ مِن آدَمَ وآدَمَ مِن تُرابٍ، وأکرَمُهُم عِندَ اللّهِ أتقاهُم.(16)
31.عنه صلى الله علیه و آله: إنَّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ مِن قَبضَةٍ قَبَضَها مِن جَمیعِ الأَرضِ، فَجاءَ بَنو آدمَ عَلى قَدرِ الأَرضِ؛ جاءَ مِنهُمُ الأَحمَرُ وَالأَبیَضُ وَالأَسوَدُ وبَینَ ذلِکَ، وَالسَّهلُ وَالحَزنُ(17)وَالخَبیثُ وَالطَّیِّبُ.(18)
32.الإمام علیّ علیه السلام: إنَّ آدَمَ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ؛ فیهِ الطَّیِّبُ وَالصّالِحُ وَالرَّدیءُ، فَکُلَّ ذلِکَ أنتَ راءٍ فی وُلدِهِ؛ الصّالِحَ وَالرَّدِیءَ.(19)
33.عنه علیه السلام ـ لَمّا سُئِلَ عَن وَجهِ تَسمِیَةِ آدَمَ وحَوّاءَ ـ: سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَ نَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ، وذلِکَ أنَّ اللّهَ تَعالى بَعَثَ جَبرَئیلَ علیه السلام وأمَرَهُ أن یَأتِیَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ بِأَربَعِ طیناتٍ: طینَةٍ بَیضاءَ، وطینَةٍ حَمراءَ، وطینَةٍ غَبراءَ، وطینَةٍ سَوداءَ، وذلِکَ مِن سَهلِها وحَزنِها. ثُمَّ أمَرَهُ أن یَأتِیَهُ بِأَربَعِ مِیاهٍ: ماءٍ عَذبٍ، وماءٍ مِلحٍ، وماءٍ مُرٍّ، وماءٍ مُنتِنٍ. ثُمَّ أمَرَهُ أن یُفرِغَ الماءَ فِی الطّینِ، وأدَمَهُ اللّهُ بیَدِهِ(20)فَلَم یَفضُل شَیءٌ مِنَ الطّینِ یَحتاجُ إلَى الماءِ، ولا مِنَ الماءِ شَیءٌ یَحتاجُ إلَى الطّینِ. فَجَعَلَ الماءَ العَذبَ فی حَلقِهِ، وجَعَلَ الماءَ المالِحَ فی عَینَیهِ، وجَعَلَ الماءَ المُرَّ فی اُذُنَیهِ، وجَعَلَ الماءَ المُنتِنَ فی أنفِهِ.
وإنَّما سُمِّیَت حَوّاءُ حَوّاءَ لِأَ نَّها خُلِقَت مِنَ الحَیَوانِ.(21)
34.عنه علیه السلام: فَلَمّا مَهَدَ أرضَهُ، وأنفَذَ أمرَهُ، اختارَ آدَمَ علیه السلام خِیَرَةً مِن خَلقِهِ، وجَعَلَهُ أوَّلَ جِبِلَّتِهِ.(22)(23)
35.عنه علیه السلام ـ فی صِفَةِ خَلقِ آدَمَ علیه السلام ـ: ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها، وعَذبِها وسَبَخِها، تُربَةً سَنَّها(24)(سَنّاها) بِالماءِ حَتّى خَلَصَت، ولاطَها(25) بِالبَلَّةِ حَتّى لَزَبَت(26)، فَجَبَلَ مِنها صورَةً ذاتَ أحناءٍ(27) ووُصولٍ، وأعضاءٍ وفُصولٍ، أجمَدَها حَتَّى استَمسَکَت، وأصلَدَها حَتّى صَلصَلَت(28)، لِوَقتٍ مَعدودٍ وأمَدٍ مَعلومٍ.
ثُمَّ نَفَخَ فیها مِن رُوحهِ فَمَثُلَت (فَتَمَثَّلَت) إنساناً ذا أذهانٍ یُجیلُها، وفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِها… مَعجوناً بِطینَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ، وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ، وَالأَضدادِ المُتَعادِیَةِ، وَالأَخلاطِ المُتَبایِنَةِ، مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ، وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ.(29)
36.عنه علیه السلام: فَلَمَّا استَکمَلَ خَلقَ ما فِی السَّماواتِ، وَالأَرضُ یَومَئِذٍ خالِیَةٌ لَیسَ فیها أحَدٌ قالَ لِلمَلائِکَةِ: «إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِیفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِیهَا مَن یُفْسِدُ فِیهَا وَ یَسْفِکُ الدِّمَاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ»(30)
فَبَعَثَ اللّهُ جَبرَئیلَ علیه السلام فَأَخَذَ مِن أدیمِ الأَرضِ قَبضَةً فَعَجَنَهُ بِالماءِ العَذبِ وَالمالِحِ، ورَکَّبَ فیهِ الطَّبائِعَ قَبلَ أن یَنفُخَ فیهِ الرّوحَ، فَخَلَقَهُ مِن أدیمِ الأَرضِ، فَلِذلِکَ سُمِّیَ آدَمَ لِأَنَّهُ لَمّا عُجِنَ بِالماءِ استَأدَمَ.(31)
37.الإمام الصّادق علیه السلام: إنَّما سُمِّیَ آدَمُ آدَمَ لِأَنَّهُ خُلِقَ مِن أدیمِ الأَرضِ.(32)
38.عنه علیه السلام: کانَتِ الرّوحُ فی رَأسِ آدَمَ علیه السلام مِئَةَ عامٍ، وفی صَدرِهِ مِئَةَ عامٍ، وفی ظَهرِهِ مِئَةَ عامٍ، وفی فَخِذَیهِ مِئَةَ عامٍ، وفی ساقَیهِ وقَدَمَیهِ مِئَةَ عامٍ، فَلَمَّا استَوى آدَمُ علیه السلام قائِماً، أمَرَ اللّهُ المَلائِکَةَ بِالسُّجودِ، وکانَ ذلِکَ بَعدَ الظُّهرِ یَومَ الجُمُعَةِ، فَلَم تَزَل فی سُجودِها إلَى العَصرِ.(33)
39.عنه علیه السلام: إِنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ المَلائِکَةَ مِنَ النّورِ، وخَلَقَ الجانَّ مِنَ النّارِ، وخَلَقَ الجِنَّ ـ صِنفاً مِنَ الجانِّ ـ مِنَ الرِّیحِ، وخَلَقَ صِنفا مِنَ الجِنِّ مِنَ الماءِ، وخَلَقَ آدَمَ مِن صَفحَةِ الطّینِ.(34)
راجع: موسوعة العقائد الإسلامیة: ج 3 ص 134 (معرفة اللّه / القسم الأوّل / الفصل الخامس / الباب الثانی / خلق الإنسان من النطفة).
1) آل عمران: 59.
2) السجدة: 7 و 8.
3) الصافات: 11.
4) الحجر: 26 و راجع: الآیة: 28 و 33.
5) الرحمن: 14.
6) الأعراف: 12.
7) الأعراف: 11.
8) الأنعام: 98.
9) ص: 71 ـ 78.
10) تفسیر القمی: ج 2 ص 168، بحارالأنوار: ج 60 ص 370 ح 76.
11) تفسیر الطبری: ج 5 الجزء 8 ص 126، تفسیر الثعلبی: ج 4 ص 218 عن قتادة والربیع والضحاک والسدی؛ بحارالأنوار: ج 60 ص 382 ح 105 نقلاً عن الدر المنثور.
12) تفسیر الثعلبی: ج 4 ص 218، الدرّ المنثور: ج 3 ص 424 نقلاً عن الفریابی عن ابن عباس؛ بحارالأنوار: ج 60 ص 382 ح 103.
13) الطبقات الکبرى: ج 1 ص 25 عن أبی هریره، کنزالعمّال: ج 6 ص 130 ح 15134.
14) العُبِّیَّةُ: الکِبرُ والفَخرُ (لسان العرب: ج 1 ص 574 «عبب»).
15) سنن أبی داود: ج 4 ص 331 ح 5116، سنن الترمذی: ج 5 ص 735 ح 3956، مسند ابن حنبل: ج 3 ص 286 ح 8744، السنن الکبرى: ج 10 ص 392 ح 21062 کلّها عن أبی هریرة، کنزالعمّال: ج 1 ص 258 ح 1294.
16) کتاب من لا یحضره الفقیه: ج 4 ص 363 ح 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبیه جمیعاً عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام، مکارم الأخلاق: ج 2 ص 327 ح 2656 عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عنه صلى الله علیه و آله، مشکاة الأنوار: ص 120 ح 283 نحوه، بحارالأنوار: ج 77 ص 53 ح 3.
17) الحَزنُ: المکانُ الغَلیظُ الخَشِنُ (النهایة: ج 1 ص 380 «حزن»).
18) سنن أبی داود: ج 4 ص 222 ح 4693، مسند ابن حنبل: ج 7 ص 141 ح 19599، صحیح ابن حبان: ج 14 ص 29 ح 6160، السنن الکبرى: ج 9 ص 6 ح 17708 کلّها عن أبی موسى الأشعری، کنزالعمّال: ج 6 ص 128 ح 15126؛ التبیان فی تفسیر القرآن: ج 1 ص 136.
19) تاریخ الطبری: ج 1 ص 91، تفسیر الطبری: ج 1 الجزء 1 ص 214 کلاهما عن عمرو بن ثابت عن أبیه عن جدّه، کنزالعمّال: ج 6 ص 162 ح 15227.
20) قال الجوهریّ: الأدم: الاُلفة والاتّفاق، یقال: آدم اللّه بینهما أی أصلح وألّف، وکذلک أدم اللّه بینهما، فعل وأفعل بمعنى، انتهى، والید هنا بمعنى القدرة (بحارالأنوار: ج 11 ص 102).
21) علل الشرائع: ص 2 ح 1، بحارالأنوار: ج 11 ص 102 ح 7.
22) الجِبِلُّ: الخَلقُ (مجمع البحرین: ج 1 ص 268 «جبل»).
23) نهج البلاغة: الخطبة 91 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق علیه السلام، بحارالأنوار: ج 77 ص 328 ح 17.
24) سَنَنتُ الماء: صَبَبتُه صَبّا سهلاً (المصباح المنیر: ص 292 «سنن»).
25) لاطَها: أی خَلَطَها وَعَجنَها (غریب الحدیث: ج 3 ص 384 «لوط»).
26) لَزَبَت: أی لَصَقَت وَلَزَمَت (النهایة: ج 4 ص 284 «لزب»).
27) الأحَناءُ: الجَوانِبُ (الصحاح: ج 6 ص 2221 «حنا»).
28) الصَلصَالُ: الطین الیابس الذی لم یُطبَخ، إذا نُقِرَ به صَوَّتَ کما یُصوِّت الفَخّار (مجمع البحرین: ج 2 ص 1044 «صلصل»).
29) نهج البلاغة: الخطبة 1، بحارالأنوار: ج 11 ص 122 ح 56.
30) البقرة: 30.
31) تفسیر فرات: ص 186 ح 235 عن الإمام الحسن علیه السلام، بحارالأنوار: ج 57 ص 93 ح 79.
32) علل الشرائع: ص 14 ح 1، قصص الأنبیاء للراوندی: ص 42 ح 4 فیه «أخذ» بدل «خلق» و کلاهما عن محمد الحلبی، عیون أخبار الرضا علیه السلام: ج 1 ص 242 ح 1 عن أحمد بن عامر الطائی عن الإمام الرضا عن آبائه علیهم السلام نحوه، بحارالأنوار: ج 11 ص 107 ح 12.
33) بحارالأنوار: ج 15 ص 33 ح 48 نقلاً عن أبی الحسن البکری فی کتاب الأنوار.
34) الاختصاص: ص 109، بحارالأنوار: ج 11 ص 102 ح 8.